عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تقارب مصر مع إيران رسالة للإمارات

على أكبر صالحى
على أكبر صالحى

لا يمكن بأى حال من الأحوال فصل الزيارة الحالية لوزير الخارجية الايرانى "على أكبر صالحى" لمصر ، وما سبقها من أنباء غير مؤكدة عن زيارة "قاسم سليمانى" قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى للقاهرة ،

وغيرها من التصريحات الإيجابية المتبادلة بين القاهرة وطهران ودعوة "مرسى" للرئيس الايرانى " أحمدى نجاد" للمشاركة فى القمة الاسلامية بالقاهرة قريبا ، عن الأزمة الاخيرة بين مصر والإمارات وبعض دول الخليج الاخرى . فمنذ انتخابه رئيسا لمصر فى يونيو الماضى ، حرص الرئيس المصرى "محمد مرسى" على إرسال عدد من الرسائل المهمة فى الخارج ، حيث قام بزيارة للصين ، فى أول جولة خارجية غير عربية له ، وتحدث "مرسى" عن إمكانية اقامة علاقات مع إيران ، بل إنه زار  طهران وشارك فى قمة دول عدم الانحياز . وفى الوقت نفسه زار السعودية ، المنافس الإقليمى والخصم اللدود لإيران فى المنطقة .

الدعم الخليجى

كما حرص مرسى فى الأشهر القليلة الماضية على طمأنة دول الخليج والتحدث عن العلاقات الاستراتيجية معها ، وأن أمن الخليج من أمن مصر وغيرها من رسائل الطمأنة والود ، ويبدو أن "مرسى" يسعى لـتأمين مساعدات تلك الدول الاقصادية فى ظل الظروف الصعبة للاقتصاد المصرى . وبينما كان "مرسى" يغضب إيران بين الحين والآخر بتصريحات مناهضة للرئيس السورى "بشار الأسد" حليف إيران ، إلا أنه كان حريصا فى كل المواقف ألا يقطع الخيط مع طهران ، بل ترك الباب مواربا لإمكانية إقامة علاقات قوية مع هذا البلد ، المعادى الأول لإسرائيل وأمريكا وحلفائهم من دول الخليج .

خلية الإخوان فى الإمارت

ومنذ أيام قليلة تفجرت الأزمة بين مصر والامارات العربية بعد اعتقال 15 مصريا فى الإمارات بتهمة انتمائهم للإخوان المسلمين والسعى لزعزعة نظام الحكم هناك ، وعلى إثر هذا الحادث سافر وفد رفيع المستوى إلى الإمارات للافراج عن المعتقلين المصريين ، ولكن الوفد عاد بخفى حنين ، ولم ينجح فى مهمته ، كما فشل وزير الخارجية "محمد كامل عمرو" فى الحصول على وساطة السعودية فى الأزمة مع الإمارات ، خلال زيارته منذ أيام إلى الرياض . وفى ظل هذ الوضع المعقد والذى اعتبره مرسى

تحديا من دول الخليج لحكمه ولجماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى لها ، وفى ظل ما تردد عن دور تآمرى للأمارات وبعض دول الخليج الاخرى لأسقاط حكم مرسى والاخوان فى مصر ، وتصريحات " ضاحى خلفان " رئيس شرطة دبى المستمرة والمعادية للإخوان المسلمين ولمرسى ، كان لابد للرئيس "مرسى" أن يلوح بكارت ايران ( بعبع الخليج) ، حيث أن هناك نزاع تاريخى بين الامارات وايران حول مجموعة من الجزر فى الخليج . ومما لاشك فيه أن كارت إيران رابح فى ظل موقف الخليج من الوضع فى مصر .

كارت رابح

ومن المؤكد أن إقامة علاقات قوية بين طهران والقاهرة يصب فى مصلحة مصر وايران ، ويلحق الاذى بالخليج . والحقيقة أن إقامة علاقات مع إيران خطوة تأخرت كثيرا من جانب السلطات المصرية ، بسبب ارتماء النظام السابق فى أحضان أمريكا . فقد بدأت التحذيرات  تخرج من تل أبيب ، وزاد القلق والهواجس من التقارب المصرى الايرانى . وهو ما يؤكد أن استقلالية مصر فى توجهاتها وعلاقاتها ستكون سر قوتها فى المرحلة المقبلة ،  وعندما تتقارب مصر من ايران، فإن ذلك لا يعنى أنها ستخسر أمريكا والخليج ، بل سيزداد  دعم الخليج وامريكا لمصر وسيسعون من اجل التقارب للقاهرة ، وهكذا تكون إدارة السياسة الخارجية ، باستخدام كل الكروت المتاحة ، فى الأوقات المناسبة ، فالسياسة لا تعرف لغة العواطف ، بل تعرف لغة المصالح.