رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات من نور ترصدها «الوفد» لجنود معركة كورونا

من عزل فى النيل إلى العزل داخل أروقة المستشفى.. «عبدالله» أول من صمد على خط المواجهة المباشرة على متن المركب الموبوء

الدكتورة إلهام قائد كتيبة مستشفى إسنا تكشف أساسيات النجاح فى مواجهة الفيروس: طبقنا معايير الجودة وفقاً لتعليمات الوزارة

 

منذ أن ظهرت بؤرة كورونا على متن أحد المراكب النيلية بالأقصر، فى الأسبوع الأول من مارس الماضى، عقب اكتشاف إصابة سائحة تايوانية كانت على متن المركب، ظهر فى هذه اللحظة أبطال غامروا بأرواحهم وصحتهم فى سبيل أداء واجب مهنى للتصدى لفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».

الأمر لم يتوقف عند المركب الموبوء بل امتد لمستشفى إسنا الذى تخصص للحجر الصحى لعزل مصابى الفيروس من الأجانب والمصريين المصابين من كافة محافظات الصعيد، والذى نجحت الكوادر الطبية المسئولة عن العزل بداخله فى تكوين نسب نجاح عالية فى العلاج من الفيروس وشفاء حالات منه، ليقف أبطال فرضت عليهم طبيعة عملهم البقاء لأسابيع معزولين عن أهلهم، ورغم حاجتهم للأمل فى ظل هذه الجائحة إلا أنهم يسعون ليكونوا هم منبعه، فيبثونه وسط المرضى ووسط أنفسهم متسلحين بعلمهم وخبراتهم.

عبدالله محمود مكى، مراقب أول الترصد للأمراض المعدية بصحة الأقصر، كان أول فرد من الطاقم الطبى الذى صمد على خط المواجهة المباشرة مع فيروس كورونا، فى الصف الأول للكشف عن مصابى الفيروس والمخالطين على متن المركب الموبوء، ملبياً نداء التدخل السريع من جانب الصحة ليرافق مصابى الفيروس ومخالطيهم من النزلاء وطاقم العاملين طوال فترة العزل، مضحياً غير آبه بما قد يصيبه، وبعد تأدية مهمته، تبين أنه انتقلت له العدوى ويخضع حاليًا لتلقى العلاج بمستشفى الحجر الصحى بأسوان.

رحلة «عبدالله» بدأت من أسوان، يوم 4 مارس الماضى، لخوض مهمة التقصى عن المخالطين للسائحة التايوانية، وذلك حين تم الكشف من جانب منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة أن سائحة تايوانية من أصل أمريكى تبين اكتشاف إصابتها بفيروس كورونا فور عودتها من مصر إلى بلادها، والتى كانت على متن إحدى البواخر النيلية فى محافظة أسوان، على الفور أبلغت وزارة الصحة مديرية الشئون الصحية بالأقصر وأسوان، وعلى أثرها توجه وفد من صحة الأقصر نحو المركب، ضم كل من، وكيل الوزارة الدكتور سيد عبدالجواد، ودكتور أحمد أبوالعطا، حسن عبدالمالك مراقب صحة، وعبدالله محمود مراقب أول الترصد بالمديرية.

تمت معاينة المركب التى كانت على متنها السائحة المصابة؛ يقول عبدالله: « فى هذا الوقت لم تظهر أية أعراض إصابة بالفيروس على كل من كانوا داخل الباخرة، وتم سحب عينات عشوائية من العاملين والنزلاء، بوجود طبيب من منظمة الصحة العالمية، ثم أرسلت للوزارة لمطالعة نتائج التحاليل لتلك العينات».

يوم الجمعة الموافق 6 مارس، ورد إلى مديرية الشئون الصحية بالأقصر، التأكيد بإيجابية النتائج لـ12 حالة من الذين خالطوا السائحة المصابة بالفيروس، على إثر ذلك تم تشكيل فريق الاستجابة السريع من صحة الأقصر من «إدارة معامل، صيادلة، مكافحة عدوى» لفحص المركب بعد رسوها بالأقصر وإخضاعها للعزل لمدة 14 يوماً، ليبدأ عبدالله محمود مراقب أول الترصد، مهمته مجددًا لكن هذه المرة فى الأقصر.

«جاءتنا إشارة بعزل المركب فى النيل لمدة 14 يوماً، لم يعترض أحد منا، بل خضنا التجربة بكل حماس، وواصلنا عملنا على متن المركب بكل جدية ومثابرة، بهدف فحص العشرات ومحاولة السيطرة على الفيروس قبل أن يتفشى»، موضحاً بداية خوض تجربة العزل.

كانت أكبر صعوبة واجهت الفريق بحسب رواية عبدالله، هو عدم التزام البعض سواء من النزلاء أو طاقم العمل على متن المركب بإجراءات العزل الصحى الصحيحة، خاصة مع ظهور إيجابية النتائج لـ45 حالة مصابة بالفيروس على متن المركب المعزول، وسط محاولة فرض السيطرة لعزل المصابين لحين نقلهم إلى مستشفى العزل بمطروح، وكمحاولة من الفريق الطبى لعدم زيادة الأعداد الحاملة للفيروس، وبعد أيام من تواجدنا على المركب ظهرت الأعراض على اثنين من الطاقم الطبى، نتيجة مخالطة الحالات المصابة بالفيروس.

«نفسى الناس تلتزم وتاخد موضوع انتشار الفيروس بشكل جدى، لأنه بالفعل سريع الانتشار، ولو الشباب شايف مناعته قوية، فمحتاجين نراعى إننا ممكن ننقل العدوى لكبار السن أو لمصاب بمرض مزمن، الذين حتمًا سيؤثر عليهم الفيروس بشكل سلبى».. كانت هذه رسالة عبدالله محمود لكل المصريين، بعد تجربته التى خاضها ضد فيروس كورونا المستجد، متمنيًا شفاء وتعافى كل مصاب وأن يرفع الله البلاء عن مصر ويحفظها من كل سوء.

شهد مستشفى إسنا المخصص للحجر الصحى، تفوقاً كبيراً فى نسبة تعافى الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، الذين تحولت نتائج التحاليل الخاصة بهم من إيجابية إلى سلبية، حتى غادر 52 شخصاً من إجمالى 76 كانوا مصابين بالفيروس.

كان وراء هذا النجاح جهود كبيرة تمت بسواعد الأطقم الطبية المسئولة عن العزل، لكن كثيرين من أطباء العزل بداخل المستشفى أرجعوا هذا النجاح للدكتور إلهام محمد محمود، استشارى مكافحة العدوى بأمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة، والتى يسند إليها والدكتور محمد حمزة، قيادة فريق العزل نحو تحقيق نجاح كبير فى أول 14 يوماً عزل جرت بالمستشفى.

انضمام الدكتورة إلهام محمد لفريق العزل بالمستشفى جاء خلال تواجدها فى مهمة تدريب كوادر طبية للتعامل مع الحالات المصابة بالفيروس، وذلك قبل ظهور أية حالات إصابة يستوجب عزلها بمستشفى إسنا، لكن قبل انتهاء فترة التدريب جاءت إشارة للمستشفى المخصص للحجر الصحى باستقبال أول حالات إصابة من أسوان يوم 14 مارس، فانضمت «إلهام» لفريق العزل لاستكمال محاضرات الحماية ضد العدوى، وتستكمل مدة العزل الجديدة مع الفوج الثانى الذى تسلم مهمته يوم 26 من مارس الماضى، ويستمر بها حتى 14 يوماً أخرى.

النجاح الذى تحقق خلال الأسبوعين الماضيين تمثل فى انتهاء أول فترة حجر صحى شهدها مصابى فيروس كورونا بمستشفى إسنا لتنتهى الفترة بتماثل نحو 52 حالة للشفاء وخروجهم من العزل، إلى جانب عدم وجود أى إصابة بالفيروس أو حدوث نقل عدوى بين أفراد طاقم العمل المخالطين للمصابين، الأمر الذى أرجعته الدكتورة إلهام محمد إلى التدريبات عالية المستوى التى حضرها الفريق، وتوفير المستلزمات الطبية والوقائية اللازمة، بالإضافة لسيادة روح الحماس والتعاون بين أعضاء فريق العزل وتقديم الدعم الكافى للطاقم وللمصابين أيضاً.

24 ساعة كانت مدة عمل الفريق بمكافحة العدوى وطاقم العزل داخل المستشفى على مدار اليوم، فبمجرد النداء فى الطوارئ بقدوم حالات جديدة إلى المستشفى، نكون على أهبة الاستعداد فى استقبالها، هكذا توضح «إلهام» طريقة عملهم خلال أيام العزل.

 

تحسين وفقى.. طبيب أصر على الانضمام لفريق العزل لمدة 14 يوماً

أحد الكوادر الطبية التى دفعت بنفسها للوقوف فى أول الصف لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والمساعدة فى علاج المرضى، كان الدكتور تحسين وفقى محمد، أخصائى

الحميات وجهاز الهضمى والكبد بإدارة إسنا الصحية، والذى لم يدرج اسمه ضمن قائمة الطاقم الطبى المسئول عن لعزل داخل مستشفى الحجر الصحى فى إسنا، إلا أنه أصر على عدم مغادرة موقعه والانضمام للفريق لمدة عمل استمرت طيلة الـ14 يومًا مع مصابى فيروس كورونا.

يقول محمد إن تجربة العزل تعتبر قاسية إلى حد ما لدى المرضى، وخاصة أنها تستغرق 14 يومًا فكان هذا يشكل ضغطًا على الطاقم الطبى من حيث محاولاتنا فى إقناع المصاب بضرورة الإبقاء فى المستشفى لمصلحته من ناحية، وإقناعه أن يكون حريصًا خلال تنقله من ناحية أخرى لمنع نقل العدوى فكان علاج المصاب يتم على الناحيتين النفسية والطبية بالتوازى.

أحد المواقف التى مثلت عائقاً خلال فترة تقديم الخدمة لمصابى فيروس كورونا المستجد داخل المستشفى الحجر الصحى بحسب الدكتور تحسين، كان تعاملهم مع مصابين من جنسيات أخرى وخاصة الذين لا يتحدثون الإنجليزية وخاصة أنهم مسنون فلم يجيدوا الإنجليزية للتحدث، استطعنا التغلب عليها من خلال التوصل لقواميس أجنبية فى بادئ الأمر ثم تواصلنا مع أصدقاء يقومون بالترجمة لتقديم خدمة متميزة للمصابين.

 

سماح أحمد: 12 ساعة تواصل مع مرضى الحالات الحرجة بالرعاية المركزة

تعتبر أطقم التمريض، من قوات الصفوف الأمامية فى مواجهة الفيروس الفتاك، يتصدون له بقلوب تملأها الشجاعة والقوة، ويؤدون دوراً إنسانياً ينم بالفعل عن كونهم ملائكة الرحمة.

إحدى أبطال الملحمة للتصدى لفيروس كورونا، فى الأقصر كانت سماح أحمد، فنى تمريض الرعاية المركزة، وهى ضمن أول طاقم تمريض من الأقصر بادر بالانضمام لفريق العزل بمستشفى إسنا للحجر الصحى بجنوب المحافظة، للوقوف فى الصف الأول لعلاج مصابى كورونا.

مهمة شاقة تقع على عاتق التمريض، كما أن ممرضة العناية المركزة تعتبر من أكثر العناصر الطبية فى العزل التى تقترب من حافة العدوى، وربما قد تكون ملاك الرحمة هذه هى آخر من آنس المريض قبل رحيله.

تتولى «سماح» شيفت العمل بمستشفى العزل لمدة 12 ساعة بقسم رعاية الحالات الحرجة، وتوضح لـ«الوفد» طبيعة عملها الذى لم يتوقف عند إعطاء المريض وصفة العلاج حسب إرشادات الطبيب، بل يشمل الأمر رعاية كاملة للمريض نفسيًا وصحيًا.

تقول سماح: يبدأ العمل بمتابعة الحالة وإعطائها العلاج وفقًا لتعليمات الطبيب المسئول عن الحالة، كما أن الممرض يراعى تقديم الغذاء للمصاب كلٍ حسب نوع الغذاء الخاص به، فمريض السكر المصاب يختلف غذاؤه عن المريض العادى، كل هذا يكون الممرض على دراية تامة به، بل أهم شيء نقوم به هو الحرص على مساعدة المصاب فى ارتداء ملابس الوقاية والحرص على تطهير وتعقيم كل مكان حوله.

 

 

.. وخروج الحالات المتعافية من مستشفى أسوان

 

أسوان - راندا خالد:

خرجت 5 حالات من المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، من مستشفى أسوان التخصصى بالصداقة التى أصبحت حجرا صحيا، بعد تماثلهم للشفاء التام، ويعد أول حالات تخرج من تلك المستشفى، بحضور تشديدات أمنية مكثفة.

«الوفد» ترصد أسماء المتعافين من ذلك الفيروس، بعد خروجهم من مستشفى الصداقة التخصصى، هم كالتالى: «بسمة. ع. ع» الغردقة محافظة البحر الأحمر، و«هناء. ج. ص» الغردقة محافظة البحر الأحمر، و«هناء. ع. أ» محافظة أسيوط، و«شروق. م. ح» محافظة أسيوط، بالإضافة إلى «جميلة. ع» محافظة أسيوط.

وقالت «هناء. ج» البالغة من العمر 38 عامًا، إحدى المتعافين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، عقب خروجها من مستشفى الصداقة التخصصى بأسوان «الحجر الصحى» إنها استغرقت داخل المستشفى 11 يومًا، لم تستكمل المدة الزمنية المحددة لمعالجة من تلك الفيروس ولكنها خرجت قبل ذلك الموعد، ويرجع ذلك لقوة مناعتها وأيضاً اهتمام الصحة بها.

وأوضحت المتعافية، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أنها لم يظهر عليها أعراض المرض، ولكنها عقب رجوع والدتها من العمرة، قامت مديرية الشئون الصحية بالغردقة، بعمل فحوصات لجميع الأسرة عقب رجوع والدتها، وسرعان ما انتقلت العدوى إلى 7 أفراد داخل الأسرة، وجميعهم يجلسون داخل مستشفى أسوان التخصصى بالصداقة، وخرج من تلك الأسرة ثلاثة فقط، والباقى لم يخرجوا بسبب ضعف مناعتهم.

واختتمت حديثها لـ«الوفد»، بتوجيه بعض النصائح التوعوية للمواطنين، أبرزها الاهتمام بالنظافة العامة وتنفيذ تعليمات الصحة والالتزام بالحظر التام، حفاظاً على أرواح وسلامة المواطنين، معربة عن سعادتها وذلك لجهود واهتمام وزارة الصحة وحسن التعاون من قبل أفراد الأمن، قائلة: «كانوا بيهتموا بينا بطريقة عظيمة، من غلق الشبابيك والأبواب باستمرار، والعلاج كان برشام ليلاً وصباحاً، بجانب إجراءات وفحوصات عديدة»، مضيفة أن عقب وصولها المنزل سوف تقوم بعزل صحى لمدة 14 يوماً.