رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فدائيون.. فى «حرب كورونا»

مواجهة كورونا حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. ولكل حرب أبطالها، وأبطال حرب كورونا هم الفدائيون الذين يدوسون بأقدامهم الخطر، ويقفون فى الصفوف الأولى على طول خط المواجهة مع الفيروس الغادر القاتل.

أول هؤلاء الفدائيون هم الأطباء الذين أطلق عليهم البعض لقب «جيش مصر الأبيض»، تقديرا لدورهم فى مواجهة فيروس كورونا وإنقاذ حياة المصابين به حتى لو كلفهم الأمر دفع حياتهم ثمنا لهذه الرسالة النبيلة.

الممرضون أيضاً من فدائيى حرب كورونا، خاصة أنهم يقابلون الفيروس وجها لوجه بسبب اختلاطهم المباشر مع المرضى.

رجال الإسعاف ورجال الشرطة أيضاً من فدائيى معركة كورونا، وكذلك عمال المستشفيات وعمال النظافة الذين يحملون بأيديهم مخلفات قد تحوى كورونا وفيروسات أشد خطرا من كورونا.

 

الأطباء.. جنود الأزمة

 

أظهرت أزمة فيروس كورونا المستجد التى تعانى منها معظم دول العالم حاليا، مدى الجهد الكبير الذى تبذله الفرق الطبية من أطباء وتمريض من أجل مساعدة المرضى والسيطرة على المرض ومكافحته، ما دعا وزارة الصحة لتدشين وسم على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» بعنوان «جيش مصر الأبيض»، لشكر فريق الأطباء والتمريض المتعاون فى مكافحة الفيروس.

يأتى ذلك فى ظل ضعف الرواتب التى يحصل عليها الأطباء والتمريض فضلا عن تدنى قيمة بدل العدوى للفرق الطبية، ما دعا نقابة الأطباء لإصدار بيان طالبت فيه المسئولين برفع قيمة بدل العدوى الذى يحصل عليه الأطباء، حيث تقدر قيمته بـ19 جنيها فقط، لافتة إلى أن الأطباء وباقى فئات الفريق الطبى يعملون فى مجابهة الأمراض لحماية الشعب المصرى من مخاطر العدوی، بما فيها فيروس كورونا المستجد الذى اجتاح العديد من دول العالم، وبالطبع فإنهم الأكثر عرضة للعدوى بسبب تواجدهم الحتمى وسط المرضى لرعايتهم.

النقابة أوضحت أن الأطباء يقومون بواجبهم بإخلاص تلبية لنداء الوطن، على الرغم من تعرضهم وأسرهم لمخاطر العدوى المتكررة والتى تصيب البعض منهم بإصابات خطيرة وقد يلقى البعض منهم حتفه بسبب أداء عمله.

وأشارت إلى أن جهد الأطباء لا يقدر بثمن ولا يمكن لأى تعويض مالى أن يعوضهم أو أسرهم عن الإصابة بمرض خطير أو فقدان الحياة، لافتة إلى أن قيمة بدل العدوى حاليا تتراوح بين 19 و30 جنيها شهريا فقط، وهذه القيمة المتدنية لم تطرأ عليها أى زيادة منذ خمسة وعشرين عاما تضاعفت خلالها الأسعار عشرات المرات، فقد تم إقرار بدل العدوى بقرار رئيس الجمهورية رقم 2200 لسنة 1960، ثم صدرت قرارات رئيس مجلس الوزراء بزيادة بدل العدوى كان آخرها القرار رقم 2077 لسنة 1995.

ولحماية أعضائها، طالبت النقابة وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية وكذلك الأطباء باتخاذ أربعة إجراءات عاجلة لضمان عدم تحول المستشفيات من مكان للاستشفاء إلى مكان لنشر العدوى، تمثلت فى التأكد من توفير جميع مستلزمات مكافحة العدوى بجميع المرافق الطبية، وإعلان البروتوكول العلمى الموحد لكيفية استخدام جميع المتعاملين مع الحالات المشتبه فيها والمرضية، من أطباء وتمريض وغيرهم، للوقايات الشخصية.

وحددت النقابة البروتوكول الخاص بمكافحة العدوى فى المستشفيات فى ارتداء الفريق الطبى لقناع عادى، قناع عالى الحماية، قفازات، غطاء رأس، مريلة واقية، ونظارة واقية، كما طالبت بتأجيل تنفيذ أى قوافل أو حملات طبية ليس لها صفة الضرورة العاجلة فى الفترة الحالية، لتخفيف الازدحام والتكدس وتقليل فرص انتشار العدوى بين المواطنين.

وفيما يتعلق بالأطباء، طالبتهم النقابة بضرورة الالتزام الكامل بتطبيق جميع قواعد مكافحة العدوى وارتداء الواقيات الشخصية طبقا للأصول العلمية، وبإخطار مديرى منشآتهم الطبية حال عدم توفر أى من مستلزمات مكافحة العدوى أو حال وجود أى خلل فى تطبيق المعايير العلمية بها.

الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، قال إن أكثر فئة معرضة للإصابة بفيروس كورونا أو غيره من الأوبئة فى حالة انتشار المرض على نطاق واسع هى الفرق الطبية سواء أطباء أو ممرضين أو عمال.

وأضاف الطاهر أن هذا الأمر يتطلب من وزارة الصحة التأكيد المستمر على مديرى المنشآت الطبية بشأن توافر مستلزمات مكافحة العدوى فى المستشفيات بشكل دائم، ولا ننتظر ظروف انتشار الفيروس أو عدم انتشاره، لأن هذه المستلزمات يتم استخدامها باستمرار ولذلك قد تتفاجأ الحكومة بانتهائها من المنشآت الطبية أو توافرها بأعداد قليلة لا تكفى المواجهة.

وأوضح الأمين العام لنقابة الأطباء، أن مستلزمات مكافحة العدوى متوافرة فى بعض الأماكن ولا تتوافر فى البعض الآخر على مستوى المنشآت الطبية العامة، مشيرا إلى أن العدد الأكبر من المستشفيات الحكومية تتوافر بها هذه المستلزمات، أما المستشفيات الخاصة فلابد على وزارة الصحة أن تتابع وجودها لأن بعض أصحابها يتعاملون بالفكر الاستثمارى الاقتصادى البحت ولا ينظرون إلى الأمور الأخرى، ولذلك قد نجد العديد من المنشآت الطبية الخاصة تعانى من نقص مستلزمات مكافحة العدوى وهذا خطر كبير على الفريق الطبي.

وأشار إلى أن 19 جنيها بدل العدوى شىء مخجل، ورغم أن هذا البدل لن يحمى أعضاء الفريق الطبى من المرض أو الوفاة، ولكنه تقدير معنوى، كما يحدث مع أسر الشهداء والمصابين، فالتعويضات التى تدفعها الدولة لهم لن تعيد إليهم أبناءهم ولكنها تقدير معنوى مهم، لافتا إلى أن نقابة الأطباء قدمت اقتراحا للحكومة ومجلس النواب بزيادة البدل ليتراوح ما بين 1000 إلى 3000 جنيه شهريا طبقا لنسب التعرض للعدوى.

من جانبه، طالب النائب أيمن أبوالعلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بضرورة دعم مطالب نقابة الأطباء برفع قيمة بدل العدوى.

وأضاف «أبوالعلا» أن القيمة الحالية لبدل العدوى متدنية للغاية ولا تتناسب مع المخاطر التى يتعرض لها الأطباء الذين يواجهون الأمراض، خاصة مع انتشار فيروس كورونا، حيث يصبح الأطباء هم الفئة الأولى المعرضة للإصابة.

وتابع «أزمة فيروس كورونا أثبتت للعالم كله أن المتاعب التى يواجهها الطبيب تشمل خطرا يهدد حياته وأعتقد أن هذه فرصة لإعادة فتح قضية قيمة بدل العدوى للأطباء التى لم تحسم رغم أنه سبق تناولها أكثر من مرة».

وأشار «أبوالعلا» إلى أن هناك فرصة لرفع قيمة بدل العدوى فى الموازنة العامة الجديدة بحيث يصبح مناسبا مع طبيعة المهنة، مقترحا تشكيل لجنة مشتركة من الحكومة ونقابة الأطباء لتحديد القيمة المناسبة لبدل العدوى والتى تستطيع الدولة أن تتحملها ولا تشكل عبئا عليها.

 

التمريض.. وجهاً لوجه مع «حاصد الأرواح»

 

يعد أطقم التمريض بجانب الأطباء أخطر الفئات المعرضة للإصابة بفيروس كورونا نتيجة اختلاطهم المباشر مع المرضى بحكم ظروف عملهم الذى يجبرهم على الاقتراب من المصابين، وقد أصيب بالفعل عدد من الممرضات والأطباء بالفيروس فى عدد من المستشفيات كان آخرها دمياط العام وحميات إمبابة.

ولذلك تعد الممرضات جنوداً تحارب فى ميدان المعركة لمواجهة انتشار هذا المرض، الذى بدأ فى الانتشار داخل مصر وتحاول أجهزة الدولة المختلفة مكافحته بكل الطرق.

وقد أكدت وزارة الصحة أن المستشفيات على مستوى الجمهورية تعمل بكامل طاقتها، مؤكدة أن الأطقم الطبية تعمل على مدار 24 ساعة لاستقبال المرضى وتوفير الخدمة الطبية لهم خاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مضيفة أن جميع الأدوية متوفرة ويوجد مخزون استراتيجى كبير فى المستشفيات وخاصة مستشفيات الحميات والصدر على مستوى الجمهورية.

وقالت الدكتورة كوثر محمود، نقيب التمريض، أنه تم تجهيز الطواقم التمريضية وتدريبها بشكل مكثف للتعامل مع حالات المشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا.

وأضافت نقيب التمريض أن الإدارة المركزية للتمريض بالوزارة وجهت منشورا عاما إلى جميع مديريات الشئون الصحية بالقاهرة والمحافظات بالتنبيه على التمريض ورئيساتهم بعدم غلق التليفون المحمول طوال الوقت، كما وجهت بعمل ما يسمى بالفريق الطائر بكل مديرية على أن يكون لديه معلومات كافية عن مكافحة العدوى والوقاية من فيروس كورونا، والتعامل مع حالات العزل على ألا يقل العدد عن 100 ممرض وممرضة وتجهيز كشف بأسمائهم وأرقام تليفوناتهم ترسل للإدارة المركزية للتمريض بالوزارة وإدارة الطب العلاجى.

وأوصت الإدارة المركزية للتمريض بضرورة التدريب لجميع أفراد هيئة التمريض على مستوى المستشفيات والوحدات عن كيفية الوقاية من مرض الكورونا مع إرسال تقرير يومى للإدارة المركزية للتمريض عن الأعداد التى تم تدريبها.

وقالت نقيب التمريض، إنه تم توزيع مواد توعية فى أماكن التجمعات للحد من انتشار كورونا ووجهت الشكر لجميع التمريض فى جميع المنشآت الطبية خاصة مستشفيات العزل على تعاونهم فى ظل الظروف الاستثنائية التى يعيشها العالم بسبب الفيروس.

وقال هشام مبروك، المتحدث باسم نقابة التمريض، إن الممرضين دائما ما يكونون فى حذر شديد إذا انتشر فيروس جديد أو وباء فى البلاد، لأنهم أقرب وأكثر من يتعامل مع المرضى.

وأضاف مبروك أن هناك طرقا مختلفة للحماية من انتقال العدوى ينفذها طاقم التمريض، أبرزها الحصول على جرعة تطعيم من اللقاح الخاص بمنع انتشار العدوى الخاصة بهذا المرض الجديد، والتعقيم المتواصل للأدوات التى يتم استخدامها وخاصة قفاز اليد، حتى لا تنتقل العدوى من المريض إلى التمريض، مشيرا إلى أن فرصة انتقال العدوى لطاقم التمريض أكبر من الأطباء.

وأوضح المتحدث باسم نقابة التمريض، أن توافر مستلزمات مكافحة العدوى فى المستشفيات لا يكون بصفة مستمرة، ودائما ما يكون هناك نقص فيها، ولكن فى الفترة الأخيرة بعد تطبيق مبادرة إنهاء قوائم الانتظار بدأ العاملون فى المستشفيات يشعرون بتحسن فى توافر المستلزمات.

ولفت مبروك إلى أن بدل العدوى للتمريض 19 جنيها فقط، وقد خاض الأطباء والتمريض معا معركة كبيرة مع الحكومة من أجل زيادة هذا البدل وأقمنا دعوى قضائية لزيادته وتم الحكم لصالحنا، ولكن الحكومة لم تنفذه حتى الآن، ومن المتوقع ألا تنفذه قريبا، لأن وزير المالية أبلغنا فى لقاء سابق بأن بدل العدوى يعد من المطالب الفئوية ولا تستطيع الحكومة زيادته، حتى لا يطالب جميع الفئات الأخرى بزيادة البدل الخاص بكل مهنة.

وأشار المتحدث باسم نقابة التمريض، إلى أن البدل يجب أن يكون 1000 جنيه شهريا للممرضين، مؤكدا أن 1127 ممرضاً تعرضوا للإصابة بفيروس سى مؤخرا، نتيجة تعاملهم المباشر مع المرضى، ويتم إبعادهم عن أماكن العدوى بعد ذلك ويحصلون على جرعة علاج الفيروس، كما أن النقابة تصرف لهم 2600 جنيه إعانة، بعيدا عن الحكومة.

 

عمال المستشفيات.. جنود من طراز خاص

 

عمال المستشفيات سواء عمال النظافة أو مساعدو الأطباء، فدائيون أيضاً.. أحدهم داخل فى حرب كورونا.. وشعارهم جميعا - كمال قال لى أحدهم - «ربنا هو الحامى».. أحدهم فى داخل مستشفى بولاق الدكرور فقال: مهمتنا هى جمع ما يتبقى من المرضى فى الغرف والصالات، دون ارتداء جوانتى لحمايته من العدوى، واعتمد على الله والدعاء له بألا يصاب بمرض حفاظًا على أسرته البسيطة التى لا تمتلك من المال ما يكفيهم للكشف فى العيادات أو شراء مستلزمات طبية يوميًا.

واستكمل حديثه قائلاً: «بدل العدوى للدكاترة 19 جنيه.. أما العمال فبلا بدل عدوى نهائيا»، وواصل: منذ بدء أزمة كورونا بدأت المستشفى توزع جوانتيات بلاستيكية على جامعى القمامة ولكن لا تكفى احتياج العمل فبعد عدة ساعات لا يكمل الجوانتى

مشاق العمل اليومى ونكمل يومنا بالجمع بأيدينا عارية من أى وسيلة حماية.

إحدى العاملات بالمستشفى، طلبت عدم ذكر اسمها، قالت إنها تعيش فى حالة رعب مستمر منذ الدقائق الأول من الإعلان عن وصول كورونا القاهرة، وذلك بسبب عدم توافر المستلزمات الطبية بالعدد الكافى مقابل الاستهلاك الذى زاد أضعافا مضاعفة عن الفترة الماضية.

وتابعت: «قرار تعليق الدراسة للتلاميذ لمدة 15 يوما أسعدنا بعض الشيء كأمهات ولكن بعد ذلك شعرنا بمدى الضغوط النفسية التى وقعنا فيها بسبب تركنا لأبنائنا وحدهم بالبيوت وخروجنا لأداء واجبنا فى المستشفيات»، مشيرة إلى أنها لجأت لشراء المستلزمات الطبية من الصيدليات بأسعار تفوق سعرها الحقيقى.

واستكملت العاملة حديثها، وقالت إنها قامت بشراء كمية من المستلزمات الطبية من السوق تحسبًا من نفادها من المستشفيات وحينها لا تستطيع حماية نفسها من العدوى.

وأضافت أن الجوانتى والنظارة والماسك، جميعها لا يتعدى 50 جنيهاً وحينما تقوم بشرائها حاليًا يتعدى الـ150 جنيها إن وجدتها من الأساس، مشيرة إلى أنها مثل غيرها من العاملات بالمستشفى بين خيارين تأدية الواجب الوطنى فى خدمة المرضى أو التعرض للفيروس بدون توفر الحمايات الكافية، أو الاكتفاء بالجلوس فى المنزل لرعاية الأبناء وفى تلك الحالة تكون خيانة للوطن بالتخلى عن واجبنا، مشيرة إلى أن الهيئة القضائية وقفت بجانب الأطباء حينما قضت الدائرة «15 بدلات» بمحكمة القضاء الإدارى، بمجلس الدولة، بقبول الدعوى المقامة من نقابة الأطباء، وألزمت وزارة الصحة بزيادة بدل العدوى، ولكن الحكومة طعنت أمام المحكمة الإدارية العليا التى قبلته فى أغسطس 2018، وألغت إلزام الحكومة بزيادة بدل العدوى.

فى إطار ما سبق، قالت الدكتورة سعاد محمد الشحات، مدير عام منطقة الوايلى الطبية، إن الطاقم الطبى سواء الأطباء أو الممرضين أو العاملين فى العديد من المؤسسات الصحية أغلبهم سيدات، واللاتى يتعايشن فى ضغوط نفسية كبيرة ما بين الحرص على أداء واجبهن فى المستشفيات والوحدات على أكمل وجه والحرص على تجنب الإصابة بكورونا، وبين رعاية أبنائهن فى المنازل بعد قرار الحكومة بمنحهم إجازة 15 يومًا.

وأضافت «الشحات» فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»: لابد من رعاية الأطقم الطبية بشكل كاف، مشيرة إلى أن بدل العدوى لا يتعدى 19 جنيهاً للأطباء والممرضين رغم أنهم يضعون حياتهم على أيديهن فى ظل ما نعيشه الآن من مخاوف عدوى فيروس كورونا.

وأشارت مديرة منطقة الوايلى الطبية، إلى أن هناك أزمة كبيرة تعانى منها الممرضات فى الجهات الصحية المختلفة والعاملون أيضاً وهو اختفاء المستلزمات الوقائية فى المستشفيات، خاصة مع اختفائها من الصيدليات فى الأسواق، وتابعت: استهلاك التمريض والعاملين من المستلزمات الوقائية تضاعف بسبب فيروس كورونا ولهذا فإن الكم المتوفر حالياً لا يكفى الاحتياجات.

واستكملت «الشحات» تصريحاتها قائلة إن من المستلزمات الوقائية الواجب توافرها الجاون والجوانتى والنظارة والماسك، وجميعها لا يتعدى 50 جنيهاً، فى الوقت الذى وصلت فيه زجاجة الكحول فى الصيدليات حاليًا 45 جنيهاً وإن وجدت.

وطرحت مديرة منطقة الوايلى الطبية، فكرة ضرورة فتح باب التطوع للعمل فى المستشفيات ممن لديهم المهارة فى التعامل مع المرضى واستخدام الأدوات الصحية، مثلما يحدث فى الجيش بفتح باب التطوع حال وجود الحرب، فنحن الطاقم الصحى نحارب عدوا غير مرئى ولا نعلم عدده وكيف يحاربنا، مؤكدة أن العدد الحالى من طاقم الممرضين والعاملين قد لا يستطيع مواجهة الفيروس فى حالة تفشيه أكثر وأكثر.

واستنكرت «الشحات» ارتفاع أسعار المطهرات فى الصيدليات وتحولها لتجارة بآلام المواطنين، ووصفت ذلك بالخيانة العظمى للدولة، وتابعت: «لابد من تكاتف المواطنين مع الجهات الصحية والدولة لتخطى الأزمة، كما حدث فى الصين وهى منبع تفشى الفيروس وتخطت الأزمة بفعل وعى المواطنين وتعاونهم مع الجهات التنفيذية».

 

رجال الشرطة.. التضحية بالروح من أجل الواجب

 

هم جنود من طراز خاص جدا، حيث يحاربون عدوا غير مرئى، فلا يعلمون من أين تأتى الضربة وكيف؟، فمع الإعلان عن وجود كورونا فى مصر، والخطر صار قريبا جدا منهم.

إنهم رجال الشرطة وفى المقدمة منهم، رجال المرور من الضباط أو أمناء الشرطة والجنود، وجميعهم يقضون ساعات طويلة فى الشوارع لتنظيم حركة سير السيارات ويتعاملون مع ملايين من المواطنين لا نعلم هل أحدهم مصاب بالفيروس أم لا؟، وبالرغم من ذلك يواصل رجال الشرطة عملهم ولا يبالون تلك المخاطر، ويتواصلون مع المواطنين حال لجوء أحدهم لهم للاستفسار عن مكان ما.

رجال المرور الذين يرتدون حاليًا كمامات و«جاونتى»، لن يحرسهم من الفيروس سوى العناية الإلهية، كغيرهم من ملايين المواطنين.

 

«جامعو القمامة».. أبطال فوق العادة

 

فى الوقت الذى يحرص فيه ملايين المصريين على شراء المستلزمات الطبية لحماية أنفسهم من فيروس كورونا ويرتدون الكمامات و«الجاونتات»، يتفانى الكثير من عمال النظافة فى جمع القمامة من الشوارع مستعينين بأدنى وسائل الحماية والأمان من الإصابة بفيروس كورونا.

روائح كريهة تشمئز منها الأنوف، يحرص المارة على وضع الكمامة حتى لا يستنشقوا الهواء الملوث المحيط بالقمامة على جانبى الشوارع، فيما يخوض عامل النظافة غمار المخاطرة ويقف وسط هذا المشهد وبأيدٍ متسخة يقوم بجمع القمامة من داخل الصناديق أو بجانبها.

رجب عبدالعال، عامل نظافة، ظل طيلة الـ13 عامًا يعمل لخدمة الأهالى، وحينما تحدثنا معه حول فيروس كورونا واحتمالية إصابته بالمرض، رد قائلاً: «أنا مؤمن بالله ومفيش حاجة هتصيبنى علشان أنا غلبان ومفيش بإيدى انى اشترى الكحول اللى وصل سعره إلى 45 جنيه يعنى لو جبت ليا وعيالى الخمسة يبقى مرتبى راح».

وتابع عامل النظافة حديثه، وقال إنه غير مهتم بارتداء وسائل الحماية الطبية لما مر به من خبرات سابقة سواء من انفلونزا الخنازير والطيور وغيرها ومرت بسلام دون أن يصاب بشىء.

وحول إن كانت هيئة النظافة قد وزعت لهم وسائل الحماية الطبية لحمايتهم من الفيروس، رد عامل نظافة رفض ذكر اسمه، قائلاً إنه لم يستلم شيئا من هيئة النظافة، ومازالوا يمارسون عملهم بأيديهم بالرغم من المخاطر التى تهددهم فقد يكون مصابًا بالكورونا قد ألقى قمامة فى صندوق ما، وهو يقوم بجمعه دون أن يدرى.

وتابع: «والله أنا زى غيرى من عمال النظافة عايشين فى رعب بسبب كورونا، ببقى خارج الصبح ومش عارف هرجع تانى ولا لأ؟.. ده غير إنى ممكن أموت عيلتى كلها لو كنت مصاب».

قال شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، إن عمال النظافة جنود يسعون لحماية المواطنين من الفيروسات فدورهم لا يقل شيئًا عن دور الجندى على الحدود، مشيرا إلى أنهم مستمرون فى العمل بكامل القوة.

وأضاف نقيب الزبالين فى تصريح خاص لـ«الوفد» أن عدد العاملين معه مليون فرد موزعين على مناطق القاهرة الكبرى من أرض اللواء والمحور، ومنشية ناصر وجبل المقطم، والوحدة الوطنية وسجن طرة وحلوان حتى البراجيل وإمبابة والخصوص والقليوبية، مؤكدا أنه لم يتم توزيع أى مستلزمات طبية لهم.

وتابع نقيب الزبالين تصريحاته قائلاً: إن عمال النظافة يجمعون يوميًا حوالى 16 ألف طن من المخلفات الصلبة من المنازل، فضلاً أنهم يعملون منذ عام 1948 بالتوريث عن آبائنا وأجدادنا، ولهذا كمية الميكروبات داخل أجسادنا، وقاية فى حد ذاتها من أى فيروسات سواء كورونا أو غيرها.

وتابع: «إيه فايدة إنى أديهم مستلزمات طبية ولما يروحوا يجمعوا بيها القمامة مرة أخرى يبقى ماعملناش حاجة».