رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصراتة.. رحلة الهروب من الموت

مصراتة.. رحلة الهروب من الموت  - أرشيف

قوات القذافى تقتحم البيوت وتسرقها وتختطف الأطفال وتعتدى على النساء، هذه كانت صرخة سناء، إحدى الليبيات الهاربات من جحيم قوات القذافى فى مصراتة فور وصولها إلى ميناء بنغازى شرقى ليبيا على متن أحد مراكب الصيد.

وأوضحت سناء وهى تحاول لملمة حروف الكلمات التى فرقها البكاء، أن مرتزقة القذافى أضحوا يستبيحون المناطق التى لا تخضع لسيطرة الثوار إرهابا للسكان ومنعهم من مساندة من يحاولون تحرير ليبيا من طغيان القذافى.

وأضافت:أن قاطنى المدينة لايستطيعون مغادرة منازلهم حتى لشراء الخبز خشية الوقوع ضحية القناصة الذين ينتشرون فى المناطق السكنية..مشيرة إلى أنها لم تتمكن من رؤية أختها المريضة قبل الهروب من المدينة.

وقال العقيد عبد الحق،الذى قاد مغامرة نقل المؤن إلى مصراتة والعودة ببعض السكان إلى بنغازى،إن القذافى وقواته يستهدفون كل مركب يقترب من ميناء المدينة،وأن مركبه تعرض للقصف عند دخوله الميناء.

وأوضح عبد الحق أنهم لم يتمكنوا من إجراء فحص لماكينة المركب قبل مغادرة المدينة حيث تعرضوا للقصف مرة أخرى..وقال:إن قوات القذافى كانت تعلم بأنه يحمل مدنيين إلا أنها استمرت فى القصف،ولم يمكن تحت ضغط القصف من حمل مؤن رحلة العودة.

وأشار أحد أفراد طاقم المركب،أنهم اضطروا لدفع الفارين إلى داخل المركب ،ما عرضهم لمخاطر تعرضهم للاصابة بكسور فى محاولة لإنقاذهم من الموت بقذائف القذافى .

وأوضح أحمد،أحد الهاربين من جحيم مصراتة، أنه وأخوه كانا من المفترض أن يكونا معا على متن المركب الذى أبحر إلى بنغازى ،إلا أن أخاه لم يتمكن من اللحاق بالرحلة بسبب قصف القذافى للميناء..متمنيا أن يكون أخوه مازال على قيد الحياة،وأن يلحق بالرحلة التالية.

وكانت آخر من غادرت المركب الطفلة هند، ذات العشر سنوات، التى أبت أن تغادر إعتقادا منها أنها مازالت فى مصراتة،وأخذت تردد "القذافى يخطف الأطفال".. ولم تغادر المركب إلا عندما أكدوا لها أنها فى بنغازى بعيدا عن مرتزقة القذافى .

ووجهت أسرة الطفلة نداء للمجتمع الدولى بالتدخل بسرعة لمنع القذافى من قتل سكان المدينة.

وبعد شهرين من الحصار والعنف مازال الثوار يقفون أمام القذافى وجرائمه فى مصراتة

والتى تعدت حد الوصف،ويحاولون بكل ماأوتوا من قوة نقل سكان المدينة إلى بنغازى وتزويد المدينة بالعتاد والمؤن عن طريق مراكب صيد بسيطة ..فهل يتحرك المجتمع الدولى لوقف مذابح القذافى الوحشية؟.

ومصراتة هي ثالث مدن ليبيا وتقع علي البحر المتوسط عند الحافة الغربية لخليج السدرة على خط عرض 22،32 شمالا وخط طول 06،15 شرقا ، وتبعد عن مدينة طرابلس 208 كم شرقا، ويبلغ مجموع سكان شعبيتها (مصراتة وزليطن وبني وليد)حسب التعداد العام للسكان العام 2006 نحو 129،543 نسمة..وتلقب مصراتة بذات الرمال لوجود حزام من الكثبان الرملية العالية المتكونة من عمليات المد البحري عبر آلاف السنين تمتد من شرقها حيث قرية قصر أحمد والتي يوجد بها ميناء قصر أحمد .

وكان لمصراتة دور كبير في حركة الجهاد في بداية الغزو الإيطالي فكانت أحد أهداف إيطاليا الاستعمارية احتلال مصراتة لموقعها الجغرافي وتمركز المجاهدون بها بقيادة رمضان السويحلي،الذي استلم من بعده دفة القيادة أخواه أحمد وسعدون السويحلي، وقد كان سعدون من أبطال معركة المشرك التي استشهد فيها..وشهدت مدينة مصراتة العديد من معارك الجهاد وأهمها معركة رأس الطوبة ومعركة شهداء الرميلة، وحدثت بها بعض أسوأ جرائم الاحتلال الإيطالي وهي جريمة مذبحة "حوش آل ماطوس"..وقد تأسست فيها أول جمهورية عربية (الجمهورية الطرابلسية) وكان صاحب فكرة تأسيسها المجاهد رمضان السويحلي بعد معركة القرضابية الشهيرة.