عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التاريخ يعيد نفسه

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن تعلم دروس الحياة منحة لا توهب للبعض، فرغم مرور عامين على ثورة 25 يناير التى لم تسطر أحرفها كاملة فى كتب التاريخ ولم يجف دماء شهدائها بعد

.. إلا أن الحاكم مرسى مازال يخشى نفس مصير سابقه وكأن التاريخ يعيد نفسه، بإصرار الرئىس محمد مرسى على تنفيذ سيناريو كتبه المخلوع مبارك حينما قال: «إما أنا أو الفوضى» فاختار الشعب المصرى رحيله لتأتى مرحلة الفوضي.
حلم المصريون كثيراً بحياة لم يعيشوها فى عهد مبارك ولكن تصادمت أحلامهم مع طموح الإخوان فى حكم مصر والتمكن منها لفرض رؤيتهم دون غيرهم.
قبل الرئاسة وعد الرئيس مرسى الذى كان خائفاً من السجن كمصير له فى حال فوز منافسه الفريق شفيق، والقوى المدنية التى ساندته بأن يعيد تشكيل تأسيسية الدستور وقال الحكومة ستكون ائتلافية.
وبعد الرئاسة أبقى على التأسيسية وحصنها رغم بطلانها وانسحاب معظم أعضائها وعين رئيس حكومة إخوانى من الباطن.
كما أنه قبل الرئاسة قال: فى عهدى لن تغلق جريدة أو قناة ولن يقصف قلم وبعد الرئاسة بدأ عهده بغلق قناتى الفراعين ودريم ومقاضاة توفيق عكاشة وعادل حمودة وإسلام عفيفى وآخرين وعزل جمال عبدالرحيم من رئاسة تحرير الجمهورية.
أقسم أمام المحكمة الدستورية العليا أن يحترم الدستور والقانون ويحافظ على النظام الجمهورى ولكن فى أيام حكمه الأولى أهدر أحكام القضاء وتحرش بالدستورية العليا وخالف قانون السلطة القضائية من أجل إعادة مجلس الشعب الإخوانى وتصفية الحسابات مع النائب العام السابق عبدالمجيد محمود.
وتبقى فى الأذهان الجملة الأشهر «إن اعوججت فقومونى» ودعا الشعب لأن يثور عليه ويطالب بإسقاطه وسيكون أول من ينزل على رغبة الشعب وفى أول مواجهة حقيقية حاول الشعب تقويمه وصف متظاهرو محمد محمود بـ«العيال البلطجية اللى بياخدوا فلوس علشان يحدفوا طوب».
وعن قراراته المرتبكة حدث ولا حرج ففى لمح البصر فوجئنا بدعوته

لعودة مجلس الشعب فى تحد قانونى لم يلق الهوى الشعبى ولم يتوافق مع الشق القانونى فما كان هناك طريق غير التراجع عن القرار لتكون ضربة موجعة له وللجماعة.
ويأتى القرار الاثنى متمثلاً فى المحاولة الأولى لإقالة النائب العام وتعيينه سفيراً للفاتيكان وهو ما لم يتم وتراجع عنه أيضاً مقابل الضغط القضائى ولكن إصراره على هذه الخطوة جعله يصدر إعلاناً دستورياً ليكون القرار الثالث المتراجع عنه بعدما أثار ضده الغضب الشعبى ليخرج خلاله الملايين يقولون له «ارحل» بعد 6 شهور من حكمه ولم ينزل على رغبات الميدان الذى رفع شعارات الثورة الأولى ضد مبارك «يسقط مرسى ويسقط حكم العسكر» وخرج الكثيرون ضده ومنهم من حرق مقار الإخوان فى محافظات كثيرة وكأن التاريخ يعيد نفسه.
ولكن الميدان واشتباكات الاتحادية كانت أقوى من عناده وانتصرت فى عدوله عن قرار الإعلان الدستورى حتى إلغائه، ليقع فى القرار الرابع وهو زيادة ضرائب المبيعات الذى صدر فى مساء يوم الأحد الماضى، حتى يسحب القرار فجر يوم الاثنين مما جعل منه «مادة خام» للسخرية وهو ما لم يتمناه المصريون لرئيسهم عندما ذهبوا لصندوق الاقتراع كى يختاوا حامياً لهم وذراعاً يهاجمون به ذل 30 عاماً.