رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المستشفيات الميدانية تخفف ضغوط كورونا

بوابة الوفد الإلكترونية

177 سريراً الطاقة الاستيعابية للمستشفى.. والمصريون فى انتظار المزيد

أطباء: خطوة مهمة جداً.. ولا بد من إنشاء عدد أكبر وبتجهيزات عالية

 

تعمل الحكومة الآن بكل الطرق والوسائل لمواجهة فيروس «كورونا»، ومع ارتفاع أعداد الإصابات بشكل كبير، وازدحام مستشفيات العزل بالمرضى، لجأت لفكرة إقامة مستشفيات ميدانية، وهى فكرة عالمية طبقها عديد من الدول فى مواجهة أزمة «كورونا» على رأسها الصين وفرنسا، والمستشفى الميدانى هو وحدة طبية بشكل مؤقت، يهتم بالمصابين فى أوقات الكوارث أو الأزمات والأوبئة، وتأتى لمساعدة المستشفيات الحكومية فى معالجة المصابين.

وافتتحت مؤخرًا مستشفى عين شمس الميدانى وأجرى رئيس الوزراء مصطفى مدبولى جولة فى سائر أقسام المستشفى للتعرف على تجهيزاته المختلفة، واستمع إلى شرح حول المستشفى الميدانى، من وزير التعليم العالى، الذى أشار إلى أن إدارة المستشفيات بجامعة عين شمس أنشأت المستشفى الميدانى لعلاج الحالات المرضية المختلفة، ومنها استقبال المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مع توفير العلاج الكامل وفق البروتوكولات المعتمدة للعلاج بوزارة الصحة.

وفى هذا الصدد قال الدكتور أيمن صالح المدير التنفيذى لمستشفيات جامعة عين شمس، إن إنشاء مستشفى ميدانى تابع للجامعة جاء بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لمرضى فيروس «كورونا» مع تخصيص منسق لكافة مستشفيات العزل التابعة لجامعة عين شمس للكشف عن الأماكن الخالية بالمستشفيات وأسرة العناية المركزة، ويستقبل المستشفى حاليًا الحالات المتوسطة والشديدة لمصابى كورونا، وهذا بعد تشخيص حالته، ويتم العلاج وعمل المسحات داخل المستشفى.

وأضاف «صالح» إن قوام المستشفى الميدانى بالجامعة مكون من 177 سريرًا منها 11 سريرًا للرعاية مركزة، ويعد المستشفى تجربة نسبيًا جديدة فى مصر والشرق الأوسط، وتم تخطيط تلك المستشفى من المكتب الهندسى للجامعة، وجرى تنفيذها من قبل الهيئة الهندسية والتى تم الانتهاء منها خلال أسبوعين، موضحًا أنه كان هناك دور كبير لمؤسسات المجتمع المدنى فى تلك التجربة وخاصة صندوق تحيا مصر الذى كان داعماً للمستشفى بشكل كبير وتوفير بعض الأجهزة والمتطلبات والمستلزمات الطبية.

وقال مجدى مرشد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن إنشاء مستشفى ميدانى بجامعة عين شمس جاءت فى وقتها فى ظل تزايد أعداد الإصابات وتكدس المستشفيات بالمرضى وهى تساهم بشكل كبير فى حل الأزمة، خاصة أنها تعمل لعلاج مرضى كورونا فقط، ولا تشمل جميع الأقسام ما يسهم فى تخفيف الضغط على الأقسام الأخرى للمرضى.

يذكر أن المستشفيات الميدانية لعلاج مرضى فيروس كورونا تقدم الخدمة مجاناً، ويتم قبول حالات مرضية بدرجة متوسطة من خلال تحويلات تثبت إصابة المريض بالفيروس وهو ما أعلنه وزير التعليم العالى ووزيرة الصحة خلال تفقد المستشفى الميدانى.

وأضاف عضو لجنة الصحة، إن إنشاء مستشفيات ميدانية أصبح حلاً ضرورياً بعد ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا، مع عدم قدرة المستشفيات الحالية على استيعاب أعداد المصابين الكبيرة والقابلة للزيادة يوميًا.

واقترح مرشد أن يتم إقامة المزيد من المستشفيات الميدانية فى الحدائق والأماكن العامة المغلقة حاليا بسبب الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، فمن الأفضل استغلالها، خاصة أن العزل المنزلى ليس حلا جيدًا لمعظم الحالات، وفكرة إقامة مستشفيات ميدانية نجحت فى بعض الدول وعلى رأسها الصين، حيث نجحت هذه المستشفيات بنسبة كبيرة فى مساعدة المستشفيات الحكومية لعلاج مرضى فيروس كورونا.

أفضل من العزل المنزلى

وقال عبدالحميد الشيخ، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن إنشاء مستشفى ميدانى بجامعة عين شمس مجهود رائع وعظيم فى استجابة سريعة لمعاونة المستشفيات الحكومية المخصصة للعزل، مع التوسع فى إنشاء المزيد من تلك المستشفيات الميدانية فى المحافظات الأكثر إصابة بفيروس كورونا، والتى تكدست فيها المستشفيات الحكومية وأصبحت غير قادرة على استقبال مصابين آخرين، وهذا أفضل بكثير من العزل المنزلى، نظراً لمشاكله وسلبياته الكثيرة وخاصة فى محافظات القاهرة الكبرى.

وأوضح عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، فى تصريحات صحفية سابقة أن إنشاء مستشفيات ميدانية يساعد على «كسر احتكار بعض المستشفيات الخاصة» التى تطلب أموالاً طائلة مقابل علاج الحالات المصابة بفيروس كورونا، والتى قد تصل إلى أكثر من مائة ألف جنيه للحالة الواحدة، وذلك نظرًا لعدم توافر أماكن بالمستشفيات الحكومية، وأشاد النائب عبد الحميد الشيخ بمجهود الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، ودوره الكبير فى تجهيز وتحديث مختلف المستشفيات الجامعية لمواجهة فيروس كورونا.

تخفيف الضغط

ومن الناحية الطبية، قال الدكتور شريف عبدالهادى، أستاذ جراحة القلب والصدر، انه فى ظل التزايد المستمر فى أعداد المصابين بفيروس كورونا، فإن هذا يضع المستشفيات الحكومية ومستشفيات العزل التى تحولت لعلاج مرضى «كورونا» تحت ضغط كبير، وهو ما يؤثر على تقديم الخدمات الصحية لمرضى الأمراض الأخرى، مثل أمراض القلب والكلى والعظام وغيرها من الأقسام الأخرى.

وأشار إلى أن هذه المستشفيات تقوم بدور مهم فى علاج حالات الطوارئ أيضًا مثل الحوادث وحالات جلطات القلب وبالتالى سيؤثر على تلك الخدمات فى حالة تحويلها إلى مستشفيات عزل، ولكن كان ذلك هو المتاح لمواجهة المرض اللعين، مضيفًا أنه بعد إنشاء مستشفى ميدانى بجامعة عين شمس أصبح متاحًا العمل فى الأقسام الأخرى وتخفيف الضغط على مستشفيات العزل وهى خطوة جيدة من الحكومة ووزارة الصحة والتعليم العالى، وهو ما أقدمت عليه كثير من الدول التى شهدت عدد إصابات كبيرة بالفيروس.

وأوضح أستاذ جراحة القلب والصدر، أن المستشفى الميدانى تكون بنفس تجهيز المستشفى الحكومى وتكون لديها كافة الأجهزة والأسرة وليست منقوصة طبيًا أو خدميًا، وفى تلك الحالة فإن مريض الكورونا يحتاج إلى سرير ورعاية طبية فى الحالة المتوسطة، أما فى الحالة الخطرة فيحتاج إلى جهاز تنفس صناعى ورعاية مركزة، وهو ما يتوفر بالمستشفى الميدانى، فمثال ذلك مستشفى عين شمس تضم أكثر من 170 سريرًا وفقا لتصريحات المسئولين، بينها أجهزة تنفس صناعى ورعاية مركزة، وهناك ميزة أخرى فى المستشفى الميدانى لمرضى كورونا أنها مخصصة لعلاج ذلك المرض فقط، وبالتالى فسيتم اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة للتعامل مع المريض، على عكس المستشفيات الحكومية والعزل التى أحيانا يختلط مريض الكورونا بمرضى الأقسام الأخرى وفريق الأطباء والتمريض أثناء العزل وإجراء التحاليل والفحوصات.

وتابع «عبدالهادى» حديثه، موضحاً أن المستشفى الميدانى يتم تجهيزه فى فترة قصيرة، وتكون دائمًا فى دور أرضى داخل المبنى أو من الممكن تكون داخل خيمة كبيرة مجهزة طبيًا، وبالتالى هى حل سريع لتقديم الخدمة الطبية لمرضى الكورونا، وتدعيمًا للفريق

الطبى فى مواجهة الوباء ولا يتم داخلها إلا تقديم الخدمات الطبية السريعة، حيث إنها لا تصلح لإجراء العمليات الجراحية أو معالجة الجروح والحوادث الخطيرة فهى مخصصة لعلاج مرضى الكورونا فقط.

فكرة جيدة

وأكد الدكتور محمود عبدالمجيد استشارى الأمراض الصدرية، أن فكرة المستشفى الميدانى هى فكرة جيدة وتهدف إلى حل مؤقت لأزمة انتشار مرض فيروس كورونا مع الزيادة المطردة فى أعداد المصابين، وهى أكبر عون للمستشفيات العامة ومستشفيات العزل للمصابين، وهو ما حدث فى الدول شديدة الخطورة للمرض، مثل الصين والولايات المتحدة وإسبانيا وبالتالى لجأت مصر إلى أخذ تلك التجارب بمحمل الجد، فمريض الكورونا يحتاج إلى رعاية طبية وفى الحالات الخطرة إلى توفر جهاز تنفس صناعى.

وأضاف أستاذ الأمراض الصدرية، أنه لكى تنجح فكرة المستشفى الميدانى لا بد من وجود داعم قوى للفرق والطواقم الطبية، مثل الدعم المادى لمواجهة وتشجيع الأطباء على مواجهة المرض، لأن الطبيب وفريق التمريض يضحى ويخاطر بحياته وبحياة أسرته فى المستشفيات، وقد شاهدنا استشهاد أكثر من 70 طبيبًا حتى الآن أثناء مواجهتهم للمرض، فمرتبات وأجور الأطباء لا تتناسب مع ما يبذلونه من تضحيات وجهود لمواجهة المرض، خاصة أن مصر لديها عجز فى الأطقم الطبية مقارنة بعدد السكان، مشيرًا إلى ضرورة توافر أدوات الحماية والوقاية مثل «الكمامات والقفازات والمطهرات وملابس العزل» بشكل دائم للأطباء لتقليل حجم الخسائر البشرية فى الكادر الطبى.

تجارب

وكانت للتجارب الدولية مع المستشفى الميدانى دور فعال لمواجهة أزمة انتشار وزيادة أعداد مرضى فيروس «كورونا» ففى يناير الماضى، شيدت السلطات الصينية فى مدينة ووهان مركز وبؤرة انتشار فيروس كورونا، مستشفى ميدانى كبير لاستقبال وعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد، تم بناؤه فى عشرة أيام فقط، على مساحة تصل لنحو 60 ألف متر مربع، ويسع المستشفى حوالى ألف سرير ورعاية مركزة، وقد كان لهذا المستشفى دور كبير فى تقديم الرعاية الصحية للمرضى، كما قامت الحكومة الصينية بإنشاء 11 مستشفى ميدانياً فى عدد من المدن لتقديم الخدمة الطبية للمرضى.

وعلى مستوى الشرق الأوسط أسست حكومة دبى مستشفى ميدانياً، استعداداً لأى تطورات لفيروس كورونا، والاستعداد لسائر الاحتمالات المتعلقة بتفشى «الوباء»، ووفر المستشفى 3000 سرير و800 وحدة للعناية المركزة، لدعم الطاقة الاستيعابية للمنظومة الصحية فى إمارة دبى ضمن خطة تعزيز القدرة على مواجهة أى مستجدات للفيروس.

وفى مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، أقامت السلطات مستشفى ميدانيًا لعلاج مرضى فيروس كورونا فى مدينة مكة المكرمة، يتسع لمائة مريض، لاستيعاب أعداد الإصابات.

وأوروبيًا فى محاولة لحل أزمة نقص عدد الأسرة فى المستشفيات، أعلنت الحكومة الفرنسية، بناء عدد من المستشفيات الميدانية العسكرية، لاستقبال مرضى فيروس كورونا المستجد بعد تفشى الوباء داخل الوباء.

وفى إيطاليا، وبعد تفشى الوباء بها أعلنت روسيا تعاونها وتم تجهيز مستشفى ميدانى فى مدينة بيرغامون واتسع المستشفى لـ145 سريرًا.

ومع اشتداد درجة خطورة وانتشار المرض لجأت السلطات الإسبانية إلى تحويل صالات معرض ايفيما فى العاصمة مدريد، إلى مستشفى ميدانى لاستقبال المصابين بفيروس كورونا وقامت بتجهيزه وأفادت الحكومة أنه سيحتوى على 5500 سرير و500 فى وحدة العناية المركزة.

كما افتتح الأمير تشارلز ولى عهد بريطانيا مؤخرًا، مستشفى ميدانيًا فى لندن أقيم لتوفير آلاف الأسرة الإضافية للمرضى المصابين بفيروس كورونا، وأقيم المستشفى خلال 9 أيام فى مركز ضخم للمؤتمرات، وسيوفر فى البدء 500 سرير مزودة بأجهزة التنفس الصناعى والأكسجين وسيكون بإمكانه فى نهاية المطاف استيعاب 4 آلاف مريض.

وفى الولايات المتحدة الأمريكية، قامت سلطات نيويورك بتحويل حديقة سنترال بارك إلى مستشفى ميدانى للمشاركة فى علاج المصابين بفيروس كورونا الجديد بعد تفشى الوباء القاتل فى عدد من الولايات والمدن الأمريكية، ويتسع المستشفى إلى 68 سريراً طبياً.

وفى أمريكا الجنوبية افتتحت البرازيل بمدينة ريو دى جانيرو مستشفى ميدانياً لخدمة المرضى المصابين بكورونا، حيث تسببت الجائحة فى الضغط على شبكة المستشفيات العامة بالمدينة، ويعد هذا أكبر مستشفى ميدانى من التسعة المزمع إنشاؤها فى المدينة، مع تزويده بمرافق شيدت على مساحة تصل إلى 13 ألف متر مربع ويحتوى المستشفى الميدانى الجديد على 500 سرير، بما فى ذلك 100 سرير فى وحدة العناية المركزة.