عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كورونا. . فى ملعب المصريين

بوابة الوفد الإلكترونية

«شباب الفيس» حولوا الفيروس الخطير إلى نكتة وسخرية. . والمتربصون أطلقوا الأكاذيب للتهويل وإرباك أجهزة الدولة

‫الخبراء: السخرية أشهر أساليب المصريين فى التعامل مع الأزمات

 

«كورونا إيه باز أفندى. . تكونش شيكولاتة» بهذه العبارة الساخرة المصحوبة بصورة تجمع إسماعيل يس وتوفيق الدقن فى أحد مشاهد فيلم «ابن حميدو»، انفجر طوفان سخرية المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى من «فيروس كورونا المستجد» الذى ظهر فى الصين مؤخرًا، وأثار رعب العالم، فيما استقبل المصريون أخباره بسيل من التنكيت، عن الفيروس، وتأثيراته وتداعياته.

«فيروس صينى يعنى بيبوظ بسرعة». . واحدة من النكات الساخرة التى انتشرت بشكل كبير على الفيس بوك وتويتر، ونالت إعجاب الكثيرين، وكان «الكوميكس» حاضراً بقوة فى سخرية المصريين من كورونا المستجد وكان أكثرها انتشاراً بصورة لطالب طب يبكى ويقول: «فيروس جديد يعنى شبتر جديد فى المنهج»، وكوميكس آخر لشاب مفتول العضلات يعبر عن كورونا فى مواجهة فتاة جميلة، يعثر عن أحد المضادات الحيوية، وكوميكس آخر لرجل يستفسر عن الفيروس الجديد ويسأل كورونا الشيكولاتة ولا كورنا الكاكاو.

وهكذا استقبل الشعب المصرى عبر مواقع التواصل الاجتماعى فيروس كورونا بحالة من السخرية والكوميديا رغم إعلان حالة الطوارئ واتخاذ كافة الاجراءات الطبية فى جميع محافظات الجمهورية بسبب الفيروس القاتل.

وهكذا تعامل المصريون، ملوك النكتة، مع كورونا المستجد، فيما استغلت قنوات الجماعات الإرهابية الفيروس القاتل وراحت تبث سمومها وأكاذيبها لإثارة الذعر فى الشارع المصرى وهى الأكاذيب التى توضحها تأكيدات بأن مصر خالية من الفيروس ولم تظهر بها أية اصابات به.

طالب أحمد مصطفى، 37 عاماً، موظف، من المواطنين اتخاذ الحذر ضد فيروس كورونا الذى يسخر منه المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعى وقال: الشعب المصرى بطبعه يستقبل الأزمات بابتسامات كوميديا، وعلى المصريين الانتباه إلى خطورة الموقف واتباع الإرشادات الطبية التى أعلنت عنها وزارة الصحة والسكان لتجنب الإصابة التى قد تحدث نتيجة الإهمال فى التعامل مع الإنفلونزا أو البرد أو الأمراض المعدية، مستشهداً بتصريحات وزيرة الصحة، هالة زايد التى أكدت أن مصر خالية تمامًا من فيروس كورونا الجديد ولم يتم رصد أى حالة حتى الآن.

أشادت نرمين على، 46 عاماً من سكان القاهرة، بمجهودات وزارة الصحة بعد أن رفعت حالة الطوارئ فور إعلان منظمة الصحة العالمية عن وجود فيروس كورونا بالصين دافعة بكافة دروع الطب الوقائى على مستوى الجمهورية السيطرة على مداخل الموانئ والمطارات للكشف عن الوافدين، ومنع دخوله مصر، مع رفع حالة الاستعداد القصوى فى جميع مستشفيات مصر تزامنًا مع ظهور المرض فى أكثر من بلد، والاكتشاف المبكر لأى حالة قد تكون مصابة بكورونا أو مشتبهاً بها، موضحة أن الاعلام المصرى دائما ينشر الارشادات الوقائية عبر القنوات الفضائية حتى يتمكن المواطنون من كيفية التصدى للفيروس القاتل.

وزارة التربية والتعليم قامت هى أيضاً برفع حالة الطوارئ بجميع المدارس وتفعيل دور عيادات التأمين الصحى ونشر الملصقات والإرشادات الطبية التى تساعد التلاميذ على كيفية التعامل مع جميع الفيروسات الضارة على صحة الانسان واستخدام المطهرات الصحية فى دورات المياه الخاصة بالتلاميذ وتعقيم الفصول والتهوية الجيدة.

وأكد يوسف بلال، 21 عاماً طالب جامعى، أن معظم مواقع السوشيال ميديا تسخر من المرض بشكل مبالغ فيه وهذا أصبح سمة غالبة على المواطنين خاصة الشباب وأدمن الصفحات الساخرة «الكوميكس» لتحقيق أكبر عدد إعجاب ومشاركة لصورهم وكان منها أحد منتجات الشيكولاته والتى تحمل نفس اسم الفيروس وغيرها وأصبح فيروس كورونا تريند الجميع يتداول اخباره ومظاهر السخرية منه.

وقال جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن السخرية من طبع المصريين ولكنها بدأت تزايد عن حدها.

وقالت منى الشبراوى، عضو مجلس النواب، إن هناك حالة من الذعر والخوف تنتاب المواطنين جراء الانتشار السريع لفيروس كورونا فى الصين والذى حصد معه أرواح العشرات يوميًا، والكثير من الدول اتخذت إجراءات وقائية للتعامل مع هذا الفيروس خشيةً وصوله إليها وهو ما يفسر سرعة انتشار الشائعات والخوف والسخرية من الفيروس الجديد عند كثير من المواطنين.

وأضافت عضو مجلس النواب، لا بد رفع حالة الاستعداد القصوى فى كافة أقسام الحجر الصحى بمنافذ الدخول المختلفة فى الموانئ البحرية والبرية والجوية، وعزل أى مصاب بالفيروس، وضرورة توفير سيارات ذاتية التعقيم داخل المنافذ لنقل المشتبه فيهم بالإصابة، لمنع انتشار فيروس كورونا بين المصريين، والمنتشر حاليًا فى العديد من الدول وخاصةً الصين هو سلالة جديدة من الفيروسات التى تصيب الجهاز التنفسى وهو إحدى مجموعات الفيروسات التى تتراوح الاصابة بها فى البشر بين نزلات البرد البسيطة إلى الالتهابات الرئوية الحادة وقد يؤدى إلى الوفاة، وتسجيل كافة بيانات القادمين إليها من حاملى الجنسية الصينية، وتسجيلها على برنامج القادمين من الخارج، على أن يتم متابعتهم ومراقبتهم صحيًا لمدة أسبوعين على الأقل للتأكد من مدى صحتهم وهى فترة ظهور أعراض المرض.

قال سعيد صادقـ، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إن فيروس كورونا مرض جديد يهدد العالم أجمع وليس دولة بذاتها ولكن حالة الهلع والفزع والسخرية هى من الأساليب الجديدة فى التفاعل أصبحت تتوغل فى المجتمعات بشكل كبير، وساهمت بشكل كبير فى انتشار الشائعات وهى كلام لا نعرف مصدره ولا مساره ولكن يسير فى مسارات عديدة تتسع ويضاف إليه أقوال جديدة حتى تحقق إذا كانت موجهة رسائل معينة، وترتبط بمعلومات مغلوطة تصدر من مصدر مجهول وفى بعض الأحيان يكون محدداً وهو ما حدث مع الحجر الصحى فى المطارات لمواجهة فيروس كورونا وانتشار الصور الساخرة «الكوميكس».

وأضاف «صادق» أن هناك اختلافاً بين الشائعة المقصودة وغير المقصودة، والأولى هى ما تكون عن طريق جماعات إرهابية، أو كتائب معينة أو أفراد لهم أهداف معينة، فيقومون بالترويج للشائعات بالتلفيق والكذب عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت أرضاً خصبة لمنبع الشائعات، خاصة

أن الشائعات لها خصائص كثيرة، منها أنها تنتشر فى السياقات أو المجتمعات التى تتميز بالتوتر والقلق، والتى تنعدم فيها الشفافية، والتى تكثر فيها الثرثرة، والوسائل الجديدة غيرت تعاملنا مع المعلومات، فإضافة الصورة وفبركتها واللعب فيها، لذا علينا التفرقة بين مجتمع واقعى وآخر اجتماعى، وعلينا ألا نتأثر بهذا الشكل بالافتراضى لأن جميع الجهات تشترك فيه ويتم تشكيله فى كل دقيقة ولذلك يجب على المواطنين التعاون مع وزارة الصحة واتباع الإرشادات الصحية لمواجهة الفيروس الجديد وعدم الالتفات للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى.

وواجهت الحكومة سرعة انتشار الشائعات بقوة وذلك برصدها خاصة الموضوعات المثيرة للجدل على شبكات التواصل الاجتماعى وعلى المواقع الإخبارية المختلفة ومتابعة ردود الفعل وتحليلها بهدف توضيح الحقائق للمواطنين حول تلك الموضوعات، فقد تم رصد عدد من الشائعات والموضوعات خلال الفترة الماضية، والتى تم نفيها تماماُ.

ويأتى على رأسها نفى المركز الإعلامى لمجلس الوزراء ما تردد حول وجود حالات مصابة بفيروس «كورونا» بمستشفيات هيئة قناة السويس، كما نفى المركز ما انتشر حول نقص المستلزمات الطبية بالمستشفيات الحكومية نتيجة إمداد الصين بمعونات طبية، ونفى ايضا ما تداول حول تأجيل بدء الدراسة بـ«الفصل الدراسى الثانى» فى المدارس والجامعات.

كما نفى المركز ما تداول حول عدم جاهزية الأطباء المكلفين باستقبال المصريين العائدين من الصين، ونفى ما انتشر حول عدم جاهزية مستشفى «النجيلة» المخصص لاستقبال القادمين من الخارج المشتبه بإصابتهم بفيروس «كورونا» نفت الحكومة أيضا ما انتشر فى بعض المواقع الإلكترونية وصفحات تواصل اجتماعى من أنباء بشأن عدم جاهزية مستشفى «النجيلة» فى محافظة مطروح المخصصة لاستقبال القادمين من الخارج المشتبه بإصابتهم بوباء فيروس كورونا، وأكدت وزارة الصحة أنه لا صحة لما تردد حول عدم جاهزية مستشفى «النجيلة» المخصص لاستقبال القادمين من الخارج المشتبه بإصابتهم من فيروس كورونا.

وذكرت أنه تم تجهيز أماكن الإقامة على أعلى مستوى للمصريين العائدين من الصين، بأحد الفنادق المجهزة فى مدينة مرسى مطروح، خلال فترة العزل الصحى لمدة 14 يومًا، وتضمنت تجهيزات أماكن الإقامة، توفير جميع الاحتياجات المعيشية، داخل كل سكن وبما فى ذلك من أجهزة اتصال، للتواصل مع ذويهم وطمأنتهم.

وفى حالة ظهور أعراض فيروس كورونا على أى حالة، سوف يجرى نقل المشتبه فى إصابتهم بسيارة إسعاف ذاتية التعقيم، إلى مستشفى النجيلة.

كما سيجرى العمل على رفع كفاءة الحجر الصحى بمنفذ السلوم البرى واستكمال تجهيزه وتهيئته، لاستقبال أية حالات طارئة عبر المنفذ فى أى وقت، للفحص والكشف الطبى عليها ضد أية أوبئة أو أمراض معدية أخرى.

وأكدت وزارة الصحة أنه لا صحة لوجود أى نقص فى المستلزمات الطبية الوقائية فى المستشفيات الحكومية.

وشددت على توافر جميع المستلزمات الطبية بشكل طبيعى بكافة المستشفيات الحكومية، وأن هناك متابعة مستمرة لموقف توافرها، وطلب كميات إضافية قبل نفاد الكمية، وأكدت على توافر مخزون استراتيجى كافٍ من المستلزمات الطبية والوقائية اللازمة لخطة التأمين الطبى للتصدى لأى فيروسات وبائية.

وعند حدوث نقص فى أى منها سواء من الأدوية أو المستلزمات الطبية يتم العمل من خلال محورين؛ ‏الأول إزالة أسباب النقص لضمان توفيره، والمحور الثانى ضبط التوزيع ومتابعته.

وأخيرًا، أهابت وزارات الصحة والتربية والتعليم والتعليم العالى بوسائل الإعلام المختلفة ومرتادى مواقع التواصل الاجتماعى تحرى الدقة والموضوعية فى نشر الحقائق وناشدوهم التواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أى حقائق، وتثير البلبلة بين المواطنين.

 

انفوجراف

- 3281 مصاباً شفوا من الفيروس وخرجوا من المشافى وفقاً للبيانات الصينية.

- 40 ألفاً هو عدد الحالات المصابة فى العالم حتى الآن معظمها فى الصين.

- 908 حالات وفاة هو عدد ضحايا الفيروس فى الصين حتى الآن.

- 8 حالات حتى الآن ظهرت فى الإمارات العربية المتحدة وهى الدولة العربية الوحيدة حتى الآن التى أعلنت عن وجود حالات إصابة على أرضها بفيروس كورونا.