أنفاق المحروسة تنتظر قطار التطوير
محافظ القليوبية: 20 مليون جنيه لرفع كفاءة 3 أنفاق مشاة
تعتبر أنفاق المشاة أحد الحلول المرورية الجيدة لعبور الطريق، وللحفاظ على حياة المواطنين ولكن فى السنوات الأخيرة تحولت تلك الأنفاق إلى مصدر رعب للمواطنين، حيث إن بعضها تحول إلى مأوى للمشردين والمدمنين، وأصبحت تشكل مصدراً للتهديد لهم خاصة السيدات والفتيات الصغيرات، ولذلك لجأت الكثير من الجهات والأحياء إلى تطوير تلك الأنفاق، بعد تعدد شكاوى المواطنين منها، ونستعرض فى السطور التالية نماذج لتطوير تلك الأنفاق داخل القاهرة الكبرى.
قال شوقى إبراهيم، 50 عاماً من سكان شبرا الخيمة، إن نفق المؤسسة فى العام الماضى كان بيتاً للأشباح، ووكراً لتجار ومتعاطى المخدرات، ويحدث بداخله فى منتصف الليل أفعال تنافى القيم الأخلاقية، ومن يقترب من سلالم النفق ليلاً كان يتعرض للاعتداء من قبل متعاطى المخدرات، الذين يقومون بسرقة متعلقاتهم وهواتفهم المحمولة وما يحملونه من أموال، واذا اعترض الشخص على سرقته، تعرض للإصابة بالسلاح الأبيض والتى قد تصل إلى القتل، وبعدها يفر الخارجون على القانون هاربين، ولذلك شن شباب المنطقة هجوما حاداً على حى غرب شبرا الخيمة، وتقدموا بشكاوى عديدة لمحافظ القليوبية بسبب تلك الأنفاق، وتم وضع أنفاق مشاة حى غرب شبرا الخيمة وهى: «نفق ناصر - ونفق النيل - ونفق الزراعة» فى خطة التطوير الخاصة بالمحافظة، وبالفعل تم تطويرها من حيث الشكل، إلا أن الكارثة التى أكدها الأهالى أن عمليات بيع وتعاطى المخدرات ليلاً عادت إليها مرة أخرى، خاصة فى «نفق ناصر - ونفق النيل» اللذين عادا إلى سابق عهدهما.
وطالب شوقى إبراهيم الجهات التنفيذية والرقابية بتشديد المتابعة وملاحقة تجار المخدرات، والقضاء على السرقات التى ما زالت تحدث داخل هذه الانفاق.
وأكد محمود عطية عضو مجلس النواب السابق، أن شبرا الخيمة يوجد بها ثلاثة أنفاق للمشاة أسفل خطوط السكك الحديد وكانت مهملة وبموجب خطط التطوير داخل الدائرة نقوم الآن بعمل صيانة للأنفاق الثلاثة، ليستخدمها المواطنون والاستغناء نهائياً عن المزلقانات أو الفتحات الصغيرة التى يستخدمها المواطنون لعبور خطوط السكة الحديد، وأضاف أنه عند إزالة الأجزاء التالفة من الأنفاق لإعادة صبها من جديد، حدث انفجار لمواسير الصرف الصحى داخل الانفاق وبالتحدث مع وزير التنمية المحلية ووزير الإسكان والعديد من الوزراء المختصين بهذا الشأن تمت الاستجابة للمطالب، وقمنا بالترميم وعمل قميص خرسانى للتجديد وكان من المفترض أن يتم إفتتاح الأنفاق الثلاثة فى العام الماضى ولكن حدث تأخير فى التنفيذ بسبب وجود مواسير للصرف الصحى تعوق حركة العمل، ولذلك زادت تكلفة الميزانية المخصصة لتجديد الأنفاق، حتى يتم صيانة خطوط الصرف الصحى المتواجدة أسفل قضبان السكك الحديد وداخل الأنفاق الثلاثة.
وأكد عبدالحميد الهجان، محافظ القليوبية، أن عملية تطوير ورفع كفاءة 3 أنفاق مشاة بحى غرب شبرا الخيمة (نفق ناصر - نفق النيل - نفق الزراعة) ستتكلف 20 مليون جنيه، ضمن خطة المحافظة لتطوير تلك الأنفاق، التى تمثل أهمية قصوى لعبور المشاة بميدان المؤسسة وميدان أحمد عرابى بشبرا الخيمة.
ومن القليوبية إلى الجيزة، كان يعانى سكان منطقة ميت عقبة من نفق المشاة الموجود أسفل محور 26 يوليو، وهو ما أكده أحمد حسن 42 عاماً من سكان الجيزة، وعضو بنادى الزمالك، مشيرا إلى أن نفق نادى الزمالك كان يمثل مشكلة كبيرة فى السنوات السابقة، ولم يكن أحد يستطيع أن يعبر من خلاله، حتى لا يعترض طريقه المتسولون والمدمنون، وبعد تقديم شكاوى عديدة وعرض اقتراحات مختلفة بين أعضاء نادى الزمالك، قام رئيس النادى السابق بتطوير النفق، وإبعاد الخارجين عن القانون عن محيط النادى، وجعله أكثر اماناً للمواطنين وأعضاء النادى، وبالفعل تحول النفق من مأوى للمتسولين ومدمنى المخدرات إلى متحف لعرض تاريخ النادى، وأبرز البطولات التى حققها طوال مشواره، وهى خطوة إيجابية من قبل إدارة النادى.
وفى نفس المحافظة يوجد نفق آخر حالته يرثى لها، وهو نفق إمبابة، الذى يعانى من تكدس مرورى وباعة جائلين يحتلون كل شبر فيه، وتمارس
اما حالة النفق نفسه فهى أسوأ مما يحدث فيه، حيث يعانى من التكدس المرورى دائما، وتقف السيارات عند مداخله ومخارجه، وهو ما يؤدى لإعاقة حركة السير فيه باستمرار، فى ظل غياب تام للشرطة عن تلك المنطقة، وفى هذا السياق قال سيد عطية 41 عاماً من سكان منطقة إمبابة، أن كوبرى النفق بإمبابة يعانى من الإهمال ومن تجاهل موظفى الحى، ومع سقوط الأمطار تحدث حالة من التكدس المرورى الشديد نتيجة انسداد ماسورة مياه الصرف المخصصة لصرف مياه الأمطار، بسبب تكدس أكوام القمامة، مؤكداً أن الأمطار تؤدى دائماً إلى انغمار الشارع بكميات كبيرة من المياه، ما يعوق حركة السيارات، ولا يتحرك أحد من المسئولين لشفط المياه أو تسليك ماسورة الصرف، لإعادة الحركة المرورية إلى طبيعتها، وطالب عطية محافظة الجيزة بتكثيف الرقابة على حى امبابة حتى يقوم بمهام عمله، وبسرعة نزول سيارات شفط المياه فى حالة سقوط الأمطار، خاصة فى منطقة النفق، الذى تتراكم فيه المياه بسبب الانحدار الموجود فيه، ولابد من منع تواجد الباعة الجائلين فيه لأن معظمهم بلطجية ويعترضون الفتيات والسيدات خاصة أن تلك المنطقة تضم عدداً من مدارس البنات.
وتعليقاً على هذا قال الدكتور حمدى عرفة استاذ الإدارة الحكومية والمحلية، إن هيئة الطرق والكبارى بالاشتراك مع الإدارات المحلية هى الجهة المنوط بها اعمال التطوير فى أنفاق الطرق، بالتعاون مع شركة المياه والصرف الصحى التابعة لوزاة الاسكان التى تقوم بأعمال صرف الامطار التى تتكدس فى الأنفاق إذا حدث انسداد فى مواسير الصرف المخصصة للأمطار داخل الانفاق، وأضاف أن وزارة البيئة وهيئة النظافة مسئولة بشكل يومى عن إزالة القمامة داخل الانفاق، بالتعاون مع الأحياء، قائلاً: «إن القانون هو الذى يقضى على ظاهرة الباعة الجائلين داخل الأنفاق، وتعطيل حركة المرور بداخله، والعقوبة الواردة فى القانون رقم 105 لسنة 2012 تعاقب بالحبس بمدة 6 شهور إلى سنة، أو دفع غرامة من ألف جنيه حتى 5 آلاف جنيه، اذا ثبت ان البائع يشغل مساحة داخل الانفاق بدون حصوله على رخصة من الحى التابع له النفق».
وأكد عرفة أن كاميرات المراقبة قادرة على منع بيع وتعاطى المخدرات داخل الأنفاق، ومن يختص بالاشراف على متابعة الكاميرات هى غرفة المحليات على مدار الـ24 ساعة، وتستطيع الإدارة المحلية وكل المحافظين ورؤساء الأحياء متابعة ما يحدث داخل الانفاق، وضبط الخارجين عن القانون حتى يستطيع المواطن أن يستخدم الانفاق كوسيلة أمان منعاً لوقوع حوادث طرق.