عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احذر.. ألعاب الـ«فيس بوك»

بوابة الوفد الإلكترونية

2.3 مليار مستخدم تحت سيطرة أجهزة الاستخبارات منهم 34 مليونًا فى مصر!

البرلمان يناقش حماية البيانات الشخصية.. وعقوبة المخالفين تصل إلى 5 ملايين جنيه

67٪ من الشباب يتفحصون هواتفهم كل 15 دقيقة!

 

بين الحين والآخر يتصفح حسابه على الـ«فيس بوك» يتابع آخر الأخبار، وغيرها من منشورات صفحات الجهات المختلفة المشترك بها، وقبل النوم يتسامر مع أصدقائه على «الماسنجر» وعندما يصيبه الملل يتحول إلى ألعاب الفيس بوك المتاحة أمامه.. ذلك حال شاب من ملايين الشباب المصابين بإدمان السوشيال ميديا.

لم يتصور الشاب إنه محاصر من قبل أجهزة استخباراتية غربية، وتعد هذه الألعاب وسيلة لتجميع المعلومات، وببساطة شديدة يضغط الشاب على الموافقة خلال مشاركته لعبه ما على الـ«فيس بوك» ويوافق على تصفح حسابه الخاص لتحليل شخصيته واستخراج نتيجة اللعبة المختارة.

اليوم نتعرض لنوع جديد من الغزو تحت مسمى «الصراعات الهجينة».. هكذا استهل محمد الجندى، نائب مدير البحوث القانونية والتكنولوجية بالجامعة البريطانية فى مصر، حديثه خلال الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة الأخيرة، وقال إن اليوم نتعرض لنوع جديد من الغزو يتمتد من تطور أدوات العولمة، وتعد الصراعات الهجينة أو كما يسميها بعض الباحثين حروب الجيل الخامس، عبارة عن استغلال نقاط الضعف التى تهدد المرتكزات الأساسية للدولة فى العديد من المجالات سواء السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وغيرها.

وقال «الجندى» فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، طبقًا للإحصائيات العالمية، فإن 44% من الشباب يتفحصون هواتفهم فور استيقاظهم من النوم، و67٪ منهم يتفحصون هواتفهم كل 15 دقيقة.

وأشار عدد من الباحثين إلى أن المعلومات فى زمننا هذا تعد بترول القرن، وكشف «الجندي» مفاجآت مثيرة حول الفيس بوك، قائلًا إن عددًا كبيرًا من المواقع التى يتداولها الشباب بمثابة تجسس على معلوماته الشخصية ويمكن لهذه المواقع رصد التحركات.

وتجمع هذه المعلومات وتصب لسماسرة جمع المعلومات أو تباع لأجهزة الاستخبارات المختلفة، وأشار «الجندى» إلى أن خير مثال على استخدام المعلومات المتداولة على الفيس بوك فى إشعال الفتن ما حدث فى سوريا من خلال دعوات التظاهر على حسابات وهمية تشجع على العنف والإرهاب.

 

البرلمان يقول كلمته

وعلى أجندة البرلمان فرضت قضية حماية البيانات الشخصية نفسها، ومن المقرر أن يناقش مجلس النواب، برئاسة الدكتور على عبدالعال، مشروع قانون حماية البيانات الشخصية، المقدم من الحكومة، تمهيدًا للتصويت عليه وإقراره بشكل نهائى، والذى يعد تشريعًا جديدًا صارمًا لحماية بيانات المواطنين الشخصية، وبيانات المستثمرين ورجال الأعمال والأجانب بشكل عام، والتابعين للاتحاد الأوروبى تنفيذًا للائحة الجديدة الخاصة به.

بحسب البيان الصادر عن الحكومة، فإن مشروع قانون البيانات الشخصية، متعلقة بأحد الأفراد ومنها على سبيل المثال الاسم، أو الصوت، أو الصورة أو الرقم القومى، كما تعامل القانون مع البيانات الحساسة وهى بيانات الصحة النفسية أو العقلية أو البدنية أو الجينية، وصنَّف بيانات الأطفال بشكل عام باعتبارها بيانات حساسة.

هو أكثر أدوات التجسس التى ابتكرها الإنسان رعبًا فى تاريخ البشرية.. هكذا وصف جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، وسيلة التواصل الاجتماعى «فيس بوك».

وأشار خلال تصريحات صحفية إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية يمكنها الحصول على معلومات عن أى مستخدم لمواقع الإنترنت الكبيرة فى أيّ وقت تريده، خاصة مع الفيس بوك والذى يعد أكبر قاعدة بيانات خاصة بالبشر حول العالم، بما يحتويه من بيانات عنهم وعن أقاربهم وعلاقاتهم وأعمالهم وعناوينهم, والكثير من البيانات الأخرى، التى أشار إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يمكنها الاطلاع عليها والاستفادة منها على النحو الذى تراه مناسبًا.

وحول كيفية إدارة الفيس بوك من قبل جهاز الاستخبارات الأمريكية، أشار إلى أن ذلك لم يتم بشكل مباشر، ولكن عن طريق الضغط عليها فى أغلب الأحيان بصورة قانونية أو سياسية لتتعاون مع الوكالة وتعطيها البيانات التى تريدها.

وأكد «أسانج» أن جميع البشر حول العالم عليهم أن يدركوا أن الاشتراك فى فيس بوك يعنى تقديم معلومات مجانية لوكالات الأمن الأمريكية؛ لكى تقوم بإضافتها إلى قواعد بياناتهم التى يضعونها لجميع البشر على وجه الأرض، وبالرغم من ذلك يقبل الكثير من الشباب على استخدامها.

وطبقًا لآخر الإحصائيات فإن عدد المستخدمين للفيس بوك فى أواخر العام الماضى وصل لـ2.3 مليار مستخدم، وفى عام 2007 كان عدد المستخدمين 2.1 مليار مستخدم، أما فى عام 2006 فوصل عدد المستخدمين لـ 1.8 مليار مستخدم.

وبحسب ما أشارت إليه تلك البيانات فإن الإقبال على الفيس بوك فى تزايد مستمر، وهذا يعد ناقوس خطر، بكون 2.3 مليار مستخدم للفيس بوك معلوماتهم تحت سيطرة اجهزة الاستخبارات الأمريكية.

وفى مصر وصل عدد مستخدمى الفيس بوك 34 مليونًا و500 ألف مصرى طبقًا لبيانات جهاز التعبئة والإحصاء.

 

حماية البيانات

قال محسن أبوضيف، الخبير القانونى والمحامى بالنقض والدستورية العليا: إن الإقبال على الفيس بوك فى تزايد يومًا بعد يوم، وجميع المستخدمين للفيس بوك فى خطر ومعرضون للتشوية فى أى وقت بعد سلب خصوصياتهم.

وأشار إلى أن مجلس النواب من المقرر أن يناقش مشروع قانون حماية البيانات الشخصية والذى يفرض إجراءات صارمة على عملية جمع البيانات الشخصية وحمايتها، بعد انتشار ظاهرة بيعها والاتجار بها من بعض الشركات.

وأكد «أبوضيف» أن الاتحاد الأوروبى يتعامل بشكل خاص مع الدول التى ليس لديها قانون لحماية البيانات الشخصية من خلال وضع لائحة جديدة تشمل إجراءات صارمة وقيودًا فى التعامل معها، سواء كان هذا التعامل على مستوى الاستثمار أو حتى السفر إليها، وبالتالى فإن القانون الجديد ليس فقط لحماية البيانات الشخصية، بل سيكون أيضًا جاذبًا للاستثمار.

وأشار الخبير القانونى إلى أن المشروع ينظم عملية حماية البيانات الشخصية المعالجة إلكترونيًا فى أثناء جمعها أو تخزينها أو معالجتها، منوهًا إلى أن كثيرًا من المواطنين وقعوا فى فخ العديد من مصائب الفيس بوك سواء العلاقات المحرمة أو التجارة الإلكترونية وتسويق منتجات مغشوشة ولم يستطع استرجاع حقوقه.

وتابع: مشروع قانون البيانات الشخصية مسئول عن معالجة البيانات عبر الحدود، ما يعود بالنفع على المواطنين وعلى الاقتصاد القومى، الأمر الذى يسهم فى حماية الاستثمارات والأعمال، كما يعمل على حماية خصوصية البيانات الشخصية المواطنين وللمؤسسات المختلفة داخل وخارج الدولة، ويضمن حماية الاستثمارات الوطنية، خصوصًا المتعاملة مع الاتحاد الأوروبى.

وأردف أن مركز حماية البيانات الشخصية هو المنوط به الحافظ على بيانات المواطنين ومقرها فى الجيزة، ويعد مركزًا له الشخصية الاعتبارية وله فروع فى جميع المحافظات وتهدف إلى حماية البيانات الشخصية وتنظيم معالجتها وإتاحتها، وتضع الإطار التنظيمى لذلك، ويكون للعاملين بالمركز، الذين يصدر بتحديدهم قرار من وزير العدل، بناءً على اقتراح الوزير المختص، صفة الضبطية القضائية فى إثبات الجرائم التى تقع بالمخالفة لأحكام هذا القانون.

وحول صلاحيات المركز أيضا قال «أبو ضيف» إنه يتولى إصدار الترخيص أو التصريح للمتحكم أو المعالج لإجراء عمليات حفظ وتخزين البيانات، أو نقلها أو تداولها أو إتاحتها والتعامل عليها ومعالجتها، على أن تحدد اللائحة التنفيذية أنواع وفئات ومستويات هذه التراخيص والاعتمادات، وإجراءات وشروط استصدارها ونماذجها المستخدمة، وذلك بمقابل رسوم لا تتجاوز 5 ملايين جنيه بالنسبة إلى الترخيص، ومبلغ لا يتجاوز مليون جنيه للتصريح أو الاعتماد، وفرض التشريع عقوبة للمخالفين تصل إلى غرامة لا تقل عن 500 ألف جنيه ولا تجاوز 5 ملايين جنيه، على كل من خالف أحكام التراخيص أو التصاريح أو الاعتمادات المنصوص عليها فى هذا القانون.

ولكن ما موقف مشروع القانون من تعرض أحد المواطنين لاختراق بياناته الشخصية؟

قال الخبير القانونى إنه فى حالة تعرض البيانات الشخصية للاختراق يقوم المتضرر بإبلاغ مركز حماية البيانات الشخصية خلال 24 ساعة ليقوم بدوره بالإخطار الفورى لجهات الأمن القومى بالواقعة، وإخطار الشخص المعنى بالبيانات متى كان الخرق أو الانتهاك مؤثرًا على مصالحه وحقوقه الأساسية، وفى حالة بيانات الأطفال دون سن 16 عامًا يلزم موافقة ولى الأمر.

 

كوارث جديدة

يقول الدكتور مرزوق العادلى أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج: إن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت جزءًا أساسيًا فى حياة المواطنين حول العالم وبشكل خاص فى العالم العربى ومصر تحديدًا وهو أمر غير جيد، فالفيس بوك تحديدًا، أصبح من أكثر أدوات التجسس رعبًا فى العالم، لأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والصهيونية تستطيعان من خلاله الحصول على معلومات عن أى مستخدم لمواقع الإنترنت الكبيرة فى أيّ وقت تريده.

وأضاف: موقع الفيس بوك يعتبر أكبر قاعدة بيانات خاصة بالبشر حول العالم، بما يحتويه من بيانات عنهم وعن أقاربهم وعلاقاتهم وأعمالهم وعناوينهم, والكثير من البيانات الأخرى، التى تستطيع أية أجهزة مخابرات الاطلاع عليها والاستفادة منها بالشكل الذى تراه مناسبًا ويحدث هذا بطريقة ذكية جدًا من خلال توفير هذه المواقع برامج وألعاب مسلية فى شكلها استخباراتية تجسسية فى مضمونها كألعاب الفيس بوك الكثيرة المعدة بشكل مشوق وجذاب للمستخدمين وخاصة الصغار منهم والتى تطلب من المستخدم بياناته الشخصية لتقول له من زوجته المستقبلية أو ماذا سيكون عليه شكله بعد فترة من الزمن أو من هى حبيبته أو وظيفته المستقبلية. ونظرًا لأن الغالبية تجهل هذا الفكر التجسسى الذى ينتمى لحروب الجيل الرابع نجد قطاعًا عريضًا من كل الفئات وبشكل خاص الشباب يقدمون كل بياناتهم الشخصية وصورهم وكل المعلومات التى تطلب منهم لهذه المواقع وهذا يمثل خطورة شديدة على الأمن القومى المصرى.

ونبه الدكتور مرزوق العادلى إلى أن المواطنين المصريين لابد أن يدركوا أن الاشتراك فى فيس بوك يعنى تقديم معلومات مجانية لوكالات الأمن الأمريكية والصهيونية ؛ لكى تقوما بإضافتها إلى قواعد بياناتهما التى يضعونها لجميع البشر على وجه الأرض.

وأردفت: الفيس بوك موقع اجتماعى ترفيهى اتخذ منه البعض طريق بعيد كل البعد عن الفائدة والتواصل مع الأهل والأصدقاء. طلبات الصداقة فى الفيس بوك انت من تحددها بالرفض أو القبول أنا عن نفسى أى طلب صداقة يصلنى لا أقبله إلا بعد التحرى أقوم بزيارة ملف الشخص الذى يطلب صداقتى أولًا، وأرى إن كان هناك بيننا أصدقاء مشتركون وبعدها أقرر القبول أو الرفض.

وتابع حديثه قائلًا: المثير للدهشة أن بعض الفتيات يقمن بعرض صور غير محتشمة من خلال الألبومات، وتسجيل بنات بأعمار صغيرة جدًا وهؤلاء يصبحن بلا جدال فريسة سهلة، وشباب يتلفظون بكلام بذيء غير لائق، ناهيك عن الطائفية والسب والشتم على المذاهب وخلق بذور العداوة من جديد وهكذا صار الفيس بوك بؤرة فساد.