عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أم الفيزياء النووية في حوارها للوفد : مصر واعدة في إنتاج الطاقة النظيفة.. وسأقدم على جائزة النيل لهذا العام

جانب من الحوار
جانب من الحوار

أشهر عالمة ليزر بالوطن العربي: مصر بعهد عبد الناصر كانت متفوقة علميًا وخاصةً بالنووي

سافرت للعمل بمفاعل أنشاص عقب زواجي بـ3 أشهر

محطات الطاقة الشمسية التي أنشأها الرئيس السيسي رائعة ولم تحدث بتاريخ مصر 

مصر من الدول الواعدة في إنتاج الطاقة النظيفة

أنوي التقديم بجائزة النيل لهذا العام.. ونشرت كتاب عن حياة الدكتور أحمد زويل

التعليم بالجامعات ممتاز.. كيف لا تستطيع الدولة القضاء على الدروس الخصوصية؟

زوجي ساعدني وشجعني كثيرًا للتفوق في حياتي العلمية

 

تجاوزت العقد الثامن من عمرها حيث تبلغ الـ85 عامًا، ولازالت تُصر على مزاولة عملها كأستاذ للفيزياء النووية بكلية العلوم جامعة القاهرة، الدكتور لطفية النادي المُلقبة بـ"أم الفيزياء النووية" وذلك لأنها أول من توجت بالحصول على الدكتوراة في الفيزياء النووية بمصر، تتوجه في صباح كل يوم إلى الكلية للتواجد وسط طلابها ومزاولة عملها بالمعامل، واستكمال أبحاثها، وكأن عمرها في العشرينيات قلبها ممتلئ بالحياة والشغف للعلم.

يرجع للدكتورة لطفية النادي الفضل في إنشاء المعهد القومي لليزر بجامعة القاهرة، وهو الوحيد بالشرق الأوسط، وحملت على عاتقها مهمة تدشين المعهد على الرغم من خوضها للكثير من الصعوبات والمعوقات إلا أنها صمدت حتى حققت حُلمها، لذا فهي تعد أشهر عالمة ليزر في مصر والوطن العربي، لأنها نجحت في إرساء قواعد علم الليزر بالشرق الأوسط، فهي تمتعت ببُعد نظر شديد عندما أيقنت فائدة ذلك العلم الذي أصبح يتدخل في كل المجالات الطبية.

وقالت الدكتور لطفية النادي أستاذ الفيزياء النووية بجامعة القاهرة في حوارها لـ"الوفد"، إنها سافرت عقب زواجها بـ3 أشهر لروسيا ضمن البعثة المصرية للعمل بمفاعل أنشاص ونقل الخبرات لمصر، لافتة إلى محطات الطاقة الشمسية التي أنشأها الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تحدث في تاريخ مصر"، وأن مصر في طريقها لتكون من الدول الواعدة في إنتاج الطاقة النظيفة.

وإليكم نص الحوار:-

لماذا وقع اختيارك على الفيزياء النووية ودراستها؟

منذ أن كنت في المرحلة الثانوية وأنا أعشق الفيزياء وكان لدي أستاذ متفوق وهو سبب حبي وتعلقي الشديد بها، كما كنا ندرس قصة مدام ماري كوري عالمة الفيزياء، وكان مثلي الأعلى في الحياة أنا وصديقتي الدكتور ليلى أبو حديد، وتأثرنا بها كثيرًا حتى قررنا عقب الحصول على التوجيهية الالتحاق بكلية العلوم والتخصص في الفيزياء النووية، وهنا تقابلت مع أستاذي الدكتور محمد النادي وبالمناسبة هو لم يكن من عائلتي وتشابه الأسماء كان صدفة، وتتلمذت على يديه.

وعقب تخرجي من الكلية بدأت عملي بهيئة الطاقة الذرية وسافرت إلى روسيا كما حصلت على رسالة الماجستير من انجلترا، ثم الدكتوراة من مصر وتسلمتها من الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان يهتم أهتمامًا بالغًا بالعلم والعلماء.

كيف سافرتي إلى روسيا للعمل بمفاعل أنشاص؟

عقب تخرجي من الكلية تم تعيني بهيئة الطاقة الذرية، وتم ترشيحي ضمن البعثة التي ستسافر إلى روسيا للعمل بمفاعل أنشاص والتعلم فيه لنقل التجرية والخبرات إلى مصر وكان عددها 12 فرد، وقتها كنت متزوجة منذ 3 أشهر فقط لذا كان قراري الرفض، وهو ما أثار أساتذتي وطلبوا مني زيارتي بالمنزل للمباركة لي على الزواج.

وعند زيارتهم لي طرح أساتذتي الأمر على حسين زوجي ظنًا منه أنه هو يرفض سفري، لكنه وافق على الفور وكان دائمًا يدعمني ويساعدني في حياتي العلمية والعملية، وبالفعل سافرت إلى روسيا وعملت بمفاعل أنشاص لمدة عام، وعقب عودتي لمصر عملت بهيئة الطاقة الذرية في المفاعلات النووية، والمعجلات، حتى أنني أجريت تفاعلات نووية بنفسي، وكان الرئيس جمال عبد الناصر مهتمًا بهذا الشأن حتى أنه كان يزورنا كل عام ويتابع معنا سير العمل والأبحاث العلمية.

ما سبب اهتمام الرئيس جمال عبد لناصر بالطاقة النووية؟

وكان اهتمام عبد الناصر بالفيزياء النووية يرجع لرغبته الشديدة في وضع مصر بين مصاف الدول المتفوقة في مجال الطاقة النووية، والمنتجة لها، وكانت مصر وقتها متفوقة في علوم كثيرة ومهتمة بالعلم والعلماء.

ماذا عن استخدام الطاقة النظيفة بمصر، من وجهة نظرك؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي أقام محطات للطاقة الشمسية رائعة ولم تحدث في تاريخ مصر ونحن نشيد بإنجازاته في هذا الصدد كما تبحرنا في طاقة الرياح، وأيضًا الطاقة الكهربائية بالطرق الجديدة، وبالتالي أتمنى أن نتجه للطاقة النظيفة أكثر لأنها لا تشكل خطر على الحياة، فمصر من أكثر دول العالم سطوعًا للشمس، والعالم الآن أصبح يتجه للطاقة النظيفة.

ومصر في طريقها لتكون من الدول الواعدة في إنتاج الطاقة النظيفة، بالتأكيد لها متاعب ولكن لا تشكل خطورة على الإنسان والبيئة، ويمكن استغلال سواحل البحر الأحمر في إنتاج طاقة الرياح.

 

حدثينا عن إنشاء المعهد القومي لليزر؟

الدكتور محمد النادي هو السبب في عملي بمجال الليزر لأنه اقترح عليا ترك النووي والاتجاه لليزر نظرًا إلى أنه علم واعد وله مستقبل، وقتها قولت له يمهلني اسبوع للتفكير في الأمر، وعندما عَلم زوجي شجعني على اتخاذ الخطوة وبالفعل وافقت، وكان هناك استاذ بألمانيا يريد استبدال جهاز الليزر الخاص به بأخر أحدث منه، وكان شرط تبرعه بجهازه القديم أن يعمل ولا يتوقف،

وكنت أنا المحظوظة باستلام الجهاز والعمل عليه.

وظليت انتظر منذ عام  1985 الحصول على المساعدات الأمريكية لإنشاء المعهد حتى أصابني اليأس وسافرت في إعارة للسعودية، ووقتها جاءت الموافقة وتواصل معي الدكتور مأمون سلامة رئيس جامعة القاهرة آنذاك وأبلغني بالخبر وطالبني بالعودة فورًا لإنشاء المعهد، وبالفعل استجابت لطلبة وعودت لمصر وأنشأنا المعهد على قطعة أرض منحتنا إياها جامعة القاهرة، وتم بناء المبنى بالمقابل المحلي، وأسسنا المعهد للتعليم وإجراء البحوث والدراسات العليا وأرسينا قواعد الليزر في مصر الذي أصبح يدخل في كل مجالات الطب وهو الوحيدة بالشرق الأوسط، وأنا سعيدة بتجربة جامعة بني سويف حاليًا في إنشاء معهد أخر لليزر والمنافسة وتبادل العلم.

ما الفرق بين علمي الليزر والفيزياء النووية؟

التعامل مع الليزر يختلف تمامًا عن النووي، وذلك لأن الأشعة النووية يصعب التحكم فيها، اما الليزر يسهل التحكم فيه لأنه يسيير في خط مستقيم ولا يسبب ضرر، اما اشعة النووي تؤثر فورًا بالسلب على الإنسان، ودراستي لليزر كانت تجربة جميلة بالنسبة لي، حيث بدأنا المعهد بحوالي 9 أقسام ولكن حاليًا انخفض عددهم لـ 4 أقسام، ودخلت تخصصات الطب أكثر، أما تطبيقات فيزياء الليزر أصبحت قسم واحد فقط، وفيزياء الليزر هي لتصنيع أجهزة الليزر بمواصفات جديدة ومختلفة.

ما هي خططك المستقبلية؟

أنوي التقديم على جائزة النيل واتمنى أن يوفقني الله في الفوز بها، وأيضًا شاركت في نشر كتاب عن الدكتور أحمد زويل باسم "زويل المبهر" بالتعاون مع الدكتور مصطفى السيد، والدكتور فاروق الباز، والدكتور محمد ثروت، والدكتورة نانا زويل شقيقة الدكتور أحمد زويل، تمت طباعته في شركة عالمية، والكتاب يتناول حياة الدكتور أحمد زويل منذ طفولته وحياته العلمية فهو حقق انجازات كبيرة واخترع علم جديد، فقد كان ذو عقلية علمية غير مسبوقة وأسس مشروع مدينة زويل، ونتمنى أن يظل أسمه خالدًا دائمًا، والكتاب يُباع في مكتبة الأسكندرية والأهرام، وأيضًا يوجد في كافة دول العالم.

ماذا عن عملك بالجامعة، ورأيك بنظام التعليم؟

أنا أستاذة بالجامعة مثل أي أستاذ أمارس حياتي العلمية والعملية بشكل طبيعي بين طلابي والمعامل والأبحاث، والطلاب حاليًا أفضل من الماضي لأن المجال أصبح مفتوح أمامهم والمعلومات مُتاحة بطرق سهلة على عكس أيام دراستي بالجامعة كنت أتكبد متاعب ومشقة كبيرة للحصول على المعلومات، وأنا أرى أن إدعاءات سوء التعليم غير حقيقية، لأن التعليم بالجامعات المصرية ممتاز.

اما نظام التعليم الجديد بالمدارس أو ما يسمى بنظام "التابلت"، فنحن نتبع الدول المتفوقة في التعليم ونحاول تحسين التدريس لدينا، ولكن أسوأ شيء أراه ومستاءه منه، هو الدروس الخصوصية، وأتساءل دائمًا كيف لا تستطيع الدولة القضاء عليها؟، وأرى أنتشارها يرجع لشعور المعلمين بالقهر والمعاناة، فيجب الاهتمام بالمعلمين وإعطاءهم حقوقهم.

ما رأيك في توجه الدولة نحو العلماء؟

الدولة تسير بخطى ثابتة نحو العلماء، وأكاديمية البحث العلمي برئاسة الدكتور محمود صقر قوية ومتفوقة، والجامعة لديها اكتفاء ذاتي على الرغم من استشارة الوزير في كل شيء ولكن الجامعة لها شخصيتها المستقلة.

وفي الختام، كيف كان دور الأسرة في حياتك؟

حياتي الخاصة لم تتأثر بعملي كعالمة فيزياء نووية، وزوجي كان دائمًا يساعدني ويشجعني على التفوق في حياتي العملية وأبحاثي، وأيضًا أبنائي كانوا متفوقين دراسيًا ولم يجهدوني أبدًا، وكنت يوميًا أصلي الفجر وأبدأ في عملي حتى أتفرغ طيلة اليوم لرعاية زوجي وأبنائي.