رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصار القامة.... عظام القيمة!

بوابة الوفد الإلكترونية

«يولد النجاح من رحم الألم والمعاناة»، كلمات تلخص حال أغلب «صناع التحدى»، ممن لديهم إرادة قوية وقدرات خاصة، لا تعيقهم أى قيود، حققوا نجاحات مبهرة فى مجالات عديدة، وحولوا نظرات الشفقة إلى انبهار بإبداعاتهم ومهاراتهم الفائقة، ليثبتوا أن الإرادة والعزيمة والإصرار هى السبيل الوحيد للنجاح وتحقيق الطموحات.

وبعد محاولات مضيئة تمكن الأقزام أخيرا من تحقيق حلمهم وإدماجهم فى قانون حقوق ذوى الاحتياجات الخاصة، التى أقرته الحكومة، وتم إصداره مؤخرًا، ورغم أهمية هذه الخطوة التى ينتظرها 150 ألف قزم، ممن يحلمون بحياة كريمة، بعد أن استطاعوا بالصبر والاجتهاد والكفاح أن يصنعوا من إعاقتهم شعاع نور وأمل يمرون منه نحو المستقبل، إلا أن هناك عدة معوقات أبرزها عدم السماح للأقزام بقيادة السيارات، وأيضاً المشكلات الصحية للأطفال المصابين بـ«التقزم» وما يصاحبها من أمراض القلب أو الرئتين أو الكليتين أو تشوهات العمود الفقرى، بخلاف المشكلات النفسية والحياتية أيضاً.

 

 

منتخب لكرة القدم ومركز أول فى الكاراتيه والبقية تأتى

أبطال خارج دائرة الضوء

أبطال من نوع مختلف، نجحوا فى قهر المستحيل وصنعوا أمجادهم بأنفسهم، فريق متكامل فى لعبة كرة القدم، يمارسون رياضتهم المفضلة ويشاركون فى بطولات محلية ودولية دون أى ضجيج إعلامى، وأبطال آخرون فى رياضات الكاراتيه، وفى كل مجالات الحياة، لا يعرف أحد عنهم شيئا، أبطال قصار القامة، ولكن هاماتهم طالت السماء، بعد أن نجحوا فى تحقيق المستحيل

أحمد عبدالرازق، صاحب الـ «37 عامًا»، كابتن أول فريق كرة قدم من قصار القامة، هو أحد النماذج المشرفة التى أثبتت قوة إرادتها فى تحقيق النجاح والوصول إلى البطولات العالمية.

ويروى الكابتن «عبد الرازق » لـ«الوفد» مشواره، قائلًا: إنه نجح مع أبطال فريقه من أفضل العناصر الرياضية لقصار القامة، وعددهم 15 لاعباَ، فى التغلب على الصعاب، وقهر المستحيل، وحققوا الحلم بالوصول لمنتخب مصر، وهم نموذج ناجح يستحق أن تحتضنه الدولة، وتدعمه لأن إمكانياتنا المالية محدودة للغاية .

وذكر الكابتن « عبدالرازق » أن أولى خطوات تحويل الحلم لحقيقة تبدأ بخوض اختبارات الناشئين لقبول لاعبين جدد فى شهرى يوليو وسبتمبر من كل عام، وأن الفريق يلتقى مرة أسبوعيًا فى مركز شباب الساحل، كلما تحدد موعد للتمرين، ويتم اكتشاف المواهب الرياضية بالمراحل السنية المبكرة فى كرة القدم، لينضموا لفرق الناشئين، ويخضعوا للتدريب بشكل جيد، تمهيدًا للتحول للاعبين محترفين. لافتًا إلى أن هناك مهارات يمكن تنميتها فى الناشئين مثل القدرات البدنية، وهناك مهارات أخرى لا يمكن إكسابها للناشئ مثل السرعة.

وقال : « إنه كان من المقرر أن نشارك فى بطولة أسبانيا فى أبريل الماضى وكوبا أمريكا، والتى تم تأجيلها نتيجة للظروف التى يعيشها العالم، بسبب جائحة كورونا، بينما استقبلت مدينة شرم الشيخ مباراة كرة القدم لقصار القامة بين نجوم مصر ومنتخب العراق، وأقيمت المباراة بين الفريقين وانتهت بفوز الأول بنتيجة 4/2، لتنطلق أول بعثة لمنتخب مصر لكرة القدم «قصار القامة»، لتشارك ببطولة المغرب الدولية تحت شعار «نبض واحد»، ونحلم أن نحقق أحلامنا بالفوز فى بطولة أفريقيا فى شهر مارس وكوبا فى يوليو« 2021 ». متمنيًا الدعم والتشجيع من المصريين.

وأوضح أحمد عبدالرازق أن البطولات الرياضية وسيلتهم للاندماج فى المجتمع ومواجهة التنمر، كما أنها بوابة الانطلاق للعالمية، فهناك أبطال (من الأقزام) ليس فقط فى كرة القدم، بل أيضاً فى ألعاب القوى ورفع الأثقال وكرة الريشة، بخلاف المجالات الأخرى، وهؤلاء كانوا نماذج لنا وجعلونا نظهر للمجتمع، ونحقق بطولات دولية، وبالتأكيد ساهمنا فى تغيير نظرة المجتمع بشكل إيجابى، بعد ما أصبح لدينا أبطال وفنانون وموهوبون، قادرون على تحمل المسئولية وقيادة العالم أجمع فى إقامة أفضل البطولات تنظيمًا وأداءً مميزًا بفضل الاستعداد الكبير للفرق فى كافة الأنشطة الرياضية، التى كانت ومازالت تتحدى المستحيل. متابعا: «انتظروا مزيدًا من البطولات العالمية لمصر».

«بسملة».. بطلة العالم فى الكاراتية

«بسملة أيمن العطار»، ابنة محافظة القليوبية، بطلة من قصار القامة، حاصلة على المركز الأول فى لعبة الكاراتية، بدأت «بسملة» تدريباتها منذ 3 أعوام، واستطاعت الوصول إلى جميع الأحزمة حتى حصلت على الحزام الأسود، وكانت تمتاز بمهاراتها الفائقة ودقتها العالية رغم قصرها وقلة جسمها، إلا أنها نالت احترام الجميع، وتركت بصمة واضحة فى المجال الرياضى، بعد أن أصبحت أول بطلة كاراتيه من قصار القامة فى مصر، وعمرها 15 عامًا فقط.

أبطال.. ينتظرون الدعم

«قصار القامة أبطال فى كل الألعاب الرياضية».. جملة قالها الكابتن على شعبان، مؤسس منتخب مصر لقصار القامة، ونادى نجوم مصر التابع لوزارة التضامن الإجتماعى. موضحًا أن الفكرة بدأت عندما نجحت الجمعية فى تأسيس أول فريق فى العالم للغطس من الأقزام السبعة، ومشاركة الفرق فى المهرجانات المختلفة، وآخرها كان فى شرم الشيخ عام 2019، وقدم الأبطال المشاركون فى المهرجان رسالة شكر للرئيس «السيسى» من تحت الماء، احتفالا بعام ذوى الإعاقة، لذلك فكرنا فى تأسيس فريق لكرة القدم، والذى يتم تدريبه كل أسبوع، وهناك فرق لألعاب القوى ورفع الأثقال، ونأمل فى الحصول على موافقة وزير الشباب والرياضة على الملف المقدم إليه من أجل الإسراع فى إشهار الاتحاد المصرى لقصار القامة حتى يتمكن لاعبو الفريق الحاليون من المشاركة فى المحافل الدولية تحت العلم المصرى.

وأضاف–«مؤسس المنتخب المصرى لقصار القامة » أن الفريق بدأ بـ5 لاعبين فقط ولكن وصل عددهم الآن إلى 30 لاعبًا من مختلف المحافظات، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و37 سنة، والطول من 70 لـ149 حسب المعايير المطلوبة، لديهم الرغبة فى رفع اسم مصر عاليًا مثلما يفعل نظراؤهم الأصحاء، وهذا حقهم على المجتمع، حيث شارك الفريق فى مهرجانات مختلفة، وتم التواصل مع 5 دول أجنبية للنهوض بالفريق والوصول للعالمية، مثلما نجحنا فى التصدى للتنمر الذى تعرض له قصار القامة، وتحدى الظروف والمجتمع، وكانت هذه أولى خطواتنا لتحقيق حلم جميع أصحاب الهامات بالاندماج والتواصل البناء داخل المجتمع، فقرر كل منهم أن يصبح له بصمة فى الحياة ولا يقف مكتوف الأيدى، مؤكدًا أنه هو من يتحمل تكاليف إيجارات الملاعب التى يتدربون عليها فى مركز شباب الساحل أو فى مركز شباب الجزيرة من جيبه الخاص، لأنه ليس هناك دعم لهم حتى الآن من اللجنة الأولمبية.

وأوضح–«مؤسس المنتخب المصرى لقصار القامة»– أن الأقزام فى مصر يمثلون ثلث أقزام العالم، فهناك أبطال يمارسون الألعاب الرياضية، لأهميتها المفيدة للصحة البدنية والخروج من العزلة وبث الطاقة الإيجابية بداخلهم، وحلمنا تمثيل مصر ورفع اسمها فى أى بطولات محلية وعالمية.

وأكد أن الود والتعاون هو الجو السائد بين اللاعبين، مشيرا إلى أن تلك الطاقات الإيجابية لديهم، وتفوقهم بجدارة كان بفضل قدراتهم ومهاراتهم وحبهم لوطنهم، فهؤلاء كوادر مشرفة فى كافة المجالات مثل الطب والهندسة والمحاماة والرياضة والفن، وشخصيات كثيرة منهم تستحق أن تكون فى الصفوف الأولى، لكونهم قادرين على تحقيق المستحيل، ومن ثم الفريق ينتظر إعترافًا رسميًا من وزارة الشباب والرياضة بالمنتخب المصرى لكرة القدم لقصار القامة، ورعاية البطولات الدولية، وتخصيص مكان فى أحد مراكز الشباب لممارسة تدريباتهم مثل باقى المنتخبات الوطنية، كما ناشد «وزارة التضامن الاجتماعى» بالدعم الكامل للجمعية ونادى نجوم مصر ورعاية أعضائها من الأقزام.

 

الوراثة وخلل الغدة الدرقية أهم الأسباب

الدولة تعلن الحرب على «التقزم»

أسباب التقزم كثيرة قد يصل عددها لأكثر من 200 سبب، منها أسباب وراثية، ومنها أسباب مرضية، وجميعها تؤدى فى النهاية إلى خلق شخص لديه عيب فى تكوينه الجسمانى، ولكن قدراته العقلية كاملة لا تشوبها شائبة، لذلك بدأت الدولة مؤخرا فى توقيع الكشف الطبى على أطفال المدارس لمواجهة الأسباب التى تؤدى إلى التقزم، وما ينتج عنه من مشكلات نفسية ومجتمعية، وذلك للقضاء على هذه المشكلة التى تؤرق عددًا كبيرًا من الأسر المصرية.

ومن هنا يرى الدكتور وليد هندى، استشارى الطب النفسى، أن قصار القامة أشخاص عاديون، لديهم قدرات وطاقات هائلة، ووظائفهم النفسية والعقلية مثل الأسويا، ولكن بعضهم قد يكون له تركيبة خاصة، مثل عدم الثقة وتدنى الذات، لتكوينهم الجسمانى غير الطبيعى وقوامهم غير المتناسق، ومنهم من لديه إعاقة بدنية تمنعه من العمل فى مهن معينة، بخلاف التشوهات الجسدية والمضاعفات المرضية، ومنهم من يعانى من الاضطرابات النفسية المختلفة شديدة التأثير، والعاطفية أيضاً، ومنهم من قد يصاب بالاكتئاب وصعوبة التكيف مع المجتمع، بسبب مشكلات العمل والمعاملة السيئة من زملائهم وإثارة غضبهم، والاستبعاد أو الإقصاء الاجتماعى فى أحيان كثيرة.

وقال «هندى»: إن التقزم يعود غالبًا لأسباب وراثية أو وجود خلل فى الغدة الدرقية وسوء التغذية، ومن النادر أن تسبب حالة التقزم مضاعفات خطيرة مثل التأخر العقلى، وصعوبة الإدراك، ولكن أحياناً يصاحب التقزم مشكلات فى الحركة، أو تشوهات خلقية كتشوهات القلب، أو مفاصل الفخذ، أو إنثناء الركبتين، وفى حالات نقص هرمون النمو قد يحدث تأخر فى النمو العضلى لبعض الأعضاء الداخلية، أو انضغاط العمود الفقرى عند قاعدة الجمجمة، وازدياد كمية السائل الشوكى فى الدماغ، ناهيك عن المشكلات النفسية المصاحبة لكون الشخص مختلفًا عن أقرانه، وبالأرقام يمكن القول إنه الشخص البالغ الذى يقل طوله عن ١٤٧ سم يمكن أن يطلق عليه قزمًا، ويبلغ متوسط طول المصاب بالقزامة ١٢٢ سم تقريبًا، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يعانى حوالى ١٧١ مليون طفل من التقزم فى العالم، حيث يعيش ٩٨٪ منهم تقريبًا فى البلدان النامية.

وأشار إلى أن بعضًا من الأقزام يعانون التهابات بالأذن الوسطى المتكررة ويحتاجون إلى وضع أنابيب تصريف لتجنب فقدان السمع.

وأكد–«إستشارى الطب النفسى»– ضرورة تقديم الرعاية العلاجية والوقاية من الأمراض لهؤلاء الأشخاص، فالكثير من الأطفال يحتاجون إلى علاج جراحى ودوائى، لتخلصهم من المعاناة التى يعيشونها، حيث إن مشكلة التقزم من المشكلات الصحية المختلفة التى يمكن أن تظهر لدى الصغار فى سن مبكرة، مع أهمية الدعم النفسى لتجنب الآثار السلبية التى يتركها انتقاد الآخرين لهم، كما ينبغى الاهتمام بالغذاء السليم والصحة النفسية، وأيضاً دعم النشاطات الثقافية، وممارسة الأعمال الرياضية، حيث إن العلاج الطبيعى مهم فى حالات التقزم، لما يساعد على تقوية العضلات، وزيادة حركة المفاصل، وتحسين انحناءات العمود الفقرى، إلى جانب العمل على مشاركتهم فى الأنشطة المختلفة، وإدماجهم فى حياة سوية ومستقرة دون اضطهاد أو تهميش.

 

الحياة الكريمة أبسط حقوقهم المشروعة

مواطنون تحت مظلة «الدستور»

الأقزام جزء من نسيج المجتمع، فقصر قامتهم لا يقلل من أهميتهم لأنهم قادرون على المنح والعطاء، وتحقيق النجاح فى

كل المجالات، بشرط ضرورة منحهم الفرصة والإمكانيات لتحقيق الأهداف، ومنحهم الحق فى الحياة الكريمة أسوة بباقى المواطنين.

ولذلك يطالب الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، بضرورة تقديم كافة أوجه الرعاية الإنسانية والفرص المتساوية لتلك الفئة، وتهيئة الجهات الرسمية والبنوك ووضع نظام خاص لتيسير إجراءات التعامل معهم، من أبنية، ومرافق عامة، وتخصيص سجل للأشخاص الأقزام طالبى السكن بوزارة ومديريات الإسكان بالمحافظات، تقيد فيه بياناتهم للحصول على وحدات سكنية بمواصفات هندسية متطابقة مع المعايير الواردة فى كود البناء للمنشآت الخاصة بتلك الفئة.

مع أهمية زيادة التوعية المجتمعية لتلك الفئة والعمل على تغيير النظرة المتدنية تجاههم، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، باعتبارهم جزءًا من المجتمع ولهم حقوق مثل بقية المواطنين، والتركيز دائمًا على الجوانب المضيئة فى حياتهم، وعرض نماذج مشرفة منهم حققت نجاحا فى الحياة، ونشر فكرة قبول الآخر، خاصة وأن هناك بعض قصار القامة لا يستطيعون مواجهة المجتمع أو حتى الخروج من منازلهم، ويواجهون صعوبة فى الزواج أيضاً.

وأضاف أنه «ذات يوم عزم طفل عمره ١٢ عامًا على اصطحاب زميله « قزم» إلى منزله، ثم رأته والدته، وقالت: من الأفضل ألا تصاحب مثل هؤلاء الأشخاص.. فرد الابن: هو لم يختر أن يكون قزمًا أو قبيحًا أو حتى طويل القامة ووسيمًا ومحبوبًا.. فذهلت «الأم» من كلام ابنها، وأسرعت بطبخ أفضل الأطعمة المفيدة للضيف، وطلبت منه أن يأتى أسبوعيًا لتناول العشاء واللعب مع ابنها».

ولفت إلى أن صدور قانون الإعاقة الذى ضم–لأول مرة- «الأقزام» ضمن الاحتياجات الخاصة، ووضع عقوبة لمن يهمل حقوق ذوى الهمم تصل إلى الغرامة ٥٠ ألف جنيه كحد أقصى وحبس ٦ أشهر، يعد نصرًا لهذه الفئة التى ظلت محرومة من حقوقها لسنوات طويلة.

وأضاف–«أستاذ علم الاجتماع»- أن الإعلام والدراما لهم دور فى تعزيز مكانة ذوى الهمم فى المجتمع والتعريف بحقوقهم واحتياجاتهم، وقدراتهم، وإسهاماتهم التى يحتاجها المجتمع، والخدمات المتاحة لهم، وإزالة التفرقة والتمييز الاجتماعى ضدهم بالعمل على تغيير مواقف الناس إزاءهم، وهى مواقف يرجع غالبها إلى الجهل وسوء الفهم، كالأمثال التى تربط بين قصر القامة والمنكر.

وشدد على أهمية دور«المجلس القومى للمعاقين» للدفاع عن حقوق الفئات الخاصة، وتلبية المطالبات بضم فئة الأقزام للمعاقين بشكل فعلى، استنادا إلى الاتفاقية الدولية التى وقعت عليها مصر مع العالم، لكونه الجهة المسئولة عن تيسير جميع الخدمات اللازمة لهم، حتى لا يشعروا بالتجاهل والتهميش من جانب الدولة، وكذلك توفير الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة لقصار القامة فى المستشفيات الخاصة، والأدوية التى يحتاجونها والتى ليست فى متناول الجميع، نظرا لأنها باهظة التكاليف، خاصة أن عددهم فى مصر حوالى ١٥٠ ألف قزم، وهذا الرقم يساوى ثلث الأقزام فى العالم.

حقوق وواجبات

من جانبه، أكد المحامى طارق زغلول، المدير التنفيذى للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن للفئات الخاصة والأقزام حقوقًا نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية يجب الالتزام بها وأهمها: أن يكون لذوى الاحتياجات الخاصة الحرية فى ممارسة حياتهم بنفسهم وبإرادتهم المستقلة، وتعزيز قيمتهم وكرامتهم المتأصلة، والقضاء على جميع أشكال التمييز بسبب التقزم، والسماح لهم بالعمل والإنتاج بشكل جاد فى كل الأعمال الخاصة، والحرص على احترام حقوقهم فى تولي المناصب القيادية فى كل مؤسسة، دون إقصاء أو استبعاد فى شتى المجالات، ليكونوا نواة فاعلة فى المجتمع ويدركوا أن لهم قيمة وحاضرًا ومستقبلًا، مثل غيرهم من المواطنين الأسوياء، وتأمين الحياة الكريمة لهم، ودعمهم روحيًا وترفيهيًا وزرع الأمل فى نفوسهم، بهدف تحجيم عزلتهم عن المجتمع، والالتزام بحمايتهم من المضايقات أو خطر الاستغلال أو الإيذاء أو التأثير على أى حق من حقوقهم.

ولفت إلى أن دور الدولة هو الوقوف إلى جوار ذوى الاحتياجات الخاصة، من خلال السياسات والخطط والتدابير وبرامج الرعاية المتكاملة الملائمة والتوعية المجتمعية والمشاركة الفعالة، وهو ما يؤكد أن الرئيس فى خدمة جميع أبناء الوطن وفى مقدمتهم الفئات الخاصة من أصحاب القامات القصيرة، وهو أمر فى غاية الأهمية، ويتفق مع نص المادة «٨١ » من الدستور، التى تستوجب الاهتمام بالأقزام وإعطائهم كافة حقوقهم.

 

أبرزها الحق فى قيادة السيارات

150 ألف شخص ينتظرون تفعيل بنود اللائحة

تؤكد الدراسات والأبحاث الطبية أن «التقزم» يحدث نتيجة تباطؤ النمو لدى الأطفال، ويبدأ التقزم لدى الأفراد الكبار فى السن بمستوى طول ١٤٧ سنتيمترا، ويرجع ذلك لـ٢٠٠ سبب أغلبها جنسية سواء عند الرجال أو السيدات.

عصام عوض شحاتة، نقيب الأقزام، رئيس جمعية الأقزام على مستوى الجمهورية، قال: إن تعدادنا يصل إلى 150 ألف قزم بمختلف المحافظات، ومع ذلك اللائحة التنفيذية للقانون لم يتم تفعيل كل بنودها، على الرغم من تعرض ذوى الاحتياجات الخاصة، لمشكلات متعددة أبرزها: البطالة وارتفاع تكاليف عمليات التطويل.

وأضاف–«نقيب الأقزام»– أن الإصرار على وجود مرافق لهم فى قيادة السيارة غير مبرر، مؤكدًا قدرة الأقزام على القيادة بأنفسهم.

وأشار إلى أن التأخير فى إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة سبب مشكلات أخرى، وعطل تطبيق القانون رقم 10 لعام 2018، ودمج أصحاب الهمم، رغم أن الدستور نص صراحة فى المادة « 81 »، على اعتبارهم معاقين ولا فرق أو تمييز بينهم وبين أى مصرى آخر.

وأكد-«نقيب الأقزام»- أنه تم تأسيس فرق كرة القدم للأقزام، وإقامة أول بطولة فى الإسكندرية بين 3 فرق من 3 محافظات مختلفة، بالإضافة إلى تأسيس فريق الكاراتية، وفريق لمسرح العرائس. مشيرًا إلى أنه عند عقد ندوات ومؤتمرات رئاسية أو منتدى الشباب، لم يتم دعوتنا باعتبارنا ممثلى إحدى فئات المجتمع.. فلا أحد يعرفنا ولا أحد يعلم بوجود جمعية للأقزام أو نقابة لهم على الرغم من أنها جمعية ونقابة مشهرة.

برتوكول تعاون

وطالب-« نقيب الأقزام»- بعقد برتوكول تعاون مشتركًا مع وزارة الصحة، لإجراء عمليات تطويل قامات الأقزام فى سن مبكرة من 10 إلى 15 سنتيمترات، حيث إنها تتكلف فى الخارج ما يقرب من 70 ألف جنيه، وهذا مبلغ لا يتوفر للأقزام فى ظل عدم وجود مصدر دخل لهم، خاصة وأن القزم يكون طوله من 70 إلى 140 سم، لذلك ندعو وزارة الصحة للتعاون معنا فى هذا الشأن، لافتًا إلى أن هناك جمعيات خيرية تقوم باستغلال الأقزام وأسمائهم فى جمع التبرعات دون علمهم ولا تعود عليهم بشيء، فضلًا عما نواجهه داخل المجتمع مما يندرج تحت مسمى «التنمر»، وهو ما يدل على غياب ثقافة تقبل الآخر.

وناشد عصام عوض الدولة بضرورة منع التمييز، وإزالة الحواجز التى تعيق تعليم الأطفال، وإعفائهم من النفقات المرتفعة، وتأهيل المدارس والمعلمين، وجعل الفصول فى الطابق الأرضى لتحسين إمكانية الوصول إليها، وتوفير أماكن مخصصة لقصار القامة، وأيضاً توفير فرص عمل تناسب طبيعتهم الجسدية بأجهزة الدولة، وكذلك العلاج على نفقة الدولة داخل المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة، أو التأمين الصحى، وزيادة مشاركتهم الدولية بالأنشطة الرياضية والفنية، مع ضرورة رفع نسبة التوظيف إلى 15%، وأن يتمتعوا بكافة الحقوق الأساسية، التى يتمتع بها المعاق.