رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سر "‪كورونا" الملعون

مستشار مركز الحق فى الدواء: لا يوجد دليل علمى على خلق فيروس كورونا معمليًا

خبراء: 3 احتمالات لظهور الفيروس القاتل.. والحرب البيولوجية الأبرز

مستشار مركز الحق فى الدواء: لا يوجد دليل علمى على خلق فيروس كورونا معمليًا

خبير اقتصادى: خسائر فادحة فى انتظار الاقتصاد العالمى.. والصين أكبر الخاسرين

الأسلحة البيولوجية تاريخ يمتد لآلاف السنين.. والطاعون والجدرى على رأس القائمة

 

عقب انتشار الفيروس خرج الكثير من التحليلات تقول إن «كورونا الجديد»، هو إحدى جولات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، ولكنها هذه المرة جولة بيولوجية وليست اقتصادية مباشرة، حيث رأى البعض أن مصدر هذا الفيروس تسرب فى أحد مراكز الأبحاث الصينية أثناء التجهيز، بينما يرى آخرون أن أمريكا هى مصدر الفيروس ووجهته إلى الصين من أجل وقف نموها الاقتصادى القوى خلال السنوات الماضية.

وقال خبراء إن ظهور هذا الفيروس لن يخرج عن احتمالات ثلاثة: هى تسريب من مراكز الأبحاث الصينية، أو توجيه من أمريكا للصين، أو كما أعلنت الصين بأن سوق الأسماك والمأكولات البحرية فى مقاطعة ووهان هو السبب، مشيرين إلى أنه حتى الآن لا يوجد دليل علمى قاطع بأن هذا الفيروس تم تخليقه معملياً سواء فى الصين أو أمريكا، وإن كان هذا الأمر غير مستبعد.

بدأت الاتهامات بين الصين وأمريكا، بتصريحات السيناتور الأمريكى، توم كوتون، التى اتهم فيها المسئولين الصينيين بتضليل الرأى العام بشأن منشأ فيروس كورونا وانتقاله إلى عدد من الدول حول العالم، مشيراً إلى اعتقاده بأن الفيروس تم تطويره داخل المختبرات الصينية كسلاح بيولوجى.

وأضاف السيناتور الجمهورى أن انتشار الفيروس أسوأ من كارثة تشرنوبيل، وهى كارثة انفجار مفاعل نووى فى روسيا البيضاء عام 1986، التى أسفرت عن مقتل الآلاف، وإصابة آلاف آخرين بأمراض سرطانية، حيث أسفر الفيروس عن وفاة مئات حتى الآن، فيما بلغ عدد الحالات المصابة الآلاف.

وأصر كوتون على أن بكين لم تكشف عن العدد الحقيقى للإصابات وكانت تكذب بشأنه منذ البداية للتقليل من خطورة الوباء، كما اتهم المسئولين الصينيين بخفض عدد الحالات وتقليص حجم التقارير قبل أسابيع من الاعتراف الرسمى بانتشار الفيروس.

وقال السيناتور فى إشارة إلى دراسة نشرتها مجلة The Lancet الطبية، «لقد زعموا أيضاً طيلة شهرين تقريباً، أن الفيروس نشأ فى سوق للمأكولات البحرية فى ووهان، وليس هذا هو الحال».

وتابع كوتون أنه «من أصل 40 حالة لم يكن 14 منهم على اتصال بسوق المأكولات البحرية، بما فى ذلك المريض الأول».

فيما اتهمت الصين الولايات المتحدة بنشر الذعر فى العالم حول كورونا، مشيرة إلى أنها لم تقدم أى مساعدة ملموسة خلال أزمة تفشى الفيروس المتحور الجديد.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية «هوا تشونينج»، إن الحكومة الأمريكية لم تقدم أى مساعدة ملموسة للجانب الصينى بعد، وعلى العكس، كانت أول دولة تسحب طاقم عملها القنصلى من ووهان، وأول دولة تشير إلى سحب جزئى لطاقم السفارة، والأولى التى تعلن حظر دخول المواطنين الصينيين عقب توضيح منظمة الصحة العالمية أنها لا توصى أو حتى تعارض السفر، بالإضافة إلى القيود التجارية ضد الصين.

ورجح ويلبر روس، وزير التجارة الأمريكى فى تصريح لقناة «فوكس نيوز بيزنس»، أن يؤدى تفشى كورونا إلى مغادرة الشركات الأمريكية الصين، أو تعليق نشاطها هناك.

وتعد الأسلحة البيولوجية من أشد الأسلحة المعروفة فتكا وتدميرا، حيث إنها تستخدم للتسبب المتعمد فى نشر الأوبئة بين البشر وفى تدمير البيئة من ماء وهواء وتربة، حسب الغرض الذى خصص له هذا السلاح البيولوجى، كما أنها تستخدم ضد المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية والتى هى لب اقتصاد بعض الدول.

وما يزيد فرضية أن فيروس كورونا أحد الأسلحة البيولوجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، هو استخدام مثل تلك الأسلحة من قبل، حيث تم استخدامها فى الولايات المتحدة فيما عرف باسم «الجمرة الخبيثة» التى كانت من خلال إرسال الجراثيم داخل مظاريف بريدية عام 2001 والتى تعد أول هجمات بيولوجية تتعرض لها أمريكا.

ورغم الآثار الكارثية للأسلحة البيولوجية والتى يتوقع الكثيرون أن يكون فيروس كورونا من ضمنها، فإن خطورتها تكمن فى انخفاض تكلفتها وسرعة وسهولة تحضيرها ونقلها واستخدامها مقارنة بأسلحة الدمار الشامل الأخرى، وعلى العكس من القنابل النووية والكيميائية، فإنه يسهل إحاطتها بالسرية التامة، حيث إنها تنتشر بشكل خفى عبر الهواء فهى بلا لون ولا رائحة وبالتالى لا يمكن اكتشافها أو تحديد مصدرها.

ومن مخاطر السلاح البيولوجى، أنه يصيب الكائنات الحية غير المقصودة بالهجمة العسكرية، ويصعب التفريق بينه وبين الحالات المرضية الطبيعية التى قد تشترك معه فى الأعراض، ومع التقدم العلمى فإن الهندسة الحيوية زادت من خطورة استخدام السلاح الجرثومى أو البيولوجى لقدرته على تحضير أسلحة لأهداف عسكرية محددة.

تاريخ الأسلحة البيولوجية يعود إلى آلاف السنين، حيث تم استخدام هذا النوع من الأسلحة فى الحروب قديماً من خلال تلويث وتسميم مياه الشرب والنبيذ والمأكولات، وإلقاء جثث المصابين بالأوبئة فى معسكرات الأعداء.

وقد استمر اللجوء إلى هذه الوسائل حتى القرن العشرين، فالآشوريون مثلاً وضعوا فطراً ساماً فى آبار المياه الواصلة لأعدائهم، كذلك استخدم الفرس والرومان الحيوانات النافقة لتلويث مصادر مياه العدو.

وفى القرن الثانى العشر الميلادى، استخدم القائد الرومانى بارباروسا جثث جنوده المتحللة لتسميم مياه أعدائه فى معركة تورتونا، وفى القرن الثالث عشر جند جنكيز خان قائد المغول طاعون الماشية ضمن جنوده، وفتك الطاعون بحيوانات البلدان التى دخلوها، حيث يصاب الحيوان بفقدان للشهية ثم الحمى الشديدة والموت بعد فترة لا تتجاوز 10 أيام.

وفى القرن الثامن عشر، أرسل قائد القوات البريطانية غطاءين ومنديلاً كهدية لرؤساء القبائل الهندية، تحتوى على فيروس الجدرى وقضى على معظم السكان الأصليين، كما تم استخدام نفس السلاح فى أمريكا للقضاء على الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة.

أما الحرب العالمية الأولى، فيقول مؤرخون إن الجيش الألمانى استخدم أسلحة الجمرة الخبيثة والكوليرا، كما تمت الإشارة إلى فطريات القمح كسلاح تم تطويره لتهديد الأمن الغذائى لأعداء ألمانيا النازية، وكذلك قيل إن الألمان نشروا الطاعون فى روسيا.

بينما كان للولايات المتحدة وبريطانيا خطة لم تنفذ، لوضع مرض الجمرة الخبيثة ضمن قنابل بوزن 200 كيلوجرام للقنبلة الواحدة، من أجل إسقاطها على قطعان المواشى فى البلدان المعادية، كى تتولى تلك القطعان مهمة نقل الوباء إلى أرجاء مختلفة من البلاد.

وفى عام 1952 اتهم عدد من الخبراء الدوليين الولايات المتحدة بأنها تستخدم أسلحة بيولوجية فى الحرب ضد كوريا الشمالية، كذلك تكررت الاتهامات عام 1955 بأنها تنتج كميات ضخمة من بكتيريا التلريات، التى تصيب القوارض ثم تنتقل منها للإنسان.

وبسبب قوة الأسلحة البيولوجية، بدأت الجهود الدولية من أجل حظر استخدامها منذ عشرينيات القرن الماضى، عندما أصدر مؤتمر جنيف عام 1925 قراراً بحظر استخدام هذه الأسلحة.

وفى 10 أبريل 1972، فتح باب التوقيع على اتفاقية الأسلحة البيولوجية، وهى أول معاهدة

متعددة الأطراف، لنزع السلاح تحظر استحداث وإنتاج وتخزين طائفة بكاملها من أسلحة الدمار الشامل، ودخلت هذه الاتفاقية حيز النفاذ فى 26 مارس 1975.

اتهامات متبادلة

قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومى للكبد، ومستشار المركز المصرى للحق فى الدواء، إن ما يقال عن خلق فيروس كورونا الجديد معملياً يأتى ضمن الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين ضمن الحرب التجارية بينهما.

وأضاف عز العرب، أنه حتى الآن لا يوجد دليل علمى قاطع على تخليق هذا الفيروس فى المعامل والمراكز البحثية، وأن ما يثار حالياً جاء بعد اكتشاف باحثين أن تحليل جزيئات هذا الفيروس تندرج ضمن سلالة كورونا التى ظهرت سابقاً، ولذلك استنتجوا أن هذا الفيروس ناتج عن تحور معملى للفيروسات القديمة.

وتابع مستشار المركز المصرى للحق فى الدواء: «رغم هذه التكهنات والتوقعات، فإنه حتى الآن لا يوجد دليل كاف على أن هذا الفيروس خلّق معملياً، وإذا ثبت هذا الأمر فسيكون خطيراً جداً وله تداعيات سلبية أخلاقياً وعلمياً واقتصادياً».

وأوضح عز العرب أن ما يقال عن حدوث تسريب لهذا الفيروس من مراكز الأبحاث الصينية وأنه كان يجهز فى الصين أمر مستبعد، والاحتمال الأكبر هو أن هذا الفيروس تم توجيهه إلى الصين من الخارج، وغالباً سيكون من معامل أمريكية، فى ظل الحرب التجارية بينهما حالياً.

ولفت أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومى للكبد، أن استخدام الميكروبات والفيروسات والجراثيم فى الحروب ليس جديداً، فقد تم استخدامه فى العديد من الحروب السابقة بين الدول.

3 احتمالات

وقال العقيد حاتم صابر، الخبير الاستراتيجى ومكافحة الإرهاب الدولى، إن هناك 3 احتمالات وراء ظهور وانتشار فيروس كورونا الجديد، أول هذه الاحتمالات هو أن ما حدث جاء نتيجة تجهيز بيولوجى للجيش الصينى ولكنه خرج عن السيطرة، ما أدى إلى انتشار الفيروس فى مقاطعة ووهان التى تحتضن مركزاً للأبحاث البيولوجية، وثانى الاحتمالات، هو أن هذا الفيروس مُخلًق إلكترونياً وبيولوجياً وتم توجيهه إلى الصين من خارجها لضربها اقتصادياً، ولهذا يشير البعض إلى أمريكا منافسة الصين.

وأوضح الخبير الاستراتيجى، أن الاحتمال الثالث هو ما أعلنته الصين بأن هذا الفيروس خرج فعلاً من سوق المأكولات البحرية، مشيراً إلى أنه لا يوجد أى احتمال آخر، لأن الفيروسات التى ظهرت فى الأعوام الأخيرة مثل السارس والجمرة الخبيثة وغيرها لم نعلم حتى الآن السبب الرئيسى الدقيق لها، كما أننا لم نعرف أيضاً سبب اختفائها.

ولفت صابر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تقف وراء هذا الفيروس حتى تقضى على النمو الاقتصادى الكبير للصين، التى تهدد عرش أمريكا عالمياً فى ترتيب أقوى الاقتصاديات حالياً.

خسائر فادحة

وقال أحمد خزيم، الخبير الاقتصادى، إن ظهور فيروس كورونا الجديد إما أن يكون بسبب الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وأمريكا هى السبب فى انتشاره وظهوره، وإما أن يكون تسريباً من المراكز البحثية الصينية أثناء التجهيز.

وأضاف خزيم أن ما يحدث حالياً غالباً جزء من الحرب التجارية بين أمريكا والصين وإحدى جولات هذه الحرب، ولكن هذه المرة جولة جرثومية بيولوجية، مشيراً إلى أن الحروب الجرثومية أو البيولوجية ليست جديدة وقد تم استخدامها قديماً.  وأوضح المستشار الاقتصادى أن تداعيات ظهور هذا الفيروس وانتشاره ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الصينى والعالمى، لأن الصين حالياً ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، لافتاً إلى أن وقف حركة الطيران من وإلى الصين، فضلاً عن الحالات التحفظية التى سيتم فرضها على البضائع الصينية ستجعل العديد من الدول توقف الاستيراد من الصين وبالتالى تحقيق خسائر فادحة للاقتصاد الصينى، ومن ثم الاقتصاد العالمى.

وأشار خزيم إلى أن الاقتصاد الصينى يعتمد بشكل أساسى على التصدير، وعدد كبير من دول العالم تستورد احتياجاتها من الصين، وبالتالى ستتأثر حركة التجارة العالمية بهذا الأمر، فى الوقت الذى سوف تنشط فيه شركات النقل الأمريكية سواء الجوية أو البحرية، لأن الخوف من البضائع الصينية سيصرف الأنظار عنها وعن شركات النقل الصينية، منعاً لانتقال الفيروس إليها.

وعن قيمة الخسائر الاقتصادية المتوقعة نتيجة هذا الفيروس، قال خزيم إنه لا يستطيع أحد حالياً تحديد هذه القيمة، لأن مدة مقاومة ومكافحة انتشار الفيروس قد تستمر إلى 3 أشهر، وستتوقف قيمة الخسائر حسب قدرة واستعدادات كل دولة على مكافحة الفيروس.

وتابع المستشار الاقتصادى: «أمريكا تتوقع أن الصين ستكون الدولة رقم 1 فى العالم خلال 20 إلى 30 سنة، وبالتالى ستسيطر على العالم وتفقد أمريكا هيمنتها الحالية، ولذلك تحاول أمريكا وتسعى بكل قوة إلى وقف هذا التقدم الصينى منعاً لسيطرتها على العالم».