رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السوشيال ميديا.. «فخ» لاصطياد الفتيات

صفحات وهمية للتوظيف للنصب على الراغبات فى العمل

 

مع تفشى فيروس كورونا، لجأت العديد من الفتيات إلى السوشيال ميديا بحثًا عن العمل والرزق الحلال، لا يتوقعن أن شياطين الإنس يتربصن بهن، وينتظرون الفرصة التى من خلالها ينصبون شباكهم للإيقاع بضحاياهم، من خلال إنشاء صفحات وهمية على «فيس بوك» يعلنون من خلالها عن أعمال وهمية، وفور أن تتقدم الواحدة منهن للوظيفة، تجد نفسها فريسة، وتكتشف أن مثل هذه الصفحات ما هى إلا ستار لشبكة دعارة أو لشباب يريدون استقطاب الفتيات.

وكانت واقعة التعدى على طالبة كلية الطب خير مثال لما يحدث على السوشيال ميديا، حيث فكرت الفتاة فى العمل كمربية أطفال، وقامت بعمل إعلان على شبكة الانترنت، وما أن شاهدها الشيطان حتى تسلل لها، وعرض عليها العمل.

فرحة عارمة شعرت بها الفتاة بعدما تمكنت من الوصول لباب الرزق، ولا تعلم أن الشيطان يتخذ من هذا الباب ستارًا له، وبمجرد أن دخلت شقته لإجراء المقابلة، والحديث عن تفاصيل العمل حتى قام باغتصابها.

وقال الشيطان الذى يعمل سائقًا لرجال أمن الجيزة: إنه شاهد إعلان عبر شبكة الإنترنت لفتاة ترغب فى العمل كجليسة أطفال، فتواصل معها عبر الهاتف واتفق معها على رعاية بناته مقابل مبلغ 3 آلاف جنيه، وفور وصول الطالبة إليه هاجمها، وعندما رفضت وضعت السلاح على رقبتها واغتصبها.

هذه الضحية لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فهى مثال لكثير من الفتيات اللائى وجدن فى السوشيال ميديا ضالتهن للبحث عن عمل، وأصبحت هذه الوسائل التقنية هى وسيلتهم للعثور على فرصة عمل، لذلك نجد الكثير من الفتيات إما يقمن بالإعلان عن رغبتهم فى العمل على «فيس بوك»، ومنهن وأخريات يتابعن الصفحات الخاصة بعرض الأعمال على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى.

وقالت سعاد فتحى، طالبة جامعية، إن السوشيال ميديا كان بمثابة طوق النجاة لكثير من الشباب والفتيات، حيث استطاعوا العمل من منازلهم بعد قرارات الحكومة بشأن «كورونا»، وأشارت إلى أن العمل أون لاين من المنازل وعن بعد، كان السبيل الوحيد للكثير من القطاعات، ولكنه فى المقابل كان سلاحًا ذا حدين، حيث تعرضت كثير من الفتيات للاستغلال أو محاولات الإيقاع بهن لممارسة الأعمال المنافية للآداب.

ونوهت إلى أن غالبية الصفحات التى تدعو لممارسة الحرام، غير معروفة وبأسماء وهمية، ولهذا يكون من الصعب على الضحايا استعادة حقوقهن.

وقالت هويدا حمدى، طالبة جامعية، إنها كثيرًا ما تشاهد الإعلان عن وظائف منزلية للفتيات، ومع بحثها عن حقيقة هذه الصفحات اكتشفت بأنها صفحات وهمية، وعلمت أنها مجرد عملية استقطاب للحرام، وكغيرها من الحسابات الخاصة بمتخصصين العلاقات الأسرية، ومعظمهم من شياطين الإنس، وبمجرد أن يعلم الشخص منهم خصوصيات الفتاة، يحاول اجتذابهن لطريق الرذيلة.

وأشارت هويدا إلى أن ضحايا الإعلانات الوهمية على السوشيال ميديا ليس من الفتيات فقط بل من الشباب أيضاً، فكثير منهم تكبد أموالًا باهظة نظير التقديم لمثل هذه الوظائف المزيفة، وبعد ذلك يفاجئون بإغلاق هذه الصفحات دون سبب ويفشلون فى محاولة الوصول للقائمين الأساسيين على هذه الصفحات.

3 سنوات.

قال كريم الدهراوى، الخبير القانونى، إن مع النمو المستمر للثورة المعلوماتية التى يعيشها عالمنا ويشهده حاضرنا وواقعنا أصبحنا نواجه العديد من الأخطار والمشكلات التى تنشأ بشكل تلقائى، مع أى تطور تقنى وحضارى، وبدخول الإنترنت إلى عالمنا وتمكين جميع الفئات من الناس، الكبير والصغير والجاهل والمتعلم دون رقابة أو قيود.

وأضاف الخبير القانونى أنه فى ظل هذه الظروف تفشت وانتشرت عدة ظواهر سلبية منها النصب والسرقات والأعمال المخلة بشكل ملحوظ على الشبكة العنكبوتية، ومن أخطر تلك الظواهرة تلك الإعلانات الوهمية التى تقوم باستقطاب الفتيات الأكثر احتياجًا للمال، وذلك من خلال إعلانات وهمية، التى عادة ما يتم الإعلان من خلالها عن توفير وظائف بمرتبات مغرية ومجزية، وذلك للعمل كمربيات أو جليسات أطفال والعمل على رعاية المسنين أو العمل بالمنازل.

وتابع: يتقدم لتلك الوظيفة عشرات الفتيات ويتم استغلالهن ودعوتهن لأعمال الفسق والفجور وأعمال الدعارة وذلك بإغرائهن بتقديم عروض بمبالغ مالية مغرية وكافية لسد جميع احتياجاتهن، الأمر الذى يمثل جريمة وفقًا للشرع والقانون، وبالنظر إلى ما نص علية قانون العقوبات المصرى من توصيف لتلك الإعلانات الوهمية وما بها من جرائم نجدها تتمثل فى عدة جرائم وهى جريمة النصب والاحتيال، وجريمة التحريض على الفسق والفجور، وجريمة تسهيل أعمال الدعارة.

وأردف: تصل العقوبة فى جريمة الفعل الفاضح المخل بالحياء العام وإنشاء صفحات وهمية لجذب الفتيات لممارسة الأعمال المنافية للآداب، إلى الحبس ثلاث سنوات، فوفقًا للمادة 1 من قانون مكافحة الدعارة رقم 10 لسنة 1961، «كل من حرض شخصًا ذكرًا كان أو أنثى على ارتكاب الفجور أو الدعارة أو ساعده على ذلك أو سهله له، وكذلك كل من استخدمه أو استدرجه أو إغواه بقصد ارتكاب الفجور أو الدعارة يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة من مائة جنيه إلى ثلاثمائة جنيه»، كما تنص المادة 14 من ذات القانون على أن «كل من أعلن بأى طريقة من طرق الإعلان دعوة تتضمن إغراء بالفجور أو الدعارة أو لفت الأنظار إلى ذلك، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على مائه جنيه.

 

حرام شرعًا

وعما إذا كانت هناك ضوابط فى الدين الإسلامى تحكم التعامل على صفحات السوشيال ميديا، قال الشيخ محمد عبدالعال، إمام مسجد، إن استعراض صور السيدات على الفيس أو متابعة النساء وحساباتهن الشخصية من خلال إنشاء

صفحات وهمية هدفها الخارجى الإعلان عن الوظائف، والخفى هو التعرف عليهن واستقطابهن، حرام شرعًا، مؤكدًا أن التطلع على صفحات السوشيال وغيرها من تطبيقات التواصل الاجتماعى فى إطار الفائدة العام والدنيوية فلا مانع منه، ولكن إذا تسبب فى فتنة فهو الحرام نفسه.

وبشأن الحسابات الوهمية التى تخفى وراءها كوارث أخلاقية، قال «عبدالعال» إن إنشاء مثل هذه الصفحات إذا كان فى إطار مصلحة الفرد فلا مانع، خاصة إذا كانت الفتاة لا ترغب أن يكتشفها أحد، ولكن إذا استخدمت فى الخداع والاستقطاب فهذا حرام.

وأشار إلى أن انشغال أولياء الأمور بأكل العيش وسد احتياجاتهم الأسرية سهل على مستخدمى الإنترنت استقطاب الشباب والفتيات عبر «فيس بوك» لممارسة بعض التجاوزات غير الأخلاقية، منها الحب الحرام والابتزاز الجنسى، ويزيد الأمر سوءًا مع الأبناء الذين يعانون التفكك الأسرى.

وقال الشيخ «عبدالعال» إن تدافع العشرات من الشباب وراء صور الفتيات الفاضحة على السوشيال ميديا يرجع إلى أسباب اقتصادية، منها البطالة، والتطرف الزائد وعدم وجود توعية أخلاقية بسبب ضعف المناهج التعليمية فى المدارس والجامعات، بجانب الدور الأخطر لوسائل الإعلام فى نشر مفاهيم خاطئة، ولهذا لابد على جميع مؤسسات الدولة التكاتف للحد من انتشار التجاوزات على «فيس بوك»، ولابد أن يقوم أولياء الأمور بمساعدة أبنائهم على اختيار أصدقائهم، ومتابعتهم دراسيًا وتنشئتهم تنشئة دينية وغرس القيم والمبادئ السليمة فى نفوسهم.

 

أستاذ صحافة وإعلام يوضح طرق اكتشاف الصفحات الوهمية

قال الدكتور مرزوق العادلى، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج، إن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، فكثيرًا من شبابنا يبحثون عن العمل من خلاله سواء شباب أو فتيات، وغيرهم ممن يواصلون أعمالهم منزليًا عن طريقه، فضلًا عن الباحثين الذين يعتمدون على الإنترنت فى الاستعانة ببعض الإحصائيات والمراجع.

وأشار «العادلي» إلى أن هناك فئة من الشياطين الذين يحاولون البحث عن فرائسهم من خلال تتبع صفحات الفتيات، ويدعون أنهم أطباء نفسيون أو استشاريون علاقات أسرية وغيرها من المفاتيح الشيطانية، لاصطياد الفرائس من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.

وتابع: من خلال بعض الإعلانات الوهمية على «فيس بوك» يحاول الفرد منهم استقطاب فتاة تبحث عن لقمة العيش الحلال، ولهذا لابد على بناتنا الحذر الشديد من السوشيال ميديا وهناك بعد المدلولات من خلالها تستطيع تقييم الصفحة.

وأضاف: أولى الخطوات التى لابد على الفتيات اتباعها خلال بحثهن عن العمل على السوشيال ميديا، الاستعانة بصفحات سبق لها التجارب الناجحة من خلال زميلاتها، حيث إن التجربة هى خير دليل على أنها ليست صفحات وهمية، كما يجب أن تعلم جيدًا أن الاستفسار عن خصوصياتها بشكل مكثف من مسئول الصفحة والخوض فى طلبات الصور الشخصية مفتاح لاستقطابها، كما يجب تصفح الصفحة الخاصة التى تعرض الإعلان عن العمل عما إذا كانت صفحة عامة وعليها شخصيات معروفة أم لا؟

وقدم أستاذ الإعلام نصيحة أخيرة للفتيات اللاتى يبحثن عن العمل من خلال الإنترنت بقيامهن بإنشاء صفحة باسم غير اسمها الحقيقى والتقدم بها للوظائف المعلن عنها، وهذا فى حالة شكها فى صاحب الصفحة وعدم تأكدها، وفى حالة اكتشاف عدم جدية صاحب الصفحة تكون الخسائر قليلة، حيث قدمت نفسها له باسم مزيف وحتى إذا قام باختراق الصفحة فهى لا تعينها فى شيء، خاصة أنها ليست صفحتها الأساسية أو اسمها الحقيقي.

وقال «العادلى» إن حالة الفتاة التى قدمت نفسها للعمل كمربية على الفيس وتعرضها للاغتصاب وارد تكراره مرارًا، إذا لم تنتبه الفتيات لمثل هذه الصفحات الوهمية، مشيرًا إلى أنه ليس الضحايا من الفتيات فقط، بل من الشباب أيضاً فكثير من الصفحات تعلن عن وظائف ويتقدم الشباب ويتكبدون رسوم التقديم لأناس يكتشفون بعد ذلك بأنهم مجرد «نصابين».