عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأم المصرية.. عطاء بلا حدود

بوابة الوفد الإلكترونية

أمهات أصبحن مثالا للصبر والكفاح، تخلين عن متع الدنيا دون انتظار مقابل، وضحين بأنفسهن من أجل إسعاد أبنائهن، وتحملن مرارة الأيام وقسوة الظروف، ولا ينتظرن فى يوم عيدهن هدايا، بل يكفيهن الشعور بمدى حب أبنائهن، وشكرهن بوجودهن إلى جوارهم كوجود الروح فى الجسد.

سيدات كثيرات يعملن بمهن شاقة كانت حكرا على الرجال، وأخريات ضحين بشبابهن وصحتهن وعمرهن لتربية أبنائهن وتعليمهن، رافعات شعار «الأمومة أولا »، فهن دائما يتحملن كل الصعوبات والمتاعب ليصلن بأبنائهن إلى بر الأمان.. وأكبر أحلامهن قبلة على الجبين أو كلمة «كل سنة وأنتى طيبة» من ابن بار.. تحية لكل «أم» كافحت وصمدت وتحملت مسئولية طفلتها المعاقة، أو صبرت على مرض طفلها المصاب بالسرطان، وأخرى طردت من منزلها وهى حامل ووجدت نفسها تلعب دور الأم والأب بمفردها.

ويأتى هذا اليوم تكريما واحتفاء بالأمهات المكافحات والمثاليات واعترافا بفضلهن وتقديرا لتضحياتهن، وإقرارا وعرفانا بجميل عطائهن، ووفاء بما قدمنه لأبنائهن وأسرهن.

«منى عمر»... تواجه المرض والوحدة «بعزم حديد »

الصبر والرضا شعارها فى مواجهة السرطان.. وجلسات التخاطب « تكلفتها عالية»

بعينين يفيض منهما الرضا، بدأت منى عمر، 32 عاماً، حديثها لـ«الوفد»، عن رحلتها مع علاج ابنها: «نأتى من محافظة القليوبية لمتابعة حالة ابنى» محمد، صاحب الـ 8 سنوات، وفى بعض الأحيان نقيم عند أحد الأقارب بامبابة، قررت أن أكون جيش ابنى الوحيد وسنده فى الدنيا، براتب شهرى 1700 جنيه أحصل عليه من عملى ممرضة فى أحد المستشفيات الخاصة، خاصة بعدما انفصل زوجى عنى بعد عامين من ولادة طفلى، حتى لا يتحمل مسئوليتنا، واضطررت إلى بيع كل ما أملكه، والعمل لساعات طويلة، لكى أوفر له حياة كريمة، حيث يعانى محمد من ورم فى المخ، وحصل الطفل طبقاً لبروتكول العلاج على 20 جلسة كيماوى، على مدار عام مجاناً، ثم أجرى جراحة لاستئصال الورم، بدأنا بعدها المتابعة مع المستشفى كل 3 أشهر ثم 6 أشهر، ثم كل عام، دون مشكلات والحمد لله، ونصحنى أطباء مستشفى ( 57357 ) بضرورة الاستمرار فى المتابعة حتى لا يعود الورم الخبيث مرة أخرى، بالإضافة إلى أننى كنت أذهب بالطفل 3 مرات أسبوعياً إلى أحد المراكز الخاصة ليخضع لجلسات التخاطب، وتكاليفها 100 جنيه فى الجلسة. مؤكدة أنها راضية، وتستمد الأمل من ابنها وأحلامه التى ليست لها حدود.. ثم عادت.. وقالت: رسالتى لكل أم أن تتمسك بالحياة والأمل فى الانتصار على صعوبات الحياة، والشفاء من المرض اللعين، وأن أبناءهن قد يكونون سبباً فى دخولهن الجنة.

صفاء مصطفى: أبنائى سر فوزى بلقب الأم المثالية.. والصبر «مالوش حدود »

عملت متطوعة فى مدرسة ابنتى 17عاماً.. وشهدت تتويجها بـ190 ميدالية

صفاء مصطفى عبدالجواد، 57 عاماً ، فازت بالمركز الأول على الجمهورية فى مسابقة الأم المثالية من محافظة الجيزة، وكان السبب فى فوزها بهذه الجائزة: زوجها وأبناءها.

وتقول صفاء مصطفى لـ«الوفد»: أنا متزوجة من 33 عاماً، وزوجى يعمل مهندساً، ونجلى محمود مصطفى خريج كلية الإعلام شعبة اللغة الإنجليزية وعمره 32 عاماً، ونجلتى «لبنى» 27 عاماً بطلة العالم والشرق الأوسط فى السباحة من «متلازمة داون »، ومثلت بلدها فى 4 بطولات عالمية فى 2006 و2016 و2017 و7 بطولات على مستوى مصر والعالم العربى والأفريقى، طبقا للتصنيف الدولى للإعاقات الذهنية، لتحقق أكثر من 190 ميدالية، وكانت أصغر لاعبة تحصل على المركز الأول فى إحدى المسابقات. مؤكدة أن عشقها للماء ساعدها على ممارسة السباحة وعمرها 6 سنوات، وهى تتمتع بإمكانيات غير مسبوقة مقارنة بذويها بأرقام مسجلة عالمياً.

وأوضحت صفاء أن تمارين السباحة بدأت مع لبنى فى سن العامين ونصف، لتنشيط مناعتها وتحسين عمل الرئة، وهو ما نصحها به الأطباء المتخصصون، كعلاج لمشاكلها الصحية، وأضافت: كانت تلك الخطوة بوابة ابنتى للبطولات.

وتتحدث صفاء  متفاخرة بابنتها بطلة السباحة، التى تم ترشيحها لتمثل مصر عالمياً، والتى كانت تشاركها كل خطواتها فى طريقها الصعب، مشيرة أنها تتمرن لمدة ساعة ونصف يومياً، وأتواجد معها فى كل مكان.

وأضافت: واجهتنى صعوبات كثيرة فى إلحاق ابنتى بنظام تعليمى معين، فغالباً ماكان الرفض من نصيبها، ولم أستسلم حتى وجدت مدرسة « تأهيل مهنى» بها فصل خاص بذوى الإعاقة، والتحقت للعمل بها كمتطوعة بلا أجر لمدة 17 عاماً لخدمة ابنتى والإعتناء بها وبزملائها فى نفس الفصل، وأيضاً نشر ثقافة الوعى باحتياجات ذوى الهمم، كما حصلت على كورسات كثيرة عن التخاطب وتنمية المهارات لكى يمكننى التعامل معها، وأرى أن واجبى يتمثل فى إسعاد الآخرين قدر الاستطاعة، لأن الله منحى زوجاً يؤمن بالقضاء والقدر، وظل سنداً لى فى الحياة، ليتولى معى مسئولية تربية الأبناء، إيماناَ بأن الإنسان فى الحياة يجب أن يكون صابراً على الدوام، وربنا أكرمنا وعوض صبرنا خيراً بأبنائنا المتميزين. معبرة عن سعادتها لحصولها على تكريم الأم المثالية.

وقالت: «الحمد لله، أكرمنى ربى على قدر تعبى وجهدى مع أبنائى كافحت لتربيتهم بمساعدة زوجى، وعملنا على تلبية مطالبهم قدر الإمكان، ليتلقوا أفضل تعليم، وصاروا مصدر سعادتى وقوتى فى الحياة وأغلى نعمة عوضنى الله بها خيراً، فتربية الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة تعادل وتزيد فى الأجر والثواب، لما تتحمله هذه الأسر من المشقة الزائدة التى ابذلها فى تربيتهم ومساعدتهم قدر المستطاع، مستشهدة بمقولة وزير الأوقاف: أن تربية الطفل المعاق تعادل أجر وثواب الجهاد فى سبيل الله.

ووجهت صفاء نصيحة لكل أم لديها ابنة معاقة أن تكون قوية وصلبة ولا تستسلم لليأس يوماً، لأن هذه منحة من الله، وعطية لازم نشكره عليها، ولا يصح أن نهمل فى رعاية الصغار، أو نفرط فيهم، أو نضر بصحتهم ومستقبلهم التعليمى.

«نيفين» و«آية» قصة كفاح ونجاح

نيفين سعيد، «موظفة »، لم تكن حياتها طبيعية مثل باقى زميلاتها، فقد اختارها القدر لتكون أملاً لذوى الاحتياجات الخاصة، لم تيأس

وتتركها لمصيرها، ولكنها صنعت معها قصة كفاح ونجاح جعلتهما نموذج يحتذى به فى الصبر والنجاح

وتقول نيفين: عيد الأم بمثابة تتويج لى، فهو اليوم الذى أحصل فيه على جائزتى السنوية من زوجى وابنىّ الاثنين، حيث احتفل به معهم، ولا أنتظر منهم شيئاً فوجودهم حولى أكبر هدية لها.

وأشارت الابنة «آية» إلى والدتها، قائلة: والدتى لم تكن أماً فقط، بل صديقتى الحميمة فقد كانت ومازالت أقرب إنسان لى، ومصدر سعادتى ودعمى المستمر، للمزيد من التميز والعطاء والاجتهاد المتواصل، كما أنها تحضر كل التمارين الرياضية معى وتتحمل الكثير من المشاق من أجل نجاحى، وأنا مطمئنة بوجودها بجانبى، وبالتأكيد تستحق أن تكون الأم المثالية فى عيد الأم.

ومن الفتاة لوالدتها والتى استهلت حديثها بهذه الجملة: أولادى أغلى من حياتى وأتمنى لهم التوفيق والنجاح، وتقول « الأم»: ابنى الأكبر عمره 24 عاماً ويعمل «محاسب»، وابنتى آية عمرها 20 عاماً، وهى ولدت معاقة، وقد اقترح أصدقاء العائلة إبقاءها وحيدة فى أحد المستشفيات لتلقى مصيرها الحتمى، ولكننا تمسكنا بالملاك الصغير، والآن صارت هذه الطفلة بطلة منتخبنا القومى الباراليمبى فى السباحة. واختتمت حديثها.. قائلة: «نفسى ربنا يوفق أولادى وأفرح بيهم».

صابرين عمر: أولادى مصدر سعادتى وقوتى.. والتكريم وسام أعتز به

الدكتورة صابرين عمر، أم لـ 3 أولاد، طبيبة بيطرية بمديرية الطب بالفيوم، نموذج ناجح ومشرف للمرأة المصرية التى تقدم خدمات جليلة لبيتها ووطنها وتعمل فى صمت، كرمها وزير الزراعة مؤخراً لتفانيها فى عملها، لتقدم نموذجاً للمرأة المصرية الدؤوبة فى عملها

وأوضحت: أحاول جاهدة التوفيق بين عملى وأسرتى، فأنا متزوجة، ورزقنى الله بـ3 أولاد، وهم: «ريناد ٧ سنوات، ومنه الله ٥ سنوات، وأحمد سنتين»، وعائلتى هى أغلى ما أملك فى الدنيا، وزوجى «عصام» يقدم لى هدية عيد الأم، بالإضافة إلى مساعدته لى فى تربية الأولاد، وسأظل داعمة لأسرتى ومواصلة للعطاء والعمل حتى آخر عمرى.

وأضافت: تخرجت عام 2012، وتم تعيينى عام 2015، طبيبة وحدة الناصرية البيطرية، ولم أتهاون فى عملى منذ ذلك الحين، رغم المخاطر الصحية التى أواجهها خلال فترة عملى، الذى يحتاج إلى المزيد من الوقت، لأن عملى لا يرتبط بساعات عمل محددة، وأضطر للعمل تحت أى ظرف، فكنت أذهب إلى المزارع لتحصين المواشى، للنهوض بالثروة الحيوانية، بينما يقع على عاتقى مسئولية حماية أسرتى من فيروس كورونا، ما يجعلنى أشعر بالخوف والقلق تجاههم.

مؤكدة أن تكريمها من قبل وزير الزراعة، فى يوم المرأة العالمى، هو وسام تعتز به، عندما أشاد بجهودها وإصرارها على مواصلة عملها بإتقان، كما أنها لا تنسى التشجيع الدائم والدعم النفسى لها من مديريها الدكتور أيمن عادل وكيل وزارة الطب البيطرى بالفيوم، والدكتور عبدالحكيم محمود، مدير الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والإشادة بمجهودها وتحفيزها لخدمة الوطن.

وناشدت د. «صابرين» كل امرأة التوفيق ما بين منزلها وزوجها وعملها.

سمر عبدالراضى.. «إيد» تتلفّ فى حرير

سمر عبدالراضى، نموذج للأم المكافحة، التى لم تترك زوجها كى يتحمل أعباء العيش بمفرده، فدخله لا يكفى للوفاء بتكاليف الحياة المرتفعة، لم تقف مكتوفة الأيدى تنظر إليه وهو يعانى بمفرده، لذلك قررت أن تستغل موهبتها، ويكون لها مشروعها الصغير الذى تعين به زوجها وأسرتها على أعباء الحياة، فهى أم لـ«3 أبناء»، اختارت بيع الفوانيس نشاطاً لها، وتخطت كل الصعاب والعوائق التى وقفت فى وجهها، حيث تقوم بتصنيع الفوانيس من الكريستال والخرز فى المنزل، وعلى نطاق ضيق وبتكاليف قليلة، وتبيعها بأسعار تبدأ من 45 حتى 75 جنيهاً. وقالت: «اعتمدت على نفسى، لكى أساعد زوجى فى متطلبات الحياة ومصاريف مدارس الصغار، وكل تعب الدنيا ميهمنيش طول ما أولادى بخير، وأحلى جملة بتسعدنى فى عيد الأم: «كل سنة وأنتى طيبة يا ماما »، والحمد لله المشروع يدر علينا دخلاً يكفينا ويجعلنا لا نحتاج لأحد، وأضافت ربنا يديم علينا السعادة والرضا.