رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احذر.. أسرار بيتك «أون لاين»

بوابة الوفد الإلكترونية

اختراق كاميرات المراقبة سهل.. وعمليات الابتزاز عرض مستمر

 

العقوبة سجن 3 أشهر، وخبير قانونى يطالب بتشديدها

 

تغيير كلمة السر كل فترة ضرورة لمنع اختراق الكاميرات

 

داخل منزلها تمارس «مى» حياتها بشكل طبيعى، تستضيف أقاربها.. أحاديث نسائية بينها وبين غيرها من النساء تحمل خصوصيات وأسراراً عائلية، فضلاً عن ارتداء ملابسها المنزليه بكل حرية، بين الحين والآخر تراجع تسجيلات كاميرات المراقبة المعلقة داخل شقتها وخارجها لترصد التحركات الغريبة خلال الأيام الماضية لتتخذ حذرها ولا تعلم أن حياتها الخاصة بكل تفاصيلها «أون لاين» فى قبضة أبناء الشياطين.

ذات يوم فوجئت السيدة «مى» باتصال من رقم غريب على هاتفها الخاص.. ألو مين؟، يرد عليها شخص مجهول ويهددها بفضح صورها الخاصة داخل غرفة نومها، وغيرها من أسرارها العائلية، لتصاب السيدة بحالة من الذهول وقالت له: «أنت كذاب»، لم تمر الدقائق حتى أرسل لها صاحب الرقم تلك الصور والفيديوهات على الواتس آب الخاص بها ليؤكد لها أن حديثه لم يكن من باب الدعابة، وتكررت عملية الابتزازعلى هاتفها مرارا وتهديدها بدفع مبالغ مالية طائلة مقابل عدم نشر هذه الخصوصيات على الإنترنت.

بل إن الأمر وصل إلى تهديدها بالخطف هى ونجلها ما لم تقم بدفع الأموال التى طلبوها منها، فقامت السيدة مى بتحرير محضر رسمى فى الجهات المعنية.

مآساة «مى» قد تتكرر مرارًا فى الوقت الذى أصبحت فيه كاميرات المراقبة مهددة بالاختراق، فكثيرًا من المواطنين لجأوا لاستخدام هذه الكاميرات لحماية منازلهم من السرقة، ولكن تزداد المشكلة مع المواطنين الذين يضعون تلك الكاميرات داخل غرف النوم أو داخل منازلهم، مما يجعل حياتهم الخاصة مباحة ويعرضهم لعملية ابتزاز.

وكشف فريق علماء بريطانى - صينى مشترك أن الثغرات التى من خلالها يمكن اختراق كاميرات المراقبة تكمن فى إمكانية رصد مدى نشاط حركة المرور على الإنترنت بعد الحصول على عنوان IP الكاميرا، ولأنه غالبًا ما يتم تشغيل الكاميرات بالحركة، فإنه يمكن مراقبتها واستخدامها لتحديد ما إذا المنزل خاليًا من سكانه أم لا.

ويوضح الباحثون أن نقص حركة المرور طوال يوم العمل يشير إلى أن مالك المنزل فى الخارج، على سبيل المثال، وبالتالى فإن خاصية اتصال كاميرات الأمن المنزلية عبر عنوان IP بشبكة الإنترنت والتى يستخدمها بعض أصحاب المنازل للاطمئنان على منازلهم أثناء تواجدهم خارجها من وقت لآخر تعد من عناصر زيادة مخاطر السطو على المنزل أكثر منها ميزة لمزيد من الأمان.

بائعون: تركيب الكاميرات لا يحتاج لمتخصصين

جولة ميدانية أجرتها «الوفد» على عدد من محال بيع وتركيب كاميرات المراقبة فى المناطق الشعبية، منها فيصل وأرض اللواء وبولاق الدكرور، وأجمع عدد كبير من البائعين على أن تركيب الكاميرات لا يحتاج لمتخصصين، فما يحتاجه الفرد هو التمرس على النشاط ليس إلا.

البداية كانت مع أرض اللواء وقال أحد البائعين إن بيع و تركيب الكاميرات المراقبة زاد بشكل كبير خلال الفترة الماضية، فكانت البداية مع المصالح الحكومية والشركات الخاصة، ولكن الآن غالبية المحلات قام أصحابها بتركيب كاميرات المراقبة.

وأشار البائع إلى أن المواطنين كانوا يتابعون المسلسلات على شاشات التليفزيون ويسخرون من الفنانين الذين يضعون كاميرات المراقبة داخل الشقق وغرف النوم، والآن هم أنفسهم من يبادرون بشراء وتركيب الكاميرات.

من جانبه قال بائع آخر إن تركيب كاميرات المراقبة فى الفترات الماضية كانت تحتاج لمتخصصين فى التكنولوجيا والآن أصبح أمر التركيب يقوم به أى فرد عادى متمرس على هذا النشاط.

ومن أرض اللواء لبولاق الدكرور حيث قال أحد البائعين إن جميع عيادات الأطباء أصبحت الآن مراقبة بالكاميرات ومن بعدهم زاد طلب الشراء للصيدليات وبعدها محلات المجوهرات والمطاعم والبقالة وغيرها.

وأشار البائع إلى أن من يقوم بالتجسس على المواطنين بائعون معدومو الضمير، مؤكدًا أن أمر سرقة الرقم السرى للكاميرات أصبح سهلاً للمتخصصين والمحترفين فى تركيب الكاميرات، خاصة أن الجميع الآن يتعاملون بكاميرات المراقبة حتى المقاهى.

وفى فيصل كلما تجولت مترجلاً تجد كاميرات المراقبة متمركزة على النواصى وأمام المحال، وقال أحد البائعين إن تركيب كاميرات المراقبة بالنسبة للكثير كانت بالنسبة لهم دعابة وتسالى يراقبون تحركات المارة أمام المحل ويترصدون الفتيات بنظرات شهوانية والبعض منهم يسجلون لحظات سير الفتيات اللاتى ترتدن ملابس قصيرة أو مثيرة على هواتفهم لإعادة مشاهدتها مرة أخرى.

وحول أسعار الكاميرات قال البائع هناك كاميرات تبدأ بـ 1500 جنيه حتى 9 آلاف جنيه على حسب الجودة ونقاء التصوير.

وأمام محل ملابس حريمى انتظرنا لنسأل إحدى السيدات المقبلات على الشراء، هل لاحظتى وجود كاميرا فى غرفة الملابس «البروفا»؟، وقالت إنها تخشى أن تدخل غرفة البروفا خشية أن تكون مراقبة بكاميرات خفية، فكثيرًا ما قرأت حوادث من هذا النوع، مشيرة إلى إنها تكتفى بشراء الملابس على المقاس المعروف لها وفى حالة الضرورة تدخل غرفة البروفا وتجرب الملابس الجديدة على ملابسها.

وتذكرت السيدة موقف لصديقة لها وقالت إن إحدى صديقاتها جائت إليها وروت قصة تصويرها فى غرفة الملابس داخل أحد المحلات، وتعرضت لعملية ابتزاز حقيرة من صاحب المحل إما الدفع أو نشر هذه الفيديوهات على السوشيال ميديا، وعلى الفور حررت السيدة محضر بقسم بالشرطة.

وقدمت السيدة نصيحة لغيرها من السيدات وقالت حال تعرض إحداكن لعملية إبتزاز عليك تحرير محضر فى قسم الشرطة وعدم الخوف من نشر أى صور، وإن الانسياق وراء التهديدات لا ينتهى إلا بالندم والحسرة.

خبير أمن المعلومات : يمكن اختراقها بسهولة

قال محمد الجندى، خبير أمن المعلومات، إن كاميرات المراقبة شيء مهم جدًا فى حياتينا اليومية وكثيرًا منا قام بتركيب الكاميرات فى منازله لحمايته من السرقة ولرصد أى تحركات غريبة، فضلاً عن الشركات وجميع الجهات الخاصة بالعمل، الأمر لن يتوقف على ذلك فقط بل هناك من يقوم بتركيب الكاميرات فى كل ركن داخل منزله لرصد سلوكيات المربيات اللاتى تجلسن مع الأبناء داخل الشقة فى ظل غياب أولياء الأمور.

وأشار خبير أمن المعلومات إلى أن هناك أنواعا كثيرة من كاميرات المراقبة وأغلبها يطلق عليها « سى سى تى في» ومعناها الدوائر التليفزيونية المغلقة، وكان يستخدمها الألمان بشكل كبير فى عام 1942 لرصد إطلاق الصواريخ حتى لا يتعرضوا للموت وخاصة أن كثيرًا من عمليات الإطلاق تفشل وينفجر الصاروخ.

وتابع «الجندي» حديثه وقال إن تلك الكاميرات انتشرت وبكثافة فى الستينات فى بريطانيا والتى تعد من الدول الأكثر تغطية بنظام كاميرات مراقبة معقدة.

وعن كاميرات المراقبة التى تركب فى المنازل قال إن أول من اختراع هذه الكاميرات «مارى فان براون» عام 1969 وهى سيدة أمريكية من أصل أفريقى، وكانت هذه الكاميرات تسجل على

شرائط فيديو، ومع مرور السنوات والتقدم التكنولوجى أصبح التسجيل على «ٍسى دي»، وتطورت هذه الكاميرات أكثر وأكثر وأصبحت رقمية، ومع اختلاف أنواعها يمكن توصيلها على التليفون بتطبيق خاص بالكاميرات، ومنها يكون للكاميرات «أى بي» خاص بها أى رقم سرى، ولابد أن يكون قوياً جدًا من الصعب على أحد التعرف عليه، حتى لا يتعرض للاختراق وهنا الكاميرات بدلاً أن تكون حماية لك تصبح وسيلة للتسلل على خصوصياتك والتى ستصبح بعد ذلك أون لاين على الإنترنت.

وأشار خبير أمن المعلومات إلى أن أى كاميرا مهما كانت متطورة لها رقم سرى، ولو تم التعرف عليه من السهل العيش مع صاحبه فى كل لحظة، ولهذا يمكننا القول إن التقدم التكنولوجى سلاح ذو حدين، إذا لم نتمكن من التحكم فيه يصبح سلاحا ضد صاحبه.

وفجر خبير أمن المعلومات مفاجأة من العيار الثقيل حينما قال إن جوجل يمكن أن يتوصل للرقم السرى إذا كان ضعيف ويعمل ما يسمى بـ«فهرسة» على الرقم السرى ويتوصل له وبهذا تصبح حياتك الشخصية معلنة للجميع.

وشدد «الجندى» على ضرورة الاكتفاء بوضع الكاميرا على باب الشقة من الخارج وليس من الداخل إلا فى الحالات القصوى، وحال تركيب كاميرا داخل الشقة لابد من الأخذ ببعض الاحتياطات منها شراء ما يسمى بـ«الكورنال» على الإنترنت وهو برنامج حماية من الاختراق، وله قطع لا سلكية يتم تركيبها على الأبواب والشبابيك ويمكن نقلها من مكان لمكان، تلك القطع ترصد أى تحركات غريبة أو أى محاولة اختراق.

ترويع المواطنين

 ويرى محسن أبوضيف، الخبير القانونى والمحامى بالنقض والدستورية العليا، إن حوادث التجسس على كاميرات المراقبة واختراقها تكررت كثيرًا خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن تلك الممارسات جرائم يعاقب عليها القانون، وتقع تحت بند تهديد وترويع المواطنين والتعدى على الحرية الشخصية.

وأكد أن القانون ١٠ لسنة ٢٠٠٣ نص فى المادة ٧٣ على الحبس مدة لاتقل عن ٣ أشهر وغرامة لاتقل عن ٥ آلاف جنيه ولا تتجاوز ٥٠ ألف جنيه، او بإحدى هاتين العقوبتين لكل من قام باختراق كاميرات المراقبة او اى فعل غير قانونى، وأوضح أن هذا ما ينص عليه قانون تنظيم الاتصالات.

موضحا أن الضوابط القانونية لهذه الاستخدامات تحددها المادة الثامنة من قانون ٩ لسنة ٢٠١١ الخاصة بنظم واستخدام كاميرات المراقبة الامنية، مشيرا إلى أنه لا يوجد إطار قانونى محدد للكاميرات المنزلية.

وطالب الخبير القانونى بضرورة وضع ضوابط لاستخدام كاميرات المراقبة خلال الفترة المقبلة لعدم تكرار الحوادث المشينة وعمليات الإبتزاز التى يتعرض لها الأشخاص، وكذلك وضع عقوبات رادعة لمن تسول له نفسه التسجيل لأى مواطن بدون إذن، مشيرا إلى أن كاميرات المراقبة وتركيبها أصبحت ضمن اشتراطات ترخيص المنشات التجارية، ولكنها ليست للتجسس.

تاريخ كاميرات المراقبة

المراقبة فى البداية كانت بالحراسة البشرية ثم تطورت لكلاب الحراسة، بينما أضيفت إليهما وسائل أخرى للحماية والدعم، وجاءت كاميرا المراقبة كواحدة من هذه الوسائل التى أخذت أبعاداَ متشعبة مع تسارع وتيرة الحياة العصرية، وفى ظل انتشار ظاهرة التطرف والإرهاب وتنامى العنف والجريمة المنظمة فى المجتمعات العربية، أصبحت كاميرات المراقبة من الضروريات الأمنية المهمة فى شتى الأماكن، نظرا لما يتعرض له الأشخاص من حوادث كالتحرش والسرقة، أو حتى قضايا أسرية ومشكلات تخص الأطفال وسلوك بعض العاملات داخل المنازل.

 

نصائح هامة عند شراء كاميرات المراقبة

 

خلال السطور التالية نرصد لكم أهم 4 نصائح مقدمة عند شراء كاميرات المراقبة

1ـ إذا كانت كاميرا المراقبة ستُستخدم فى الهواء الطلق فلابد أن تكون مقاومة لعوامل الطقس، وأن تكون مزودة بفئة الحماية IP65 على الأقل، والتى تضمن أن الكاميرا مقاومة للغبار ورذاذ الماء من أى زاوية.

2ـ يجب أن تتمتع كاميرات المراقبة بالدقة العالية HD على الأقل، وزاوية واسعة تبدأ من 100 درجة لتغطية أكبر قدر من المحيط، الذى تصور فيه.

3ـ للتصوير فى الأجواء المظلمة لا بد أن تكون الكاميرا مجهزة بمصابيح LED بالأشعة تحت الحمراء.

4ـ التأكد من حماية الكاميرا والتطبيق وبرنامج الحاسوب بكلمة مرور آمنة، ومن المهم تغيير كلمة المرور بعد الإعداد الأول، وتحديث البرامج بشكل دائم، وذلك للحماية من الثغرات الأمنية.

 

ارقام فى معلومة

1942 كان الألمان أول من استخدم الدوائر التليفزيونية المغلقة «سى سى تى في»

1969 اخترعت الأمريكية مارى فان أول كاميرا لمراقبة منزلية

2003 صدر القانون 10 لسنة 2003 ووضع عقوبة لمن يخترق كاميرات المراقبة