رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وراء كل جريمة .. خلافات أسرية

سلسال الدم الأسرى لا يزال يجرى .. والأبناء أول الضحايا

 

< خبراء="" :5="" أسباب="" وراء="" الجرائم="" الاسرية ="" فى="" مقدمتها="" تراجع="" الوازع="">

 

<  خبير:="" الضمير="" الحى ="" أقوى="" من="" القانون="" فى="" التصدى="" لجرائم="">

 

«أب يجرد طفلته الرضيعة من ملابسها بأحد شوارع الدقهلية فى عز البرد القارس، محاولًا إشعال النيران فيها»..  واقعة أدمت قلوب ملايين المصريين مؤخرا، وكارثة جديدة أضيفت لقائمة طويلة من الجرائم الأسرية، التى تتوالى مع كل طلعة شمس، ودفتر أحوال جرائم الاسرة مليء بالمأسي، التى تحول معها عش الزوجية، إلى سلخانة ليس فيها سوى العذاب والدم والدموع والألم..  فقبل ايام من هذه واقعة ذبح زوج زوجته  الثلاثينية بسبب عبارة «اشتغل يا عواطلي» فلم يتحمل الزوج العبارة، وكان الذبح هو الوسيلة التى لجأ إليها للتخلص من زوجته.

 وفى « الوادى الجديد» قتل زوج ستينى زوجته بالساطور، بسبب كثرة الخلافات بينهما، فقطع ذراعها ورجلها ومزق رأسها مستخدما ساطورا من المطبخ ، فماتت على الفور داخل غرفة النوم.

 وشهدت منطقة حلوان مقتل فتاة على يد والدها وشقيقها، بسبب خلافات أسرية بينهم، فيما شهدت منطقة السلام مقتل سمسار على يد زوجته وعشيقها، حتى يتمكنا من الزواج، وفي منطقة النزهة ، قتل زوج  زوجته وألقى جثتها فى الشارع بسبب خلافات حول حمل المجنى عليها، كما لقيت طفلة مصرعها على يد والدتها التى تعمل صيدلانية، وتمكنت مباحث قطاع شرق القاهرة من القبض على المتهمين.

وشهدت  منطقة بدر، جريمتى قتل، الأولى مقتل ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية، وقتل عامل عديله بإطلاق النار عليه، بسبب اعتداء القتيل على زوجة المتهم بالضرب نتيجة خلافات أسرية سابقة فى إمبابة،

كما اصطحب تاجر أقمشة بمدينة الخصوص أطفاله وتوجه بهم إلى أحد أقاربهم وتركهم برفقتهم وعاد إلى منزله فقام بغلق الباب وأطلق الأعيرة النارية صوب زوجته لشكه فى سلوكها بسبب الخلافات الزوجية بينهما.

فيما شهدت قرية الرملة بمدينة بنها، جريمة قتل مأساوية، عندما أقدمت ربة منزل بإلقاء طفلتها من شرفة الطابق الرابع ثم قامت بإلقاء نفسها إلا أن «حبل الغسيل» أنقذ حياتها تم نقلها للمستشفى، وتبين إصابها بمرض نفسى وتلقيها العلاج منذ فترة.

فيما أنهى مدرس لغة إنجليزية بمعهد الفتيات الأزهرى بمنطقة الحريش فى الفيوم حياة زوجته وأولاده الأربعة ليتخلص من تهديدات شركائه فى التنقيب عن الآثار بقتلهم واغتصابهم، فبادر بقتلهم باستخدام ساطور لاعتقاده فى جدية التهديدات، كما ألقى عامل زوجته من الطابق الثالث فى محكمة الأسرة ببركة السبع بالمنوفية، بسبب خلافات أسرية ووجود قضايا منظورة بينهما، تم نقل الزوجة إلى المستشفى فى حالة خطيرة، وبتوقيع الكشف الطبى عليها تبين إصابتها بكسور فى الحوض واشتباه بنزيف داخلى، كما رصدت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية واقعة تعذيب زوج زوجته بالمرج، وتعوده منذ زواجهما التعدى عليها بالضرب وتعذيبها، والتى أنجبت منه 3 أطفال، وقيام الزوج بالاشتراك مع زوجته الأولى بتعذيبها وإجبارها على قتل أنجاله الثلاثة بدعوى شكه فى نسبهم له، وقيامه بمساعدة زوجته الأولى بالتخلص من جثثهم بمكان غير معلوم لها، وتبين من التحقيقات أن المتهم أغرق أطفاله الثلاثة وألقى بهم فى «الرشاح» حتى لا يتم العثور على جثثهم.

كما ذبح طبيب زوجته وأطفاله الثلاثة فى ليلة رأس السنة داخل مسكنهم ببرج عمر بن الخطاب فى كفرالشيخ، لوجود خلافات أسرية بينهم، كما شهد مركز ميت سلسيل بالدقهلية، أول أيام عيد الأضحى المبارك، جريمة قتل الطفلين، عندما اصطحبهما والدهما للاحتفال بالعيد داخل الملاهى، ليظهرا بعد 18 ساعة من اختفائهما جثتين طافيتين بمياه النيل فى مركز فارسكور بمحافظة دمياط، التى تقع على بعد 30 كيلومترا من مكان الاختفاء، حيث تخلص من طفليه باقتيادهما بالسيارة إلى مكان الواقعة أعلى كوبرى فارسكور، وألقى بهما من أعلى الكوبرى بمجرى النيل فسقطا ولقيا حتفهما غرقا، وذلك على إثر خلافات زوجية لمنعه من التصرف بأمواله على رفقاء السوء وكذلك تعثره المالى وتعاطيه المواد المخدرة.

كما وقعت مذبحة أسرية شهدتها منطقة الحوامدية بالجيزة، حيث قتل فران 3 من أفراد عائلته وأصاب 3 آخرين بالأعيرة النارية، بسبب خلافات عائلية متعلقة بالميراث، وفى البساتين، أنهى سائق حياة طفلتيه وتخلص من زوجته بطعنات، وعلل ارتكابه الجريمة بضيق الحال وكثرة طلبات زوجته، ما دفعه إلى قتلها وذبح طفلتيه خوفا على مستقبلهما، وشهدت منطقة إهناسيا ببنى سويف جريمة قتل بشعة عقب قيام عاطل بطعن والده بالسكين إثر وقوع مشادة كلامية بينهما حيث حاول الأب منع نجله من شرب المخدرات ودخوله المنزل فى وقت متأخر ومصاحبة أصدقاء السوء وعدم البحث عن العمل، كما انهال شاب على والدته بحى الهرم بالطعنات بالسكين حتى فارقت الحياة، وتوجه إلى مسجد قريب من منزله للصلاة، وتبين أنها رفضت مساعدته فى مصروفات الزواج، كما وقعت جريمة بشعة فى إحدى قرى محافظة قنا، قام فيها مزارع بقتل أولاده الخمسة وشقيقته، وأطلق عليهم النار، كما شهدت منطقة الخصوص بمحافظة القليوبية واقعة دموية داخل أحد منازل الزوجية، حيث قتل زوج زوجته لإنجابها بنتين توأم، وفى برج العرب بالإسكندرية، تعمد زوج تشويه نجلته بمياه النار انتقاما من والدتها التى رفضت العودة له عقب طلاقها، بسبب وجود خلافات بينهما، وفى منطقة سيدى جابر عثرت سيدة على جثة امرأة فى العقد الثالث من عمرها مقطعة إلى نصفين ومفصولة الرأس وتم وضعها فى برميل داخل صندوق قمامة بمساكن تعاونيات سموحة، وتجرّد رجل من كل مشاعر الإنسانية، ليقتل زوجته بعد دقائق قليلة من تناولهما طعام السحور بسبب مشادة كلامية نشبت بينهما، حيث اتهمها بأنها على علاقة بصديقه، فرفضت وأنكرت تلك الاتهامات، فنشبت بينهما مشادات كلامية انتهت بقتلها، فيما تجردت زوجة من كل مشاعر الإنسانية وقتلت زوجها حرقاً بإشعال النيران فيه حياً، حيث استغلت نومه لتشعل النيران فى الشقة، ما تسبب فى وفاته، انتقاماً منه بسبب خلافات أسرية، كما تجردت ابنة من كل مشاعر الرحمة والإنسانية فى ثانى أيام شهر رمضان، بعدما طعنت والدتها فى محافظة الإسماعيلية بطعنتين نافذتين بالظهر بسبب خلافات بينهما على عودة الابنة إلى طليقها، كما قامت ربة منزل بقتل ضرتها فى أطفيح، بإشعال النار بها، بسبب الغيرة، وفى محافظة الشرقية، أقدم عامل على قتل طفلته البالغة من العمر 9 سنوات؛ إرضاءً لـ«زوجته الثانية».

5 أسباب

أكدت  الدكتورة إيمان عبدالله، استشارى العلاقات الأسريه ، أن انتشار جرائم الأسرة  يعود إلى عدة أسباب أهمها: العوامل الاقتصادية والضغوط النفسية والإدمان وضعف الوازع الدينى والدفاع عن الشرف..  وقالت: كشفت الكثير من الدراسات الاجتماعية والنفسية أن أكثر الجرائم الأسرية بين الأزواج، تنبع من الرجل الذى يعتقد أن شريكته غير مُخلصة أو تُحاول إنهاء العلاقة، كما أن الإناث غالبًا ما يتعرضن لسوء المعاملة المُتزايد بعد إنهاء العلاقة، والغضب والعنف وعدم حل الخلافات الأسرية وتأجيل حلها، وغياب القدوة الذى يؤدى إلى القتل، لافتة إلى أن أى جريمة لها مقدمات عند حدوثها ولها نتائج تترتب على الفعل يتحملها فى الغالب الأبناء.

  وأكدت»عبدالله»، أن الأشخاص الذين لا يشعرون بقيمة الأبوة، بسبب عدم تربيتهم غير السوية منذ الصغر، فضلا عن العنف الذى كانوا يتعرضون له، وبالتالى تُصبح نشأتهم على هذه الطريقة، كما أن المرض النفسى من أقل النسب التى تدفع الأب إلى قتل الأبناء، و الأسباب الأكثر هى تعرضه لتربية غير سليمة وضغوطات نفسية كثيرة فى حياته وأيضا الفقر، مطالبة باتباع أسس التربية الصحيحة وتفريغ الطاقة السلبية داخل الطفل، وتنمية المهارات لديه وتوجيهه وتقويمه بحيث لا يظل جالسا طول الوقت أمام الإنترنت، ويبقى عُرضة لكل ما يُعرض أمامه دون فتلرة، وكذلك نشأته منذ الصغر على الترابط الأسري، وخلق حوار راقِ بين الأب والأم والأولاد، وتعليمه الرياضة والقراءة، حتى يصبح رجلا سويا عند الكِبر، لافتة إلى أن الله هذب سلوك الإنسان باتباع الدين، ومن لديهم ضعف الوازع الديني، يترتب عليه انحلال للقيم، يؤدى إلى الخيانة و التسلط والتملك وانتهاك للخصوصية والسيطرة، مما يترتب عليه فقدان للعقل لحظة الغضب واختلال الإرادة والإدراك، وينتج عنه جريمة لا شعورية.

وترى استشارى العلاقات الاسرية، أن إدمان نوع من أنواع المخدرات يلعب دورا فى انهيار سلوك الأسرة، ويترتب عليه عمليات قتل دون إدراك، كما أن عدم احترام الزوجين لبعضهما البعض يترتب عليه تسلط مصحوب بالقسوة، لافتة إلى أن هذه هى العوامل التى تنتج عنها الجريمة، فالجريمة لا تأتى فجأة بل تأتى بالتدرج، بعد عدم ضبط النفس واتباع الأخلاقيات والسلوكيات وعدم وجود حوار مشترك بينهما، ينتج عنه عدم تنظيم للحياة الزوجية، مطالبة بتفعيل منظومة الحياة الزوجية التى أمرنا بها الله وهى المودة والرحمة والسكن والدفء، وعدم تعظيم منظومة المادة، بالإضافة إلى أن القتل ليس ظاهرة عامة بل هى حالات فردية ولفئات قليلة فى المجتمع.

 خلل نفسى

 ريهام عبد الرحمن محاضرة بمجال الإرشاد الأسرى والتطوير الذاتى،   أكدت أن انتشار جرائم العنف والقتل وخاصة العنف الأسرى فى المجتمع يرجع فى المقام الأول لغياب الوازع الدينى والضمير؛ فضلا عن عدم شعور بعض الآباء بقيمة الأبوة بسبب تربيتهم غير السوية منذ الصغر.. وتقول»هناك نوعان من التربية وكلاهما غير سوى؛ اولا تربية تقوم على العنف وكبت الآراء مما يجعل الطفل صاحب

شخصية ضعيفة، وغير قادر على تحمل المسئولية، ثانيًا: تربية تقوم على الحماية الزائدة والتدليل المفرط،  وبالتالى وجود شاب مدلل لا يتحمل أعباء الحياة الزوجية ومتطلباتها،  وتضيف « العلاقة الزوجية تقتضى فى المقام الأول تحمل كل من الطرفين مسؤولية الآخر، ولكن ما نجده اليوم من انتشار الجرائم والعنف داخل الأسرة، سواء بتعذيب الأطفال وضربهم أو تعرضهم للقتل من جانب الآباء، يرجع فى الأساس الأول، لخلل نفسى فى شخصية الأب مرتكب الواقعة وذلك بهدف الانتقام من الأم والرغبة فى إيذاء مشاعرها وذلك بسبب كثرة الخلافات بينهما، كما نجد أن أحد الآباء قد يتصف بالنرجسية، والأنانية وبالتالى حب التملك والخوف الزائد مما يدفعه لقتل أبنائه اعتقادا منه بأن ذلك سيحميهم، فضلا عن الاكتئاب وتعاطى المخدرات، ومحاولة الهروب من الواقع والمسؤوليات الملقاة على عاتقه كل هذا من الأسباب التى تدفع للقتل.

وواصلت: «التصدى لهذه الظاهرة السلبية يبدأ من  التوعية من جانب رجال الدين والإعلام والمتخصصين بالصحة النفسية، بأهمية الأسرة ودورها فى المجتمع وتوعية الشباب المقبلين على الزواج بأهمية تحمل المسئولية فى الحياة الزوجية؛ والحرص على تربية الأبناء تربية إيجابية بمنعهم من الجلوس على الانترنت لفترات طويلة؛ الامر الذى يدفعهم لادمان الالعاب الالكترونية وبالتالى انعزالهم عن العالم المحيط بهم وإصابتهم بتبلد المشاعر والانانية، فتصبح شخصياتهم غير سوية فى التواصل مع الآخرين، ولكن استبدال تلك الالعاب بممارسة الرياضة، وحفظ القرآن الكريم ومشاركة الآباء فى تحمل المسئوليات والمهام المنزلية، فالشخصيات الايجابية فى المجتمع نتاج أسرة تعبت وسهرت فحصدت ذرية صالحة، مصداقا لقول الله تعالى:- وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِى خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الأعراف

 

عقوبة منعدمى الرحمة فى قلوبهم

قال عبدالهادى عبد الرحمن، محامى بالاستئناف العالى ومجلس الدولة، وحاصل على ماجستير فى القانون العام، إن جرائم الأسرة تحتاج إلى اهتمام علماء النفس وليس القانون، وذلك لوجود جرائم غير طبيعية،لافتًا إلى أن المسألة ليست قانونية بحتة، ولا تحتاج إلى تغليظ أى عقوبات، فالردع القانونى موجود بالفعل بحسب قانون العقوبات المصرى، كما أن هناك حالات قتل تصل العقوبة فيها إلى الإعدام.

وتابع «عبد الرحمن»، أن القانون قسم جرائم القتل ٣ أنواع هى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ويكون فيه المتهم بيّت النية، وعقد العزم، وإحضار أداة الجريمة، ثم ارتكبها، وتصل فيه العقوبة للإعدام شنقاً، جرائم القتل التى يقوم فيها المتهم بالقتل بدون ترصد بإشهار سلاح نارى أو سكينة، ثم قتل المجنى عليه، دون تحضير نية مسبقة، وتصل فيه العقوبة إلى المؤبد، والنوع الثالث هو القتل الخطأ دون قصد، وتصل العقوبة من شهر إلى سنة مع غرامة مالية، وتنطبق على جميع الجرائم، سواء كانت أسرية أو غيرها.

ولفت «عبدالرحمن»، أن مواد قانون العقوبات، تحمى الأطفال من جرائم الأب والأم والأقارب، حيث أن جريمة قتل طفل تقع تحت طائلة قانون العقوبات، والقاضى الذى يفصل فى مثل تلك القضايا، عندما يجد أن من قام بالقتل هو الأم أو الأب، أو من الأقارب، يختار الظرف المشدّد من العقوبة، أى يوقع عليه أقصى عقوبة فى القانون الجنائى لتلك الحالة، حتى يكون ذلك رادعاً للمجتمع، والعقوبة القانونية التى تتعرّض لها الأم أو الأب فى تلك الجرائم تختلف من حالة إلى أخرى، فإذا ثبت أمام القضاء قيام أحدهما بقتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، يحكم عليه بأشد عقوبة جنائية، وقد تصل إلى الإعدام أو المؤبد، وربما يلجأ القاضى إلى نص المادة 17 بقانون العقوبات لتقل العقوبة إلى السجن 15 عاماً، وفقاً لملابسات القضية، مشيرًا إلى أن إهمال علاج الطفل أو تعذيبه جريمة يعاقب عليها القانون، حيث أن الأطفال الذين يموتون نتيجة الإهمال، ومن ذلك إهمال علاج الطفل أو تغذيته، أو تعرّضه لمخاطر أدت إلى إصابات متعددة، فعلى الطبيب الذى يستقبل طفلاً به إصابات فى طوارئ المستشفى أن يحرر محضراً لذويه، لأنه ربما تكون تلك حالة من اثنتين، أما إهمال، حيث لم يعتنوا بالطفل ويبعده عن مسببات الخطر، أو تعذيب متعمد للطفل، وفى كلتا الحالتين يتعرض ذووه للعقوبة القانونية.

 غياب الوازع الدينى

قال الشيخ محمد رمضان، عالم أزهري، إن الأسرة هى نواة المجتمع، والأساس الذى يقوم عليه المجتمع، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وأن تفككت أواصر الأسرة أثر ذلك سلبًا على الأفراد والمجتمع، لذا اعتنى الإسلام بالأسرة وتقوية أواصر المحبة بين أفرادها وحمايتها مما يعسف بها، مؤكدًا أن الإسلام اهتم كثيراً بالعلاقة العاطفية بين الزوجين، نظراً لتأثيرها الحسى والنفسى فى استقرار الحياة الزوجية، حيث يؤدى عدم الاهتمام بها أو وضعها فى غير موضعها إلى تكدير صفو حياة الزوجين وإصابتهما بالاضطرابات النفسية، بل إن فشل التفاهم العاطفى بين الزوجين يؤدى إلى تدمير العلاقة الزوجية.

 وأوضح «رمضان»، مواجهة أسباب الخلاف الأسرى تبدأ بالتربية الصحيحة، والتى تبدأ من طاعة الله ورسوله والسير على التعاليم الإسلاميه، ولكن كثيرا من الرجال يطلب حقه وينسى واجباته، وهذا خلل فى مطلب العدل، وكثير من النساء لا ترى فى زوجها عند الخلاف إلا كل نقيصة، وتنسى الخير، بالإضافة إلى غياب المصارحة وروح التفاهم والمناقشة، وبمرور الأيام تؤدى إلى حياة روتينية مملة تؤدى إلى الانفصال أو نشوب الخلافات الأسرية، والتى يتذكرون حينها الزلات والهفوات وليس المحاسن بينهما، ومن أخلاق الخلافات الزوجية فى الإسلام خلق العفو، إذ يقول سبحانه وتعالى « وأن تعفو أقرب للتقوى ، فليعف كل صاحب حق من الزوجين عن الآخر.

وأختتم كلامه قائلًا:» يجب على الأزواج عدم الابتعاد عن الأخلاق الإسلامية أثناء الخلافات الزوجية، ومنع سيطرة مشاعر الغضب أو الرغبة فى الانتقام أثناء الخلافات وعدم الحرص على المصلحة الشخصية حتى لا ينتج صراعا بلا أخلاق و نزاعا وحشيا لا آدمي يخلو من معاني النبل والشرف، ومن أهم أخلاق الخلافات الزوجية، أن يجعل الزوجان كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نبراسا لهم ومنهاجا فى لحظات الخلاف، ولا يتركا أنفسهما نهبا للقيل والقال، فإن شرع الله كله خير.