رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مات عشماوى.. الذى أعدم 1070 شخصًا

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

«الوفد» فى منزل الراحل لتقديم واجب العزاء

الحزن يخيم على الزاوية الحمراء لرحيل الرجل البار

 

مات حسين قرنى حسين الفقى، الشهير بـ«عشماوى»، بعد ان ازهق أرواح ١٠٧٠ شخصا على مدار سنوات عمله.  فى شهر مارس منذ ٤ سنوات أجرت «الوفد» حوارا متميزا مع «عشماوى» داخل شقته البسيطة بالطابق الثانى بحى الزاوية الحمراء.. عاشت «الوفد» يومين كاملين مع عم «حسين» وزوجته واولاده، رصدت خلالهما الطقوس اليومية التى يمارسها كل فرد فى اسرته.

التقت «الوفد» بعشماوى الانسان المختلف تماما عن «عشماوى» الذى يصاب الناس بالرعب من سماع اسمه.

شهدت «الوفد» مدى حب جيران عم «حسين» له، لوقوفه بجوارهم فى المحن، ولجوء اغلبهم اليه فى الصعاب.

نفذت «الوفد» تفاصيل حكم الاعدام، داخل شقة «عشماوي».

وكانت عدسة «الوفد» بصحبة الزميل محمد طلعت تسجل التفاصيل الدقيقة لعملية الإعدام.. وقد شهد «عشماوى» لى بأننى الوحيدة التى تمالكت أعصابها خلال هذه العملية، ما شجعنى على الحوار معه فى كل التفاصيل الدقيقة حول عملية الإعدام سواء قبل التنفيذ أو بعده. وحكى «عشماوى» ذكرياته الواسعة الممتدة عبر سنوات طويلة فى تنفيذ الأحكام، والتى بلغت ألفًا وسبعين حكمًا.

بدأ حسين قرنى حسين الفقى عمله فى أوائل السبعينيات ومهنته هى توصيل المتهم إلي حجرة الإعدام، وبعد ٦ سنوات بدأ عمله كمساعد حتى أصبح منفذا فى عام 1990، وخرج إلى المعاش عام ٢٠٠٧، لكنه استمر ٣ سنوات أخرى قام بتدريب ١٠ من أمناء الشرطة لهذه المهمة، للقيام بالعمل بها، كما درب فرقة مكونة من ٤ أفراد حضرت من الكويت خصيصًا بقيادة الأمير «باسل»، وتم ذلك ببرج العرب بالإسكندرية، وعرضوا عليه العمل معهم بالكويت لكنه رفض.

وروى «عشماوى» أول مرة أنه شاهد فيها تنفيذ الحكم كان فى قضية كبيرة وشهيرة فى أوائل السبعينيات، وهى سرقة قطار المعونة المتوجه للجنود المصريين بشرق القناة، وكان المتهمون ٥ أشخاص، مهمته حينها توصيلهم إلي غرفة الإعدام.

وروى «عشماوى» عن موقف طريف وقع أثناء تنفيذ حكم الاعدام على أحد المتهمين الذى ادعى أنه لا يسمع صوت الشيخ وطلب منه الاقتراب إليه حتى يسمعه وهو يلقنه وبمجرد اقترابه، التهمه المتهم من أنفه.

وعن أغرب شيء شاهده «عشماوى» فى عمله.. متهم قام ببيع أعضائه قبل تنفيذ الحكم عليه، لأنه يعول ثلاث بنات ولا يوجد عائل لهن فخشى عليهن من المشى فى الطريق السوء.

ومن أشهر القضايا التى نفذ فيها حكم الاعدام قضية الدخيلة فى برج العرب، المتهم فيها عزت حنفى وشقيقه حمدان، وقضية مقتل الفنانة وداد حمدى المتهم فيها متّى سبليوس، وقضية التجسس المتهم فيها إبراهيم سعيد وانشراح، اللذان تم عرض فيلم سينمائى بقضيتهما بعنوان (السقوط فى بئر سبع)، وقضية الفنية العسكرية، وقضية المتهم بقتل هبة ونادين.

وسرد «عشماوى» الأعمال الفنية التى شارك فيها، ومنها فيلم «لعنة الزمن» للفنان فريد شوقى،

وفيلم «القاتلة» للفنانة فيفى عبده، و«امرأة آيلة للسقوط» للفنانة يسرا، وبعد خروجى إلى المعاش شاركت فى فيلم «السفّاح» للفنان هانى سلامة، ومسلسل «سجن النساء» مع الفنانة روبى، ومسلسل «مريم» للفنانة هيفاء وهبى، وكان يتم انتدابى للعمل خارج البلاد.

انتقلت «الوفد» إلى منزل «عشماوى» لتقديم واجب العزاء، وقد خيم الحزن على المنطقة التى يسكن بها الراحل «عشماوى»، خاصة فى الشارع الذى يقع فيه منزله بحى الزاوية الحمراء.

وفى داخل الشقة التى كان يقطن بها «عشماوى» استقبلت أم أحمد زوجته، محررة ومصور «الوفد»، وقد بدا عليها الحزن الشديد، ودموعها تنهمر على خديها، قائلة راح سندى وعونى فى الحياة، كان سترنا وغطانا، وروت السيدة أم أحمد زوجة «عشماوى» أنه رحمة الله عليه، لم يصب بمرض أو تعرض لوعكة صحية، ولكنه قبل الوفاة بيومين شعر بإجهاد شديد وتم عرضه على الأطباء الذين أكدوا بعد إجراء التحاليل اللازمة أنه بخير وبصحة جيدة، ومر يومان على هذه الواقعة وبعدها صعدت روحه إلى بارئها.

وروت السيدة أم أحمد أن الفقيد الراحل جمع أبناءه وأحفاده واستبدل ثلاثة آلاف جنيه جديدة ووزعها عليهم جميعًا قبل أن يلقى ربه، قائلًا لهم: «قد لا تجمعنى الأقدار بكم خلال العيد».

وروت السيدة أيضًا، أن الفنان أمير كرارة طلب منه الاشتراك فى عمل فنى لشهر رمضان الحالى، وأبدى رغبته بالموافقة لكننى رفضت وطلبت منه أن يستريح معنا، ويكف عن العمل.

كما روت أم أحمد بعض المواقف النبيلة لزوجها «عشماوى» عندما كان يحضر إليه بعض طالبات كلية الاعلام لمساعدتهم فى أعمال تقديم كمشروعات تخرج، فقد كان يرفض أن يتقاضى منهم أموالًا، بل كان يعرض هو عليهم بعض النقود لإيمانه الشديد بما تفعله الطالبات فيما أكد أبناء عم حسين «عشماوى» أن والدهم تعرض لجلطة قبل وفاته بيومين، ولفظ أنفاسه الأخيرة بسبب الاصابة بهذه الجلطة.