رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية:تجديد الخطاب الدينى.. بداية تفكيك الأفكار المتطرفة

د. إبراهيم نجم مستشار
د. إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية خلال حديثه للوفد

مبادرات إفتائية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى

170 تقريراً ودراسة علمية للرد على ادعاءات المتطرفين

 

الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية درس فى الأزهر الشريف، وحاضر فى جامعة اهارفاردب بالولايات المتحدة الأمريكية كباحث زائر فى كلية القانون بقسم دراسات الفقه الإسلامى. شغل منصب مدير المركز الإسلامى للساحل الجنوبى بنيويورك منذ عام 1998م ومدير المؤسسة الإسلامية للتعليم والتربية بنيويورك، عضو بالأكاديمية الأمريكية للأديان وهو مجمع أكاديمى يهتم بقضايا الحوار بين الحضارات، وأسس مركز الحوار بين الأساقفة الكاثوليك ومسلمى الساحل الشرقى للولايات المتحدة.. االوفدب حاورت الدكتور إبراهيم  نجم قبل انطلاق فعاليات المؤتمر الخامس للإفتاء.

● ماذا عن المؤتمر المقرر عقده خلال أيام تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي» ورسالته وأهدافه، وماذا عن وثيقة التسامح الإفتائى المقرر إعلانها؟

ـ يأتى مؤتمر هذا العام فى نسخته الخامسة بعنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي»،  منتصف الأسبوع القادم على مدى يومين، تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، ويناقش قضية الخلاف الفقهى وكيف نستثمر هذا الخلاف لخدمة إشكاليات العالم الإسلامى والإنسانية جمعاء، وبالطبع لدينا هدف استراتيجى نسعى لتحقيقه من خلال المؤتمر وهذا الهدف هو الخيط الناظم لأفكار وأهداف المؤتمرات السابقة للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، ويأتى مؤتمر هذا العام ليمثل لؤلؤة تالية فى العقد الناظم الذى يسعى نحو الأهداف السابقة؛ فيعالج قضية إفتائية كبرى فى طريق الاستقرار والتنمية والمشاركة الإنسانية الفاعلة، وسيكون على رأس أجندة مؤتمر «إدارة الخلاف الفقهى» عدد من الأهداف والمحاور وورش العمل والمبادرات التى نسعى لخلق إطار عام يمهد الإتيان بثمار الفكرة والطرح، وتتلخص رسالة المؤتمر فى استثمار الخلاف الفقهى فى كافة عصوره فى دعم التماسك الاجتماعى المعاصر والمشاركة فى عمليات العمران والإسهام فى الحضارة الإنسانية المعاصرة.

ونهدف خلال المؤتمر الى إبراز الريادة المصرية وتجربتها فى العيش المشترك والتسامح الفقهي، وتجديد النظر إلى الخلاف الفقهى ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلًا من أن يكون جزءًا منها، وتحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه، إضافة إلى تنشيط التعارف بين العاملين فى المجال الإفتائى على اختلاف مذاهبهم، والخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، وسيتم خلال المؤتمر إعلان وثيقة: “التسامح الفقهى والإفتائى”، وكذلك إعلان آلية لإفادة مؤسسات المجتمع المدنى للاستثمار من الخلاف الفقهى فى مجال حقوق الإنسان وكافة المجالات الاجتماعية والإنسانية، وتطوير طائفة من الأفكار التى تتبنى إنشاء برامج إعلامية ونشاطات اجتماعية يتشارك فيها علماء المذاهب المختلفة تكون مرشدة لأتباع هذه المذاهب وداعمة للتسامح.

● إلى أى مدى نجحت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فى الاستجابة لمعطيات الواقع ودراسة مشكلات المسلمين؟

ـ حملت الأمانة العامة على عاتقها منذ إنشائها لواء الاعتدال والتجديد والاستنارة، كما سعت حثيثا لقيادة قاطرة العالم الإسلامى فى مواجهة الفتاوى الضالة والمنحرفة لدى الجاليات والأقليات المسلمة بالخارج، وتقوم الأمانة بالتنسيق بين دُور الفتوى والهيئات الإفتائية العاملة فى مجال الإفتاء فى أنحاء العالم بهدف رفع كفاءة الأداء الإفتائى لتلك الجهات، مع التنسيق فيما بينها لإنتاج عمل إفتائى علمى رصين، ومن ثَمَّ زيادة فعاليتها فى مجتمعاتها حتى يكون الإفتاء أحد عوامل التنمية والتحضر للإنسانية، وتكمن أهمية الأمانة العامة فى سياق زمانها ومكانها. فالعالم الآن يشهد موجات عنف متتالية وتيارات تبحث عن فتاوى تبرر لها العنف وما الإحصائيات عنا ببعيد، فما يقدر بخمسين ألف مقاتل فى صفوف «داعش» نصفهم من أبناء الأقليات المسلمة، وإعلام التنظيم يتحدث بـ12 لغة؛ ولذا كان على المؤسسات الدينية العريقة ذات الشأن فى هذا المجال أن تعلن عن نفسها لترد بقوة وبحسم على الأفكار الضالة بمنهجية علمية رصينة، وهى الاستراتيجية التى تتبعها الأمانة، ويمكن القول إن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم هى استجابة لمعطيات الواقع ومشكلات المسلمين وأوضاع دولهم وجالياتهم، فالأزمات والمشكلات التى يمر بها المسلمون فى مختلف أرجاء المعمورة تتطلب استجابات نوعية تواكب حجم المشكلات والتحديات الراهنة، وقد كانت أمانة الإفتاء فى العالم أول مؤسسة إسلامية فى العالم تعنى بتجميع وتكتيل المؤسسات والهيئات الإفتائية فى مختلف بقاع الأرض لتعيد إلى الفتوى دورها الإيجابى فى حياة المجتمعات والشعوب، ولتزيل عنها ما لحق بها بسبب تصدر غير المتخصصين وأنصاف العلماء وأصحاب التوجهات المتطرفة للفتوى والرأى الديني.

● ما دور الإفتاء فى مواجهة التنظيمات الإرهابية لحماية المجتمع من مخاطرها؟

ـ واجهت دار الإفتاء وما زالت تواجه التنظيمات الإرهابية من خلال آليات عدة يأتى فى مقدمتها المراكز البحثية؛ حيث أطلقت الدار فى نهاية العام المنصرم وتحديدا خلال مؤتمرها العالمى فى أكتوبر الماضى، «المؤشر العالمى للفتوى» وهو أول مؤشر من نوعه فى هذا المجال، تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إضافة إلى المنصة الإلكترونية التابعة للأمانة والتى تضم 2000 ساعة صوتية ومرئية بهدف المشاركة الفاعلة فى تجديد الخطاب الديني، عبر تقديم نماذج واقعية فى التجديد والتطوير وتأسيس المناهج والأفكار، مع تقديم البدائل العصرية لمشكلاتنا الدينية والثقافية، وكذلك انتهجت الدار بناء شراكات علمية لدعم المنهج الوسطى باعتباره خط الدفاع الأول عن الإسلام الصحيح، كما دشنت الدار وحدة «الرسوم المتحركة» التى تقوم على عرض الأفكار المغلوطة التى ترددها جماعات الظلام ثم الرد عليها ودحضها بطريقة ميسرة عن طريق تقديم المعلومات والفهم الصحيح عبر تقنيات الرسوم المتحركة.

● المنطقة العربية تواجه خطر الإرهاب خاصة مع بروز التنظيمات المتشددة مثل داعش والخطير فى الأمر أنها ترفع شعار الإسلام فما رؤيتك لذلك؟

- ظهرت التنظيمات المتطرفة فى مصر على سبيل المثال منذ عشرينيات القرن المنصرم، ويعد حسن البنا هو الأب المؤسس للتنظيمات المتطرفة والعنيفة المعاصرة، وقد انبثقت تنظيمات متطرفة كثيرة من رحم هذه الجماعة المتطرفة، وسبق أن حذرنا من خلال دراسات مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة، من محاولة «داعش» إعادة تنظيم صفوفه فى عدد من المناطق فى العالم، خصوصاً فى باكستان وأفغانستان والهند وغرب أفريقيا، كما أن تنظيم القاعدة الإرهابى سعى عقب ظهور داعش فى العام 2014، إلى إعادة بناء شبكات جديدة وتقوية روابطها فى العديد من مناطق العالم، وهو الأمر الذى يحتاج تكاتفا وجهودا مضنية من دول العالم لحصار تلك الجماعات الضالة.

● اهتمت دار الإفتاء مؤخراً بصفحات التواصل الاجتماعى، فما أهم الآليات لإتقان استخدام هذه الصفحات؟

ـ كانت دار الإفتاء أولى المؤسسات التى فطنت لضرورة التواصل مع المسلمين فى شتى بقاع الأرض من خلال السوشيال ميديا،  بهدف الرد على كافة التساؤلات ومجابهة جماعات التطرف التى أصبحت تعتمد فى استقطاب المغيبين عبر هذه الشبكات، ولهذا الأمر قمنا بتدشين العديد من الحسابات عبر كافة منصات وسائل التواصل الاجتماعى، وتعد صفحة دار الإفتاء المصرية “العربية” على الفيس بوك، هى النافذة الأكبر والأهم للدار، والتى أطلقت فى عام 2010 حيث تحظى بمتابعة أكثر 7 ملايين ونصف المليون متابع، وحاصلة على علامة التوثيق الزرقاء من فيس بوك، هذا إلى جانب إطلاق الدار لحسابين آخرين بالإنجليزية والفرنسية، والحسابان معنيان بنشر محتويات الدار باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وذلك بهدف الوصول لكافة المسلمين الناطقين باللغات الأجنبية، إضافة إلى حسابات الدار على موقع «إنستجرام» ويعتنى هذا الحساب بنشر صور دينية ترفيهية ووعظ، بالإضافة إلى بعض الصور الأخرى التى تحتوى على فتاوى دينية، إضافة إلى قناة دار الإفتاء المصرية على “يوتيوب” ولدينا على هذا الحساب أكثر من  15 ألف مشترك، وتحتوى القناة على عدد كبير جداً من فيديوهات الفتاوى لفضيلة المفتى، وعدد كبير من أمناء الفتوى، فضلا عن تواجد الدار أيضا عبر موقع التدوينات العالمى تويتر بعدد متابعين تخطى 140 ألف متابع، وكذلك التليجرام وجوجل بلاس، وساوند كلاود.

وتحظى منصات الدار عبر السوشيال ميديا باهتمام وإشراف المركز الإعلامى بدار الإفتاء المصرية.

● ما رؤيتكم لقضية تجديد الخطاب الدينى وهل يمكن القول إن الدار أصابت كبد الحقيقة فى قضية تجديد الخطاب الدينى وخطت خطوات واسعة فى مسار التجديد وما آليات الدار لتنفيذ مبادرة للتجديد؟

ـ قضية التجديد ترتبط ارتباطا وثيق الصلة بتفكيك الفكر المتطرف وكشف ضلاله وفساده لتحصين شبابنا ومجتمعاتنا من شر هؤلاء جميعا.

وفى سبيل ذلك علينا أن ننظر إلى التراث الإسلامى غير الكتاب والسنة باعتباره عملا تراكميًا محترمًا ولكنه ليس مقدسًا، بمعنى أننا نستفيد من مناهج السلف الصالح فيه، لأنها مبنية على اللغة والعقل وقواعد تفسير النصوص، ولكن فى الوقت نفسه لا نلتزم بمسائلهم التى ارتبطت بسياق واقعهم وقتها. فالمشكلة الكبرى عند ذوى الفكر المتشدد والمنحرف أنهم يحاولون توسيع دائرة الثوابت بغير حق حتى يضيق على الناس دينهم ودنياهم فيسهل عليهم تبديعهم وتفسيقهم وصولا لتكفيرهم، بل ينحرف فكرهم إلى استباحة دمائهم.

والمنهج الأزهرى الوسطى الذى تتبناه دار الإفتاء المصرية، يقف على الطريق الوسط بين هؤلاء وأولئك، ونعمل فى دار الإفتاء على عدد من المحاور لإعادة تصحيح المفاهيم فى إطار قضية تجديد الخطاب الدينى، كان آخرها افتتاح وحدة للرسوم المتحركة لاستخدامها فى الرد على المتطرفين وتصحيح الأفكار الشاذة. فقد انصرفت أذهان الكثيرين إلى أن التجديد قاصر على الخطاب الدينى الدعوي، متجاهلين ضرورةَ أن يكون التجديد فى الفتوى هو رأس الحربة التى تنطلق منها دعاوى التجديد، خاصة بعدما أصبحت الفتاوى سلاحًا تستخدمه تيارات الدم والتخريب لشرعنة ممارساتها التى تخدم بها الأجندات الخارجية الممولة.

ونحرص فى دار الإفتاء على أن يجذب الخطاب الدينى أفكار الشباب والأطفال وجميع الفئات، حتى يتوافق مع العصر. فتجديد الخطاب الدينى يعنى أن نأخذ من المصادر الأصيلة للتشريع الإسلامى ما يوافق كل عصر باختلاف جهاته الـ4 «الزمان والمكان والأشخاص والأحوال»، بما يحقق مصلحة الإنسان فى زمانه وفى إطار منظومة القيم والأخلاق.

● كيف تعالجون عشوائية الفتوى وما أبرز الفتاوى المتشددة وكيف تواجهونها وهل ما زلنا بحاجة لقانون تجريم الإفتاء من غير المختصين؟

ـ أطلقت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم عدة مشروعات إفتائية من شأنها حصار ضبط الفتوى وحالة الفوضى التى لحقت بها فى مصر والعالم الاسلامى، يأتى على رأسها المؤشر العالمى للفتوى، الذى تنفذه وحدة الدراسات الاستراتيجية بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، ويبين كيف يسير الشأن الإفتائى فى كل دائرة جغرافية وفق أهم وسائل التحليل الاستراتيجى للمساهمة فى تجديد الفتوى من خلال الوصول إلى مجموعة من الآليات الضابطة للعملية الإفتائية.

كما شرعنا فى وضع ميثاق عالمى للإفتاء بهدف ضبط حالة الفوضى التى أصيبت بها الساحة الإفتائية والخطاب الإسلامى عمومًا، وكذلك تفعيل التعاون العلمى المشترك بين أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم لإثراء الميثاق وإكسابه صبغة العالمية، كما أنه يعد مدونة أخلاقيات لمهنة المفتي، ويتم تقديمه للهيئات والمنظمات المعنية بأمر الإفتاء فى العالم؛ ليكون معينًا ومرشدًا للنظر الصحيح والتعامل الرشيد مع الفتاوى العالمية، وكذلك تقديمه للدول الأعضاء بالأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم للاستعانة به فى وضع القوانين والمواثيق التى تحد من ظاهرة فوضى الإفتاء، وتساعد فى جعل الفتوى أداة للتنمية والاستقرار. أما المشروع الثالث وهو عبارة عن «منصة إلكترونية متعددة المهام والتخصصات واللغات»، تقدم مجموعة من المحاضرات الصوتية والمرئية والبرامج والدورات التدريبية والتعليمية والثقافية والسلوكية.

● إلى أى مدى نجح مرصد الفتاوى التكفيرية فى رصد الفكر المتطرف والرد عليه؟

ـ هناك جهود ملموسة لمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة لتجفيف منابع الإرهاب، ولا نغفل أن المرصد قد اجتهد فى تقديم أكثر من 170 تقريرًا ودراسة علمية تتناول الرد على ادعاءات المتطرفين وأسانيدهم الباطلة وتوضيح كافة المسائل والقضايا التى توظفها جماعات العنف والتطرف للنيل من وحدة المسلمين وتماسكهم. وقد أصدر مرصد الإفتاء مؤخرا نشرة من ضمن دراساته ونشراته الدورية التى تهتم بقضايا الإرهاب المتنوعة وخرائط انتشاره وخطاباته العنيفة والمتطرفة، وتضمن هذه النشرة الدورية رصد خريطة العمليات الإرهابية، مع تحديد خريطة الجماعات الأكثر تنفيذًا للعمليات الإرهابية.

● دورات الدار للمقبلين على الزواج، هل من الممكن أن يساهم تعميمها فى الحد من نسب الطلاق المرتفعة داخل المجتمع الإسلامي؟

ـ  تهدف تلك الدورات الى إعداد وتأهيل المقبلين على الزواج والحد من نسب الطلاق من خلال تأهيلهم لمرحلة الزواج وكيفية تكوين أسرة ناجحة وتربية الأبناء تربية سوية، ودعمهم بالمعارف والخبرات والمهارات اللازمة لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة،

● ما توقعاتك عن المواجهة مع الإرهاب؟

ـ الجماعات الإرهابية تتفق فيما بينها على اجتماع الجهل بدين الله، والجرأة على تكفير المسلمين واستباحة دمائهم، وظلم عباد الله، فى حين أنها لا ترفع سيفًا ولا تطلق رصاصة فى وجه أعداء الأمة الحقيقيين، ما يدعو إلى القول بأن تلك الجماعات ما هى إلا أداة فى يد أعداء الأمة يستخدمونها فى توجيه سهامهم إلى قلب الأمة.

وجميع هذه الجماعات الإرهابية تنهل من معين واحد وهو فكر الخوارج التكفيرى الذى يعتبر النواة الأولى لجميع الفرق والجماعات الإرهابية التى اتخذت العنف سبيلا للتغيير.

كما أن هناك تشابها أيضا فى الأدوات والأساليب التى تستخدمها تلك الجماعات فى جذب وتجنيد عناصرها، حيث تستغل هذه الجماعات حافز الجنة الموعودة وتجذب أتباعها من خلال تصدير خطاب دينى واحد يعتمد السردية الجهادية التى تستقطب عددًا كبيرًا ممن يفتقرون إلى الإحساس بالهوية، أو الانتماء من الشباب صغير السن والذى يرغب فى المغامرة فى إطار إسلامى دون وعى ولا بصيرة.

وهناك دروس مستفادة من التاريخ للجماعات المتطرفة وعدة طرق يجب اتخاذها الآن لنشر الصورة الصحيحة الوسطية للإسلام فى العالم، ومن أهم هذه الطرق تصحيح المفاهيم التى شوهتها وحرفتها التنظيمات الإرهابية، وتفكيك فكر هذه التنظيمات، وبيان حقيقة ومعنى الجهاد فى الإسلام وأركانه وشروطه.