رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التنمر الإلكترونى... جريمة"ع الهوا"!!

بوابة الوفد الإلكترونية

64% من الأطفال يتعرضون للتنمر عبر الإنترنت

حملات إعلامية ومبادرات طلابية لمكافحة الظاهرة.. والأسرة المسئول الأول

«حاسبوا على كلامكم».. حملة انتشرت على وسائل السوشيال ميديا وبرامج التوك شو، أطلقتها منصة «إنستجرام» بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للطفولة والأمومة، ويونيسف مصر، هدفها صد ظاهرة التنمر الإلكترونى ورفع مستوى وعى المواطنين بمدى الأضرار النفسية والعاطفية إثر التعرض للتنمر على السوشيال ميديا.

دعوة عامة لجموع المواطنين، بعدما أثبتت دراسة أجرتها «اليونيسف» أن 64% من الأطفال يتعرضون للتنمر أو الاساءة عبر الإنترنت، وأشارت الدراسة إلى أن 66% من الأطفال الذين تعرضوا للتنمر الإلكترونى أصيبوا بأزمات نفسية وخيمة، ما دفع 16% منهم للتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لفترات محددة بعد تعرضهم للتنمر.

كما تهدف حملة «حاسبوا على كلامكم» إلى توعية المواطنين بقواعد «انستجرام» وأدواته لمكافحة التنمر المتاحة للجمهور، إذ إنه من شأن هذه الأدوات تمكين الأشخاص من حماية حساباتهم من المتنمرين، والتواصل غير المرغوب فيه، وتشجيع التفاعلات الإيجابية، ومساعدتهم على الدفاع عن أنفسهم باستخدام الأدوات المختلفة التى تتيحها المنصة للتعامل مع المتنمرين. 

وخلال الأيام الماضية شهدت مصر واقعة تنمر يندى لها الجبين، حيث شنت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى حملة من التنمر والعنصرية ضد لاعب نادى الزمالك شيكابالا، عقب نهاية لقاء الزمالك والأهلى فى دورى أبطال أفريقيا.

هذه لحالة رغم أنها ليست الأولى ولكنها من أشهر حالات التنمر التى شهدتها مصر خلال الآونة الأخيرة، وقد سبقتها حالات أخرى كانت أشد خطرا وإيلاما على ضحاياها، خاصة عندما تعرضت طفلة تدعى «روان» للتنمر أمام زميلاتها، حيث قالت لها والدة إحدى زميلاتها « يا بنت البواب» وهو ما أساء لحالة الطفلة النفسية، ما أدى لإصابتها بالعصب السابع.

حالة «روان» أيضا لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فهناك أطفال يتعرضون للتنمر من زملائهم، بسبب السمنة أو وجود وحمة فى الوجه، أو لون البشرة، وكلها أسباب لا ذنب للطفل فيها، كما أن ظاهرة التنمر ليست قاصرة على الأطفال بل يتعرض لها الكبار أيضاً، حتى إنها أصبحت ظاهرة تتكرر كثيراً، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، التى أصبحت ساحة كبرى لارتكاب هذه الجريمة.

ومن هنا قالت رئيس الشؤون الإعلامية لـ«إنستجرام» ندى عثمان: «نحن عبر منصة إنستجرام نلتزم بتسخير الجهود لمكافحة التنمر الإلكترونى، ولهذا تعاونا مع المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة فى مصر واليونيسف، لتمكين الأشخاص من تحقيق أقصى استفادة من أدوات مكافحة التنمر.

 

أسلحة «حاسبوا على كلامكم» لصد التنمر

من جانبها قالت رئيسة المجلس القومى للمرأة، مايا مرسى، إن حملة «حاسبوا على كلامكم» تهدف إلى تشكيل الوعى المجتمعى بمخاطر التنمر وأثاره النفسية على الضحايا، كما نسعى للتحرك ضدة بشكل بناء.

وحول وسيلة التواصل مع الشباب المراهقين وهم أكثر الفئات تعرضًا للتمر، قالت مرسى فى بيانها: «سيكون عن طريق عمل إنستجرام مع جهتين رئيسيتين، لتعزيز جهوده التوعوية فى هذا الصدد، هما المجلس القومى للطفولة والأمومة، الذى يتصدى لسلوكيات التنمر بجميع أشكالها، سواءً كان لفظيًا أو نفسيًا أو جسديًا أو إلكترونيًا، كشكل من أشكال العنف وسوء المعاملة ضد الأطفال، ويونيسف مصر، التى تعمل على حماية الأطفال من جميع أشكال العنف، بما فى ذلك التنمر، مع التركيز على تحديد طرق لضمان توفير استخدام أكثر أمانًا للإنترنت للأطفال ومعالجة التنمر الإلكترونى.

 

«حط نفسك مكانه» مبادرة لمواجهة التنمر

مبادرة أخرى لمنع زيادة حدة العنف والتنمر، دشنتها طالبتان بكلية إعلام بإحدى الجامعات الخاصة، والطالبتان هما «بانسيه طارق وأسماء هاشم»، وقررتا التركيز فى مشروع تخرجهما على التنمر الذى يشغل الكثيرين، خاصة التنمر الإلكترونى الذى زاد خلال الفترة الأخيرة وانتشر بين الشباب، واستهدفت المبادرة فئة الشباب لأنهم الأكثر استخداما للوسائل التكنولوجية، وجاءت المبادرة تحت عنوان «حط نفسك مكانه» وشعارها «مش معنى إنه مش قدامك أنك متاخدش بالك من كلامك».

وقالت «بانسيه»، إن الحملة تستهدف تشكيل وعى الشباب بخطورة التنمر وما الأضرار النفسية التى تقع على الضحية، وضرورة أخذ مشاعر غيرهم فى الاعتبار عندما يوجهون له أى كلمة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، لأن اعتقاد الشباب السائد هو أنه طالما لم يكن الشخص أمامهم فلا ضرر من السخرية عليه، على سبيل المزاح لا أكثر لاعتقادهم الخاطئ أن هذه السخرية لن تؤثر فى مشاعر الضحية.

من جانبها قالت أسماء هاشم، إن انعدام الثقة بالنفس سبب أساسى فى تفشى ظاهرة التنمر خاصة على وسائل التواصل الاجتماعى، وقضاء الكثير من الوقت فى ممارسة ألعاب عنيفة ما يساعد فى بناء شخصية عدوانية، وأخيرًا وجود مشاكل عائلية تدفع الشاب للتصرف بعدوانية تجاه الآخرين، مؤكدة أنه من أهم الحلول للقضاء على هذه الظاهرة تطبيق قانون يساعد على الحد منها، وأن يحاول الشباب شغل أوقاتهم بأشياء مفيدة مثل الانضمام لأنشطة طلابية فى جامعتهم، وأن تتدخل الأسرة لمراقبة أفعال أبنائها على مواقع التواصل الاجتماعى.

 

التنمر حرام شرعًا

وفى هذا الصدد قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن التنمر من السلوكيات الفردية التى تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامى، خاصة أنه يعد شكلاً من أشكال الإساءة والسخرية من الغير أو من مجموعة، يلجأ فيها الأفراد المتنمرون إلى ممارسة الإساءة بالقوة البدنية للوصول إلى هدفهم ومبتغاهم، ويتعرض الضحية لمشكلات نفسية جسيمة وخطيرة.

وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الإسلام حرم التنمر ولو بنظرة، مشيرا إلى أن التنمر متواجد حول العالم، لكن المشكلة حينما تكون متواجدة فى المدارس فيكون الضرر أكبر، فحينما تكون منارة العلم منبعًا للتنمر تلك هى الكارثة خاصة أن الضحايا الأكبر يكونون من الأطفال.

وحول أسباب تفشى ظاهرة التنمر، رد «كريمة» قائلاً إن الأزهر الشريف حددها فى نقاط رئيسية منها: انتزاع حق الضحية فى العيشة الهنيئة، غرث نوع من الكراهية لدى الطفل تجاه مدرسته ومجتمعه، وعدم قبوله النصح والتوجيه من المعلم فى المدرسة أو الوالدين فى البيت، وغياب خلق احترام المعلم بين طلابه، وتفريغ المدرسة من دورها الإرشادى والتربوى، وتمادى الطفل المتنمر فى سلوكه المعتدى مما يرسخ لديه هذا السلوك فى حاضره ومُستقبله، وتحول الطفل الذى يتعرض للتنمر إلى متنمر على من هو أصغر أو أضعف منه، بسبب الممارسات الظالمة الواقعة عليه.

 

الإفتاء تحرم التنمر

بيان قوى أصدرته دار الإفتاء، بشأن التنمر والسخرية من السلوكيات التى تتعارض مع مكارم الأخلاق، واستشهدت الإفتاء فى مقطع فيديو لها، بقول الرسول صل الله عليه وسلم: «أثقل شىء فى

ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق وإن الله ليبغض الفاحش البذىء»، وقال النبى عليه الصلاة والسلام: «ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

وبحسب البيان الصادر عن الإفتاء فإن احترام خصوصيات الآخرين واجب شرعى ولذلك حرم الإسلام السخرية والنبذ والتنابز بالألقاب فالاعتداء والإيذاء للغير لو بكلمة أو نظرة مذموم شرعاً.

وختمت الإفتاء مقطع الفيديو بقوله سبحانه وتعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون».

 

الأسرة هى السبب

قالت عزة هاشم، أستاذة التنمية البشرية وعلم النفس، إن ظاهرة التنمر أساسها التنشئة الأسرية، فحينما يرى الطفل والديه يهاجمون فردًا ما ويتنمرون عليه فيكتسب هو ذلك الأسلوب، مشيرة إلى أن التنمر كان منتشرا بين المراهقين، حيث يحاول كل فرد منهم إظهار قوته على الأخر، بينما زاد انتشار الظاهرة فى الآونة الأخيرة، حتى وصلت للطفولة المتأخرة والمتوسطة، ولهذا فالمسؤولية الكبرى تقع على كاهل الأسرة.

وأشارت «هاشم» إلى أن دور الأسرة الأساسى هو تقويم سلوكيات الأبناء، ومتابعتهم باستمرار، فمع بدء ظهور أى سلوك عدوانى لابد من توجيهه واحتوائه وإشعاره بقيمته وأهميته بإسناد المهام إليه التى تشعره بأهمية دوره، وذلك عن طريق ثقافة الحوار والتواضع معه عند الحديث، وعلى الأبوين اتباع ثقافة الحوار معه، وتعليمه قيم التواضع والمشاركة الجماعية، والرحمة ومساعدة الآخرين، فإذا فشلوا فى تغييره بعد كل ذلك فعليهم اللجوء إلى أخصائى نفسى ليقوم بعمل جلسات سلوك له.

وتابعت قائلة إن الفئات الأكثر عرضة للتنمر الفتيات اللاتى يتأخرن فى الزواج، حيث تنهال عليهن العبارات الساخطة حتى من أولياء أمورهن، مما يدفع الفتاة للتفكير إلى الهرب من الأسرة، فغالبا ما يقولون لهن عبارات لا يدركون عواقبها أو مدى تأثيرها السلبى على الفتيات اللاتى يدخلن فى نوبات اكتئاب، نتيجة لما يحدث من مقارنات بأخريات تزوجن وأنجبن فى أعمار أصغر منهن.

 

20 ألف جنيه عقوبة التنمر

وأكد عصام محمود، الخبير قانونى، أن التنمر له عدة أقسام: مثل التنمر اللفظى وهو عبارة عن تهديد أو تمييز عنصرى تجاه الضحية، الأمر الذى يتسبب فى إيذاء نفسى كبير له، أو تنمر جسدى بالضرب والعنف وهذا أشد لتركه أثرًا كبيرًا على الضحية، وهناك تنمر إلكترونى، والذى ظهر حديثًا، حيث يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى عبارات ساخطة على فئات بعينها وتنهال التعليقات بجمل وعبارات تتنافى مع قيمنا الشرقية، بل قد تزداد الأمور صعوبة بعد تداول صور ساخرة للمجنى عليه تسبب له الإهانة له ولأسرته، وهناك أيضا التنمر العرقى والخاص بالجنس أو الدين أو اللون.

وأشار الخبير القانونى إلى أن الحكومة مؤخرًا أقرت مشروع قانون بتعديل بعض أحكام العقوبات عن طريق إضافة مادة جديدة برقم «309 مكرراً ب»، والتى أوردت تعريفاً للتنمر، والذى زاد بشكل كبير خلال الفترة الماضية.

وعرف هذا القانون التنمر بكونه كل استعراض قوة أو سيطرة للجانى، أو استغلال ضعف للمجنى عليه، أو لحالة يعتقد الجانى أنها تسىء للمجنى عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعى، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعى.

وبشأن العقوبة القانونية على المتنمر رد قائلاً إن العقوبة تصل للحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كما تشدد العقوبة توافر أحد ظرفين، أحدهما وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والآخر إذا كان الفاعل من أصول المجنى عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه.

كما نوه عصام محمود إلى أن العقوبة تشدد إذا كان مسلماً إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائى أو كان خادماً لدى الجانى، لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، أو بمضاعفة الحد الأدنى للعقوبة حال اجتماع الظرفين وفى حالة العود تضاعف العقوبة فى حديها الأدنى والأقصى.