عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا تصمت ضحايا التحرش عن الإبلاغ؟.. خبراء يجيبون

بوابة الوفد الإلكترونية

خبراء: الأسرة يقع عليها دور كبير في مواجهة صمت الفتاة عن التحرش

 

 

فتيات ونساء عديدات يتعرضن يوميًا لشتى أشكال التحرش الجنسي الذي يضر كثيرًا بالفتاة من الناحية النفسية، ويسبب لها اضطرابات كثيرة وقلقا واكتئابا، وأحياناً رفض الجنس الآخر رفضا مطلقا، إلا أنه على الرغم من ذلك يصبح الصمت سيد الموقف حيث تتحفظ الفتيات على الإبلاغ عن ما حدث معهن خوفا من وصمة العار أو الإساءة لسمعتهن والخشية من الأهل.

 

وعدد الخبراء بعض الأسباب التي تتسبب في صمت الفتيات بين الخوف من المجتمع أو من المتحرش أو الحفاظ على عملهن .. نرصدها فيما يلي

إلقاء اللوم على النساء

يعد إلقاء اللوم على النساء عندما يتم انتهاكهن، سبب رئيسي لعدم بلاغ النساء عن الاعتداء أو التحرش الجنسي، والنساء على وجه الخصوص تشعرن بالخجل، لأنهن غالبًا ما يلمن على الاعتداء الجنسي  إذ يتم اتهام النساء بالتسبب في إيذاءهن بتعليقات مثل: "ملابسها السبب.. ولماذا تخرج من منزلها في هذا الوقت المتأخر...".

الخوف من المتحرش

يعتبر الخوف من المتحرش سواء بالاعتداء عليها بالضرب أو بأي وسيلة إذا تحدثت أنه تحرش بها أو الخشية من الانتقام منها في حالة الإبلاغ سبب لعدم إبلاغ الضحايا أو تأخير الإبلاغ إذ إن أولئك الذين أبلغوا عن التحرش أو الاعتداء الجنسي، وخاصة من قبل الرجال الأقوياء، أفدن بأنهن فقدن وظائفهن.

نظرة المجتمع

على الرغم من شعور المرأة بالقهر والخذلان والانتهاك لإنسانيتها إلا أنها تخشى من الإبلاغ عن المتحرش بسبب نظرة المجتمع لها ويكون الصمت سيد الموقف، ويمنعهن الخوف من أن يتقدمن بشكوى، وأخذ حقوقهن بالدفاع عن أنفسهن، لكي لا يتجاوز أحد حدوده بعد ذلك، ويضمن بعض الرجال سكوت فتيات على تصرفاتهم مع وجود خوف مجتمعي من أن يتخذن أي إجراء بحقهم.

إلحاق العار لأهلها

عندما تتعرض الفتاة للتحرش وتذهب وتخبر أهلها فأنه هناك ردود أفعال من الأهل غير حكيمة ومخذية في كثير من الأحيان، وهو الأمر الذي يجبر الفتاة على السكوت، والاستسلام لما حدث معها من تحرش دون الإبلاغ.

الخوف من البيئة القانونية

حيث تخاف الفتيات من الذهاب لقسم الشرطة أو النيابة العامة للتقدم ببلاغ ضد المتحرش خاصة في ظل عدم وجود سرية للمعلومات والتي فطنت إليها مؤخرًا مجلس الوزراء بإقرار تعديلات تحمي خصوصية المجني عليهم في قضايا هتك العرض والتحرش  لتشجيع الفتيات على التقدم ببلاغات ضد من يقوم بالتحرش بهن

 

الخوف من التأثير على حياتهن الخاصة

تخشى بعض الفتيات خاصة الغير مرتبطات من التأثير على سمعتهن إذا عُلم أنهن تم التحرش بهن ، وهو ما قد يترتب عليه نفور الشباب منهن وعدم التقدم لخطبتهن، أو تخشى السيدات المتزوجات من حدوث مشاكل مع أزواجهن وهو ما يترتب عنه الصمت وعدم الإبلاغ عن تعرضهن للتحرش.

الدكتور أحمد مهران، الخبير القانوني، علق على صمت بعض الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش، مؤكدًا أن صمت الفتاة عن التحرش

يُمكن المجرم من الاستمرار في جريمته وفعل ذلك مع فتيات آخريات بل قد يتطور به الأمر لأكثر من التحرش كهتك العرض والاغتصاب.

وأضاف مهران، أن صمت الفتيات عن تعرضهن للتحرش يكمن في خوفهن من الذهاب للنيابة وإجراءات التقاضي، فضلًا عن الخشية من المتحرش نفسه الذي يمارس كل أنواع التهديد والتخويف، داعيًا إياهن بامتلاك الشجاعة والسعي لأخذ حقوقهن من هؤلاء المجرمين الذين يستحقون العقاب ليكونو عبرة لغيرهم من المتحرشين.

ولفت مهران، إلى أنه يجب زيادة الوعي لدى الفتيات بأهمية الإبلاغ عما يتعرضن لهن، فضلًا عن أن الأهل عليهم مساعدة  بناتهم لأخذ حقوقهن وعدم الخوف من الفضائح وإجبار الفتيات على السكوت، مشيدًا بحجب بيانات ضحايا المتحرشين والتي تعتبر خطوة رادعة وتمكين للمواجهة وإعطاء طمأنينة للفتيات اللاتي يرغبن في الإبلاغ عن تعرضهن للتحرش ويخفن.

واتفقت معه الدكتور عزة فتحي، أستاذ مناهج علم الاجتماع، التي أكدت أن الأسرة عليها عامل كبير في مواجهة صمت الفتاة عن التحرش

وعدم التقدم ببلاغات، موضحة أنهم يجب أن يزرعو الثقة في نفوس بناتهن ويعلمونهن مهارات قتالية لكي يستطيعو الدفاع عن أنفسهن.

وأضافت فتحي، أننا لدينا ضعف في أسلوب التربية، والأم لم تُحذر بنتها مما يمكن أن تواجه او تتعرض له، موضحة أن تعليم الفتاة منذ الصغر بأن جسدها له حرمة يجب احترامها، ولا يجب أن تسمح لأحد بالاعتداء عليه، مشددة على أن احترام الجسد قمة الدين والأخلاق وكرامة وحقوق الإنسان.

وأشارت فتحي، إلى أن بعض أفراد المجتمع المصري يعطون مبررات واهية للمتحرشين وذلك كتبرير ذلك بلبس المرأة وذلك على الرغم من أن المحجبات والمنتقبات يتم التحرش بهن، بل كبار السن من السيدات لم ينجو من هذه الممارسة المقيتة وهو ما ساهم في زيادة هذه الظاهرة، لذلك يجب تغيير الثقافة السائدة والاعتراف بأن التحرش لا مبرر له  وأن المتحرش مجرم يجب معاقبته وعدم التهاون معه.