خوف المجتمع الدولي من تحول ليبيا لمفرخة للإرهابيين دفع للبحث عن حل سياسي

نتائج مؤتمر برلين عكست الرؤية المصرية للأحداث الليبية

الرئيس السيسي محل تقدير زعماء العالم.. وأردوغان لا يتوقف على دعم الارهابيين

 

تصدرت نتائج مؤتمر برلين بخصوص الأزمة الليبية الاهتمام العالمي والاقليمي والمحلي، وذلك نظرًا تعقد الأوضاع في ليبيا الذي فرض ضرورة التوافق بشأن حل ينهي هذه الأزمة،  فضلًا عن الدور الذي لعبته مصر والذي توج بأن خرجت هذه النتائج بشكل متطابق مع رؤيتها الذي طرحتها من البداية.

 

وحول هذه الأحداث أجرت "بوابة الوفد" حوارًا عما بعد مؤتمر برلين وعن ضمانات تطبيق الهدنة وانتصار العالم لرؤية مصر.

وأكد السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن نتائج مؤتمر برلين كانت ترجمة بشكل حرفي للموقف المصري وعكست رغبة المجتمع الدولي في وضع نهاية لهذه الأزمة وذلك على الرغم من وجود مصالح متعارضة بين الدول المشاركة في المؤتمر، موضحًا أن العالم أدرك ضرورة وضع حد للأزمة الليبية وإلا ستتحول ليبيا لمفرخة للإرهابيين.

وأشار المنيسي، خلال حواره ل"بوابة الوفد" أن محاولات أردوغان في تجنيد المرتزقة والمليشيات لإرسالهم لليبيا لن تفلح أمام صمود الجيش الليبي والدعم المقدم له ، ويجب الإشارة إلى أنه لا توجد دولة في العالم تحارب في مناطق بعيدة عن حدودها وتنتصر ، حتى أن المرتزقة يتم تمويلهم من قطر.

وإلى نص الحوار:

 

ما التطورات التي دفعت الدول الاوروبية باختلاف مصالحها  للتوافق بشأن إيجاد حل للأزمة الليبية والرضوخ للرؤية المصرية...؟

هناك تطورات جعلت الدول الأوروبية تتأكد أن وجهة النظر المصرية سليمة من البداية، أولها مقتل 13 جنديا فرنسيا من صفوة القوات الخاصة في مالي،  ثم هجوم على معسكر جيش في دولة بوركينا فاسو ومات بها 17 شخصا من الدولة و45 من المستشاريين الفرنسين الموجودين فيها، وهو ما أكد أنه في حالة استمرار تأزم الأوضاع في ليبيا فأنها ستتحول لمفرخة للارهابيين وهتتمد لدول الجوار من  مالي وتشاد والنيجر، لذلك كان لابد  التوافق بشأن وضع رؤية للقضاء على الارهاب في ليبيا حتى لا تتحول لبؤرة لتصدير الارهاب في دول العالم ، فضلًا عن أنه بعد سيطرة الجيش الليبي على سرت قام بالسيطرة على مواني تصدير البترول وأغلق باب التصدير لاوروبا وهي عملية مزعجة لاوروبا لان معامل التكرير تعتمد على البترول الليبي الخفيف حيث أنها الدولة الوحيدة الذي تتمتع بهذا النوع من البترول ، لذلك سعت الدول الأوروبية لايجاد حل لهذه الازمة واصبحت مهتمة بإعادة فتح مواني تصدير البترول الليبي لمعامل التكرير الاوروبية.

 

وهل غفلت نتائج مؤتمر برلين عن النص على إدانة اتفاقية السراج واردوغان بشأن اتفاقية ترسيم الحدود الليبية ..؟

أنا كان لي وجهة نظر مختلفة بعض الشيء عن ما طرح بشأن هذه الاتفاقية، حيث أرى أنها لا قيمة لها  ولا يجب أن تأخذ اهتمام أكبر من ذلك ، وما يقوم به الرئيس التركي  مجرد شو لتحقيق أغراض وأهداف خبيثة، وذلك لأن استخراج الغاز مختلف تماما عن البترول،  حيث إن الغاز لا يمكن تخزينه ، فالغاز بعد استخراجه لابد من توريده في خطوط أنابيب لمصادر الاستهلاك أو تسييله للدول المستهلكة للغاز ، وبالتالي كل التحركات والاتفاقات بين اردوغان وحكومة السراج لا قيمة لها.

 

وهل انتصر العالم لرؤية مصر في الأزمة الليبية...؟

نتائج مؤتمر برلين عكست الرؤية المصرية للأحداث الليبية الجارية، والتى عبرت عنها لسنوات طويلة مضت بشأن ضرورة الحل السلمى بعيدا عن النزاعات العسكرية المسلحة، وضرورة عدم التدخل الخارجي في الشأن الليبي وعلى رأسها الوجود التركي، ومصر سبقت

الجميع فى التحذير من خطر الارهاب فى ليبيا وخطورة وجود عناصر مسلحة اجنبية فى طرابلس بدعم ورعاية دول بعينها، كما أصبحت لاعب دولي رئيسي فيما يخص قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها ليبيا التي تعتبر أمن قومي لمصر فضلًأ عن أن السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس تطورت وأصبحت محل تقدير من كافة دول العالم.

 

وما تأثير مغادرة أردوغان مؤتمر برلين بشكل مفاجيء على إلتزامه بالنتائج...؟

انسحاب أردوغان يؤكد عدم رضائه على النتائج الذي خرج بها المؤتمر ويؤكد أيضاً أن رسالة رفض المجتمع الدولي تدخله في ليبيا قد وصلت ، كما أن محاولات أردوغان في تجنيد المرتزقة والمليشيات لإرسالهم لليبيا لن تفلح أمام صمود الجيش الليبي والدعم المقدم له ، ويجب الإشارة إلى أنه لا توجد دولة في العالم تحارب في مناطق بعيدة عن حدودها وتنتصر ، حتى أن المرتزقة يتم تمويلهم من قطر.

 

بمناسبة الحديث عن دولة قطر.. فمتى  تتوقف عن دعمها للارهابين وبث الفتنة في الدول العربية....؟

قطر لن تتوقف عن دعم الارهاب إلا إذا اكتوت بناره، ولكن يجب أن تعلم أن الارهاب عبارة  مرض وعدوى وهي ليست بأمن منه، فعلى مدار التاريخ كل الدول الذي دعمت الارهابيين انقلب عليها هذا وأصبحت هذه الدول أبرز المتضررين منها .

 

وما أبرز نتائج المؤتمر..؟

أهم النتائج هو التأكيد على عدم التدخل الأجنبي في شؤون ليبيا، وهو رسالة صريحة وحاسمة لاردوغان بضرورة عدم التدخل والتوقف على إرسال المليشيات والمرتزقة .

 

ولماذا لم يتم مخاطبة تركيا بشكل مباشر بدلًا من استخدام مصطلحات فضفاضة...؟

دائمًا المؤتمرات الدولية تسعى لأن تخرج النتائج بشكل متوازن يرضى جميع الأطراف ، وهي لا تريد خسارة تركيا ، ولكن الجميع يعلم أن الدولة الرئيسية المقصود بها عدم التدخل في شؤون ليبيا هي تركيا.

 

وهل وجود خطة 5 + 5 كفيلة لضمان استمرار الهدنة...؟

يجب الاشارة إلى أن هذه الهدنة هشة ومتوقع أن يتم اختراقها ، وذلك لأن الهدنة الناجحة يجب أن تتم بين قوات نظامية، ولكن هذه الهدنة تتم بين قوات نظامية وهو الجيش الليبي وبين الميليشيات والمرتزقة الذي لا يخضعون ولا يحترمون القوانين الدولية، ولكن التجربة هي من ستثبت مدى قبول هذه النتائج من كافة الأطراف  ومدى قدرة هذه الدول ال10 على الحفاظ على الهدنة.