رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدكتور سامى الشريف فى حوارلــ"الوفد": مصر تخوض حربًا شرسة ضد الشائعات

«ماسبيرو» ديناصور نائم يحتاج إلى دعم الدولة

مؤسسات الإعلام الوطنى خط دفاع استراتيجى

«الجزيرة» كشفت عن عوراتها فى دعم الإرهاب .. وحديقة حيوان الجيزة أقدم من قطر بعامًا

 

الدكتور سامى الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق إبان ثورة 2011 تولى حقيبة الإعلام من قبل المجلس العسكري فى وقتها, هو شخصية علمية إعلامية رائدة فى هذا المجال, له أكثر من 22 كتابا منشورا و112 بحثا علميا حول الإعلام, كما أشرف على أكثر من 113 رسالة علمية «ماجستير ودكتوراه»; ويرأس حاليا لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف.

«الشريف»يرى أن الإعلام العربى–بصفة عامة- يمر بأزمة حقيقية مؤخرا بعد أن صار سلعة بدلا من أن يكون خدمة تقدم للمواطنين المعلومات والأخبار, ويقوم بدور التثقيف والتعليم والتنمية, مؤكدًا أننا بحاجة إلى استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب والتصدى للمؤامرات التى تحاك بالوطن العربى لإفشال أية محاولات للإصلاح والتقدم, وقال عميد الإعلام بالجامعة الحديثة: إن الاتجاه العام من القوى الاستخباراتية العالمية والإقليمية إسقاط الدولة الوطنية فى الدول العربية, وقد نجحوا فى ذلك; ولم يقف أمامهم إلا مصر, فهى السد الوحيد الذى تصدى لهم بفضل قيادتها الرشيدة وقواتها المسلحة المصرية الأصيلة; محذرا من أنه لابد من اتخاذ إجراءات احترازية تحمى الشعب المصرى من الوقوع فريسة للإعلام المضلل من القنوات المعادية لمصر; واعتبر أن الإعلام هو رأس الحربة فى الحروب التى تخوضها مصر, «الوفد» التقت به وهذا نص الحوار:

حوار : صابر رمضان

نحتاج استراتيجية إعلامية عربية لمكافحة التطرف

● في البداية كيف ترى الوضع الحالى فى خريطة الإعلام المصرى والإعلاميين فى الوقت الراهن؟ وكيف تأثر الإعلام بوسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا؟

●● فى الحقيقة إن الإعلام المصرى والعربى بصفة عامة يمر بأزمة حقيقية فى السنوات الأخيرة، لأن الإعلام فى الأصل خدمة تقدم للمواطن معلومات وأخبارا تعينه على فهم البيئة المحيطة به واتخاذ القرارات المناسبة بشكله، أيضا الإعلام يقوم فى الأصل بدور التثقيف والتعليم والتنمية ودعم الانتماء، لكن فى ظل المنافسة الشديدة بين وسائل الإعلام وسيطرة القطاع الخاص وسيطرة الشركات الإعلانية على مقدرات الإعلام، أصبح الإعلام سلعة، وليس خدمة يسعى إلى تحقيق الأرباح على حساب الوظيفة الخدمية التى ينبغى أن يقوم بها، ومن هنا جاء الخلل؛ فالإعلام الذى ينتظر منه أن يثقف الناس ويعلمهم أصبح أداة لتحقيق الأرباح وألعوبة فى يد المعلن؛ فغلبت المادة الإعلانية «بالنون» على المادة الإعلامية «بالميم» وهو ما يخالف قواعد المهنية، أيضا تصدر المشهد الإعلامى المصرى أشخاص ليسوا على المستوى لا من المهنية ولا من الثقافة ولا من قراءة الواقع، أصبحوا واجهة الإعلام فنفَروا الناس من وسائل الإعلام المصرية، فاتجه الناس إلى مصادر إعلام أخرى يستقون منها معلوماتهم، سواء مواقع التواصل الاجتماعى وشبكات الإنترنت أو من خلال وسائل إعلام معادية لمصر، فالخلل حدث عندما ضيَّقت الدولة إلى حدٍ كبيرٍ على حرية الرأى والتعبير، وعندما تحدث باسمها أناس ليسوا على مستوى الثقة والمصداقية فأساءوا للنظام وللدولة فيما يتصورون أنهم يدافعون عنه.

● توليت حقيبة الإعلام رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون عقب تنحى الرئيس الأسبق مبارك كيف تعاملت مع الإعلام خلال ثورة يناير؟

●● الحقيقة عندما عرض على هذا المنصب من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة كنت مترددا بشكل كبير جدا؛ فقد كانت هناك مشاكل كثيرة تحيط باتحاد الإذاعة والتليفزيون؛ وكانت وزارة الإعلام قد ألغيت وقتها؛ وقبلت هذا المنصب على أننى لا أتخلى عن مطلب للوطن، وكان المجلس العسكرى مساندا لى بشكل كبير؛ لكن اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى هذا الوقت كان ملتهبا جدا؛ فهناك أعداد ضخمة تعمل فى الاتحاد؛ وهناك ميزانيات لا تعطيها الدولة؛ إضافة إلى توقف حالة الإنتاج الدرامى والإعلانات وهى مصدر الدخل الرئيسى للاتحاد، وهناك متأخرات من رواتب العاملين ومكافآتهم؛ وهناك ثوار يريدون السيطرة على وسائل الإعلام، وهناك بعد إخوانى أيضا يرغب فى ذلك؛ وبالتالى قررت منذ أن توليت المنصب ألا أتخذ قرارا إلا ما أرى أنه صحيح ولا أخالف أى لائحة أو قانون، وحاولت أن أصلح ما كان فاسدا على فترات طويلة؛ لأن فى هذا التوقيت كان هناك 44 ألف موظف فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون يتقاضون 122 مليون جنيه رواتب شهرية؛ والدولة تعطينى 55 مليونا فقط وعليّ تدبير بقية المبلغ، فلم تكن هناك ميزانية على الإطلاق فى الاتحاد، وكان شغلى الشاغل لى كيف أدبر رواتب العاملين فى أوقاتها؛ ومع توقف الإنتاج ورغم ذلك كان هناك عدد كبير من الصحفيين يعدون ويقدمون برامج من خارج التليفزيون وهناك برامج تعد كاملة وتحتل مساحة كبيرة فى التليفزيون؛ فقررت إيقاف أى تعامل مع الصحفيين الذين يعدون برامج وكذلك البرامج التى كان يقدمها البعض من خارج الاتحاد؛ لأن هناك الآلاف لا يجدون عملا، وهذه البرامج كانت تستنفد مبالغ ضخمة جدا من الميزانية ووجدت رؤساء القطاعات فى الاتحاد يتقاضون مبالغ خيالية، فى حين لا يجد الموظفون والمذيعون رواتبهم، فأصدرت قرارا بوضع حد أقصى للأجور 25 ألف جنيه فى الوقت الذى كان يتقاضى فيه بعض رؤساء القطاعات 200 ألف جنيه شهريا وأحدثت تغييرا جذريا فى قيادات الاتحاد ودفعنا بكوادر شابة، وأعتقد أن التجربة نجحت بالرغم من هذه الظروف الصعبة.

● هجمة شديدة تقودها أبواق قنوات الجزيرة والقنوات المعادية ضد مصر فما أبعاد هذه الهجمة من وجهة نظركم ومن يقف وراءها؟

●● مصر تتعرض لمؤامرات كثيرة فى الداخل والخارج، تستهدف إسقاط الدولة؛ لأن الاتجاه العام من القوى الاستخباراتية العالمية والإقليمية هو إسقاط الدولة الوطنية فى الدول العربية، وقد نجحوا فى ذلك، السد الوحيد الذى وقف أمامهم هو مصر، فالقوات المسلحة حمت البلاد من السقوط فيما سقطت فيه دول مجاورة أخرى، فأحبطت مخططهم لإقامة الخلافة العثمانية لسيطرة القوة الإرهابية على مقدرات البلاد، فتعرضت مصر ولا تزال تتعرض لضغوط شديدة جدا؛ هذه الضغوط تقودها الصهيونية العالمية؛ الولايات المتحدة الأمريكية بأموال من قطر وتركيا؛ هذه الدول لا تريد خيرا لمصر؛ وتسعى إلى إفشال أى محاولة للإصلاح والتقدم، تحارب الرئيس «السيسى» والقوات المسلحة لإحداث فجوة بين الرئاسة وبين الشعب؛ وبين القوات المسلحة وبين الشعب المصرى، لكن هناك أخطارا شديدة تتهدد مصر ما لم تنتبه القيادة السياسية وتنتبه القوات المسلحة وينتبه الشعب المصرى لأبعاد هذا المخطط الذى تقف خلفه أدوات استخباراتية تستخدم إعلامًا قويًا وقادرًا على الاختراق سواء قنوات الجزيرة أو القنوات المتحدثة باسم الإخوان أو مواقع التواصل الاجتماعى الأكثر تأثيرا، فلابد أن ننتبه باتخاذ إجراءات احترازية تحمى الشعب المصرى من الوقوع فريسة لهؤلاء.

● إذن ما الاستراتيجية الإعلامية التى يمكن أن ترسمها لتقديم إعلام قوى للتصدى للأخطار ضد الوطن؟

●● أول شئ أن تحافظ الدولة على مؤسسات الإعلام الوطنى مثل، اتحاد الإذاعة والتليفزيون بخدماته المختلفة، الصحف القومية، لأن هذا خط استراتيجى والقضاء عليه هو اختراق للأمن القومى المصرى؛ ويجب على الدولة أن تنتبه إلى ذلك، بأن تصلح الإعلام الرسمى؛ تطوره، لكن لا تعدمه، ولا تضع بديلا له، ، فلم تصلح قنوات خاصة تسيطر عليها الدولة شكليا فى أن تقود عملية التنمية المستدامة وعملية توعية وانتماء الشعب لقياداته، هذه واحدة، أما الثانية فهى إعطاء مزيد من الحرية فى وسائل الإعلام ليطالع الناس الرأى والرأى الآخر؛ حتى لا نترك مجالا للشائعات عندما تقدم الحقائق؛ لماذا يلجأ الناس للاستماع إلى الجزيرة أو مشاهدة القنوات المعادية، لأنهم لا يجدون إجابة عن الأسئلة التى يطرحونها لفهم الأحداث؛ أيضا لابد من دعم الصحفيين والإعلاميين والمثقفين؛ والدعوة للرئيس «السيسى» أن يجتمع مع هؤلاء ويناقش قضايا الإعلام بشكل وبصوت مسموع، فهو رجل له رؤية استراتيجية هائلة؛ هو رجل استخبارات؛ وبالتالى لديه كم كبير من المعلومات؛ ربما يكون هناك حاجز بينه وبين المثقفين أو بينه وبين الإعلاميين، وعليه أن يزيل هذا الحاجز ويجلس معهم لوضع استراتيجية لتخطى الصعاب، وفى تصورى أن الإعلام هو رأس الحربة فى الحروب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب وضد القوى الإقليمية التى تستهدف إسقاط الدولة، وسلاح الرئيس«السيسى» هو الإعلام، لكن الإعلام الواعى المستنير الذى يقدم خدمة حقيقية ولا يسعى لتحقيق أرباح.

● يرى البعض أن القنوات الفضائية سحبت البساط من تحت أقدام ماسبيرو فما ردك ؟

●● كوادر ماسبيرو قامت عليها القنوات الخاصة فى مصر والقنوات العربية أيضا، إذن الكوادر موجودة لدينا، وهى الأساس، لكن هذا الأساس يحتاج إلى شيئين : إمكانيات مادية وإلى هامش من الحرية، عندما تحرمه من هذين الشيئين الرئيسيين لا تنتظر منه المنافسة، وأيضا ماسبيرو به 24 قناة و17 خدمة إذاعية؛ نحن لا نحتاج إليها؛ مصر ليست بحاجة إلى هذا الكم الضخم من القنوات، علينا أن نكتفى بقناتين فقط؛ قناة عامة وقناة إخبارية، ونكتفى بثلاث إذاعات فقط؛ إذاعة عامة وأخرى إخبارية وإذاعة القرآن الكريم. وبقية القنوات والإذاعات تتصرف فيها الدولة إما بتمليكها إلى العاملين فيها من خلال أسهم أو بيعها للقطاع الخاص وتشارك الدولة فى إدارتها؛ لكن هذا الكم الكبير لا نحتاج إليه ويشكل عبئا كبيرا على ميزانية الدولة.

● ماذا عن رؤيتك للتليفزيون المصرى وإلى أى طريق تراه يتجه خاصة أن البعض يرى أنه فى حاجة إلى تطبيق خطة لإنقاذه وتطويره، ويؤكد أن ماسبيرو ديناصور نائم ولم يمت بعد؟

●● بالطبع..هو أكبر من ديناصور، فهناك كوادر إعلامية هائلة جدا؛ وهناك بنية أساسية مهمة جدا؛ لكن يحتاج إلى رعاية ودعم؛ عندما يستشعر العاملون فى ماسبيرو أن الدولة تعطيهم ظهرها لصالح قنوات ناشئة، فلابد من دعم ماسبيرو، نعم يحتاج إلى ترشيد، يحتاج تقليل عدد القنوات والعاملين، أيضا فإن أى صحيفة لن تكون بديلة عن الأهرام والأخبار والجمهورية فلابد للدولة أن تحمى هذه الأسلحة الإعلامية الخطيرة وهى أسلحة الإعلام الرسمى، تطوره نعم، لكن لا تعدمه ولا تبيده.

● أكثر من مرة أكد رئيس الجمهورية وجود سوء فى الخطاب الإعلامى مطالبا بأن يكون هناك خطاب إعلامى هادف كيف ترى ذلك؟

●● طبعا..الرئيس يضع الإعلام فى مقدمة أولويات سياسته لكن لا تتخذ الإجراءات التى تدفع إلى تطوير حقيقى، فالإعلام يحتاج إلى فعل ودعم، بمزيد من الإمكانيات ومن حرية الرأى والتعبير وهذا ما ينقصنا؛ فعدم نشر الخبر ليس معناه أنه لم يحدث، لكن عندما تبادر بنشره وإذاعته فلا يسىء هذا للدولة، فعلينا أن نترفع عن إخفاء الحقائق؛ لأن هذا سوف يضيرنا، لأنه لابد أن تظهر الواقع، فأداء الحكومة مُرضٍ، وأداء الرئيس مُرضٍ لقطاع كبير من الناس وإن كان هناك بعض الخلل لابد أن نقول به؛ وأن نسمح بالرأى والرأى الآخر، وهناك من يؤيد السياسة وآخر لا يؤيدها، فهذا شئ طبيعى؛ لأن الناس لم تُجمع على أحد حتى الله سبحانه وتعالى، ولا على الرسل، وبالتالى لن يجمع الناس على أى رئيس دولة، فهناك آراء مؤيدة وأخرى مخالفة، ولابد من عرض الرأيين ونبادر نحن بنقل الأخبار عنا ولا نسمح لأحد أن ينقل أخبارنا.

● ما الضوابط التى يجب أن تحكم الإعلام وما الحدود الفاصلة بين الحرية الإعلامية والفوضى؟

●● نحن لا نخترع العجلة، لأن قوانين الإعلام موجودة فى دول العالم وحرية الرأى والتعبير موجودة فى كل العالم، الفلاسفة يقولون:«إن حريتك فى أن تحرك يدك كيف تشاء ولكن حرية يدك تنتهى عندما تبدأ حرية أنفى» بمعنى عدم التدخل فى شئون الآخرين، عدم الخوض فى أعراض الناس، عدم التقليل من شأن فئة من فئات المجتمع؛ وهذه ضوابط تحكم الحريات، لكن ليس هناك حرية مطلقة، وليس هناك إعلام حر، هناك إعلام مقيد فى كل دول العالم، لكن بأطر معروفة؛ ومتعارف عليها، عندما يسيء إلى أحد فى وسائل الإعلام يتم اللجوء إلى القضاء، ومن الممكن انتقاد السياسات لكن دون انتقاد الشخص، هذا حق مكفول، وهذا شئ طبيعى، أن يكون هناك رأى ورأى آخر وأن نحاسب الذين يخرجون على السياق العام بضوابط قانونية وليست باجتهادات.

● بصراحة شديدة هل ترى أن الإعلام المصرى استطاع التعامل بحرفية مع الملفات الخارجية أم أنه فشل؟

●● فى الواقع لا.. فالملفات الخارجية فى مصر حتى الآن لم ينجح الإعلام المصرى فى مواجهة التحديات والأصوات المعادية لثورة 30 يونية ؛ لأن إعلامنا الخارجى إعلام عاجز، فالهيئة العامة للاستعلامات لديها كم من المكاتب الإعلامية فى الخارج لكن من الذى يقوم بدوره، وما هى المكاتب الفاعلة، أصواتنا، قنواتنا كلها تتحدث باللغة العربية، إذن لن يسمعنا الغرب لولا يسمعنا العالم، فنحن نحدث أنفسنا، ونهاجم أعداءنا، لكن فى دائرة ضيقة، نحن نريد أن نصل إلى الغرب، ليس الغرب فقط؛ بل الصين واليابان، فلابد أن نخاطب الآخر بلغته، وأن نصل إلى هذا العالم بآليات جديدة وأن نستخدم أدوات حقيقية تعرض الحقائق كما هى، نحن لا نخشى شيئا، فالشعب قام بثورة، ساندها الجيش، وقضينا على نظام إرهابى كان يريد أن يغير هوية مصر، نجحنا فى إسقاط هذا النظام، فلابد أن يصل هذا الصوت للخارج بتفاصيله باللغة التى يفهمها الآخرون، ومن الضرورى تصحيح الصورة المغلوطة عن مصر والعرب بشكل عام، فلابد أن يكون هناك متخصصون ودارسون.

● هل تؤيد تقنين الإعلام الالكترونى وكيف نقضى على الفوضى الإعلامية؟

●● الإعلام الالكترونى مارد لا يمكن السيطرة عليه، لكن فى كثير من دول العالم وضعوا قوانين وضوابط تحكم أداء ومهنية هذا الإعلام، وعلى سبيل المثال ما فعلته الولايات المتحدة، بريطانيا؛ الصين، فهناك دول كثيرة سنت قوانين، لكن فى النهاية لا نستطيع إنهاء الإعلام

الجديد، ومن الصعب جدا أن نقول سوف نقضى على الإعلام الالكترونى، فهذه شبكة لا صاحب لها ولكن هناك ضوابط تحكم أداء الإعلام الالكترونى وأن نتعامل معه بذكاء الميليشيات الالكترونية التى تهاجم مصر التى حدث ولا حرج، فى عددها وكمها والإنفاق عليها، نحن أيضا لابد أن تكون لنا ميليشيات تدافع عن مصر تكون عاقلة وليست مهمتها أن تسب وتلعن الخصوم، فلا يعنينى سب من يهاجم مصر؛ ولكن يعنينى الرد عليه.

● ما الاستراتيجية التى يمكن اتباعها لمواجهة إعلام التنظيمات المتطرفة؟

●● أن يكون هناك وعى؛ أن نبنى وعيا لدى الناس، لأن العالم كله يتحدث الآن عن التربية الإعلامية، ويتم تدريس منهجها فى المدارس والجامعات وكيف يتعامل الناس مع الإعلام وكيف يستخدمون وسائله؛ وكيف يستطيعون التفرقة بين الغث والسمين؛ بين المفيد والضار، بين المفبرك والصحيح؛ فلابد من توعية الناس بأن ليس كل ما يقال عن مصر حقيقيا؛ وليس كل ما ينقل حقيقيا؛ فهناك صور وأخبار مفبركة، هى عبارة عن شائعات وأكاذيب صريحة، ولابد من تقديم المعلومة الصحيحة من وسائل الإعلام المسئولة، فالناس عندما يجدون الحقيقة والإجابة عن تساؤلاتهم؛ فمن الطبيعى ألا يلجأوا لوسائل إعلامية أخرى.

● بماذا تفسر منح بعض القنوات الفضائية منابرها لكل من هب ودب للطعن فى الإسلام وتشويه سيرة الصحابة والتشكيك فى سنة رسول الله؟

●● هذا غباء أيضا؛ أن تعطى مساحات لمن يجيدون فن الشتائم والسب والقذف لإلهاء الناس عن الواقع، هذا خطأ شديد، فهناك من يلعن الناس دون رادع إلى أن تفاقم الأمر؛ فأصبح الهجوم على الإسلام وعلى المرجعيات الدينية وعلى البخارى أمرا عاديا وبالطبع هذا ليس فى صالح أحد، لأن سقوط الرموز وتهديد الرموز الدينية والسياسية أو العسكرية أو الاجتماعية يؤدى إلى انهيار المجتمع؛ فلابد أن توضع حدود فاصلة لمن يتحدث فى البرامج، فلا يحق لمقدم برنامج سياسى أن يتحدث فى الدين؛ أو مقدم رياضى يتحدث فى السياسة، فلابد من احترام التخصص وفرض ضوابط تحكم مهنية من يتحدثون للناس عبر شاشات التليفزيون أو الصحف بأقلامهم؛ ثم على الدولة انتقاء الرموز التى تتحدث باسمها، فلا يصلح أن يتحدث أى شخص عن الدولة أو أداء الحكومة، فلابد أن يكون من يتحدث عن الدولة واجهة ووسيطا بينها وبين الشعب.

● هل ترى أن تيار الإسلام السياسى نجح فى معركة الإعلام الدائرة منذ فترة على حساب الإعلام الوطنى أم أنه فشل فى التأثير على الشارع؟

●● الإسلام السياسى لدينا يعمل بغباء شديد جدا، هم ليسوا مؤهلين للحكم وقفزوا إلى السلطة بمصادفة فيها خدعة وتزوير، لكنهم لا يجيدون العمل السياسى ولا العمل الإعلامى، وما أريد قوله والتركيز عليه أن ما حققه الإعلام المعادى لمصر ليس ذكاء منهم أو إمكانياتهم ولكن لأننا ضعفاء، ولم نفهم اللعبة، ولأننا لا نمارس الإعلام بمهنية، فالمهنية فى الإعلام تتطلب اللعب بالأوراق كلها، وأولى هذه الأوراق أن أقدم ما يحدث للناس بالضبط دون مواربة وإخفاء لاكتساب ثقتهم، وبالتدريج ستكتسب وسائل الإعلام الناس وينصرفون عن وسائل الإعلام الأخرى، نجاح وسائل الإعلام المعادية لمصر شهادة لفشلنا الإعلامى وليس شهادة لذكائهم أو قدرتهم.

● إذن أنت غير راضٍ عن دور الإعلام العربى فى مواجهة الإرهاب؟

●● على الإطلاق..لأنه حتى الآن ليس هناك استراتيجية عربية إعلامية لمكافحة الإرهاب، فمن هو الإرهابي؛ وما تعريف العمليات الإرهابية؛هناك، دولة تضع نفسها فى جامعة الدول العربية وتخطط لوضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب وهى أكبر دولة تمول الإرهاب، فكيف يستقيم ذلك.

● إذن ما الآلية التى يمكن اتباعها للتصدى للخطاب التحريضى للإعلام القطرى وتشويه قناة الجزيرة القطرية للحقائق؟

●● قناة الجزيرة كشفت عن عوراتها فى الممارسات الأخيرة، هى قناة كانت فى الأصل مشروعا بريطانيا لبث الأخبار باللغة العربية للمنطقة العربية؛ وبدأ بالفعل المشروع؛ واستمر شهرين ثم توقف المشروع لمشكلات مالية، واجهتهم فاشترت قطر هذا المشروع كاملا بالكوادر التى تعمل به وأطلقته من لندن بدلا من الدوحة، واتخذوا موقفا معاديا للدول العربية منذ نشأتهم، كانت قناة الجزيرة أول قناة عربية ضد وجهة النظر العربية وأول مرة يحدث ذلك، ثم طمعت قنوات الجزيرة أن تلعب دورا يجعل من قطر قوة إقليمية لا يستطيع الفأر مهما أوتى من طعام أن يقوم بدور الأسد، وقلت قبل ذلك قطر أنشئت 1971 وحديقة الحيوان فى الجيزة 1891 أى قبل 120 عاما من إنشاء قطر؛ إذن لا تستطيع قطر مهما بلغت قوتها وإمكانياتها أن تنافس دولة مثل مصر، لكنها تلعب بما يشكل عبئا وقلقا للمصريين، فقناة الجزيرة كشفت تماما عن أنها تدعم الإرهاب بشكل صريح وتريد إسقاط الدول العربية وعلى رأسها مصر، لكن محاربة ذلك لا تكون بالسب والقذف كما يفعل بعض السفهاء من الإعلاميين لكن تكون بكشف الحقائق وإعطاء الناس الجرعة الحقيقية من الرأى والرأى الآخر، فمهنية الإعلام تحتاج إلى كوادر تفهم فى الإعلام وليست محل ثقة للدولة.

● نحن نعيش الآن نوعا حديثا من الحروب وهو حروب الجيل الرابع التى تتمثل فى إطلاق الشائعات التى تنتشر عن طريق السوشيال ميديا، كيف ننقذ الوطن من خطورة هذه الحرب؟

●● الشائعات خطر يتهدد كل العالم منذ فجر التاريخ، ونقول دائما إذا حضرت الحقائق من الباب خرجت الشائعات من الشباك، فلا مجال لمحاربة الشائعات إلا بنشر الحقائق، لأن الشائعات لا تنشأ ولا تنتشر إلا فى مجتمع ديكتاتورى يقيد حرية الرأى والتعبير، لا بنشر الأخبار أولا بأول؛ إذا تغير هذا المجتمع وأعطى الحقائق مباشرة ولم يخف أى شئ لن تجد الشائعات سبيلا لها، فلابد من تثقيف الناس وزيادة ثقتهم فى وسائل إعلامهم، وإعطاء جرعة أكبر للانتماء للوطن وليس وسائل الإعلام فقط..وفى تقديرى أن ما قامت به مصر خلال السنوات الأخيرة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يحدث فى مصر مثل هذا الأمر من عشرات السنين، وهو أمر يجب أن نفخر به؛ وإذا كانت هناك بعض السلبيات فلابد من طرحها، فالدول الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأستراليا يحدث فيها الكثير من الإيجابيات والسلبيات.

● قديما قال جوزيف جوبلز وزير إعلام هتلر مقولة شهيرة «أعطنى إعلاما بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعى..كيف يمكن صناعة إعلام يعيد للشعوب العربية وعيها من جديد فى نظركم؟

●● للأسف أن ما قاله «جوبلز» هو ما نراه الآن، أعطنى إعلاما جاهلا أعطيك شعبا أكثر جهلا، ومن يتولى حقائب الإعلام، لابد أن يكون دارسا للإعلام، لابد أن يكون متخصصا، ومهنيا، وأن يكون وطنيا، إذا فقدت واحدة من هذه الصفات لا يستطيع القيام بدوره، فلابد من النقد البناء الذى يبنى ولا يهدم.

● ماذا عن رؤيتك لمدى إلغاء أو عودة منصب وزير الإعلام وما تقييمك للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟

●● هذا موضوع أثير منذ فترة كبيرة جدا هل يكون هناك وزارة للإعلام أم لا، بالطبع وزارة الإعلام ارتبطت فى أذهان الكثيرين بأنها فى الدول الديكتاتورية التى تريد فرض سيطرتها على وسائل الإعلام، لكن لا يعنينى أن تكون هناك وزارة إعلام من عدمه، أن تكون هناك هيئة مسئولة عن الإعلام، أو تكون تحت مسمى آخر، لكن الأهم ما الصلاحيات التى تعطى إليه، فقد كنت وزيرا للإعلام وسبقنى وزراء إعلام كثيرون كانت سلطتهم تتمثل فى الإذاعة المصرية والتليفزيون ومدينة الإنتاج الإعلامى وكفى وليس لهم دخل بالصحف أو القنوات الخاصة والفضائية ولا مواقع التواصل الاجتماعى، إذن كأنه وزير يتحكم فى ربع وسائل الإعلام التى تصل إلى الجمهور وهذا لا يصح، فلابد أن يمتلك وزير الإعلام صلاحيات وآليات يحاسب بها عند الخروج على السياق.

● على غرار المناداة بتجديد الخطاب الدينى هل نحن فى حاجة إلى تجديد الخطاب الإعلامى؟

●● طبعا.. الخطاب الدينى يحتاج إلى تعديل وبأمر القرآن والسنة، فلابد أن يواكب الخطاب الدينى العصر والأحداث، لكن ليس الخطاب الدينى المسئول فقط، فالخطاب السياسى يحتاج إلى تعديل، أيضا الخطاب الإعلامى يحتاج إلى تعديل والثقافى أيضا، إذن لابد من أن تكون المؤسسات المعنية بالتنشئة المدرسية،الأسر والمساجد،الكنائس، المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإعلامية يدا بيد، كلها تضع خطة استراتيجية لتجديد خطاب يواكب العصر ويحافظ على الثوابت وكذلك الخطاب يحتاج إلى دين.وأزعم أنك لن تجد إرهابيا تعلم الموسيقى أو أى فن؛ لأن الفن والثقافة والموسيقى تعلى من النفس البشرية، وتجعلها بعيدة عن التطرف والإرهاب، ولابد أن تقيم استراتيجية لإعادة بناء الشخصية المصرية على القيم والأخلاقيات، فلابد من إعادة التفكير فى بناء الشخصية الوطنية المصرية التى تنتمى لبلدها وإلى دينها وثقافتها وهويتها.

● أخيرًا ما مشروعك الفكرى الذى تحلم بتحقيقه؟

●● أجتهد فى تخصصى الإعلامى، وفى إصدار كتب فى هذا المجال المتنوع، وأسعد كثيرا بالإشراف على رسائل أبنائى الباحثين لعلهم يقدمون ما ينفع، وأسهم بكل ما أوتيت من قوة فى أعمال اللجان العامة والمتخصصة سواء فى مجال الإعلام أو مجال الدعوة الإسلامية أو الثقافة بشكل عام، وآمل أن أقدم لبلدى ووطنى ما ينفع وما ينفعنى عند الله أولا ثم عند نفسى وضميرى.