رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصحة الوقائية والوعى المضاد الحقيقى لـ«كورونا»

د. محمد خفاجى
د. محمد خفاجى

الفيروس كشف تعاطف الشعوب ووحد مصيرها الإنسانى

 

إن موضوع دراسة الوسائل الوقائية المتعلقة بالصحة العامة من الأوبئة الجائحة التى تحددها منظمة الصحة العالمية وعلى قمتها فيروس كورونا «COVID-19» يكتسب أهمية علمية وعملية وقانونية بالغة الدقة والإتقان لتعلقها بالنظام الصحى العام للشعوب، ودراسته  يعتريها الندرة فى المكتبة العربية، ونقص المراجع المتخصصة فى هذا المجال، مما اقتضى من كل دول العالم وضع استراتيجيات للتوعية ومكافحة الأوبئة الجائحة الماسة بحياة البشرية لفيروس كورونا الذى ما زال يحصد اَلاف الأرواح حتى فى الأمم المتقدمة، وقد تميزت الأمة المصرية وأولت الصحة العامة وحمايتها من الأوبئة عناية فائقة عبر تاريخها الطويل خاصة فى العصر الحالى، حيث اعتبرت الدولة المصرية الصحة العامة من النظام العام وقاية للمواطنين من خطر الوباء الفيروسى.

ونعرض للدراسة القضائية التشريعية القيمة التى أجراها الفقيه المصرى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بأبحاثه الوطنية بعنوان: «تشريعات الصحة الوقائية ووعى الأمة المصرية وتماسكها عبر تاريخها فى مواجهة الأوبئة تحصين من فيروس كورونا وتأمين لصحة المواطنين. دراسة تحليلية فى ضوء: تشريعات الصحة الوقائية وأسبقية الروح المعنوية للأمة المصرية منذ عام  1889 قبل نشأة المنظمات الدولية وخلق بعض الدول حتى قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 768 لسنة 2020» ايمانا منا بأن ما نقدمه للقارئ يزيد الوعى بين المواطنين ويبث روح الثقافة القانونية للصحة الوقائية حول مخاطر فيروس كورونا.

ونعرض فى الجزء الرابع والأخير لأهم ما تضمنته دراسة الدكتور محمد خفاجى عن تشريعات الصحة الوقائية ووعى الأمة المصرية وتماسكها عبر تاريخها فى مواجهة الأوبئة تحصينا من فيروس كورونا وتأمينا لصحة المواطنين فى النقاط التالية:

أولاً: العالم مهدد بأزمة أخلاقية مصيرية بعد أن تركت الدول بعضها بعضاً مثل ايطاليا الحزينة:

يقول الدكتور محمد خفاجى إن فيروس كورونا العالمى كشف النقاب عن أننا  نعيش فى عالم مهدد بأزمة أخلاقية مصيرية بين الدول العظمى وتنافسها فى التسليح البيولوجى والكيميائى، وخروج الكثير منها على اتفاقية حظر الأسلحة الجرثومية - البيولوجية لعام 1972، واتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية، دون التنافس فى إرساء قيم الإخاء والسلام.

ويضيف: قد تجلت الأزمة الأخلاقية حينما تركت الدول العظمى وأوروبا ايطاليا تواجه دمار وباء كورونا وحيدة يتساقط شعبها كعصافير تودع بلحنها عزف الدموع دون عون أو تضامن أو انقاذ من تلك الدول، وهى الدولة التى أنعمت عليهم وعلى البشرية بفنونها البصرية والمعمارية التى زخرفت مبانيها وظلت شامخة عدة عقود! 

وعلى الدول العظمى أن تهدهد من أطماعها العاتية، وأن تربت بيد حانية على الدول النامية، خاصة أن المجتمع الدولى بأسره شاهد ومشهود على تمرح فيروس كورونا وسيادته من أخدود، وقد نالها الشطر الأكبر منه ومن عليها قعود، وهذا الوباء يجب أن يستنقذ الجماعة الدولية من دار التطامع البوار، ليجنبها الهلاك والنار، وهو الصرعة أحاط بالأخيار والأشرار، وشد وثاق المدار، وحين تنحو وحدة البشرية نحو السلام المدرار، فحينئذ لا ضرر ولا ضرار.

ثانياً: كورونا كشف أن الشعوب تتعاطف فيما بينها بوحدة المصير الإنسانى، وتضامنها رسم البعد الحيوى والثقافى الذى يمثل منظومة القيم العالمية:

يذكر الدكتور محمد خفاجى أن  فيروس كورونا كشف عن أن الشعوب تتعاطف فيما بينها نحو وحدة المصير الإنسانى، رغم اختلاف أنظمتها ونهجها، وأنها شعوب  تتضامن مع بعضها تضامناً إنسانياً، بعد أن طغت أطماع كبار الدول على  القيم الإنسانية، فأدركت الشعوب البعد الحيوى والثقافى الذى يمثل منظومة القيم العالمية خلال جائحة كورونا، وبات المجتمع الدولى ينتظر زمرة من العلماء مفاتيح للخير مغاليق للشر، ليجدوا ترياقا لهذا الوباء الذى استشرى فى الكرة الأرضية التى ما زالت تنتظر فريقاً عالماً مجداً يسجل اسمه فى لوحة شرف الزمان.

ثالثا: كورونا حالة حرب فصل البلاد عن بعضها ولا سبيل للبشرية سوى الاستجابة للدعوة المصرية:

يقول الدكتور محمد خفاجى إن وباء كورونا يعتبر حالة حرب فريدة دون حلفاء من طرف واحد ضد البشرية كلها سببت للعالم دونما استثناء خسائر

فادحة اقتصادية واجتماعية وبشرية  لا نظير لها، فضلا عما خلقته من مظاهر الهلع والفزع للبشرية  جمعاء، دونما تفرقة بين دولة عظمى أو متقدمة وأخرى نامية، وتلك الخسائر تتغاير فى عمقها عن خسائر الحربين العالميتين الأولى والثانية، ويجب على منظمة  الأمم المتحدة ألا تنتظر طويلا دون حلول للعالم باعتبارها النائبة عن شعوب الأرض.

وأضاف الدكتور محمد خفاجى: أن مصر استوت على قمة العالمين العربى والإسلامى، ليس فقط بكثافة سكانها وموقعها المتميز، وإنما بحضارة تليدة وموروث ثقافة جعلت منها فى ثورات العرب وحروبهم وبانتصاراتهم، الدولة القائدة، وفى ميدان السلام والتعاون بين دول العالم الدولة الرائدة، فإن تعبيرها فى مسألة مصيرية تتعلق بالمخاطر التى تتعرض لها البشرية من جراء وباء كورونا، يقتضى التعاون بين الدول والاستجابة للمبادرة المصرية بلم شمل العالم للتعاون فيما بينها فى استراتيجية المواجهة، وقد أثبت التاريخ أن الرئيس عبدالفتاح السيسى له رؤية دولية صائبة حينما نبه العالم من قبل بوضع استراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب الذى تحملته مصر بكل قوة وشجاعة ومنهجية مدروسة.

رابعاً: دور البنك الدولى وصندوق النقد الدولى فى تقديم العون الاقتصادى العاجل لبلاد العالم:

فمن ناحية أولى يستنهض  العالم بأسره همة البنك الدولى بحسبانه الوكالة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة المعنية فى الأساس بالتنمية والإعمار فى أعقاب الكوارث الطبيعية والطوارئ الإنسانية التى تتجسد فى وباء كورونا، وصندوق النقد الدولى باعتباره الوكالة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة بموجب المعاهدة الدولية عام 1944 وصلب عمله العمل على تعزيز سلامة الاقتصاد العالمى، والذى أضير من جراء هذا الوباء الجائحة الدولية، وذلك للعمل معاً وبقدر التوازى على تقديم العون الاقتصادى العاجل لبلاد العالم بما يتناسب وحجم الخسائر التى ألمت بها كل دولة دون إغفال ما تحملته الدول من نفقات وأعباء من ميزانياتها فى إجراءاتها الوقائية للحد من انتشار الوباء.

خامساً: على الدول المتقدمة فى علم الفيروسات التعاون مع نظرائها دون استئثار بالمعلومات الجادة فى سبيل تطوير اللقاحات، وبغير الإسراع الدولى سيبقى كورونا يحصد البشرية:

ويقول الدكتور محمد خفاجى: يتعين على الدول المتقدمة طبيا فى علم الفيروسات التعاون مع نظرائها من الدول ذات الاهتمام به، فأعداد الضحايا المتزايد لا يسمح بالاستئثار أو الاحتكار بشأن المعلومات الجادة فى سبيل تطوير اللقاحات اللازمة للقضاء على وباء كورونا، وأن يكون التعاون من خلال منظمة الصحة العالمية وبغير ذلك الإسراع الدولى سيبقى كورونا يحصد البشرية ويهدد المنظمة التى تمثلها ذاتها!.

وبهذا الجزء الرابع والأخير تنتهى الدراسة القيمة التى أجراها الدكتور محمد خفاجى عن تشريعات الصحة العالمية ووعى الأمة المصرية وما زال العالم يعانى ويلات وباء كورونا.