رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لعب أطفال وأدوات منزلية.. قاتلة

ألعاب أطفال مجهولة
ألعاب أطفال مجهولة المصدر مصنعة من مخلفات طبية

مخلفات غرف العمليات  تتحول إلى عرائس  وسيارات وأطباق وأكواب بلاستيكية!

 

الأطباء: تسبب السرطان والأمراض الجلدية والحساسية..الباعة ينصحون: لا تشتروا الرخيص

 

102.8 ألف كيلو جرام من النفايات الطبية تصدر عن المستشفيات يومياً.. والمفروض أن هذه الكمية الضخمة من النفايات يتم التخلص منها بطريقة آمنة وفق شروط وقواعد حددتها وزارة البيئة، ولكن ما يحدث غير ذلك، فكميات كبيرة منها يتم تهريبها خارج المستشفيات وتحويلها إلى ادوات منزلية ولعب أطفال قاتلة، تدخل كل بيت مصرى.

ويعترف شوقى حامد، بائع لعب أطفال بمنطقة العتبة بوسط القاهرة، أن معظم الألعاب البلاستيكية سواء كانت مستوردة من الصين أو محلية الصنع ، يتم تصنيعها من المخلفات سواء الطبية أو غيرها، بداية من  كرة القدم البلاستيك التى تباع بـ 10 جنيهات والعروسة القطنية التى يتراوح سعرها من 35 إلى 70 جنيهاً والسيارة بالموتور وسعرها 15 جنيهاً و«سبيدر مان الكاوتش» الذى يباع بـ 10 جنيهات للواحد، مؤكداً أن أسعار نفس الألعاب بالمحلات التى تخضع للرقابة، تزيد بمقدار حوالى مائة جنيه عن سعر اللعبة العادية الشعبية التى تباع على الأرصفة.

ويقول «عز عبداللطيف» بائع لعب أطفال بمنطقة رمسيس: إنه يذهب إلى المصانع الصغيرة لتصنيع لعب الأطفال بمحافظة القليوبية ويتفق على شراء كميات كبيرة من الألعاب المختلفة التى يقبل الأطفال على شرائها.

وأضاف: «أنا براعى ظروف الناس عشان يفرحوا والأطفال تتبسط» مؤكدًا أن أسعار ألعاب الأطفال لا تتعدى عشرة جنيهات للعبة الواحدة، مشيراً إلى أن المصانع التى يتعامل معها تنتج الألعاب من المخلفات البلاستيكية المنقى من الشوائب الضارة.

وعلى الجانب الآخر قال «عامر محمود» بائع أدوات بلاستيكية بسوق العتبة: إن المواطنين يبحثون دائماً عن الأطباق والشوك والأكياس البلاستيكية وأكواب البلاستيك رخيصة الثمن، والتى تباع فى الأسواق الشعبية والبعيدة عن أعين الرقابة، ولا يلتفت الكثيرون إلى أنها تنقل إليهم قائمة خطيرة من  الأمراض.

وأضاف: «أغلب الناس همهم الأكبر هو الحصول على سلعة بسعر منخفض، مهما كانت درجة خطورتها، وهذا ما يتوفر فى الأدوات المنزلية التى تباع فى الاسواق الشعبية، بأسعار منخفضة.. فالطبق البلاستيك بـ 20 جنيهاً فى الأسواق الشعبية بينما مثيله ذو الجودة العالية سعره يزيد على  150 جنيهًا وسعر الملاعق والشوك 10 جنيهات، ويبلغ سعر الشنطة البلاستيك 50 قرشاً.

وأكد أحمد الشاذلى، تاجر ادوات منزلية بمنطقة إمبابة، أن الفتيات المقبلات على الزواج يهتممن بشراء المنتجات التى يتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وبعضها يتم تصنيعه تحت بير السلم، بدون أى رقابة.

ويضيف حسن إبراهيم، بائع منتجات بلاستيكية بسوق المطرية، أن إقبال المواطنين على شراء الشنط البلاستيك وعلب المناديل، متزايد بشكل كبير، فثمن علبة المناديل 5 جنيهات، ومكسب التاجر فى كل علبة جنيهان.

وأكد الدكتور نبيل عبدالمقصود، أستاذ علم السموم وأمراض البيئة بجامعة القاهرة، أن بعض النفايات الطبية يعاد تصنيعها فى صورة لعب للأطفال، وتتضمن بقايا غرف العمليات الجراحية والضمادات الطبية، والمحاليل البلاستيكية، والحقن، والمخلفات الكيماوية الناتجة عن العمليات الجراحية والأدوات الحادة من إبر ومشارط وجميعها تنقل ميكروبات وفيروسات خطرة إلى من يستعملها.

وأضاف«عدم التخلص من النفايات الطبية بشكل آمن يؤدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة الخطرة وتدوير تلك النفايات يصيب بأخطر الأمراض التى تصل نسبة الخطورة لانهيار الجهاز العصبى وفشل وظائف الكلى وضعف نسبة ذكاء الطفل».

وطالب «عبدالمقصود» بتشديد الرقابة على المخلفات الطبية وتحولها إلى المحارق المخصصة ودفنها بالطرق الآمنة، مشدداً على المواطنين عدم شراء الألعاب من مصادر مجهولة حفاظاً على صحة أطفالهم.. وقال: «هناك سماسرة تتولى جمع المخلفات الطبية من  المقالب وتتولى فصل المواد البلاستيكية عن القطنية، حيث يتم توريدها إلى مصانع بير السلم وتتم إعادة تدويرها فى صناعة منتجات مختلفة، كالأطباق والملاعق والسكاكين البلاستيكية، بالإضافة إلى ألعاب الأطفال القطنية.

وأكد محمد شلبى، استشارى الأمراض الجلدية، أن أمراضًا خطيرة تصيب القائمين على إعادة تدوير النفايات الطبية، بدءاً من انتقال

العدوى الموجودة بالنفايات، مروراً بالحساسية والأمراض الجلدية الناتجة عن لمسهم للنفايات  فضلا عن أمراض رئوية وتنفسية ناتجة من تنفس الهواء الملوث من النفايات.

وأضاف: «الألعاب المصنعة من المخلفات الطبية تعتبر قنبلة أمراض بين أيادى الطفل»، وطلب استشارى الأمراض الجلدية، من المستشفيات اعدام المخلفات الطبية بصورة جيدة وتعيين مسئول للإشراف على إعدام المخلفات الطبية.

وقال سامى المشد، أمين سر لجنة الصحة بمجلس النواب: إن مخلفات المستشفيات والنفايات الطبية يجب ان يتم توريدها إلى المحارق المخصصة للتخلص منها بشكل آمن ، ولكن للأسف بعضها يسرب إلى مصانع بير السلم لإعادة تدويرها وتصنيعها من جديد، فى شكل لعب أطفال أو ادوات منزلية، وجميعها تكون مسرطنة.

وقال الحسن مرسى، مستشار قانونى: «إن قانون الغش والتدليس المعدل رقم 281 لسنة 1994 الخاص بجريمة الغش التجارى تعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تتجاوز عشرين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من خدع أو شرع فى أن يخدع المتعاقد معه بأية طريقة من الطرق».

مضيفاً أن العقوبة تكون الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز ثلاثين ألف جنيه أو ما يعادل قيمة السلعة موضوع الجريمة أيهما أكبر او بإحدى هاتين العقوبتين، وإذا ارتكبت أو شرع فى ارتكابها باستعمال موازين أو مقاييس أو مكاييل أو دمغات أو آلات فحص أخرى مزيفة ومختلفة وباستعمال طرق أو وسائل  ومستندات من شأنها جعل عملية وزن البضاعة أو قياسها أو كيلها.

وتروى سميرة أحمد، ربة منزل من سكان المطرية، مأساة طفلها مع لعبة بلاستيك.. فقالت: «اشتريت لعبة لطفلى من أحد الأرصفة فى منطقة العتبة بوسط القاهرة لرخص ثمنها، وبينما كان طفلى يلهو مع اللعبة ويضعها على فمه أصيب بمرض جلدى فى الوجه وظللت أعانى من زيادة الميكروب الذى ينتشر فى انحاء جسده ولم أعلم أنه بسبب الألعاب المصنعة من المخلفات الطبية، إلا عندما أخبرنى الطبيب أن ذلك بسبب اللعب التى اشتريها دائماً من الأسواق الشعبية، لافتة إلى أن الألعاب المتواجدة على الأرصفة بها فيروسات خطرة على صحة الأطفال.

وتقول عزيزة حامد، 33 عاماً، من سكان الجيزة: كنت اشترى كل ما يختاره ابنى من ألعاب من منطقة رمسيس لأنها بأسعار رمزية لا تتخطى الـ 7 جنيهات، ولكنى توقفت تماماً عن ذلك بعدما علمت أن مخلفات المستشفيات يعاد تدويرها على هيئة ألعاب للأطفال.