عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الدولة رصدت 10 مليارات جنيه لتحسينها:الشوارع الداخلية... مولد وصاحبه غايب

بوابة الوفد الإلكترونية

بالوعات وصرف عشوائى وحفر ومطبات تعوق حركة السير

أهالي بشتيل والمرج والمطرية وشبرا الخيمة يشكون من سوء الطرق الجانبية..والخبراء: إصلاحها ضرورة

 

رغم كل ما تقوم به الدولة من محاولات لتحسين حياة المواطنين، فإن الشوارع الداخلية ما زالت تعانى من الإهمال والفوضى، حتى صار السير فيها نوعًا من العذاب، ورغم رصد الحكومة مبلغ 10 مليارات جنيها لتطوير الطرق الداخلية فى القاهرة الكبرى، وهو المبلغ الأكبر الذى يرصد لهذا الغرض وفقا لتصريحات وزير النقل، إلا أن المعاناة ما زالت مستمرة، واليوم ترصد «الوفد» معاناة بعض المناطق الشعبية من الإهمال داخل القاهرة الكبرى التى تضم 23 مليون نسمة أى نحو ربع سكان مصر تقريباً.

والبداية من منطقة بشتيل التابعة لحي امبابة بمحافظة الجيزة حيث يعانى الأهالى من تهالك الشوارع، وانتشار القمامة، و بالوعات الصرف امام المنازل بشكل عشوائى، ويقول حسن بسيونى من سكان بشتيل: نعاني سوء خدمات الصرف الصحى فى الشوارع، والبالوعات إما مرتفعة أو منخفضة عن سطح الأرض، ووجودها أمام المنازل بشكل عشوائى يتسبب دائماً فى غرق الشوارع الضيقة، وأضاف أن المعاناة تستمر بسبب إنشاء مطبات صناعية بشكل عشوائى، حيث يقوم بعض الأهالى بإقامة مطبات أمام منازلهم لمنع سير السيارات بسرعة خوفا على أطفالهم، وهو ما يسبب مشاكل فنية للسيارات، ويكلف أصحابها الكثير من الأموال، كما أنه يؤدى لتدهور حالة الشارع الرئيسية.

أما بالنسبة للأرصفة فيقول بسيونى إنها تكاد تكون اختفت، حيث إنه تم إنشاؤها بشكل غير منظم، وتهالكت مع مرور الزمن ولم يعد لها وجود فى بعض الشوارع.

ومن الجيزة إلى القليوبية يعاني الأهالي من نفس المشكلات، ففى منطقة مؤسسة الزكاة، القريبة من الطريق الدائرى، يعانى الأهالى من تهالك الطرق وتكسير الأرصفة، خاصة طريق المدرسة، وانتشار تلال القمامة امام المدرسة، وانتشار برك الصرف الصحى بسبب سوء خدمات الصرف، مع ترك بعض أكشاك الكهرباء مكشوفة دون غطاء، بالإضافة لانتشار المواقف العشوائية للتوك توك، ويقول محمد الصباغ من سكان المنطقة «نحن نعانى من مشكلات كثيرة، لكن المعاناة الأكبر من تكسير وتهالك الشوارع الداخلية، فلا توجد صيانة للشوارع نهائياً، وطالبنا المسئولين أكثر من مرة بأن ينزلوا بأنفسهم إلى الشوارع لمعاينتها، إلا أن أحدا لم يستجب لنا».

وأشار إلى أن أزمة الكورونا كانت أحسن فرصة لحل كل مشاكل الشوارع وتهالكها لأن الحركة كانت قليلة، وكان هناك حظر تجوال آنذاك، وبالتالى كان من السهل تحسين أحوال الشوارع والطرق التى يعانى منها الأهالى، خاصة الأطفال وكبار السن.

وأضاف أن الشوارع والأزقة الضيقة تعانى أكثر من الشوارع العمومية لأن هناك اهتماما بالطرق السريعة، خاصة ان منطقتنا قريبة من الطريق الدائرى ، ومع ذلك فهى تعانى من تراكم القمامة امام مدارس المنطقة، لذلك يطالب الصباغ –نيابة عن أهالى المنطقة– بالنظر إلى منطقة المرج لأن بها عددا كبيرا من السكان، وتحتاج إلى تحسين شوارعها وخدماتها، مشيرا إلى أن الأهالى مستعدون لمساعدة المسئولين والتعاون معهم لعودة المنطقة إلى سابق عهدها كأحد أجمل مدن العالم».

ولم يكن الوضع أفضل حالا فى مدينة شبرا الخيمة وخاصة منطقة أبو العزام وشارع السوق، حيث يعانى سكان تلك المنطقة من قلة الصيانة الدورية والخدمات الموجودة بشوارعها، وتهالك الطرق والصرف، بالإضافة إلى وجود سيارات متهالكة مركونة على جانبي الشوارع، تعوق حركة السير وتبتلع أجزاء من تلك الشوارع، حيث تركها ملاكها تشغل حيز كبير فى الشوارع، وتتحول إلى مأوى للقطط والحشرات، بالإضافة لانتشار التوك توك وإنشاء المطبات العشوائية

وأكد حسام نعمان من سكان شبرا الخيمة أن شارع السوق وهو شارع رئيسى يمر به عدد كبير من سكان شبرا الخيمة، حالته سيئة جدا، وبسبب تهالك الشارع تقع العديد من الحوادث كل يوم يروح ضحيتها كبار السن والأطفال لعدم قدرتهم على السير فى الشارع بسهولة، بالإضافة إلى وجود الباعة الجائلين الذين احتلوا جزءا كبيرا من الشارع بشكل دائم، ومع تهالك الأرصفة لم يعد هناك مكان للمواطنين للسير فيه، بالإضافة لوقوف التوك توك وسيارات الميكروباص بشكل عشوائى فى الموقف والشارع الجانبية المحيطة به، ودائماً ما تنشب المشاجرات بينهم، ولذلك نطالب المسئولين بضرورة التدخل لإعادة هيكلة الشارع لتسهيل حركة السير وإنهاء تلك المشكلات.

ونتيجة لهذه المعاناة اليومية تقدمت النائبة داليا يوسف عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة ومناقشة عامة بالمجلس قبل انتهاء الدورة التشريعية، بشأن تهالك العديد من الطرق الرئيسية بالعاصمة دون تحرك من الأجهزة المعنية، وأشارت فى طلبها إلى أن العديد من طرق محافظة القاهرة، وأحياء القاهرة الكبرى تشهد حالة من تهالك الطرق الرئيسية بها، بما يضر المشهد العام للعاصمة، وكذلك يسبب مضايقات كثيرة للمواطنين وأصحاب السيارات، وأشارت إلى أن هذه الحالة وصلت للأحياء الراقية مثل المعادى، وجاردن سيتى والمنيل والدقى والمهندسين، حيث تشهد هى الأخرى تجاهل الاهتمام بالطرق بشكل كبير، وهو ما نتج عنه زيادة الحفر والشروخ بها، وتجاهل صيانة الطرق فى عدد كبير من المناطق والأحياء، بالإضافة إلى تهالك الشوارع الداخلية وعدم تمهيدها مما يؤدى إلى عرقلة المواطنين من كبار السن وظهور الكتل الطينية عند سقوط الأمطار.

وأضافت «يوسف» فى تصريح خاص لـ«الوفد» أن منطقة المطرية بالقاهرة تعانى من تكسير الطرق بالشوارع الرئيسية المؤدية لميدان المطرية، بسبب أعمال الحفر لإنشاء كوبرى بالمنطقة، ما يؤثر على حركة السير ويؤذى سيارات المارة ويعطل الحركة يومياً، مشيرة إلى أنها شاهدت ذلك بنفسها.

وأضافت أن مسئولية ذلك تقع على عاتق المسئولين الحكوميين وليس المواطنين لأن مهمة تنظيم ورصف الطرق مسئوليتهم، وهى نتاج تعاون بين وزارة التنمية المحلية ممثلة فى موظفى الأحياء، ووزارة النقل للإشارات واللافتات، ووزارة الداخلية لإنفاذ القانون وردع المخالفين.

وأوضحت عضو مجلس النواب أن الدولة تقوم بمجهود خرافى فى إنشاء المدن الجديدة والطرق بها على أعلى المواصفات والجودة والعالم أجمع يشهد على ذلك، ولكن ذلك لا يجب أن يؤثر بالسلب على وضع الطرق فى أحياء وشوارع القاهرة الكبرى، حيث إنها العاصمة ومقر الوزارات حتى الآن، ويقطن بها أكثر من 20 مليون

نسمة، وصيانة الطرق والشوارع أمر ضروري في تلك المدن التاريخية والتى تعتبر أكثر المدن زيارة فى مصر من جانب السياح، فقاهرة المعز تضم المتاحف التاريخية والآثار الإسلامية ومدينة الألف مئذنة، والجيزة تضم محيط منطقة الأهرامات ولذلك ترميم وتجهيز شوارعها أمر ضرورى لتنشيط السياحة والقضاء على المظاهر العشوائية مثل عشوائية الأسواق ومواقف الميكروباص والتوك توك، وهذا سيزيد من تطوير وتجميل القاهرة التاريخية.

وقال حمدى عرفة خبير الإدارة المحلية، إن الحكومة بالتعاون مع الوزارات المعنية قامت بالقضاء على الأماكن العشوائية الخطرة وقامت بإعادة تخطيط تلك المناطق الحضرية الجديدة طبقاً للتطوير الحضرى، والتخطيط العمرانى السليم دوليا،رمثل ما نشهده فى حى الأسمرات، حيث تم إنشاء حدائق وأشجار، ومنعت وجود كوبرى وممر عبور أو حتى طريق سريع واحد داخل المنطقة السكنية التى تم تطويرها، ونقل سكان المناطق العشوائية الخطرة إليها، وهو ما حدث أيضا بتطوير منطقة غيط العنب فى الإسكندرية وغيرها من المناطق العشوائية الأخرى.

وأشار إلى أن القاهرة الكبرى تحتاج إلى مجهودات كبيرة وضخمة لإعادتها وإنهاء أزمات شوارعها الداخلية، التى تعانى من سنوات الإهمال فى العقود الماضية.

وأضاف «عرفة» أن تدهور أحوال الشوارع الداخلية للقاهرة الكبرى يعود إلى أسباب عدة ومنها عدم المتابعة والصيانة الدورية للشوارع، وتخاذل بعض رؤساء الأحياء فى متابعة الأوضاع داخل الحى التابع له، مع وجود زيادة سكانية كبيرة فى المدن الحضرية، تؤدى إلى تدهور الخدمات، وبعض المنشآت الخاصة بالطرق مثل الإشارات وأعمدة الإنارة، بالإضافة إلى انتشار التوك توك داخل تلك الشوارع والمناطق الشعبية، مما أدى إلى غياب مظاهر التنظيم للشوارع والطرق بسبب وجوده العشوائى، ناهيك عن تصرفات سائقيه من الصبية المتهورين.

وأضاف خبير الإدارة المحلية أنه للقضاء على تلك الظاهرة، لا بد من التكاتف بين المسئولين والمواطنين ورفع الوعى ودرجة السلوك والحفاظ على الطرق ومتابعة صيانتها بشكل دورى، والالتزام بمعايير والمواصفات الدولية، حتى لايحدث تهالك سريع، وهو ما نلاحظه فى تكسير بعض الشوارع الرئيسية بسبب تركيب خطوط الغاز، أو الحفر والمطبات الصناعية المنتشرة غير المطابقة للمواصفات والتى ينشئها الأهالى أحيانا بشكل عشوائى، ولابد من وجود عقوبات رادعة للمخالفين ولمن يحاول تخريب الشوارع والطرق من بعض معدومى الضمير، بالإضافة إلى عقاب المسئولين المقصرين.

وعلى مستوى الأرقام والاحصاءات.. أعلنت محافظة الجيزة، مع بداية العام الجارى أنه تم تخصيص ٢٣٠ مليون جنيه لتنفيذ أعمال الرصف والتطوير ضمن الخطة الاستثمارية للعام المالى الجارى، وذلك لتطوير منظومة الطرق والمحاور بالمحافظة، وتضم المحافظة ما لا يقل عن نحو تسعة ملايين نسمة، ولم تعلن محافظة القاهرة عن تخصيص أية مبالغ مالية لتطوير وتنفيذ أعمال رصف وتطوير أسوة بالجيزة، ولكن يتم الإعلان عن تطوير كل منطقة على حده

بينما أعلنت محافظة القليوبية منتصف العام الجارى، أنه تم تخصيص مبلغ 520 مليون جنيهاً ضمن مخصصات الخطة الاستثمارية للمحافظة للعام المالى المقبل (2020-2021)، لتنفيذ مشروعات التنمية المحلية، ورفع كفاءة الطرق والكبارى والمحاور الرئيسية بالمحافظة لخفض الكثافات المرورية، ودعم المشروعات التنموية، بالإضافة إلى رفع كفاءة أكثر من 2400 كيلومتر أطوال للطرق المرصوفة وبشكل مستمر، طبقا لمخطط الدولة لتطوير الشبكة القومية للطرق.

وفى فبراير الماضى، أعلن وزير النقل المهندس كامل الوزير، عن إحدى أكبر الميزانيات التى رصدت لدعم وتطوير الطرق الداخلية بالمحافظات قائلاً: «الرئيس السيسى صدق على 10 مليارات جنيه لدعم تطوير الطرق الداخلية بالمحافظات، والتصديق على دعم طرق المحافظات سيتم على مراحل، حيث تم رصد 2 مليار جنيه كمرحلة أولى مع التنسيق بين إدارة الطرق والتنمية المحلية والمحافظين لاستغلال الدعم فى تطوير الطرق الداخلية بالمحافظات.

 

إنفوجراف

5 آلاف كيلومتر ..طرق ترابية بمصر

2.3 ألف كيلومتر طرق غير مرصوفة بمحافظة الدقهلية وحدها

617 كيلومتر ..طرق ترابية بالإسماعيلية

296 كيلومتر ..إجمالي أطوال الطرق غير المرصوفة بالمنيا

230 مليون جنيه رصدتها محافظة الجيزة لتطوير شوارعها بداية عام 2020

520 مليون جنيه رصدتها محافظة القليوبية لتطوير شوارعها منتصف عام 2020

23 مليون نسمة هو عدد سكان القاهرة الكبرى طبقاً للمجلس القومى للسكان لعام 2020.