رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدفايات والوصلات الكهربائية وأسطوانات الغاز وشواحن الموبايل قنابل موقوتة فى كل بيت

بوابة الوفد الإلكترونية

خبراء: أغلب المنازل تفتقد لاشتراطات السلام.. ووجود الدفاية فى غرف النوم قاتل

تحذير: استعمال وصلات كهربية من إنتاج مصانع بير السلم.. وراء أغلب الحرائق المنزلية

10 نصائح للنجاة من حرائق المنازل.. أولها تركيب أرضيات للغسالات والثلاجات

يأتى فصل الشتاء دائما ومعه تظهر معاناة المواطنين من البرودة الشديدة والطقس السييء، ما يدفعهم إلى استخدام طرق متعددة للتغلب على برودة الجو، منها ما يزال استخدامه مستمرا منذ زمن طويل وهو إشعال بعض الأخشاب فى الشوارع والطرقات.

وفى الأعوام القليلة الماضية بدأت تنتشر وسائل أخرى استخدمها المواطنون منها شراء الدفايات الكهربائية لتدفئة المنازل، ولكن هذه الطريقة ظهرت لها نتائج سلبية وضارة على الإنسان تصل إلى حد القتل وآخرها كان حادث حريق منزل الفنان إيهاب توفيق، ووفاة والده نتيجة اختناقه بعد اندلاع ماس كهربائى بسبب الدفاية الكهربائية.

الاستخدام الخاطئ للدفايات الكهربائية ليس الطريقة الوحيدة المؤدية للموت، بل انتشرت أيضا حوادث وفاة المواطنين بسبب تسرب الغاز فى المنازل، ما يعرضهم للاختناقات وانبعاث غاز أول أكسيد الكربون الذى يتسبب استنشاقه فى الموت، فضلا عن السلوك الخاطئ لبعض المواطنين فى استخدام الهاتف المحمول أثناء الشحن الكهربائى للبطارية والذى يسبب أيضا الوفاة فى بعض الأحيان.

وكثيرا ما تشهد البلاد بين الحين والآخر حرائق نتيجة ماس كهربائى بسبب تسرب الغاز أو الدفايات الكهربائية، ومنها حريق شقة الدكتور إبراهيم الفقى، خبير التنمية البشرية الراحل، وحوادث وفاة العرائس والأسر فى مختلف المحافظات وغيرها. 

كل هذه الحوادث أثارت التساؤلات حول أسباب اندلاع الحرائق داخل المنازل، وكيفية مواجهتها وعدم تكرارها حتى لا نفقد المزيد من الأشخاص مستقبلا.

خبراء الأمن الصناعى والسلامة، أكدوا أن معظم الحرائق التى تندلع مؤخرا سببها الرئيسى هو التوصيلات الكهربائية وسوء جودة المنتجات التى يستخدمها المصريون وتنتشر فى الأسواق، إضافة إلى غياب الثقافة المجتمعية بوسائل تأمين المنازل من الحرائق وتساهل البعض فى التعامل مع الأجهزة الكهربائية، مع غياب الرقابة الحكومية على المنتجات الصناعية.

ووجه الخبراء عددًا من النصائح التى يجب اتباعها لتجنب تكرار هذه الحوادث وكيفية التعامل معها أثناء اندلاعها، وأهمها تأسيس التوصيلات الكهربائية بمواد ذات جودة عالية موافق عليها من جانب وزارة الصناعة، واتباع تعليمات البناء المنصوص عليها فى التراخيص، فضلا عن تركيب أجهزة تعمل على فصل الكهرباء مباشرة عند اندلاع أى حريق سواء من دفايات أو تسرب الغاز.

من جانبه، قال الدكتور مجدى صليب، مدير مركز الأمن الصناعى سابقا، إن استخدام الأجهزة الكهربائية فى المنازل والمنشآت الصناعية لابد أن يكون وفقا لاشتراطات السلامة المهنية.

وأضاف صليب، أن معظم المنتجات التى يستخدمها المصريون فى منازلهم مصنعة فى مصانع تحت «بير السلم»، وتعتبر سببا رئيسيا فى الحرائق والحوادث المتكررة من الماس الكهربائى، ولذلك لابد أن تكون المنتجات موافقًا عليها من جانب وزارة الصناعة قبل استخدامها.

وأوضح مدير مركز الأمن الصناعى سابقا، أن معظم الدفايات الكهربائية المستخدمة فى المنازل غير آمنة ولا تتطابق مع المواصفات القياسية، مشيرا إلى أنه ممنوع وضع الدفاية داخل غرفة النوم وغلق الغرفة أثناء وبعد التشغيل، كما يجب غلق الدفايات عقب الشعور بأن الغرفة تم تدفئتها بالفعل ولا حاجة لاستمرار تشغيلها، قائلا «مفيش حاجة اسمها نحط الدفاية جوة أوضة النوم ونقفل عليها.. المفروض الدفاية تتقفل بعد ما الأوضة تدفى».

ولفت إلى أن تشغيل الدفاية لمدة أكبر من الوقت المحدد لها خطر كبير، لأنها تسحب الأكسجين الموجود داخل الغرفة، فضلا عن وجود منتجات خشبية داخلها، وبالتالى من السهل اندلاع الحريق بسبب الماس الكهربائى واشتعال النيران فى الخشب.

وتابع، «كبار السن والأطفال معرضون بشكل كبير للإصابة بالأمراض، ولا يجب أن نعرضهم لعوامل الرطوبة العالية الناتجة من تشغيل الدفايات داخل الحجرات».

وأوضح مدير مركز الأمن الصناعى سابقا، أن من ضمن أسباب الماس الكهربائى والحرائق عيوب توصيلات الكهرباء داخل المنزل بشكل عام وداخل الدفايات الكهربائية نفسها، وعدم تأمين المأخذ الكهربائى «البريزة والفيشة» أيضا لأنها قد لا تتحمل الأحمال الزائدة وتنصهر.

وأشار إلى أن المنتجات الكهربائية فى مصر غالبا ما تكون رخيصة وغير مؤمنة ولا تتطابق مع المواصفات، إلى جانب عدم مراعاة اشتراطات الامكان من جانب المواطنين.

«من أهم شروط السلامة تركيب أرضيات للأجهزة الكهربائية كالغسالات والثلاجات، وهذا الشرط نسبة كبيرة من المواطنين لا يطبقونه»، بحسب مدير مركز الأمن الصناعى سابقا، قائلا «مفيش حد بيركب أرضيات للغسالات والثلاجات فى مصر تقريبا وده بيكون سبب للماس الكهربائي».

وقال صليب: إن منظومة بناء المنازل والمنشآت تحتاج إلى تغيير وتطوير بداية من طريقة تصميم المبانى وحتى التجار الذين يبيعون البضائع الرخيصة غير المطابقة للمواصفات.

وحول وسائل التأمين المفترض وجودها داخل كل منزل، أشار إلى أنه لابد من تركيب أجهزة تعمل على فصل الكهرباء أوتوماتيكيا عند اندلاع الحريق، ووضع أرضيات لكل الأجهزة الكهربائية حتى تسحب الشحنة الكهربائية عند حدوث الماس وتحمى المنزل من اندلاع الحريق، موضحا أن هذه الوسائل قد تكون موجودة بالفعل حاليا ولكنها على الورق فقط.

ولذلك لابد من تشديد الدولة الرقابة الدورية على المنتجات الصناعية المستخدمة فى البيوت وخاصة الكهربائية منها، وتطبيق المواطنين الوسائل الصحيحة للتأمين ضد الحرائق، ونشر هذه الثقافة فى المجتمع حتى لا تتكرر الكوارث بين الحين والآخر.

الدكتور جمال بدير، عضو هيئة التدريس بكلية التعليم الصناعى بجامعة قناة السويس، قال إنه يجب التأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية والعوازل والمآخذ «البريزة الكهربية» قبل استخدام الدفايات الكهربائية فى المنازل.

وأضاف بدير، أن الإهمال فى شراء الأنواع الجيدة من المواد المستخدمة فى التوصيلات يعد سببا رئيسيا فى حدوث الماس الكهربائى واندلاع الحرائق.

وأوضح عضو هيئة التدريس بكلية التعليم الصناعى، أن التحميل الزائد عن الحد على المأخذ الكهربائى «البريزة» يؤدى إلى انصهار الأسلاك والتوصيلات ما يؤدى فى النهاية إلى الماس والحريق، قائلا «مينفعش نشغل تلفزيون ومروحة وجهاز كهربائى آخر فى بريزة واحدة، لأن ده تحميل زيادة قد يؤدى إلى ماس وحريق فى النهاية».

ولمنع تكرار هذه الحوادث، طالب بدير بضرورة الاهتمام بالتأسيس المبدئى للتوصيلات الكهربائية بحيث تكون الأسلاك معتمدة وتتحمل أحمالا كبيرة، وعدم استخدام الدفايات الكهربية فى الأماكن المغلقة.

وقال مصطفى مفتاح، خبير الأمن والسلامة المهنية، إن استخدام الدفايات وغيرها من الأجهزة الكهربائية يتسبب فى العديد من الأضرار للمواطنين.

وأضاف «مفتاح»، أن من ضمن هذه الأضرار إصابة الأشخاص بالاختناق وخاصة النائمين، لأن هذه الدفايات تعمل على نقل الحرارة عن طريق الهواء الموجود فى الغرفة ويتم تحويله إلى غاز أول أكسيد الكربون وهو غاز سام، ثم يستنشقه النائم فيختنق وقد يموت فى حالات كثيرة.

وأوضح خبير الأمن والسلامة المهنية، أن من ضمن الأضرار أيضا احتمالية حدوث صعق بالتيار الكهربائى، بسبب عدم وجود تجهيزات كهربائية جيدة بالدفايات، أو احتراقهم نتيجة اشتعال النيران التى خلفتها الدفايات، سواء عن طريق انصهار السلك الكهربائى الخارجى الموصل بها لزيادة الأحمال عليه وسحبه كمية كبيرة من الكهرباء، والتى لا تتناسب مع طبيعة صنعه ما يؤدى لحدوث حريق بالمنزل، أو

صنع هذه الأجهزة بطرق غير مطابقة للمواصفات وعند ارتفاع درجة حرارتها بصورة لا تتحملها مكونات هذه الدفاية، فتتسبب فى حريق الأغطية والمفروشات التى توضع بالقرب منها، أو الملابس المبللة التى قد يتركها البعض على الدفاية لكى تجف.

وأشار إلى أن دفايات الغاز أو الكيروسين لا تقل خطورة هى الأخرى عن الكهربائية، لأن أضرارها قد تصل إلى انفجار المنازل فى بعض الأحيان، والتسبب فى وفاة البعض نتيجة تسرب الغاز الذى قد ينتج عن خلل فى وصلات الدفاية.

ولمنع تكرار هذه الحوادث، «لفت» مفتاح إلى أنه عند استخدام هذه الدفايات داخل أماكن مغلقة يجب ترك جزء مفتوح من الأبواب أو النوافذ حتى يتمكن الهواء من الدخول، وتتم عملية تبديل غاز أول أكسيد الكربون بالأكسجين حتى لا تحدث اختناقات، إضافة إلى تشغيلها قبل النوم بفترة ثم غلقها بعد ذلك، لكى لا تتسبب فى حريق أثناء النوم.

وطالب بضرورة فحص أسلاك الدفاية بين الحين والآخر واستبدال التالف منها، وأن يتم وضعها بعيدا عن المفروشات والأغطية ووضعها على أرض صلبة مثل السيراميك، وإبعادها عن الأرضيات الخشب أو المواد القابلة للاشتعال لتجنب حدوث حريق، كما لا يجب استخدامها فى تجفيف الملابس حتى لا تتسبب المياه المتساقطة منها فى حدوث ماس كهربائى.

وتابع، «فى حالة حدوث تسرب فى الغاز، يجب إغلاق الوصلات الخاصة بالدفاية وإغلاق أى مصدر للتيار الكهربائى، وتجنب إشعال المصابيح الكهربائية حتى لا تنفجر وفتح كافة النوافذ والأبواب».

وبجانب الدفايات الكهربائية، فإن خطر تسرب الغاز المنزلى لا يقل عنها، حيث يتسبب هو الآخر فى وفاة العديد من المواطنين فى مختلف المحافظات.

وفى هذا الصدد، قدم خبراء السلامة المهنية عدة نصائح من أجل حماية المنزل إذا تسرب الغاز وكيفية تعامل المواطنين فى حالة حدوث التسرب.

أول هذه النصائح هى عدم إشعال النار، فإذا شممت رائحة الغاز وشعرت بالدوار والغثيان فعليك بالخروج واستنشاق الهواء وتجنب فتح أو غلق مفاتيح الكهرباء أو إشعال أعواد الثقاب أو استخدام أى مصدر يحتوى على شعلة نار، وغلق المحابس جيدا التى تربط بين البوتاجاز وأسطوانة الغاز وغلق صمام الغاز الرئيسية، وعدم تشغيل المراوح الكهربائية أو أى أدوات كهربائية أخرى، لتجنب حدوث انفجار.

ثم إخلاء المنزل بشكل سريع من الأشخاص الموجودين، وفتح جميع الأبواب والنوافذ، لتغيير الهواء والسماح بدخول الهواء النقى، فضلا عن تقديم طلب فحص فنى للأجهزة، لأن من الأمور التى ربما تسبب تسرب الغاز هى عدم تركيب الأسطوانة بالشكل الصحيح، ما يوجد منفذا لتسرب الغاز أو تآكل المحابس واستخدام المعدات والأجهزة القديمة المستهلكة الرديئة.

وإذا كانت المصابيح مضاءة فلا تطفئها، كما أنه يمنع تشغيل أى جهاز كهربائى إذ إنه يمكن أن تسبب الشرارة المنبعثة من الأجهزة فى الحريق، إضافة إلى أنه يجب التأكد من إغلاق مفاتيح الغاز بعد الانتهاء من العمل، وكذلك الحال قبل نزولك للعمل صباحا أو للتسوق.

وكان مركز السموم بكلية الطب جامعة الإسكندرية، حذر من استخدام سخانات الغاز ووسائل التدفئة التقليدية خلال فصل الشتاء فى أماكن عديمة التهوية، لأنه ربما ينتج عنها تسرب غاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة الذى يؤدى إلى الوفاة حال استنشاقه بكمية كبيرة.

ووصف المركز فى بيان له، غاز أول أكسيد الكربون بـ«القاتل الصامت» لكونه ليس له لون أو رائحة وقابلًا للاشتعال، موضحا أنه ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التى تحتوى على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعى.

 

«مصوراتي» الكوارث.. نقطة «سوداء» فى «جدعنة» المصريين

المصريون مشهورون دائما بالشهامة و«الجدعنة» فى المواقف الصعبة، وأبرزها حوادث الطرق والحرائق، ولكن فى الآونة الأخيرة وخاصة مع انتشار الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت ظاهرة سلبية أساءت لجدعنة المصريين وشهامتهم.

حيث بدأ الكثير من المواطنين بالاهتمام بالتصوير بدلا من المشاركة فى حل الأزمة والمشكلة القائمة، ففى حوادث الطرق يظهر لنا فى معظم الفيديوهات التى يتم مشاهدتها عن حادثة ما، اهتمام عدد من الأشخاص برفع هواتفهم المحمولة لتصوير السيارات عقب الحادثة وجثث المتوفين والمصابين بدلا من تقديم الإسعافات الأولية للمصابين أو نقلهم إلى المستشفيات، بل يزداد الأمر سوءا بأن يكون هؤلاء المتفرجون عبئًا على رجال الإسعاف وصعوبة ممارسة عملهم لنقل المصابين بسرعة إلى المستشفيات.

وفى حوادث حرائق المنازل أو أى منشأة أخرى، لا يختلف المشهد كثيرا، فبدلا من مساعدة رجال الإطفاء فى إخماد الحريق، نجد بعض المواطنين يهتمون بتصوير النيران المشتعلة فى الجدران وآثار هذا الحريق على المنزل سواء من الداخل أو الخارج، ما يعد منظرا ومشهدا سيئا لا نحب أن نراه فى وطننا، بعدما كنا نوصف بالشجاعة والشهامة والجدعنة.