رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكورونا بمصر.. القطاع الخاص في نادغة الصبر ورجال الأعمال يرددون دوس يا دواس

"مانتيش غريبة يا بلدي ومانيش ضيف، لو كان بتفهمي الأصول لتوقفي سير الشموس، وتعطي الفصول، وتنشفي النيل في الضفاف السود، وتدودي العنقود، وتطرشي الرغيف".. قال الخال عبدالرحمن الأبنودي هذه الكلمات قبل سنوات من رحيله، إلا أن الأكثر تعبيرًا عن الوضع الحالي لمصر في مواجهة فيروس كورونا، بعد اتخاذ الدولة جميع الإجراءات الممكنة لمنع انتشار الوباء.

عند الساعة الثامنة من كل اليوم، ينتظر المصريين إعلان وزارة الصحة، عن عدد الحالات المصابة بالفيروس، أملًا في تحسن الأرقام التي تسير في طريق مفزع لكارثة، إلا أنه وفي مساء اليوم خرج الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم الوزارة، ليفجع المواطنين بالدّواهي، بعد إعلانه عن تسجيل 69 حالة جديدة تثبت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، جميعهم من المصريين.

 

الأسبوع السابع لانتشار المرض:

 

عدد الإصابات اليوم، شهد ارتفاعًا غير مسبوق في معدل انتشار المرض، بعد ثبوت إيجابية تحاليلها، لتسجل مصر حتى الآن، 779 حالة من ضمنهم 179 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 52 حالة وفاة، يأتي ذلك في الأسبوع السابع لانتشار المرض، والذي يعتبر الأشد خطورة، وفقًا لتصريح لوزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد.

 

 

رجال الأعمال والقطاع الخاص " دوس يا دواس":

كل هذه الأحداث التي تمر بمصر، والخوف الذي أصبح ملازم لجميع الأسر المصرية من المرض، والإجراءات التي تتخذها الدولة بشكل يومي لمكافحته، لم تحرك مشاعر رجال الأعمال نحو موظفين مُجبرين على المغامرة بحياتهم وحياة أبناءهم، خوفًا من قطع قوت عيشهم.

 

نشرات الأخبار تتحدث عن وباء يهابه العالم، بل أصبح "بعبعًا"، أجبر الدول على المكوث في المنزل، لم يخشه موظفي القطاع الخاص، فضياع وظيفته كانت لديه أقوى من الموت بالمرض، فالخوف من الجوع طغت على همومهم، حتى أصبح حصولهم على إجازة لحين عبور مصر من مرحلة الخطر في انتشار الوباء، رفاهية لا يعرفها الباحثون عن لقمة العيش.

 

الأنسان أولاً أم رجوع الاقتصاد لطبيعته:

 

سؤال طرحته الإعلامية لميس الحديدي، على رجل الأعمال نجيب ساويرس، أنثاء مداخلة هاتفية لبرنامج "القاهرة الآن"، ليرد الأخير قائلاً:" النشاط الإقتصادي يجب أن يعود بعد انتهاء الحظر.. قطاع السياحة توقف في الفترة الماضية بسبب أزمة كورونا، وهو ما عرض عددا كبيرا من العمال للتسريح وتخفيض الأجور لمن بقي منهم، القطاع الخاص سيفلس إذا استمر في دفع المرتبات دون وجود إنتاج".

 

إجابة ساويرس، كشفت على فكر رجال الأعمال حال وجود الأزمة، وأثارت جدلًا واسعًا وردود فعل متباينة، سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اتهمته بأنه يمثل النظام الرأسمالي الذي لا يفكر بشئ غير الربح المادي فقط، دون النظر لحياة العمال.

 

إجراءات تحملتها الدولة في سبيل الحفاظ على المواطنين

أصبح إجراءات الحكومة برئاسة الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، سبباً للإشادة على لسان الجميع، فمن منتصف مارس، أعلن الدولة التسلح بإجراءات " أشد صرامة" لمواجهة انتشار المرض، لتعطي درسًا في إدارة الأزمات،

وتخلد مقولة "هذه القرارات لها تبعات وخسائر اقتصادية تتحملها الدولة في سبيل الحفاظ على أرواح المواطنين"، في تاريخ الأمم.

 

فكانت البداية مع تعليق حركة الطيران في كافة المطارات المصرية، وتطهير الفنادق والمنشآت السياحية خلال فترة تعليق الطيران، فضلاً عن تخفيض عدد العاملين في المصالح الحكومية بهدف تقليل الاختلاط بين المواطنين، وتعليق الدراسة في المدراس والجامعات، ووقف النشاط الرياضي، وإغلاق الصلاة بالمساجد.

 

كما قرر مجلس الوزراء، فرض حظر الانتقال أو التحرك للمواطنين على جميع الطرق من الساعة السابعة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحًا؛ لمدة أسبوعين، علاوة على إغلاق كافة المحال التجارية والحرفية، بما فيها محال بيع السلع وتقديم الخدمات، والمراكز التجارية "المولات التجارية"، ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً وحتى الساعة السادسة صباحًا أمام الجمهور.

 

وماذا قدمت الدولة للعمالة الغير منتظمة:

بحسب إحصاء الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فأن العمالة الغير منتظمة في مصر تمثل أكثر من 40 بالمئة، البالغ عددهم 30 مليونًا، لم تمحيهم الدولة من خانة الذكرة، حيث اتخذت عدة خطوات لمحاولة دعمهم.

 

كانت أبرز هذه القرارات، قرار صرف منحة قدرها 500 جنيه، بعد التسجيل على موقع وزارة القوى العاملة، واستكمال البيانات المطلوبة، الأمر الذي جعله يتصدر مؤشرات البحث بموقع"جوجل" مصر على مدار الأيام الماضية بشكل يومي، حيث سجل ما يقرب من مليون و200 شخصًا، بحسب مسؤولين بالوزارة.

 

كما أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتخصيص 100 مليار جنيه مصري، لتمويل خطة الدولة "الشاملة" للتعامل مع الوباء، معتبرًا أن برنامج الإصلاح الاقتصادي ساهم في رفع قدرة الدولة على التصدي لـ كورونا.

 

كما وجه الرئيس، صندوق تحيا مصر بتحمل تكلفة إقامة المصريين الذين عادوا من الخارج حتى الآن  في الحجر الصحي بالفنادق لمدة 14 يومًا.

 

وأختتم الأبنودي قصديته، قائلاً: حاقولها بالمكشوف، خايف أموت من غير ما اشوف، تغير الظروف، تغير الوشوش، وتغير الصنوف، والمحدوفين ورا متبسمين في أول الصفوف".. فهل يحدث ذلك؟