عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرية التعبير شماعة ازدراء الأديان

بوابة الوفد الإلكترونية

«ماكرون» يشعل نار الكراهية بين شعوب العالم

 

تصاعد الغضب العربى والعالمى ضد إهانة فرنسا لرسول الإسلام

 

 

الإصرار على نشر الصور المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم فى فرنسا، فجر غضبًا عارمًا فى الدول الإسلامية.. دائرة الغضب ازدادت اتساعًا واشتعالًا بعد ما أعلن الرئيس الفرنسى ماكرون أن نشر الصور المسيئة لرسول الإسلام لن يتوقف لأنها «حرية تعبير».. وهكذا صارت حرية التعبير شماعة لازدراء الأديان.

وكان رد الفعل الإسلامى بإعلان المقاطعة الكاملة لكافة المنتجات الفرنسية أمرًا طبيعيًا أمام مغالطات «ماكرون» الذى لا يفرق بين حرية التعبير، وبين الإساءة للأديان، رغم أنه يجلس على عرش دولة كان شعارها لقرون طويلة «الحرية.. الإخاء.. المساواة» فإذا به يقطع شرايين الحرية، ويكسر عنق المساواة ويرتدى مسوح التطرف، بالإصرار على الإساءة لنبى الإسلام.

وهكذا تصدرت من جديد قضية التطرف والإرهاب وعادت أحاديث كيفية معالجتها، وهى القضية التى تنبهت لها مصر منذ سنوات، واتخذت خطوات جادة على درب مواجهتها.

وشهدت الفترة الحالية تطورا كبيرا فى أساليب مكافحة الإرهاب والتطرف، تتمثل فى قوافل توعية للشباب تحارب الفكر المتطرف، من خلال ما أطلق عليه «الداعية المعاصر»، فالداعية لا يكفى أن يكون مؤمنًا بدعوته، مخلصًا لفكرته، مهمومًا بآلام أمته؛ بل لا بد مع ذلك أن يكون واعيًا بثقافة عصره، متسلحًا بسلاح خصمه، قادرًا على رصد أساليبه وخططه، ومن هنا جاء انطلاق دورات إعداد الداعية المعاصر لمكافحة الأفكار المتطرفة، والتصدى للفكر المتطرف التى بات يهدد المجتمعات عموما.

وانطلقت فعاليات دورة «إعداد الداعية المعاصر» بأكاديمية الأزهر العالمية، لتدريب الأئمة والوعاظ، بمشاركة 36 إماما من نيجيريا، وحرصًا على سلامة الأئمة والوعاظ الوافدين، بسبب فيروس كورونا تم اعتماد آلية «التدريب والتعلم عن بعد» عن طريق إنشاء عدد من الفصول والمجموعات الافتراضية، وتنظيم «الورش التدريبية» عبر الإنترنت، ناقشت عددا من القضايا المتنوعة، بين قضايا عقائدية وفقهية وفكرية وتربوية واقتصادية وطبية وسلوكية، تهدف فى مجملها إلى تأهيل الدعاة للحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، مع تنمية مهارات الدعاة وتدريبهم على التواصل الفعال، لتحقيق أكبر قدر من التأثير الإيجابى فى الجماهير، ومواجهة ومحاربة التطرف والتشدد ليكونوا خير سفراء للأزهر فى بلادهم، بالإضافة إلى تخصيص عدد من المواد الدراسية لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والخاطئة، مثل مادة «معالم المنهج الأزهري»، ومادة «قضايا عقدية»، ومادة «الفِرق»، ومادة «تصحيح المفاهيم»، ومادة «تيارات ومذاهب»، ومادة «ضوابط الإفتاء»، وغيرها من المواد التى يستطيع الدعاة من خلالها أن يكونوا قادرين على تحديد قضايا الفكر الإسلامى الجدلية والشائكة، وبحثها بحثًا علميًا جادًا لتحديد الموقف الصحيح منها، بما يسهم فى الحد من أفكار التطرف والغلو والإرهاب، ويساعد فى استقرار المجتمعات الإنسانية.

وتعود بداية هذه الأكاديمية إلى مارس 2013، ووقتها تقلد الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق رئاسة «أكاديمية الداعية المعاصر»، التى تهدف إلى تأهيل وتدريب رجال الأزهر المتفوقين، ليقوموا بنشر الدعوة الإسلامية الوسطية من خلال المراكز الإسلامية فى جميع أنحاء العالم، وتحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة المستوردة من الخارج

وفى سبتمبر 2016، تم الإعلان عن انطلاق العام الدراسى الأول بالأكاديمية، وذلك للبدء فى تكوين جيل من خريجى الكليات الشرعية الأزهرية، قادر على نشر الصورة الصحيحة للإسلام، من خلال مجموعة من العلوم المساعدة فى فهم الواقع مثل علم الاجتماع وعلوم الاقتصاد والإدارة وعلم النفس والإعلام والاتصال الجماهيرى وعلم الجمال المجتمعى وعلم الأمن القومى، بالإضافة إلى بعض العلوم الشرعية مثل مهارة الإفتاء والتراث الإسلامى وأصول الفقه والعقيدة واللغة ولذلك فالعلوم بالأكاديمية مقسمة إلى علوم لفهم النص وعلوم لفهم الواقع وعلوم لكيفية تطبيق النص بعد فهمه على الواقع المعقد بعد إدراكه.

ولم تغفل مؤسسات الدولة المختلفة عن التصدى للتطرف بشتى الطرق، فمنذ عامين، وتحديدًا يوم 14 من شهر مايو، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، وزراء الشباب والرياضة العرب، وذلك إيمانًا منه بدور وزارات الشباب والرياضة العربية فى تحصين عقول الشباب العربى ضد الفكر المتطرف، والأفكار الهدامة والمغلوطة، كما شارك وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة والدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، فى مؤتمر «تحصين الشباب ضد أفكار التطرف والعنف» الذى تقيمه رابطة العالم الإسلامى بمقر الأمم المتحدة فى جنيف – سويسرا، خلال شهر فبراير الماضى.

الوعى.. أقوى أسلحة المواجهة

وحسب الخبراء، فإن الوعى هو أقوى أسلحة مواجهة الضلال، والتطرف. وأكدت الدكتورة إيمان عبدالله، استشارى العلاقات الأسرية، أن الوعى هو أقوى أسلحة مواجهة الفكر المتطرف على الجبهات الإلكترونية، من خلال المؤسسات المختلفة، بداية من الأهل ثم المدرسة والجامعة التى تعد جزءا من المجتمع وعلاقتها به علاقة تأثير وتأثر.. وقالت «ما يسود الجامعة من عنف وتطرف مرجعه إلى المجتمع الذى توجد فيه الجامعة، خاصة أن فئة الشباب تمثل عنصرًا هامًا من عناصر الحركة السياسية فى أى مجتمع من المجتمعات، وهم أكثر الفئات العمرية تأثرًا بعوامل التغيير التى يمر بها المجتمع فى مراحل تطوره، فضلًا عن تمتعهم بدرجة عالية من الوعى المجتمعى، كل ذلك يجعلهم أكثر استهدافًا ليمثلوا إحدى القوى المجتمعية المهمة للضغط السياسى فى كل المجتمعات.

وتابعت أن مرحلة الشباب من أكثر مراحل النمو الاجتماعى التى يصبح أفرادها أكثر تهيئًا لممارسة العنف من غيرها، نظرًا لطبيعة الخصائص الجسمية

والنفسية التى تجعلهم أكثر انفعالًا وتطلعًا للمستقبل بهدف تحقيق ذواتهم، لذا هم تربة خصبة للمتشددين والمتطرفين، الذين لا يتقبلون أية معتقدات تختلف عن معتقداتهم أو على التسامح معها، متبنين أفكارًا غير سليمة تولد أقوالًا وأفعالًا ضارة بالنفس وبالآخرين وبالمحيط الذى يعيش فيه الفرد، والتى يترتب عليها آثار مدمرة للأمن الوطنى والفكرى والسياسى والاقتصادى والمجتمعى، ولعل من أخطر آثار الفكر المتطرف السقوط فى هاوية تكفير الآخرين واستباحة دمائهم وأموالهم.

وطالبت بإطلاق برامج للتثقيف السياسى للطلاب من خلال تفعيل دور الاتحادات الطلابية، فضلًا عن تشجيع الحوار بين القادة السياسيين والشباب، فتح أبواب الجامعات أمام المفكرين والمثقفين من مختلف التيارات لعقد حوارات مع الشباب فى مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والدينية والثقافية، وتحصينهم ضد الأفكار الخاطئة والتى أصبحت منتشرة حولهم وتنظيم ندوات بهدف رفع الوعى لمناهضة ثقافة العنف وعدم الوقوع فى براثن الفكر المتطرف، موضحة أن العالم الافتراضى الذى يعيش فيه المتطرف نتاج الفهم الخاطئ للدين الذى يطوعه المتطرف لخدمة أهدافه.

قالت ريهام عبدالرحمن كاتبة ومحاضرة بمجال الإرشاد الأسرى والتطوير الذاتى، إن انتشار الفكر المتطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بمثابة الجمرة الخبيثة التى تستشرى فى جسد المجتمع، فتنال من هوية أبنائنا بجعلهم فاقدى الهوية والثقة بالنفس، ولذلك للأسرة دور كبير فى مواجهة هذه الظاهرة السلبية وذلك من خلال نقاط.

وتابعت «عبدالرحمن»: أولها متابعة ما يشاهده الأبناء على وسائل التواصل الاجتماعى، والحد من استخدام هذه التطبيقات لفترات طويلة، وتربية الأبناء على الهدوء وضبط النفس والتحكم بالانفعالات فى المواقف المختلفة، وعدم اللجوء للعنف والعدوان على الآخرين، بالإضافة إلى غرس حب القراءة فى نفوس الأبناء، والاهتمام بوجود المكتبة داخل البيت، فالقراءة تنمى عقل الطفل، وتكسبه القدرة على نقد وتحليل المعلومات الواردة إليه من الخارج، فتجعل لديه مهارة الخلاف والاختلاف البناء، فضلا عن غرس محبة الوطن فى نفوسهم، وتقوية تعلقهم به، من خلال عمل رحلات تقوم بها الأسرة لتعريف الأبناء بمعالم الوطن السياحية وحضارة وطنهم العريقة، وأن كل شىء من الممكن أن يحتمل إلا أن يفقد الإنسان وطنه.

ونوهت بأنه يجب أن تربى الأم أبناءها على التجرد للحق، وعدم التمادى فى الباطل والانحراف، وذلك من خلال تربيتهم على ثقافة الاعتذار والرجوع عن الخطأ، وأن هذه الصفات تعد من شيم الكبار، والاهتمام بالحوار والمناقشة داخل الأسرة، وإعطاء الأبناء الفرصة للتعبير عن آرائهم، لخلق جيل يثق بنفسه قادر على أن يعبر عما بداخله، بكل ثقة واحترام للطرف الآخر، تشجيعهم على الاندماج مع المحيطين بهم من خلال صلة الأرحام والتواصل مع الآخرين، والبعد عن العزلة والانطواء، وأصدقاء السوء.

واختتمت كلامها قائلة: «يجب أن تكون هناك تربية قويمة، قائمة على مبدأ التحرى والتثبت من أى معلومات تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة الهدامة.

وقال الدكتور محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن تجاهل المتطرفين أفضل من الرد عليهم، لافتًا إلى أنهم مجموعة أصفار ونحن لن نجعل منهم أرقامًا لا يستحقونها، فالتجاهل سيشعرهم بالحقارة، مضيفا أن الإرهاب مرفوض حتى ولو كان إرهاب باللفظ، لذا بجانب مجهودات الدولة يجب التغلب على الأفكار المتطرفة من خلال غرس الوعى لدى الشباب، مؤكدا أن الشباب هم الأمل وهم مبعث الفخر ومدعاة التفاؤل لذا يجب توعية الشباب بالدعوة إلى توظيف سعى الإنسان فى الخير دائما بما ينفع الناس كما أوصانا القرآن وألا ينخدع فى المظاهر الكاذبة التى لا تمس الدين.