رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبراج الضغط العالى.. «تقصف» العمر

بوابة الوفد الإلكترونية

الموت صعقاً يهدد ملايين المصريين.. وشبرا الخيمة ومسطرد والقرى الأكثر تعرضاً للخطر

 

< 25="" متراً="" أدنى="" مسافة="" آمنة="" لأسلاك="" الضغط="" العالى..="" و13="" متراً="" لشبكات="" الجهود="" العامة="" و5="" أمتار="" للجهد="">

 

< المتحدث="" باسم="" وزارة="" الكهرباء:="" مليار="" و70="" مليون="" جنيه="" لتحويل="" الأسلاك="" الهوائية="" إلى="" كابلات="">

 

< دراسة="" علمية:="" الساكنون="" أسفل="" خطوط="" الكهرباء="" معرضون="" للإصابة="" بأمراض="" القلب="" وتشوه="" الأجنة="" وسرطان="" الثدى="" والإرهاق="">

 

 

لاتزال أبراج الضغط العالى تحصد أرواح الأبرياء.. وآخر الضحايا 8 عمال سقط بهم قبل أيام برج كهرباء بمحطة سقيل بأوسيم، فمات 4 منهم على الفور، وأصيب الأربعة الآخرون بإصابات عديدة..

وأكد شهود العيان أن الضحايا كانوا يفككون البرج فانهار بهم وسقط عدد منهم من ارتفاع 20 متراً، وسقطت أجزاء من أعمدة الحديد عليهم.

وقالت وزارة الكهرباء فى بيان لها انه اثناء فك احد الأبراج جهد 220 كيلو فولت غير المستخدمة داخل محطة غرب القاهرة لإنتاج الكهرباء عن طريق احد المقاولين التابعين للقطاع الخاص والمتعاقد معه لرفع البرج القديم، سقطت اجزاء من هذا البرج على بعض العاملين التابعين للمقاول، ما أدى إلى حدوث اصابات لهم وتم نقلهم على الفور إلى المستشفى.

وهكذا تواصل أبراج الموت قتل من يعيشون اسفلها ومن يقترب منها!

وبحسب بيانات وزارة الكهرباء المسافة الآمنة لتجنب مخاطر أبراج الضغط العالى تبلغ 25 مترا ولكن الكارثة ان تلك الأبراج تلاحق آلاف المبانى، وتمر فوق آلاف المنازل وتهدد الجميع بالموت صعقاً.

وقال احمد ابراهيم، 34 عاماً، ويقطن بحى شبرا الخيمة، إن الأعمدة الكهربائية تهدد أهالى المنطقة بالصعق خاصة مع قدوم فصل الشتاء، وقال: تعانى المنطقة من مشكلة كبيرة فى مسارات أسلاك الضغط العالى التى تمر فوق المنازل مباشرة ما يعرض حياتنا للخطر المستمر، بالإضافة إلى الإشعاعات الصادرة منها.

ومن جانبه أوضح شكرى السيد، 44 عاماً، من سكان شبرا الخيمة، أن كثيراً من حلول أزمة اعمدة الكهرباء تم طرحها أثناء انتخابات مجلس النواب الماضية ولكن مسئولى المجلس المحلى اكتفوا بالقول ان الأمر يدرس وجارٍ تدبير الاعتماد اللازم، لتحويل خطوط الكهرباء الهوائية إلى كابلات أرضية، خاصة أنها فوق رؤوسنا لتغذى المحافظات المجاورة، وهو ما يحرمنا من الشعور بالأمان.

وقال حسن فراج، الذى يبلغ 55 عاماً، من سكان منطقة مسطرد، من عدة أشهر أصيب شاب بحروق شديدة، بسبب ماس كهربى بأحد خطوط الضغط العالى، وعلى الفور تدخل الأهالى وحاولوا إنقاذه بالإسعافات الأولية ثم نقل إلى المستشفى المجاور لتلقى العلاج المناسب للحروق، ورغم تحرير محضر بالواقعة، وإبلاغ الجهات المسئولة، إلا أن شيئاً لم يتغير، فالأسلاك ما زالت معلقة فوق منازلنا، وجاهزة لصعق الأهالى أثناء تساقط الأمطار فى الشتاء.

وقالت سوسن سعيد، 46 عاماً، من سكان مسترد، أهالى منطقة مسطرد يعيشون فى حالة من الفزع والقلق المستمر بسبب أعمدة أسلاك الضغط العالى الملاصقة لمنازلهم، ونشعر بالخطورة على الأطفال والكبار ولا نستطيع فعل شىء، مطالبة بإزالة أعمدة أسلاك الكهرباء وأبراج الضغط العالى من وسط المنازل حفاظا على أرواح المواطنين، حيث تسببت هذا الأبراج والأعمدة فى وقوع العديد من الحوادث.

وأضافت أن الأسلاك المكشوفة تنتشر وسط المنازل، وما يزيد من حجم الكارثة هو عدم وعى الأهالى بخطورتها، ما يزيد من مخاطر الموت صعقاً بالكهرباء.

ومن جانبه قال الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن حل أزمة بناء العقارات اسفل أبراج الضغط العالى مسئولية وزارة الكهرباء وأن وزارة الزراعة تهتم بالثروة الزراعية وترفض تبوير الأراضى الزراعية والبناء عليها ومن يخالف ذلك يقع تحت طائلة القانون، وإذا تم رصد وجود معدات او مواد بناء على أراضٍ زراعية يتم على الفور اتخاذ الإجراءات الرادعة ضد هؤلاء المتعدين.

وفى سياق متصل أكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن قانون وزارة الكهرباء الجديد يجرم الإنشاءات فى حرم أبراج الضغط العالى، وإن وزارة التخطيط بالتعاون مع وزارة الكهرباء رصد أكثر من مليار و70 مليون جنيه لتحويل الخطوط الهوائية إلى كابلات أرضية لرفع الضرر عن المواطنين.

وأكد حمزة أن وزارة الكهرباء نفذت المرحلة الأولى لتحويل الخطوط الهوائية إلى كابلات أرضية على مستوى الجمهورية وتعمل حاليا فى المرحلة الثانية لتبديل خطوط الكهرباء لأكثر من ألف كيلو على مستوى محافظات الجمهورية، وواصل قانون الكهرباء يجرم البناء على الأراضى الزراعية فى حرم أبراج الضغط العالى.

وتابع حمزة قائلاً «إن المسافات الآمنة حددتها وزارة الكهرباء كحد أدنى للبناء والسكن بعيداً عن خطوط وشبكات الكهرباء، لحماية المواطنين وحماية مقدراتهم وممتلكاتهم من مخاطر الكهرباء وفقاً لقانون رقم «63» لسنة 1974وتعديلاته بقانون الكهرباء الجديد 87 لسنة 2015، الذى نص على أنه «يحظر على صاحب العقار الذى تمر فوقه أو بالقرب منه أسلاك الخطوط الكهربائية ذات الجهود الفائقة أو العالية أو المتوسطة أن يقيم مبانى على الجانبين إذا كان العقار أرضاً فضاء، أو يرتفع بالمبانى إذا كان العقار مبنياً، أو أن يزرع أشجاراً خشبية إذا كان أرضاً زراعية، دون مراعاة المسافات المنصوص عليها فى القانون وحالة مخالفة هذا الحظر يتعين الحكم على وجه الاستعجال بهدم المبانى المخالفة وإزالتها أو قطع الأشجار على نفقة المخالف».

وأضاف المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن جميع الأحياء على مستوى الجمهورية تعلم جيداً بنود القانون الذى يحافظ على المصلحة العامة ويمنع وقوع الحوادث الناتجة عن الإهمال ومن يخالف ذلك يعرض نفسه إلى العقوبة القانونية، وكانت وزارة الكهرباء قد حددت فى المادة 55 من قانون الكهرباء الجديد المسافات التى يجب اتباعها حتى يمكن للمشتركين الحصول على تصريح بالبناء والحصول على عداد كهرباء وهى كالآتى: يجب ألا تقل مسافة البناء والسكن بالقرب من خطوط الجهود الفائقة الضغط العالى

عن 25 متراً مربعاً، وألا تقل مسافة البناء والسكن عن 13 متراً من شبكات الخطوط الهوائية للجهود العالية، وألا تقل المسافة عن 5 أمتار من الخطوط الهوائية للجهود المتوسطة، وألا تقل مسافة البناء والسكن عن كابلات الكهرباء ذات الجهد العالى عن 5 أمتار، وألا تقل المسافة بين المبانى وكابلات الجهود المنخفضة عن 2 متر.

وكشف عصام عبدالله، عضو لجنة الطاقة بمجلس النواب، أن أسلاك الضغط العالى المارة فوق المنازل كارثة بسبب وجود «ذبذبات» شديدة الخطورة تصدر من أبراج الضغط العالى، وقال أجهزة الدولة تعمل على تحويل الخطوط الهوائية شديدة الخطورة إلى كابلات أرضية حتى لا تصيب الموطنين بالصعق والأمراض.

وأوضح عبدالله أن منازل الفلاحين أكثر عرضة للخطر بسبب وجود بقايا محاصيل زراعية أعلى المنزل وهى قابلة للاشتعال اذا حدث ماس كهربى من البرج المجاور، وكانت وزارة الكهرباء وضعت خططاً لتحويل أبراج الضغط العالى إلى كابلات بمعدل10 مليارات جنيه حتى يتم القضاء على الأبراج فى الأماكن شديدة الخطورة.

وناشد عبدالله، الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تحويل الأعمدة الذى تحمل خطوط كهرباء هوائية إلى كابلات أرضية، وقال لجنة الطاقة بمجلس النواب ناقشت الأزمة وعلق عليها وزير الكهرباء وقال إن الأزمة مسئولية المحليات التى تتولى تحديد الأماكن المطلوب تغيير أعمدة الكهرباء بها، وعلى الفور تقوم وزارة الكهرباء بتلبية طلبات المواطنين.

وأوضح عبدالله أن نواب لجنة الطاقة بمجلس الشعب تقدموا بطلبات إحاطة للقضاء على خطوط الكهرباء الهوائية وحضر الجلسة الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة واستجاب للطلبات المتقدمة من النواب واتخذ إجراءات فى العديد من المحافظات على مستوى الجمهورية، وطالب وزارة الحكم المحلى بأن تخطر وزارة الكهرباء بطلب تحويل الكهرباء الهوائية إلى كابلات أرضية وتحديد الأماكن المطلوبة.

وأوضح الدكتور هانى عارف أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، أن الصداع وقلة التركيز، والإحساس بالتعب والإرهاق النفسى والعصبى تعتبر هى الأعراض الأولى التى تظهر على الساكنين بجوار الأسلاك ومحطات الضغط الكهربائى العالى، مؤكداً أن الباحثين فى مجال الطب اكتشفوا على المدى الطويل زيادة الإصابة بسرطان الدم والأوعية الليمفاوية عند الأطفال الذين تقع منازلهم بالقرب من أبراج وخطوط الضغط العالى، والساكنين بالقرب من خطوط وأبراج الضغط العالى.

ولفت أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس إلى أن المركز القومى للبحوث بالقاهرة كشف دراسة علمية بأن خطوط الضغط العالى للكهرباء تؤدى إلى جملة من الأمراض الخطيرة، على رأسها أمراض القلب، وتشوه الأجنة، وسرطان الثدى، وتدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم، والمادة الوراثية وتعطيل وظائف الخلايا، واضطراب إفراز الأنزيمات فى الجسم، واضطراب الدماغ، والخمول والكسل وعدم الرغبة فى العمل والشرود.

وقال حسين أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن البناء أسفل أبراج الضغط العالى جريمة يعاقب عليها القانون وتعرض جميع السكان داخل العقار للخطورة الجسيمة، لافتاً إلى أن أبراج الضغط العالى مال عام يجب الحفاظ عليه وعدم توصيل المياه لقواعد الأبراج بالرى حفاظاً على سلامة الأبراج وسلامة المزارعين.

وطالب أبوصدام الجهات المعنية بضرورة تشديد الرقابة على الأعمدة والأبراج الكهربائية حفاظا على المال العام ومنعاً لحدوث كوارث قد تؤدى إلى هلاك المزارعين المجاورين للأبراج، مؤكداً ضرورة الالتزام بعدم التعدى على حرم أبراج الضغط العالى، وأن وزارتى الزراعة والكهرباء لم تتقاعصا عن تفعيل دور القانون ضد أى تجاوزات تضر بالمال العام.

وأوضح نقيب عام الفلاحين أن أبراج الضغط العالى يتسبب فى الإضرار بصحة الأهالى والأراضى والثروة الحيوانية المحيطة بها، محذراً من تسرب ذبذبات الأبراج إلى المنازل وتغلغل الأشعة إلى أجساد السكان، وخاصة الأطفال، ما يسبب العديد من الأمراض، مؤكداً تهديد الأراضى الزراعية القريبة منها بإنتاج محاصيل مختلطة بأشعة هذه الأبراج التى تتسرب إلى التربة الزراعية، ومن ثم نقلها للمواطنين المستهلكين لهذه المحاصيل الزراعية.