رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مخلفات مستشفيات العزل.. الموت فى انتظار من يقترب

المستشفيات تنتج 300 طن يوميًا ومخلفات المنازل أكثر خطورة

 

الفيروس الموجود فى الكمامات والسرنجات والبدل الواقية لا ينتهى إلا بالحرق الآمن

 

تحذير من إعادة تدوير الكمامات والقفازات على يد «نباشين القبور»

 

منذ بداية ظهور فيروس كورونا فى أوائل العام الماضى، أصبحت مكافحة هذا الفيروس بشتى الطرق والوسائل هى الشغل الشاغل للعالم أجمع، ولكن التجربة أثبتت أن هناك خطرًا أكبر من خطر الفيروس نفسه، وهو المخلفات الناتجة عن العزل، التى يمكن أن تحول هذه المستشفيات إلى بؤرة لنشر الفيروس، ورغم أن هناك مستشفيات تتبع الطرق السليمة فى التخلص من هذه المخلفات، فإنها يمكن أن تتحول فى مستشفيات أخرى إلى كارثة قد تودى بحياة الآلاف وتؤدى لنشر المرض، هذا بالإضافة إلى المخلفات المنزلية التى تعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى لحظة مسببة الآلاف من حالة الإصابة.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية تحتوى مخلفات المستشفى على كائنات مجهرية قد تكون مضرة، ويمكنها نقل العدوى إلى المرضى والعاملين الصحيين وعامة الناس المترددين على المستشفيات، وقد تشمل المخاطر المحتملة الأخرى انتشار كائنات مجهرية مقاومة للأدوية من مرافق الرعاية الصحية إلى البيئة

وطبقًا لإحصائيات وزارة الصحة تنتج المستشفيات فى مصر نحو 300 طن يوميًا، خاصة بعد ظهور حالات فيروس كورونا المستجد، وتستعرض «الوفد» فى السطور التالية طرق مواجهة ذلك الخطر وآراء الخبراء والمسئولين فى كيفية الوقاية من انتشار خطر العدوى نتيجة تلك المخلفات الخطرة.

وفى هذا الصدد أوضح الدكتور عبدالرحمن المهدى مدير عام مستشفى أم المصريين بالجيزة، أن عملية جمع مخلفات مصابى فيروس كورونا داخل غرف العزل بالمستشفى، تقوم على أسس احترازية شديدة، كما أن كافة العمال المتعاملين مباشرة مع مخلفات المرضى يرتدون بدلة الوقاية بكامل مستلزمتها، من الأوقية الاحترازية التى تساعد على الحماية من انتقال المرض، ثم بعد ذلك يتم تجميع تلك النفايات فى مكان مغلق محكم لا يتواجد به أحد إلا وهو مرتدى الأوقية الاحترازية، ويشرف على ذلك متخصصون فى السلامة البيئية داخل المستشفي.

وبعد ذلك يأتى دور إدارة النفايات التابعة لمديرية الصحة المتخصصة فى جمع نفايات المرضى والتخلص منها بشكل أمن، ويتم نقل تلك المخلفات الطبية عن طريقها، ثم تقوم بحرقها والتخلص من وجودها على الأرض بمعرفة إدارة النفايات بوزارة الصحة والسكان.

وأكد «المهدي»، أن إصابة الاطقم الطبية ليس لها علاقة بمستلزمات مرضى كورونا، بل هم أفراد فى هذا المجتمع مثل باقى الشعب معرضين للإصابات، بل إنهم أكثر عرضة للإصابة بسبب تعاملهم المباشر مع المرضى، ولذلك يجب أن يكونوا أحرص على اتخاذ الإجراءات الاحترازية والاهتمام بوسائل الحماية من انتقال العدوى من النفايات أو المستلزمات داخل غرف العزل بالمستشفيات.

وأضاف قائلًا: «ممنوع زيارة مصابي كورونا تحت أى ظرف من أهل المريض أو المقربين للمصاب» مطالبًا الجيش الأبيض الالتزام بكل التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية، من حيث الحفاظ الدائم على نظافة اليدين وتعقيمهما قبل وبعد الكشف على المرضى واستخدام الأقنعة الواقية التى توفر لهم جزءًا من الحماية حرصًا على حياتهم وحياة المصريين جميعًا.

ونصح مدير مستشفى أم المصريين، المواطنين بعدم إلقاء الكمامات والقفازات فى الشوارع حتى لا تصيب الأطفال أو الأشخاص المتجولين فى الطرق، أو جامعى القمامة، حيث إن طريقة التخلص من تلك المخلفات بشكل سليم هى تمزيقها ووضع «الكلور» عليها، ثم نضعها فى سلة المهملات حتى لا تصيب أشخاصًا قد تكون مناعتهم الجسدية أقل، فهم أكثر عرضة لانتقال المرض إليهم، ودائمًا استخدام الكحول عند التصافح أو التعامل مع الآخرين والحفاظ على التباعد حرصًا على تفشى مرض كورونا.

 

مخلفات المنازل أخطر

من جهته أشار الدكتور محمد أحمد أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، إلى أن الآلاف من القفازات والكمامات والبذلات الواقية والسرنجات الطبية المستخدمة فى غرف عزل مصابين فيرس كورونا داخل المستشفيات تتجه يوميًا إلى سلال المهملات عن طريق عمال متخصصين فى جمع تلك النفايات، حيث يقوم الأطباء وطواقم التمريض بعد كل معاملة مباشرة مع مريض باستبدال المستلزمات الطبية بأخرى جديدة معقمة تحت إشراف وزارة الصحة والسكان، مؤكدًا أن مخلفات عزل المصابين بوباء كورونا داخل المستشفيات تعتبر مخلفات طبية خطرة وشديدة العدوى، لذلك يجب التعامل مع هذه المخلفات بإحراقها فى محارق مخصصة، وفى أماكن مختلفة عن تلك المخلفات العادية، بسبب شدة خطورتها، ويفضل أن تبعد عن الكتلة السكنية حرصًا على سلامة المواطنين موضحًا: «أن فيروس كورونا المتواجد فى القفازات والكمامات والبدل الواقية والسرنجات الطبية المستخدمة فى غرف العزل يقضى عليه عند دخوله المحرقة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة».

وأوضح الدكتور «أحمد»، أنه فى بداية الموجة الأولى لفيروس كورونا قامت وزراة الصحة والسكان بعمل العديد من الإعلانات الإرشادية عن كيفية التواصل مع الآخرين، والتعامل مع مخلفات مصابى فيرس كورونا، ونشطت إدارة مكافحة العدوى داخل جميع المستشفيات على مستوى الجمهورية حول كيفية التخلص الآمن من تلك المخلفات بالتعقيم والحرق، من خلال المتخصصين التابعين لوزارتى الصحة والبيئة، وتكمن المشكلة الكبرى فى مخلفات كورونا بالعزل المنزلى الذى لا يشرف عليها أحد أو يقوم بجمعها متخصصون فى القضاء على وباء كورونا، ووضعها فى تلك المحارق المخصصة لحرق النفايات العادية، بالإضافة لمخلفات الأشخاص المتجولين بالشارع وأمام المستشفيات «الكمامات والقفازات والمناديل الورقية وجميع المستلزمات الشخصية»، مطالبًا بالتخلص من تلك المستلزمات عن طريق تعقيمها أولًا بالكلور أو الكحول، ثم تمزيقها لمنع إعادة تدويرها مرة أخرى من قبل نباشين القمامة معدومى الضمير المتخصصين فى جمع الكمامات من الشوارع والأرصفة وإعادة تدورها، مقترحًا طريقة التخلص من أدوات مصابى كورونا بالمنزل عن طريق وضعها فى كيس بلاستيك محكم الغلق يتم تعقيمه قبل الغلق بالكلور، ثم الكتابة عليه بأنها مخلفات مريض كورونا خطيرة العدوى حتى يحذر من يقوم بالتعامل مع تلك المخلفات المنزلية.

ونصح أستاذ الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، بتخصيص أطباق وأكواب زجاجية لمصابى كورونا فى العزل المنزلى، حتى يسهل غسلها وتعقيمها مرة أخرى، منعًا لخلق أزمة بيئة عن طريق نقل العدوى من جامعى مخلفات القمامة بالشوارع.

 

طرق علمية

وكان طارق العربى مدير مشروع إدارة المخلفات الطبية والإلكترونية بوزارة البيئة، قد صرح سابقًا بأن كل المستلزمات الطبية بعد استخدامها تعتبر من المخلفات التى يجب التعامل معها بشكل علمى، حتى لا تسبب أى أضرار بيئية، قائلًا: «بدأنا العمل مع وزارة الصحة، حيث جرى تدريب مسئولى النفايات فى المنشآت الصحية التابعة للوزارة، على كيفية التعامل مع المخلفات الطبية فى كل المستشفيات والمنشآت الطبية».

وأوضح فى تصريحاته، أن هناك عمالة متخصصة فى التعامل مع هذه النفايات، ونقلها إلى المحطات الخاصة للتخلص منها، وذلك من خلال النقل المباشر عن طريق وزارة الصحة، أو عن طريق شركات خاصة لديها تصريح رسمى بهذه

الأعمال، التى تتطلب مواصفات خاصة للنقل بطريقة علمية وسليمة، وأيضًا النقل عن طريق سيارات لها موصفات قياسية محددة.

وتابع «العربى»، أن هذه المخلفات يجرى نقلها إلى محطات المعالجة، والعمل داخل هذه المحطات يجرى بناء على طريقين، إما الحرق المباشر، على أن يجرى دفن الرماد الناتج عنها فى مدافن صحية مخصصة، أو يجرى فرمها وتعقيمها، وبعد ذلك يعاد استخدامها كوقود بديل فى مصانع الأسمنت، وكل طريقة حسب نوع هذه المخلفات، والبرنامج ممول بشكل كامل من البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، ومرفق البيئة العالمى.

 

النموذج الأفضل

ومن الناحية التشريعية أكد أيمن أبوالعلا عضو مجلس النواب، أن الجهود المبذولة من الدولة المصرية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، ستظل النموذج الأفضل الذى يستهدف صحة وسلامة المواطنين، حيث التكاتف بين جميع مؤسسات الدولة المصرية، والتعاون من أجل الحفاظ على المواطنين وسلامتهم وصحتهم، وتطبيق الإجراءات الاحترازية الواجبة وعدم الاستهانة مثلما فعلت حكومات دول أخرى وانتشر الوباء فيها بنسب كبيرة.

وأضاف «أبو العلا»، أنه فى ضوء هذه الجهود التنفيذية، يبذل القطاع الطبى بمختلف مستوياته جهود هائلة بالمستشفيات التى تقدم الخدمات الصحية، من أعمال علاج وعزل، من خلال كافة الأطقم الطبية بمستوياتها المختلفة، وهو ما لاقى إشادات كبيرة من كافة قيادات الدولة المصرية، والمواطنين الذين أطلقوا عليهم جيش مصر الأبيض مع توفير العديد من سبل الدعم المعنوى والمادى.

وأوضح عضو مجلس النواب، أن الأدوات الصحية المستخدمة فى أعمال العلاج والعزل، وأيضا المستلزمات الطبية للأطقم الطبية، ينتج عنها نفايات كثيرة، تتطلب التخلص الآمن لها حتى لا تكون مثار عدوى جديدة لمواطنين آخرين، خاصة أن ملف النفايات الطبية فى مصر شابه خلال السنوات الماضية بعض أوجه التقصير، ومن ثم فالتخلص الآمن منها فى ضوء مواجهة كورونا، لا بد أن يكون بصورة مختلفة وآمنة بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، حتى لا تكون سبيلًا للعدوى من جديد، والدولة المصرية التى قدمت نموذجًا فى المواجهة بكل تأكيد سيكون لديها العديد من الرؤى والأفكار التى من شأنها تحقيق هذه الأهداف، باتباع الوسائل الآمنة فى التخلص من هذه النفايات.

وأخيرًا أكد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن نفايات الرعاية الصحية هى جميع النفايات الناتجة عن مرافق الرعاية الصحية والمختبرات الطبية، ومرافق البحوث الطبية الحيوية، وكذلك النفايات من مصادر ثانوية أو متفرقة وعلى الرغم من أن المستشفيات تنتج الجزء الأكبر من نفايات الرعاية الصحية من حيث الحجم، إلا أنها تشكل جزءًا صغيرًا من إجمالى عدد المصادر وتشكل المعالجة والتخلص غير السليم من نفايات الرعاية الصحية مخاطر جسيمة لانتقال الأمراض الثانوية بسبب التعرض للعوامل المعدية بين ملتقطى النفايات، والعمال فى مجال النفايات، والعاملين فى المجال الصحى، والمرضى، والمجتمع بشكل عام حيث يتم التخلص من النفايات بشكل غير صحيح.

وأوضح التقرير أن الحرق فى الهواء الطلق والحرق بدون مراقبة كافية للتلوث يعرض عمال النفايات والمجتمع المحيط بها إلى ملوثات سامة بسبب انبعاثات الهواء والرماد، ويظهر تقييم بيانات معدل توليد النفايات من جميع أنحاء العالم أن نحو 0.5 كجم لكل سرير فى اليوم يتم إنتاجه فى المستشفيات، ومع ذلك، فإن هذا الرقم، والتكوين الأساسى للنفايات، يختلفان اختلافًا كبيرًا حسب السياق المحلى، حيث تولد البلدان ذات الدخل المرتفع مستويات أعلى بكثير من النفايات والمواد البلاستيكية، على سبيل المثال، غالبًا ما تشكل أكثر من نصف جميع النفايات الطبية. بسبب هذا التنوع الهائل، لا يوجد حل واحد أفضل للتعامل مع النفايات الطبية.

ويمكن تصنيف نفايات الرعاية الصحية وفقًا للتصنيفات العامة التالية: نفايات الأدوات الحادة والنفايات المرضية والنفايات المعدية الأخرى والنفايات الصيدلانية بما فى ذلك النفايات السامة للخلايا والنفايات الكيميائية الخطرة والنفايات المشعة والنفايات العامة (غير الخطرة).

وبشكل عام، ما بين 75 و90 فى المائة من النفايات التى تنتجها مرافق الرعاية الصحية هى نفايات عامة غير خطرة وغير معدية، وهى قابلة للمقارنة بالنفايات المنزلية، أما النفايات المعدية فهى نفايات يُشتبه فى احتوائها على مسببات الأمراض (البكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو الفطريات المسببة للأمراض) بتركيز أو كمية كافية لتسبب المرض فى المضيفات الحساسة.

 

ارقام*معلومة

-15% من مخلفات منشآت الرعاية الصحية مواد خطرة يمكنها نقل العدوى، أو قد تكون سامة أو مشعة طبقًا لوزارة الصحة.

-300 طن نفايات طبية يوميًّا لكل مستشفيات مصر منذ ظهور حالات الإصابة بفيروس كورونا طبقًا لوزارة الصحة.

-0.5 كجم ينتجها استهلاك الفرد من النفايات الطبية اليومية هو المعدل العالمى طبقًا لمنظمة الصحة العالمية.