رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشايخ "التحرش" بين جلد المرأة.. والملابس شماعة للاعتداء عليهن

بوابة الوفد الإلكترونية

أزهريون : التحرش "محرم شرعًا" .. ومن يبرره "اثم"

"الازهر  والافتاء ": إلصاق التحرش بنوع الملابس تبرير واهم يصدر عن نفوس مريضة

 

أسمو أنفسهم بمشايخ ولكنهم بعيدون كل البعد عن الدين الإسلامي وتعاليمه، هم كما يطلق عليهم "مشايخ التحرش" الذين وإن لم يبيحوه بشكل مباشر، إلا أنهم يعطون مبررات للمتحرش من أن ملابس السيدات هي السبب الرئيسي في ذلك ويلقون باللوم على المرأة الضحية التي تم التحرش بها بدلًا من أن يوجهو سهام انتقاداتهم للمتحرشين.

 

وعلى الرغم من أن مؤسسات مصر الدينية كمؤسسة الأزهر الشريف ودار الافتاء ووزارة الأوقاف جرمت التحرش بشكل قاطع، وأنه لا يجوز تبريره بملابس وسلوك الفتاة، إلا أن بعض المتاجرين بالدين خرجو علينا سواء من منصات التواصل الاجتماعي أو بعض الفضائيات ليلقو باللوم على المرأة .

 

حيث سلطت جريدة صوت الأزهر في عددها الجديد على قضية التحرش الجنسي وأبرزت الجريدة هاشتاج بعنوان "طمنوا بناتكم"، مطالبة بدعم ضحايا الاعتداء الجنسي وحثهم على الكلام والشكوى موضحة أن الصمت أو غض الطَّرف عن هذه الجرائم يُهدد أمن المجتمع ويُشجِع  على انتهاك الأعراض والحُرمات.

وأكدت أن الأزهر الشريف وضع كل الأمور في نصابها ورفض في بيان له لوم الضحية أو اعتبارها شريكة في الإثم، موضحا أن ملابس المرأة أيا كانت ليست مبررا للاعتداء على خصوصيتها وحريتها.

وطالب علماء الأزهر بدعم  ضحايا الاعتداءات الجنسية وتشجيعهن على الكلام والشكوى، مؤكدون التحرش إشارةً أو لفظاً أو فعلاً جريمة قانونية وإثم شرعى وانحراف سلوكى وتجريم الفعل والفاعل يجب أن يكون مطلقاً ومجرداً من أى شرط أو سياق

لم يختلف رأي دار الافتاء كثيرًا عن الأزهر، حيث أكدت أن إلصاقُ جريمة التحرش النكراء بقَصْر التُّهْمَة على نوع الملابس وصفتها؛ تبريرٌ واهمٌ لا يَصْدُر إلَّا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة؛ فالمسلم مأمورٌ بغضِّ البصر عن المحرَّمات في كل الأحوال والظروف.

وتابعت : الـمُتَحَرِّش الذي أَطْلَق سهام شهوته مُبَرِّرًا لفعله؛ جامعٌ بين منكرين: استراق النظر وخَرْق الخصوصية به، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ»، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا»، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ

 

ودفعت قضية تحرش طالب الجامعة الأمريكية بسام أحمد ذكي، الكثيرين للنبش في تغريدات وتدوينات قديمة تطرقت للموضوع أو تبريره من منطلق ديني تارة أو لأسباب تتعلق باللباس تارة أخرى، وأثارت تلك الدعوات جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى.. ونرصد في التقرير التالي أبرز المشايخ الذين بررو التحرش..

 

عبدالله رشدي

نشر الداعية المصري، عبد الله رشدي،  تغريدة عام 2019، رأى كثيرون أنها تعطي للمتحرش أعذارا لممارساته المشينة وتلقي باللوم على ملابس الفتيات الأمر الذي أثار استياء رواد التواصل الاجتماعي وقامو بمهاجمته، إلا أنه ظهر بعد ذلك ليفسر ما كتبه في تغريدته القديمة، مؤكدا أن "التحرش جريمة.. لا تقبل التبرير.. ليس لها أعذار، ولو كانت المرأة بدون ملابس أصلاً"، متابعًا :"هناك أسباب للجريمة عديدة، من ضمنها الملابس الصارخة التي تعتمد على الإغراء.

وهذا سبب فقط من ضمن مجموعة أسباب، وليس هو السبب الوحيد، وهذا السبب لابد من معالجته كغيره من الأسباب التي تؤدي للتحرش..لكن هذه الأسباب لا تُبيح ولا تُبرِّرْ للمتحرِّش فعلَه المرفوض بحالٍ من الأحوال"

 

حاتم الحويني

حمّل الشيخ حاتم الحوينى نجل أبو إسحاق الحوينى المرأة جزءا من مسئولية التحرش بها بسبب لباسها الذى تخرج به، حيث قال عبر حسابه على "تويتر"، "راجل حط مليون جنيه فى سيارة وتركها مفتوحة، فجاء لص وسرق المال.. مين اللى غلطان.. صاحب السيارة مستهتر ومفرط ولم يكن على قدر المسئولية، اللص فعله محرم ولا يوجد له مبرر لا شرعا ولا عرفا.. كذلك المتحرش فعله لا يبرره شرع أو عرف مهما كان، لكن المرأة المتبذلة شاركت فى هذا بلباسها".

 

 

سعد عرفات

انتشر فيديو على السوشيال ميديا لشيخ يدعى سعد عرفات، تحدث فيه عبر فضائية الرحمة، عن التحرش، وقال إنه قد تخرج المرأة منتقبة وتكون هى السبب فى التحرش، ويستطرد:"كثير من البنات تشتكى أنها إذا سارت فى الشارع يضايقها الشباب والرجال، وإذا  ركبت الأتوبيس يلتفت إليها الرجال يمينا ويسارا فأنت سبب التحرش".

وأضاف عرفات فى الفيديو: "تقول الفتاة

حينها ما خرجت إلا محجبة أو منتقبة فلماذا أتعرض للتحرش؟، وهنا أرد عليها وأقول لعلك خرجت بغير حاجة فسلط الله عليكى هذا الذئب الشيطانى، انتبهى وأنا أقول كلاما أعرفه وأعيه لعلك خرجتى منتقبة، ومتسترة فسلط الله عليك شيطانا يؤذيك، لأنك أولا عينيك تجرى ذات اليمين وذات الشمال، وأحيانا هى التى تنظر إليه وتقول أنا هنا ألا ترانى أنت أعمى، فنظر إليها فدققت النظر إليه فأرسل إليها قبلة".

 

سامح عبدالحميد

زعم داعية سلفى أن ملابس الفتيات هى سبب انتشار ظاهرة التحرش التى تتصاعد خلال أيام العيد، قائلًا التحرش في  العيد سببه الشباب والفتيات، وملابس البنات المستفزة هي نوع من التحرش بالشباب، والشباب لا يتحرش بالمنتقبات ، بل يحترمهن ويُوقرهن".

وأضاف: كما يتم عقاب الشباب على التحرش يجب منع دخول البنات بالاسترتش في الحدائق العامة والمنتزهات، وعلى الشرطة النسائية تحذير البنات اللاتي يرتدين ملابس فاضحة غير محتشمة، مطالبًا بتخصيص أماكن لفسح السيدات، قائلا: على الحكومة توفير أماكن خاصة للنساء في أماكن الترفيه أُسوة بأماكن النساء الخاصة في المترو وغيره ، وهذا يحفظ حياء البنات ويحمي خصوصياتهن من الابتذال ، ولا يصح السماح بالاختلاط لأنه يُؤدي إلى مفاسد شرعية وأخلاقية واجتماعية".

 

محرم شرعًا

آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أكدت أن التحرش محرم شرعا ولا يجوز تبريره، والقاء اللوم على المرأة بسبب ملابسها أو سلوكها، موضحة أن التحرش من اعتداء على خصوصية المرأة وحريتها وكرامتها، فضلًا عما تؤدي إليه انتشار هذه الظاهرة المنكرة من فقدان الإحساس بالأمن، والاعتداء على الأعراض والحرمات.

وأشارت نصير، إلى أن التحرش يدل على دناءة من يقوم بهذه الواقعة، وأنه لا يفرق بين فتاة محجبة أم لا، حيث  أن هناك فتيات محجبات ومنتقبات يتم التحرش بهن، ولذا فالعبرة في تقوى الرجل وخشيته من الله وتحكمه في نفسه.

وشددت نصير، على ضرورة وجود تربية قويمة في البيوت المصرية ومتابعة الأسر لأبناءهم ولسلوكياتهم، مؤكدة أن القران الكريم يحث على غض البصر وذلك مثل قوله تعالى "قل للمؤمنين يغضو من أبصارهم ويحفظو فروجهم ذلك أذكى لهم".

 

توقيع العقوبات

واتفق معها الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، والذي أكد أن التحرش جريمة في حق المرأة والمجتمع ولا يمكن تبريرها بل يجب اتخاذ الاجراءات الحاسمة وتوقيع العقوبات الصارمة على من يقوم بها.

وأضاف فؤاد، أن المتحرش لم يجرم في حق الفتاة التي تحرش بها فقط بل أجرم في حق المجتمع وارتكب جريمة التحرش لذلك فأنه لابد أن تكون له قوانين خاصة تعاقبه وتحافظ على المجتمع من إجرامه وإجرام أمثاله، لذلك فأنه لا يمكن تبرير التحرش تحت أى دعوى أو ذريعة.

وأوضح فؤاد، أن مؤسسة الأزهر أكدت أكثر من مرة على جرم جريمة التحرش وعدم وجود تبرير لها، مؤكدًا أن هذه الأفعال الدنيئة تنشر عدم الامان والاستقرار وتهدد النساء.