رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد بدران يكشف حقيقة نقل الـ4 كباش للتحرير ويؤكد 60% من آثار مصر في باطن الأرض

جانب من الحوار
جانب من الحوار

- معرض الكتاب من أهم المعارض العالمية.. والأقوى بالمنطقة العربية 

-  2019 شهدت حوالي 50 كشف أثري والسبب الدعم المالي وكثرة البعثات

- لم ينتزع من طريق الكباش أي تماثيل.. والـ4 كباش أخرجهم المصري القديم خارج الإطار

- الآثار والسياحة وجهين لعملة واحدة وضم الوزارتين خطوة سليمة

- بدران يكشف الخطوات التي تسبق عملية الحفر الأثري

- توت عنخ آمون كان عليل الجسد.. وموته مقتول إشاعات كاذبة

الاكتشافات الآثرية التي تمت لم تتجاوز 40% من الثروات المختبئة بباطن الأرض

 

قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، إن وزارتي الآثار والسياحة وجهين لعملة واحدة، وضمهم خطوة سليمة جدًا وأنا مؤيد لها؛ لاسيما أن الآثار تقوم بعملية التنقيب الآثري وعمل الحفائر الأثرية والصيانة، وافتتاح المشروعات الآثرية الجديدة، وفي الوقت ذاته الوزارة تقوم بعملية الترويج السياحي، من خلال المكاتب المصرية المتفرقة بين دول العالم للتنشيط السياحي.

 

وعن الإكتشافات الآثرية التي تمت خلال عام 2019، أوضح بدران خلال حواره لـ "بوابة الوفد"، أن هذا العام كان حافلًا بالاكتشافات، فشهد كم كبير وهائل من الإكتشافات والتي وصل عددها لـ 50 كشف آثري، ولعل أهمها اكتشاف "خبيئة العساسيف".

 

وأشاد أستاذ الآثار المصرية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أنه الأقوى بالمنطقة العربية، بل هو من أهم المعارض العالمية، لافتًا إلى أن مصر أرض الحضارة ومهدها، فهي أول كلمة في كتاب التاريخ وأول موقع في كتاب الجغرافيا وأول من علم العالم البناء، فالقدماء المصريين أول من اهتموا بالفلك ورصد نجوم السماء، وأول من قدموا المسرح للعالم.

 

وإليكم نص الحوار..

 

حدثنا عن رؤيتك لمعرض الكتاب في دورته الـ51؟

معرض القاهرة الدولي للكتاب من أهم المعارض الموجودة بالعالم كله، وهو أهم معرض بالمنطقة العربية، حيث يرجع تاريخه لـ 23 يناير 1969، وبالتالي نحن حاليًا في الدورة الـ 51 للمعرض، فهو يُعد منارة للعلم والثقافة، ومقصد للمهتمين بالعلم والثقافة والقراءة، وطبقا لتقرير هيئة المعرفة الأخير تم تصنيف الشعب المصري رقم 5 على مستوى العالم في القراءة، وهذا أمر مبشر جدًا، وأنا أحب التأكيد بأنه لا يزال الكتاب الورقي له أهمية كبيرة جدًا بالرغم من كل الوسائل الحديثة، لايزال الكتاب الورقي له رونق وطعم وطابع خاص عند كل المصريين.

 

ما رأيك في أداء النخبة المثقفة في مصر حاليًا؟

في الحقيقة، القيادات المسؤلة عن  الحياة الثقافية، في مصر تقوم بدور مهم وواضح، ولكن هذا الدور  يحتاج إلى تطوير وبذل جهود أكثر، حتى نصل لكل نجوع  وأنحاء مصر،فنحن بحاجة لإقامة معارض للكتاب في المحافظات الأخرى بالدلتا والصعيد والمحافظات النائية مثل مرسى مطروح والواحات، فنحن نفتقر إلى التفاعل المتبادل مع الشعب والجمهور، فهناك فئة من المواطنين ظروفهم لا تسمح بالسفر؛ لذا لابد من الذهاب لهم في محافظاتهم.

 

ما أهمية الثقافة لدى الشعوب؟

الشعب المصري منذ القدم، مُقدم على فكرة العلم والثقافة، فإذا نظرنا في أصل الحضارة المصرية القديمة نجد أنها كانت قائمة على العلوم والقراءة والثقافة، فمن مصر القديمة خرجت كل العلوم للعالم أجمع، فوفقًا لعالم المصريات الأمريكي جيمس هنري برستد في كتابه "فجر الضمير"، أن مصر هي أرض الحضارة ومهدها، ومن مصر أخذ العالم كل مفرداته الحضارية والسلوكية والأدبية، ومصر مشهورة بالعالم كله، فهي أول كلمة في كتاب التاريخ وأول موقع في كتاب الجغرافيا وأول من علم العالم البناء، مصر أول من اهتم بالفلك ورصد نجوم السماء، وأول من قدمت المسرح للعالم، فمصر هي أساس العلم والحضارة والثقافة والعلم، ومعرض الكتاب هو مقصد للمهتمين من كل الدول.

 

كيف ترى مستقبل الثقافة في مصر؟

مستقبل الثقافة في مصر، سيرتبط بشكل واضح بالرؤية التي تقدمها القيادة السياسية، فأتوقع أن وضع الثقافة في مصر سيكون أفضل كثيرًا من الوضع الحالى، علي الرغم من كون الوضع الحالي جيد، لاسيما في ظل حرص القيادات الثقافية، على أن يصلوا بالثقافة والكتب والعلوم للجميع، وهذه فكرة ليست بجديدة، فمكتبة الأسرة كان لها دورًا كبيرًا وهامًا في ذلك الصدد، فمن منا لم يمتلك في منزله كتابًا من مكتبة الأسرة، وأنا أرى أيضًا أن الفنان الدكتور فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، هو مؤسس الثقافة في مصر حيث انطلق قطار الثقافة بدايةً من فترته ولايزال مستمر في التقدم.

 

ما دور النشر التي تنال اهتمامك وتحرص على زيارتها في معرض الكتاب كل دورة؟

بحكم تخصصي أحرص دائمًا على التوجه لمطبوعات الجامعة الأمريكية، وأخبار اليوم، والأهرام ومطبوعات وزارة الدفاع، والشروق، فأنا أحب المرور على العديد من دور النشر حتى أقطف من كل بستان وردة كما يقولون.

 

ما تفسيرك للاكتشافات الأثرية الكثيرة التي حدثت في عام 2019؟

2019 بالفعل كان عام حافل بالاكتشافات الآثرية، حيث شهد كم كبير من الاكتشافات وصلت لـ50 كشف أثري، ولعل أهمها خبيئة العساسيف، وهي أهم خبيئة تم اكتشافها بعد الدير البحري ومقبرة امنحتب الثاني، ومعبد الكرنك، فقد نتج عن اكتشافها الحصول على 30 تابوت هامين من كبار كهنة آمون، تم نقلهم بالفعل للمتحف المصري الكبير، وسيكون هناك قاعة مخصصة لهم باسم قاعة "خبيئة العساسيف".

 

ومن الاكتشافات الهامة أيضًا، كشف الدكتور زاهي حواس الذي قام به في وادي القرود وهو الجزء الغربي من وادي الملوك، حيث أخرج الورش الصناعية التي كانت تجهز لبناء المقبرة وهذه تحدث للمرة الأولى، وأخرج أيضًا ورشة التحنيط وخاتم للملك امنحتب الثالث ومجموعة من الخزانات، فهو كان من أهم الاكتشافات التي حدثت في 2019.

 

جامعة القاهرة أيضًا متمثلة في كلية الآثار، كان لها كشف مهم جدًا في تونة الجبل خاص بالجبانة الخاصة بكهنة المعبودجحوتي رب الحكمة والعلم والثقافة بمصر القديمة ورب القمر والمتواجد على شعار جامعة القاهرة. 

 

ويرجع السبب في كثرة الاكتشافات، إلى وجود دعم مالي قوي للبعثات وتنوعها ما بين بعثات تابعة لوزارة الآثار وبعثات تابعة للجامعات، وكذلك البعثات الخاصة بالمعاهد الأجنبية منها الألمانية والفرنسية وآخرهم البعثة الصينية، فنحن لدينا حوالي 250 بعثة، وهذا العدد

لم يكن موجود قبل ذلك وأيضًا في فترة الثورة وما بعدها كان العمل الأثري ضعيف ولكن بعد توفير الأمن بمصر استأنفت من جديد البعثات عملها.

 

ما تعليقك على ضم وزارتي الآثار والسياحة؟

الأثار والسياحة وجهين لعملة واحدة، وضمهم خطوة سليمة جدًا وأنا مؤيد لها؛ لأن الآثار تقوم بعملية التنقيب الآثري وعمل الحفائر الأثرية والصيانة، وافتتاح المشروعات الآثرية الجديدة، وفي الوقت ذاته الوزارة تقوم بعملية الترويج السياحي، من خلال المكاتب المصرية المتفرقة بين دول العالم للتنشيط السياحي، وعمل نوع من الترويج للآثار المصرية التي لها طابع ورونق خاص والعالم كله مُقبل عليها.    

 

كيف يتم تحديد الموقع الذي يتم الحفر به؟

هناك مرحلة تسمى ما قبل الحفر والتنقيب، وخلالها يتم عمل مسح آثري، من خلال استخدام أجهزة حديثة وهي GBR جهاز الراداري، GPS المسح المغناطيسي والكهربائي، ودراسة التاريخ الشفهي للموقع من خلال الحصول على المعلومات من كبار المكان، وأيضًا عمل مجسات للمكان ثم حفر موسع بطريقة الطبقات حتى نصل للأرض البكر وهي نهاية الإشغال الحضاري بالموقع، فنحن لدينا طريقة علمية نتبعها في الحفر الأثري.

ولدينا مواسم للعمل في العام في توقيتات محددة، الموسم الأول من شهر أكتوبر حتى ديسمبر، والثاني من شهر فبراير حتى مايو، وهذا لطبيعة الأرض المصرية وهما أنسب توقيتات لعمل الحفائر.

 

حدثنا عن سبب الشهرة الكبيرة التي ينالها الملك الشاب توت عنخ آمون؟

توت عنخ آمون هو الفرعون الذهبي، وشهرته ترجع للعثور على مقبرته كاملة، وآثاره التي غالبيتها من الذهب الخالص، فهو حكم مصر وهو في التاسعة من عمره وتوفي وهو في الثامنة عشر من عمره، وهذا يعني أنه ظل في الحكم لمدة تسعة أعوام فقط، وبالرغم من قصر الفترة التي حكم فيها، إلا أنه ينال شهرة كبيرة ومؤثر جدًا، فهو الوحيد الذي جاءتنا مقبرته كاملة ولم تُمس، حيث تم اكتشافها في نوفمبر عام 1922، عن طريق العالم الإنجليزي هوارد كارتر، والذي أخرج منها ما يقرب من 5398 قطعة أثرية،  يتم عرضهم مجتمعين لأول مرة بالمتحف المصري الكبير، ويعد توت عنخ آمون هو القوى الناعمة لمصر وذلك لأنه تجول بالعالم، لذا فهو ملك مؤثر جدًا بمقتنياته ومقبرته وأثاره، وأيضًا حياته التي كان فيها نوعًا من الصعوبة.

الملك توت كان عليل الجسد ويعاني من بعض الأمراض منها مرض للأطفال وكان يعاني من كسر أسفل الحوض وربما يكون هذا هو سبب وفاته، أما ما قيل أنه مات مقتول فهذا كلام غير حقيقي، توت عنخ آمون ملك يُشغل كل عقول العالم، والدكتور زاهي حواس قام بتأليف أوبرا توت عنخ آمون ويقوم بتلحينها فنان إيطالي حتى يتم عزفها في افتتاح المتحف المصري الكبير.

 

ما رأيك في قرار نقل طريق الكباش؟

أنا مؤيد جدًا لفكرة نقل الكباش، وذلك لأن الـ 4 كباش ليسوا من طريق الكباش الأصلي ولكن كانوا امتداد له حتى السرح الثاني الذي أقامه الملك حور محب، وعندما جاء ملوك الأسر من 22 حتى 30، كانوا يريدون عمل فناء أمام السرح الثاني، فقاموا بركن تماثيل الكباش على الجانبين في الناحيتين القبلية والبحرية، وبالتالي أصبحوا خارج الإطار ولم ينتزع من طريق الكباش أي تمثال وإذا كان حدث ذلك كنت أول من يعارض الفكرة.

ولكن تلك التماثيل بالفعل أخرجها المصري القديم خارج الإطار، فما المانع أننا نستخدمهم في تطوير أعرق ميدان بمنطقة الشرق الأوسط، لوضعهم حول المسلة التي تم جلبها من تانيس بشرق الدلتا وتجنيبهم كل أنواع الضرر، وهذا يتناسب مع تطوير القاهرة، كما سيتم نقل 22 مومياء ملكية من متحف القاهرة بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، وسيتم العمل على أن يكون ميدان التحرير ممشى سياحي عالمي.

 

أخيرًا، ماذا عن الاكتشافات الآثرية في الفترة المقبلة؟

أتوقع أن هناك اكتشافات كثيرة في المستقبل، وحتى الآن الذي خرج من أرض مصر لم يتجاوز الـ 40% من ثراوتها، ومازال هناك 60% في باطن الأرض، فأرض مصر غنية وثرية.