رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسرائيل تتابع "مرسى" بعين "الثعبان الآلى" فى ذكرى أكتوبر

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ الساعات الأولى التى تلت تنصيب الرئيس محمد مرسى مقاليد السلطة فى مصر «الجارة الكبرى لإسرائيل» تتابع معظم الأجهزة الأمنية فى الدولة العبرية عن كثب ما يحدث فى مصر من تطورات سياسية أكثر من أى وقت مضى،

جاء هذا فى تقرير سرى حديث لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» تم تسريبه ونسبت المعلومات التى جاءت فيه إلى كل من الكولونيل «أ» الذى كان يشغل منصب قائد الوحدة 504 المسئولة عن تجنيد العملاء، وكان كل منهما قد استقال من منصبه فى شهر مايو الماضى احتجاجاً على ترقيات لضباط آخرين، فى عملية أحدثت حالة من الفوضى بالجهاز، مؤكداً أن ترتيب المناطق الساخنة بالنسبة لإسرائيل المتوقع الدخول فى مواجهات عسكرية معها هى «مصر من ناحية سيناء ــ إيران عبر الجو ــ سوريا فى الجولان ــ لبنان مع حزب الله».

وكشف التقرير أن خبراء عسكريين نصحوا القيادات السياسية والعسكرية باستخدام عدد من الخطط الحربية التى وضعها جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» وأهمها خطة فنية جاهزة لتخريب جميع وسائل الاتصالات وشبكة الإنترنت لعزل مصر عن العالم، وتعطيل اتصالاتها الداخلية، واستخدام «الروبوت العسكرى»، إسرائيل  الصنع، فى التسلل إلى شبه جزيرة سيناء من خلال الشقوق، وإلى داخل المبانى أيضاً لإرسال بث مباشر عن تحركات القوات المُعادية، وكذلك تحديد أماكن زرع المتفجرات، فى إشارة إلى أن هذا الروبوت هو على شكل ثعبان بطول ستة أقدام، ويمشى مموهاً ومتعرجاً عبر الصخور وجذوع الأشجار ومثبت فى رأسه كاميرا ذات تصوير دقيق جداً، ويمكن للثعبان الآلى أن يقف عمودياً على جسمه ليواجه المزيد من العقبات، وليكون أثناء التصوير، ويتم التحكم به عن طريق كمبيوتر يحمله الجندى وينقل إليه فى بث مباشر لتحركات الأعداء، ويمكن أيضاً للثعبان الآلى أن يحمل متفجرات وتفجيرها داخل مواقع العدو، أو يعمل كلغم أو قنبلة متحركة تفجر نفسها، كما أنه يستطيع الزحف إلى مواقع العدو عبر أنابيب الصرف الصحى، ويتم التحكم به عن طريق جهاز كمبيوتر محمول.
تمكنت «الوفد» من الاطلاع على جانب كبير من التقرير الذى أفاد بأن «التقرير السنوى الذى أصدره الجنرال «أفيف كوخابى»، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فى شهر أغسطس الماضى، كان يتضمن معلومات ورؤى عامة لم ترق إلى السرية والخصوصية، خشية مزيد من تنبيه القيادات العسكرية والأنية لدول الجوار الإسرائيلى و«مصر بصفة خاصة»، وهو الذى ذكر فيه ـ آنذاك ـ أن التغيرات السريعة والمتلاحقة التى تحدث فى منطقة الشرق الأوسط من الممكن أن تؤدى إلى نشوب حرب، وبعث برسالة إلى كل من القيادة العسكرية العامة ورئيس الأركان الإسرائيلى الجنرال «بينى جانتس»، مشيراً إلى أن سيطرة التيارات الإسلامية على السلطة فى مصر سيهدد أمن إسرائيل، ويجعلها أقل استقراراً وسيحد من نفوذها التى احتفظت به وسط دول المنطقة منذ حرب أكتوبر 73.
وأضاف تقرير جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: «رصد أصدقاء أجهزة إسرائيل الأمنية أن القيادة العسكرية المصرية تستعد لحرب مع إسرائيل، الأمر الذى يضعنا فى بيئة إقليمية غير مستقرة ومتوترة، أكثر من أى وقت مضى، وعلى إسرائيل أن تتعامل بحسم وقوة مع سلسلة من أزمات إقليمية وداخلية مقبلة ستزيدمن الأعباء على إسرائيل، مؤكداً وجوب أخذ فحوى التقرير على محمل من الجدية الشديدة، مشيراً إلى أنه نتاج جهد كبير ودقيق ومنظم، لفريق من العملاء المتخصصين فى مجالات الأبحاث الميدانية، وأوضح فى طلب صريح أنه لابد من إعداد خطط عمل عسكرية للجيش الإسرائيلى تسبقها قرارات قومية جريئة، ويجب ألا تُخدع الإدارة السياسية الإسرائيلية بالتصريحات والتطمينات التى يُطلقها الرئيس المصرى الجديد «مرسى» الذى ينتمى للإخوان المسلمين، تلك التى يوجهها للدبلوماسية الدولية لكسب الوقت وإخراج

مصر من محنتها الاقتصادية الكارثية التى حلت بها بعد ثورة 25 يناير 2011، وجذب الأموال لبلاده ومساعدات من الدول الغربية المانحة، فعلينا ألا نُخدع مرة ثانية، مشيراً إلى خطة الخداع الماكرة التى نفذها رئيس مصر الراحل «السادات» قبل حرب يوم الغفران أكتوبر 73 وأدت لهزيمة جيش إسرائيل.
ويقول التقرير: «إن الرئيس المصرى الذى لم يمض على توليه السلطة فى بلاده سوى شهرين استغل أحداث سيناء لجس النبض، وذلك بانتهاك صارخ لاتفاقية السلام بإرسالة دبابات بالقرب من الحدود الإسرائيلية، دون الحصول على موافقة من إسرائيل، إذن ليس من الصواب ان نترك الفرصة للرئيس «مرسى» ليخرج مصر من أزمتها الاقتصادية، ويحصل على أموال من أصدقائنا فى الغرب ليشترى غواصات حديثة من ألمانيا، وهو الأمر الذى يكشف بدخوله الشهر الثالث لرئاسة بلاده نواياه وأولوياته الحقيقية، ففى الوقت الذى لا تواجه فيه مصر أى نوع من التهديدات البحرية، تلجأ إلى شراء غواصات بقيمة 510 مليون دولار، أى ان الرئيس مرسى سيُنفق 20% من القرض الذى ستحصل عليه مصر من صندوق النقد الدولى 4.8 مليار دولار لإنقاذ الاقتصاد على مُعدات عسكرية لا تحتاج إليها، وهو الأمر الذى يستوجب تدخل إسرائيل لدى واشنطن أيضاً بشأن توجيه مساعداتها لدعم اقتصاد مصر، ولا تنفقها على شراء الأجهزة العسكرية، كما يؤكد التقرير أنه توجد أسباب حقيقية لقلق إسرائيل فى سؤال: لماذا تقدم مصر على شراء هذه الغواصات إلا إذا كان الغرض الوحيد هو لاستخدامها ضد إسرائيل؟
ويضيف التقرير: «من الناحية الرسمية توجد معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، إلا أنه منذ توقيعها فى عام 1979 وأن الجيش المصرى يواصل تدريباته العسكرية، وتنظر العقيدة القتالية المصرية على أن إسرائيل هى العدو الأول لمصر».
وفى سياق متصل، صرح مؤخراً اللواء الإسرائيلى «يواف جالانت» لموقع «نيوز وان» الإسرائيلى بانه توجد فرصة كبيرة لنشوب مواجهة عسكرية مع مصر، مؤكداً أن ثورة 25 يناير المصرية التى لم يتوقعها أحد شهدت «حدثاً دراماتيكياً فى مصر بصعود الإخوان المسلمين الى سدة الحكم»، وأن «هناك شريحة كبيرة من السُكان داخل مصر متطرفة»، مشيراً الى أن تلك الشريحة تتكون من أشخاص يرون أن إسرائيل يجب أن تختفى من الخريطة، وزعم «جالانت» أنه باستثناء الدعاية المُضادة لليهود التى قادها وزير الدعاية السياسية فى عهد «أدولف هتلر» ابان الحرب العالمية لا توجد دعاية اكثر تطرفاً ضد إسرائيل من الدعاية فى الصحف المصرية.