رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القمامة تحاصر الدائرى

أصبحت ظاهرة تراكم القمامة أعلى الطريق الدائرى وأسفله، تمثل صداعاً مزمناً لسكان المناطق القريبة منه، ورواد هذا الطريق، الذى يعد من أهم طرق القاهرة الكبرى وضواحيها، ومكاناً خصباً لإلقاء مخلفات المبانى، وغيرها من المخلفات على جانبى الطريق، ورغم وجود غرامات كبيرة فرضتها الحكومة على هذه الأعمال المخالفة، فإنها ما زالت مستمرة، ويعانى منها المارة على الطريق، والمقيمون حوله .

وفى هذا السياق قالت سعدية حسنى 32  عاماً من سكان منطقة الوراق، إن سلالم الطريق الدائرى القريبة من المنطقة اختفت معالمها بسبب تراكم تلال القمامة عليها، وبذلك تم حرمان أهالى المنطقة من عبور الطريق إلى الجانب الآخر، أو الوصول إلى مناطق فى محيط الطريق الدائرى بسبب قيام البعض بإلقاء القمامة على السلالم، لتكون بعيدة عن أماكن تجمع السكان، مؤكدة أنها تضطر يومياً إلى استخدام سلالم أقيمت بشكل بدائى للوصول للطريق الدائرى، لاستقلال وسيلة مواصلات إلى عملها، مضيفة أن سلالم الطريق الدائرى تحولت إلى أماكن لإلقاء القمامة ومخلفات مواد البناء، بواسطة سائقى عربات الكارو، دون مراعاة أنها الطريق الوحيد لنا للانتقال إلى أماكن عملنا، خصوصاً أنه لا يوجد حل آخر لتفادى تلك القمامة إلا باستقلال تاكسى، وهو ما يكلفنا الكثير جدا .

وأشارت إلى أن البعض يعتقد أن السكان هم المسئولون عن القمامة، ولكن للأسف هذا المعتقد خاطئ، فالمحلات المواجهة للسلالم تقوم بإلقاء مخلفاتها عليها، بينما يقوم "النبيشة" بفرز هذه المخلفات على السلالم، حيث يحصلون على ما يريدون، والبقايا يتم إلقاؤها على السلالم مرة أخرى .

وأكد يوسف أبوالعينين 55 عاماً موظف من منطقة الهرم بالقرب من الدائرى، أن مشهد الدخان الكثيف ذو الرائحة الكريهة، أصبح من أهم المشاهد المألوفة فى المنطقة، بل إنه أصبح زائرا ثقيلًا فى غرف النوم والمعيشة بشكل يومى، حيث يقوم نبيشة القمامة بحرق أسلاك النحاس، كما يطارد الدخان الناتج عن الحريق سائقى السيارات، فى شكل ضباب يحجب الرؤية أثناء القيادة على الطريق الدائرى، مخلفا عشرات الحوادث.

وكشف أبوالعينين، أن اهالى المنطقة عملوا جاهدين للقضاء على هذه الظاهرة التى تسببت فى أزمات صحية لعدد كبير من السكان، وأرسلوا عدة شكاوى إلى وزارة البيئة ومحافظ الجيزة وجهاز رعاية الطفولة والأمومة، والشرطة، فكانت النتيجة وعوداً فقط، وتدخلات مؤقتة بمنع الحرق، ثم نستيقظ اليوم التالى على نفس الرائحة الصعبة.

وقال محمد ابراهيم، 42 عاماً، من سكان منطقة بشتيل الدائرى، إن الدخان الأسود يطاردنا فى كل مكان ببشتيل حتى فى الحوارى التى لا تصلها الرياح، ولها تأثير ضار على الأطفال والأسر، ما أدى لقيام الأهالى بالتقدم بعدد من الشكاوى

للمسئولين، ولكنها كانت بلا جدوى، مؤكدا أن انعدام الرؤية بسبب الدخان، يتسبب فى كوارث سير كثيرة فى هذه المنطقة، حيت تحجب سحب الدخان الأسود الرؤية حتى 25 متراً، كما أن هناك العديد من الحضانات والمدارس القريبة من المكان، تحدث فيها حالات اختناق بسبب الدخان، مشيراً إلى أن الشرطة لا تحصل غرامات ضد سائقى سيارات النصف النقل التى تقوم بإلقاء القمامة على جانبى طريق بشتيل طوال اليوم، ولم يتدخل أحد لمنع نبيشة القمامة من حرقها ليلا وفجرا.

 واندهش إبراهيم من عدم قدرة الشرطة على التدخل رغم التقدم ببلاغات لقسم الشرطة، ومع ذلك لم يتواصل معهم أحد بعد ذلك.

وفى هذا الصدد قال حمدى عرفة خبير التنمية المحلية، إن الأجهزة الرقابية

المختصة بالعوامل البيئية تستطيع حل مشكلة القمامة خلال شهر فقط، وأن ملف القمامة ليس مسؤلية وزارة التنمية المحلية فقط، بل هو مسؤلية وزارة التنمية المحلية، ووزارة البيئة ووزارة الصناعة والتجارة، بالإضافة إلى الأحياء التابعة لكل المحافظة، مشيراً إلى أن ملف القمامة طبقَا للدراسات والأبحاث سيكلف الدولة 7 مليارات جنيه.

واقترح عرفة حلولاً جذرية للتعامل مع ملف المخلفات الصلبة فى مصر، حيث يحتاج الأمر إلى استمرار تطوير المنظومة والتقليل من كميات القمامة، لا بد من التعامل مع المخلفات البلاستيكية بشكل سريع، لما لها من أضرار جسيمة على صحة المواطنين، لأنها تسبب تسمم التربة والمياه الجوفية المتواجدة داخل الأرض، ولذلك فهناك اقتراح تحت مسمى "الرهنية" وهو أن زجاجات المياه والمياه الغازية البلاستيكية يتم وضع مبلغ مالى عليها صغير جنيه او نصف جنيه، كرهنية تُدفع للبائعين لإعادة الزجاجات مرة أخرى لهم حتى يتم التخلص منها،

بطريقة آمنة، بعيداً عن عشوائية مقالب القمامة، بل عن طريق الشركات المصنعة.