عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا تخلى الغرب عن سيف الإسلام القذافي؟


يبدو أن سيف الإسلام القذافي ابن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي فقد كل مصداقية لدى الغرب كبديل لوالده ، بعد أن أكد الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقال مشترك عن الأوضاع في ليبيا نشروه مؤخرا في ثلاث صحف غربية أنه لا يمكن تصور أن يلعب شخص أراد قتل شعبه دورا في الحكومة الليبية القادمة ، في إشارة واضحة إلى سيف الإسلام وليس فقط إلى العقيد القذافي. فقد كان الغرب يرى في سيف الإسلام قبل اندلاع الاحتجاجات في ليبيا وجها مقبولا كخليفة لوالده بسبب ثقافته الأجنبية لاسيما إجادته التامة للغة الإنجليزية بعد أن أمضى فترات طويلة من حياته الدراسية في بريطانيا والنمسا.

ويرى المحلل السياسي الفرنسي بيير بيريجوفوا أن سيف الإسلام كان وجها مقبولا لدى الغرب كوريث للحكم بعد والده خوفا من سقوط ليبيا في براثن التيار الديني المتطرف خاصة وأن التقارير المخابراتية الغربية أكدت أن الليبيين يساهمون بقوة في تعزيز شوكة تنظيم القاعدة ، حيث يمثل الليبيون على سبيل المثال ثاني أكبر كتيبة جهادية في العراق بعد السعوديين ، فيما يعد الليبي أبو يحيي بمثابة الرجل الثالث في تنظيم القاعدة بعد بن لادن والظواهري.

ويضيف بيريجوفوا أن سيف الإسلام فقد القبول النسبي الذي كان يتمتع به لدى الغرب بعد أسبوع واحد فقط من اندلاع الاحتجاجات في ليبيا عندما توعد المحتجين في شرق ليبيا في كلمة تليفزيونية في 21 فبراير الماضي بأنهار من الدم ، بعد أن كان قد قدم نفسه للغرب على أنه من أشد المؤمنين بالديمقراطية وحقوق الإنسان.

وكان سيف الإسلام قد جذب انتباه الغرب للمرة الأولى عندما كرر كلمة "الديمقراطية" ثلاث مرات في بريطانيا في عام 2002 ردا على الإتهامات الموجهة لنظام والده بالديكتاتورية.

ومن جانبها ترى مجلة "لكسبريس" الفرنسية أن تصريحات سيف الإسلام التي توعد فيها الثوار بأنهار من الدم دمرت في دقائق معدودة ما جاهد في بنائه طوال 10 سنوات لتجميل نظام والده في أعين الغرب وتقديم نفسه كبديل معتدل بعد القذافي ليكون حائط صد قويا أمام التيارات الإسلامية المتطرفة في ليبيا.

وكان سيف الإسلام قد أكد في كلمته بينما كانت القوات الموالية للعقيد القذافي تقصف المحتجين بالأسلحة الثقيلة والطيران "أن الجميع في ليبيا يساند القذافي وعلى رأسهم القوات المسلحة" ، موضحا أنه لن يتم

التخلي عن القذافي وأن القتال سيستمر ضد المتمردين حتى آخر امرأة وآخر رصاصة".

وحتى عندما تذكر سيف الإسلام أن هناك كلمة إسمها ديمقراطية فإنه عاد ونسفها من جذورها في نفس اللحظة عندما أكد أن نظام والده سيحصل على نسبة 80 % لو تم تنظيم انتخابات في ليبيا.

وتقول "لكسبريس" إن الشىء الغريب في منطق سيف الإسلام هو أنه يحترم الديمقراطية ويمثل المعارضة والإصلاح في ليبيا طالما أن ليبيا تحت سيطرة والده أما لو طالب الشعب الليبي بحقه في الديمقراطية واختيار من يحكمه في انتخابات حرة ونزيهة فإن لغة السلاح والتهديد والوعيد والتحريض يكون لها اليد العليا في منطقه.

وتعكس التصريحات التي أدلى بها سيف الإسلام في 3 مارس الماضي عدم إيمانه الحقيقي بالديمقراطية التي كان يروج لها في الغرب .. حيث يقول سيف الإسلام في هذا الصدد "عندما تسير الأمور في البلاد بشكل جيد فأنا المصلح والمعارض ولكن عندما يتجاوزون الخطوط الحمراء فسأقوم بإلقاء الحذاء على رؤوسهم".

وقد كان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني واضحا تماما في رفض الغرب لسيف الإسلام كبديل لوالده عندما تناول المعلومات الصحفية التي تحدثت عن اقتراح تقدمت به عائلة القذافي لقيادة مرحلة انتقالية في ليبيا.

وقال فراتيني في هذا الصدد عقب اعتراف إيطاليا بالمجلس الوطني الإنتقالي كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي بحضور على العيسوي مسئول العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي في 4 أبريل بالعاصمة الإيطالية روما "إن نظام طرابلس لم يعد لديه مستقبل في ليبيا وعلى القذافي أن يتنحى لأنه لم يبق أمامه وأمام عائلته سوى مغادرة ليبيا".