رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قبل أيام من حلول عيد الأضحى ..ماراثون الخير ينطلق

بعض من المبادرات
بعض من المبادرات الشبابية

مبادرات شبابية لتوزيع اللحوم والخضراوات والفواكه على المحتاجين

 

أيام قليلة ويحل علينا عيد الأضحى المبارك، وفى كل عام يحرص الكثيرون على أداء فريضة الحج، ولكن هذا العام الأمر مختلف تماما، فبعد قرار السعودية بتنظيم موسم الحج بعدد محدود جداً من حجاج الداخل فقط، تجنباً لتفشى فيروس كورونا، وأصبح السؤال الآن ماذا يفعل المسلم الذى كان ينوى أداء فريضة الحج؟، ليرد عليه مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، قائلاً، إن إكسَاب المَعدُوم، وإنقاذ المرضى، وإطعام الجوعى فى زمان الوباء والفاقة أولى وأفضل من حجّ النَّافلة وعمرتها؛ فللنَّوازل أحكامها، ولأزمنة الجوائح فى شريعة الإسلام تفَقُّه يُناسبها؛ لا سيَّما إذا تعطَّلت التَّحركات من بلد لآخر بسبب خوف انتشار الوباء، كما هو الحال الآن فى ظلِّ خوف انتشار فيروس كُورونا، ليس فى بلاد الحرمين فحسب؛ بل فى مُختَلف بلاد العالم.

وكعادة المصريين تظهر الشهامة والأصالة فى وقت الشدة، حيث قرر الكثير منهم بدء ماراثون الخير قبل عيد الأضحى، فمنهم من قرر التبرع بقيمة الحج للمحتاجين، كما فعل هاشم محمود، رجل فى العقد الخامس من عمره، يقطن فى أرض اللواء بالجيزة، مؤكداً أنه كان ينوى أداء فريضة الحج هذا العام، وكان هذا هو حلمه الذى ظل يراوده سنين طوالاً، ولكن جاءت فاجعة كورونا لتحول بينه وبين الفريضة.

ويقول هاشم: «كنت متحيراً كثيراً بعدما علمت بقرار السعودية وقف أداء فريضة الحج هذا العام» مضيفاً أنه شعر بحزن شديد، لأنه كان يحلم منذ سنوات بتأدية الفريضة، وحينما استطاع تكوين المال المطلوب للحج جاء فيروس كورونا ليحطم هذا الحلم

ورغم أن الحلم اقترب مرة أخرى بإعلان المملكة عن تنظيم موسم الحج، إلا أنه تباعد وتبخر بقرار اقتصار موسم الحج على عدد محدود من حجاج الداخل، وقال هاشم: فكرت احتفظ بأموال الحج للعام القادم، ولكن عندما قرأت ما نشرته دار الافتاء المصرية عن فضل التصدق فى حالة النوازل والكوارث، قررت التصدق بقيمة الحج للمحتاجين والأقارب ممن يحتاجون المساعدة.

حال هاشم مثل حال الكثيرين ممن قرروا تأدية فريضة الحج هذا العام، فقد قرر عدد كبير منهم تقديم أموالهم فى سبيل الله لمساعدة غيرهم لينالوا ثواب الدنيا والآخرة.

ويقول الشيخ محمد عبدالعال، إمام مسجد، إن موجة فيروس كورونا تحتم علينا التصرف بحكمة، فليس معنى أن الفرد يعجز عن تأدية فريضة الحج أن يهدر ثوابها، فهناك عدة طرق أخرى لنيل نفس الثواب، من خلال سداد ديون الغارمين، وتفريج كرب المواطنين وسداد حاجاتهم، بل قد تكون تلك الأعمال ثوابها أكبر من الحج، فهى أكثر ثواباً وأقرب قبولاً عند الله تعالى.

واستند الشيخ عبدالعال فى حديثه إلى نصوص الكتاب والسنة وما اتفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبعة، مشدداً على ضرورة قيام المسلمين من ميسورى الحال بفرض كفاية دفع الفاقات عن أصحاب الحاجات، والاشتغال بذلك مقدَّم قطعاً على الاشتغال بنافلة الحج والعمرة.

وقال الشيخ عبدالعال إن القائم بفرض الكفاية أكثر ثواباً من القائم بفرض العين، مشيرا إلى أن القائم بفرض الكفاية كونه ساعى فى رفع الإثم عن جميع الأمة، بل نص جماعة من الفقهاء على أنه تعينت المواساةُ فى حالة المجاعة وازدياد الحاجة على مريد حج الفريضة، فإنه يجب عليه تقديم إغاثة الناس على الحج للاتفاق على وجوب المواساة حينئذٍ على الفور، بخلاف الحج الذى اختلف فى كونه واجباً على الفور أو التراخى.

كما طالب الشيخ عبدالعال بعدم إهمال المعوزين قائلاً: لا يجوز ترك الواجبات لتحصيل المستحبات تحت مبرر الإكثار من النوافل والطاعات، ولا يسوغ التشاغل بالعبادات القاصرة ذات النفع الخاص، وبذل الأوقات والأموال فيها، على حساب القيام بالعبادات المتعدية ذات المصلحة العامة، وعلى مريد التطوع بالحج والعمرة السعى فى بذل ماله فى كفاية الفقراء، وسد حاجات المساكين، وقضاء ديون الغارمين، قبل بذله فى تطوع العبادات، كما أن تقديم سد حاجات المحتاجين وإعطاء المعوزين على التطوع بالحج أو العمرة ينيل فاعلها ثواب الأمرين معاً.

مبادرات شبابية.. من أسوان إلى الإسكندرية

البركة فى الشباب.. مثل شعبى شهير يتجسد فى حياتنا بين الحين والآخر، ليصبح حقيقة واقعة وملموسة، وقبل حلول عيد الأضحى بفترة ظهرت العديد من مبادرات الشباب التى تجسد هذه الحقيقة.

أولى هذه المبادرات كانت فى قرية منيل شيحة بمدينة أبو النمرس، بمحافظة الجيزة، حيث دشن عدد من الشباب مبادرة توفير السلع الغذائية والخضراوات بالمجان، وتوصيلها للمنازل أيضاً دون مقابل، حيث شارك شباب المبادرة فى جمع مبلغ من المال وتمكنوا من شراء كمية من الخضر والسلع الغذائية، وتم توزيعها على فقراء القرية، كما وفرت المبادرة مبلغاً مالياً للعمالة اليومية التى تضررت من فيروس كورونا بالإضافة إلى توفير محل لتوزيع اللحوم على المواطنين بأسعار التكلفة دون التربح منها.

وفى محافظة الإسكندرية، أطلق مجموعة من الشباب مبادرة لمساعدة عمال اليومية، وعدد من الأسر بالقرى الفقيرة والأكثر احتياجاً والتى يعتمد مواطنوها على العمل اليومى، وقام الشباب المتطوعون بتوزيع المرحلة الأولى من حملة شنط الخير، وتم توزيع زكاة المال على الحالات من الأرامل والمطلقات وعمال اليومية والأسر المستحقة والمتضررة بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا.

وفى الخانكة بمحافظة القليوبية دشن شباب الخير مبادرة تطوعية من خلال ببيع الخضروات بسعر الجملة لجميع أهالى المدينة وتوزيع خضروات وسلع غذائية مجاناً للأيتام والعمالة اليومية

وغير القادرين، كما تم توزيع سلع غذائية وخضراوات معبأة داخل كراتين لـ1500 أسرة من الأيتام والعمالة اليومية، بالإضافة لتعبئة الخضراوات فى أكياس جاهزة بالكيلو بأسعار الجملة لمحاربة جشع التجار.

مسؤولية اجتماعية

وترى نهلة عبدالسلام، خبيرة التنمية البشرية، أن هذه المبادرات الشبابية تعد نوعاً من أنواع المسؤولية الاجتماعية، وتلعب دوراً كبيراً فى تعزيز الانتماء للوطن، مشيرة إلى أن تلك المبادرات تعود بالنفع ليس على الفرد فقط، ولكن على المجتمع كله، كما أن لها مردوداً إيجابياً على المستفيدين منها، وأضافت أن هذه المبادرات تدعم تماسك المجتمع وقوته.

وأشارت خبيرة التنمية البشرية إلى أن تلك المبادرات لا بد أن تلقى دعماً من المواطنين للقائمين عليها، لتكثر وتزداد ما يعود بالنفع على الجميع.

الشباب وقود المجتمع

وأوضح الدكتور مرزوق العادلى أستاذ العلاقات العامة بجامعة سوهاج ومستشارها لإقليم جنوب الصعيد بالجمعية المصرية للعلاقات العامة أن الشباب فى أى مجتمع، هم وقوده ودينامو عمليات التنمية والتطور فيه وله، وقد أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسى هذه المعانى وترجمها لواقع عملى من خلال البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة والذى كان هدفه ليس تأهيل الشباب للقيادة فقط بل تأسيس قاعدة قوية وغنية منهم، كى تكون مؤهلة للعمل السياسى والإدارى والمجتمعى بالدولة، وقد كان حريصاً على عقد اللقاءات والمؤتمرات الدورية لمناقشة كل ما يتعلق برؤاهم وأفكارهم واحتوائها لترجمتها إلى واقع ملموس.

وأضاف الدكتور العادلى أنه على الحكومة المصرية بقيادة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى تذليل كل العقبات التى تقف أمام أى عمل شبابى يستهدف الأعمال الخيرية والتنموية فى كافة المجالات، وبشكل خاص المبادرات الانسانية التى تستهدف مساعدة الناس على تجاوز المراحل والأزمات الصعبة التى يمر بها المجتمع، وحالياً تعد أزمة كورونا من أهم الأزمات التى يعانى منها المجتمع كله، وقطاع عريض جداً من الفئات متوسطة ومحدودة الدخل المتضررة من الأزمة، ولذلك من الضرورى السماح للشباب بعمل المبادرات وفقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بل ومساعدتهم إدارياً وقانونياً للنجاح فى مبادراتهم الخيرية، وليس الحكومة فقط بل كل الناس فى المجتمع مطالبون بأن يتفاعلوا بإيجابية مع هذه المبادرات وأن ييسروا للشباب القيام بها وإزالة أى عراقيل أو عقبات تقف فى طريق نجاحهم فيها.

وأشار إلى أن النجاح الأكبر لهذه المبادرات الخيرية هو مساعدة الناس فى الحصول على السلع والخدمات والبضائع المختلفة بأسعار وتيسيرات تناسب محدودى الدخل والفقراء فى المجتمع، وجزء كبير من هذا النجاح يقع على عاتق الحكومة بأجهزتها الإدارية والتنفيذية المختلفة فى المراكز والقرى والمحافظات

 

وأضاف أن الجانب الأهم والأكبر فى نجاح هذه المبادرات يقع على عاتق الإعلام المصرى ووسائله المختلفة سواء القنوات التليفزيونية والفضائية والإذاعة والصحف، والصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى.

وأكد الدكتور مرزوق العادلى أن الإعلام يجب أن يفسح مجالاً أكبر فى برامجه وصفحاته ومضامينه المختلفة للتوعية بهذه المبادرات الشبابية وتسويقها على نطاق واسع داخل المجتمع لمساعدة أفراد المجتمع من الفقراء لتخطى أزمة كورونا والتى أثرت على قطاع كبير من الناس.

وأوضح العادلى أنه عاصر شخصياً تجربة لمبادرة شبابية بمحافظة سوهاج لشباب مركز العسيرات لتوزيع السلع التموينية والخضار والفواكه واللحوم بأسعار مخفضة، ورغم نجاح التجربة على مستوى أولاد حمزة وكل قرى مركز العسيرات، فإنها لم تحظَ بالرعاية من الأجهزة الحكومية المختصة، ولا بالدعم من الناس أو الإعلام وتوقفت رغم رغبة الشباب فى استمراريتها.

لذلك يطالب الدكتور مرزوق الناس والأجهزة الحكومية والإعلام بدعم ومساندة المبادرات الشبابية فى كل المجالات، وتقديم سبل التيسير المناسبة لها حتى تنجح وتعم فائدتها على الجميع.