رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بروتوكولات العلاج «الفيسبوكية»..أقصر طريق للموت !!

د. نهى طاهر
د. نهى طاهر

أطباء:  يضعف المناعة ويؤثر على مرضى القلب والسكر

 

منذ ضرب فيروس كورونا المستجد العالم فى شهر ديسمبر الماضى، والشغل الشاغل للعالم كله هو البحث عن علاج لهذا الفيروس القاتل الذى لا توجد له قاعدة ثابتة حتى الآن.

وبعيداً عن مشكلة اللقاح الواقى الذى تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه لن يخرج للنور قبل عام، فإن علاج تداعيات المرض هو الأهم الآن بالنسبة للجميع، ولأن الفيروس مستجد، فما زالت المحاولات الدؤوب مستمرة بحثاً عن علاج لهذا الفيروس الفتاك الذى أصاب أكثر من 5 ملايين شخص فى العالم، وقتل 364 ألفاً حتى الآن.

وخلال الفترة الماضية، اعتمدت منظمة الصحة العالمية بروتوكولات للعلاج، واعتمدت بعض الدول بروتوكولات أخرى، كان بطلها عقار هيدروكسى كلوروكين، إلا أنه خلال الآونة الأخيرة ظهرت تحذيرات من خطورة استخدام هذا العقار، بل أكدت هذه التحذيرات أن هذا العقار له آثار جانبية خطيرة، وقد يؤدى إلى الوفاة.

ورغم أن الرئيس الأمريكى ترامب، أعلن فى شهر مارس الماضى أنه حصل على مادتى هيدروكسى كلوروكين، وأزيثروميسين للوقاية من فيروس كورونا، وطالب جميع الجهات المعنية بتوفير هذا العلاج للجميع، إلا أن تحذيرات ظهرت من خطورة هذا العقار، حتى إن فرنسا وعدة دول أخرى منعت علاج مصابى كورونا به.

ونتيجة لانتشار بروتوكولات العلاج على شبكة الإنترنت فى مصر، ومعظمها منسوب لمستشفيات عامة كبرى، وجميعها تتضمن هذا العقار، خرجت وزارة الصحة المصرية، محذرة المصريين من بروتوكولات علاج فيروس كورونا المتداولة بشكل خاطئ على وسائل التواصل الاجتماعى والمستخدم فيها «هيدروكسى كلوروكين»، موضحة إجراءات العزل المنزلى للحالات البسيطة وبروتوكولات العلاج الخاصة بهم، لافتة إلى أن تلك البروتوكولات ليست تابعة للوزارة وغير دقيقة، حيث إنها ليست البروتوكولات نفسها التى يتم تطبيقها داخل المستشفيات أو خارجها، مشددة على عدم تداول تلك البروتوكولات الخاطئة، حيث إنها تمثل خطورة كبيرة على حياة المرضى، كما أنها قد تسبب ارتباكاً للفرق الطبية العاملة فى مستشفيات الفرز والعزل، وأوضحت الوزارة أن بروتوكولات العلاج المتبعة داخل المستشفيات وبروتوكولات العزل المنزلى، متواجدة على الموقع الرسمى لوزارة الصحة والسكان وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى الرسمية الخاصة بوزارة الصحة والسكان فقط.

 وحذرت عدة دول وجهات رسمية من أضرار هذا العقار، مثل منظمة الصحة العالمية، التى قررت وقف التجارب السريرية القائمة على عقار هيدروكسى كلوروكوين لعلاج حالات فيروس كورونا، بشكل مؤقت، كما أكدت كندا فى نهاية أبريل الماضى أن هيدروكسى كلوروكوين والكلوركوين لهما تأثير سيئ على القلب، ناصحة بعدم استخدام العقارين إلا بوصفة طبية.

 كما قالت الوكالة الفرنسية لأمن الأدوية والمنتجات الصحية، أن 80% من المرض الذين حصلوا على العقار ظهرت عليهم أعراض جانبية خطيرة، مشيرة إلى عدم وجود أى مؤشرات إيجابية للدواء.

كما حذرت هيئة الدواء المصرية، من خطورة الاستخدام غير السليم للأدوية التى تحتوى على مركب الهيدروكسى كلوروكين فى علاج فيروس الكورونا المستجد COVID-19، دون توجيه وإشراف طبى، مؤكدة أن المستحضرات التى يدخل فى تركيبها مركب الهيدروكسى كلوروكين، مصرح باستخدامها حالياً فى علاج الملاريا، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدى، إلا أنه له العديد من الآثار العكسية على صحة المرضى، ومنها الإضرار بصحة القلب وتلف فى الشبكية، لذلك يجب ألا يستخدم المرضى الأدوية التى تحتوى على هذا المركب، بدون توجيه وإشراف طبي.

وحذرت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA من العقار، مؤكداً أنه يتسبب فى ارتفاع معدل ضربات القلب وهو بذلك خطر على مرضى القلب والكلى، ويمكن أن يتفاعل مع الأدوية الأخرى، ما يشكل خطورة على المرضى.

ورغم هذه التحذيرات العالمية والرسمية، فإن الرسائل المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى ما زالت تشجع على استخدام بروتوكولات العلاج، وبعض الرسائل ترفق بها صور للبروتوكول، وهو ما حذر منه الأطباء، مشددين على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل اللجوء لها، وذلك لما تسببه من تداعيات صحية وخيمة قد تترتب على تناول المواطنين للأدوية الموجودة فى بروتوكولات علاج كورونا، من تلقاء أنفسهم

أضراره أكثر من فوائده

أحد هذه التحذيرات أطلقها الدكتور مايكل مهاب نادى، طبيب مقيم أطفال، بمستشفى أحمد ماهر التعليمى، مشيراً إلى أن عقار الهيدروكسى كلوروكين، شاع استخدامه منذ أكثر من نصف قرن فى العالم، لا سيما فى القارة الأفريقية وفى عدد من دول أمريكا اللاتينية لعلاج الملاريا، وبعض الأمراض المعدية الأخرى مثل مرض «لايم»، وهو علاج غير مكلف، وبدأ دخوله فى البروتوكول بدراسة فرنسية غير محكمة، وبعدها علق الرئيس الأمريكى عليه، ومن هنا بدأت الدول فى الاتجاه لعلاج المصابين به، لافتًا إلى أنه لاعتماد دواء جديد يجب أن يسير على عدة خطوات، إلا أن هذا العقار لم يسر على أى خطوة، وأن الخطوة

التى فضحت هذا العقار هى التجارب السريرية التى أكدت انه لا يوجد نفع من استخدامه، بل إن له آثاراً جانبية من الممكن أن تؤدى فى بعض الأحيان إلى الوفاة.

وأوضح «نادى» أنه فى مصر والسعودية تم إيقافه إلا أن بعض الأطباء الكبار ما زالوا يستخدمونه برغم خطورته، خاصة على مرضى القلب، كما أنه قد يؤدى إلى حدوث اضطراب فى الجهاز المناعى، والإصابة بالمغص المعوى، ومشاكل فى الكبد والدم، لذا فأضراره أكثر من فوائده.

واتفق الدكتور إبراهيم الشرقاوى، طبيب أطفال، مع رأى الدكتور نادى، مشيراً إلى أن هذا العقار ليس له فوائد، وتم منعه فى عدة دول بعد تصريحات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى أن له أعراضاً جانبية شديدة، مضيفًا إنه ليس العقار الوحيد الممنوع استخدامه مع فيروس كورونا، حيث إن عقار البروفين، ممنوع استخدامه لأسباب متعلقة بمستقبلات معينة على الخلايا، ولكن لا يوجد دليل على هذا الكلام لذا يستخدم كحل ثان بعد عقار الباراسيتامول.

ضعف المناعة

 وقالت الدكتورة نهى طاهر، إخصائى مكافحة عدوى، ومفتش عام مكافحة عدوى بديوان وزارة الصحة سابقاً، ومفتش بأمانة المراكز الطبية المتخصصة بمستشفيات الجمهورية، إن هناك العديد من البروتوكولات المنتشرة ولكن تستخدم على حسب كل حاله، ولكن فى الفترة الأخيرة أصبح المواطنون يستخدمونها بشكل يومى للوقاية وليس للعلاج، وهو ما يؤدى إلى ضعف المناعة ورفض أى أدوية فعالة مع الأمراض، لافتة إلى أن تلك الأدوية لها آثار جانبية سيئة، إذا لم تتناسب مع حالة المريض، فبعضها يؤثر على مرضى القلب أو السكر، وبالتالى الجهة الوحيدة المصرح لها وضع بروتوكول العلاج هى مستشفيات الحميات، وأشارت إلى أنه من الأفضل للمصاب التوجه إلى المستشفى، أو الاتصال بالرقم الساخن لوزارة الصحة، أو العزل المنزلى، لإعطائه البروتوكول المناسب لحالته، فالعلاج ليس موحداً لجميع المرضى، إنما يختلف من حالة لأخرى فى الأنواع والجرعات والمدد الزمنية.

وتابعت «طاهر» أن بروتوكولات العلاج المطبقة داخل مستشفيات العزل تتغير لتحور وتغيير الفيروس باستمرار، فيلغى بعضها، ويتم تحديث أخرى، بناء على اعتبارات عديدة، لافتة إلى أن هيدروكسى كلوروكين من الأدوية التى تساعد فى علاج الملاريا، وذكرت بعض الأبحاث أنه يساعد فى علاج فيروس كورونا المستجد، وكان موجوداً ضمن بروتوكولات العلاج، لكن ثبت أنه يؤدى إلى توقف مفاجئ لعضلة القلب، فتم إلغاؤه، أى أن الطبيب المختص وحده المصرح له وضع بروتوكول العلاج للمريض، بناء على وضعه الصحى.

وأشارت إلى أن الأدوية التى تعطى لمريض الفيروس المستجد مجرد اجتهادات مبدئية، تقلل من الأعراض، وترفع المناعة، وذلك بناء على تشخيص الطبيب لحالة المريض، لكنها ليست علاجاً للفيروس نفسه، وبالتالى لا جدوى من أن يأخذها المريض من تلقاء نفسه، باعتبارها علاجاً للكورونا، كما أن علاج هيدروكسى كلوروكين له آثار جانبية، لأنه يبطئ من كهرباء القلب، ويسبب عدم انتظام الضربات، وغير فعال فى محاربة الفيروس وكان سببًا فى موت البعض، أو إضعاف فى شبكية العين تدريجياً، حيث إن هذا الدواء يتفاعل مع أدوية الأمراض الأخرى لكبار السن ويسبب كارثة صحية حسب التفاعلات الدوائية على جسدهم .