رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسقاط النظام هدف مشترك فى لعبة الكراسى الثورية

مظاهرات 24 أغسطس
مظاهرات 24 أغسطس

أصوات متباعدة توحى بوقوع حدث جلل.. هتافات يعقبها هواء مغبر بغاز مسيل للدموع ثم طلقات تصيب أجساداً متراصة تطالب بالتغيير.

تجمعوا لتصبح الأصوات المتباعدة صوتاً واحداً يصل مداه إلى القصر الجمهورى حيث يقبع نظام ظل طيلة ثلاثين عاماً يعثون فى البلاد فساداً وتجبراً.
حناجرهم يصيبها الإرهاق من طول الهتاف.. وآخرون كست طلقات الخرطوش أجسادهم.. فيما تركهم المئات ليظفروا بألقاب شهداء.
الأحداث متسارعة وهتافاتهم يزداد سقف مطالبها.. ميادين كثيرة تحولت إلى ساحات اعتصام ملتفين حول هدف اسقاط النظام.
قد تكون الجمل القليلة السابقة تلخيصاً مقتضباً لتلك الحالة التى عاشتها مصر طوال 18 يوماً لخص فيها المصريون مفهوم أفلاطون عن المدينة الفاضلة.
فى مظاهرات 25يناير وطوال 18يوماً، التف المصريون حول أهداف واحدة وإن اختلفت انتماءاتهم ودياناتهم وطموحاتهم لما بعد نجاح ثورتهم.. لم تكن بينهم بذور التخوين أو الاتهامات فجميعهم يشكلون فرداً واحداً يقف وحيداً أمام نظام يستخدم كل أجهزته لارجاع هذا الفرد إلى بيته واستمرار وضع الخنوع كما هو عليه.
فاعتصم السلفى والعلمانى واليسارى والليبرالى على أرض واحدة منحين أيديولوجيتهم المتباعدة جانباً، وحرص المسيحى على جلب ماء الوضوء للمسلم، كما صنعت سلاسل بشرية مسيحية حول المصلين المسلمين، كما نزلت المرأة دون خوف من العنف فكانت بأمان وسط غرباء لكنهم مصريون.
وبعد قرابة العامين من الملحمة المصرية ظهرت دعوات لقيام ثورة أخرى لتصحيح مسار الثورة وإسقاط جماعة الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية.
تبدو الجملة الأخيرة نشازا مقارنة بالفقرات السابقة لها لكنها حق واقع يعيشونه أبطال ملحمة المدينة الفاضلة.
فروقات 25 يناير و24 أغسطس
الفروقات كثيرة إلى حد التباعد بين ثورة 25يناير وتلك التى اطلقوا عليها ثورة 24 أغسطس، فالمطالب والأجواء وكثافة المتظاهرين وحتى التعامل الأمنى ورد الفعل الشعبى والتغطية الاعلامية اختلفوا وكذلك الهتافات تبدلت بالتبعية.
فبعد المطالبة بالحريات والعدالة الاجتماعية وإسقاط نظام فشل فى حكم البلاد، خرج متظاهرو 24 أغسطس للمطالبة بإسقاط رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، وتمادى البعض للعودة إلى مطلب تشكيل مجلس رئاسى مدنى لادارة شئون البلاد لحين اجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وأن تبدو مطالب 24 أغسطس واضحة لكن أسباب المطالب تعكس كثيراً من التشوه الذى حدث فى وجه ثورة المصريين، فالتيارات التى توحدت لإسقاط النظام تفتت لتسعى كل منها وراء مصالحها وتسارعت لتبادل الاتهامات والتخوين.
وإن كان متظاهرو 25 يناير خرجوا لإسقاط نظام فاشى فهذا أمر منطقى يكون الاندهاش فيه هو طول انتظار المصريين دون ثورة مبكرة عليه، لكن متظاهرى 24 أغسطس يطالبون بإسقاط رئيس لم يكمل بعد يومه الخمسين فى الحكم.
أجواء تثير الشكوك
الأجواء التى سبقت وصاحبت ثورة 25 يناير تبدو منطقية فحالات انتحار متتالية قبل اندلاع الأحداث ثم تجمعات فى يوم عيد الشرطة التى تمثل فى ذهن المصريين أداة قمع استخدمها النظام لضمان بقائه، فتظاهرات وإعلان اعتصام مفتوح فى ميادين محافظات مصر وتصميم على أن لا عودة دون تحقيق المطالب.
لكن أجواء تظاهرات أول أمس تفتقر للحماسة ولا مقدمات لها سوى دعوات بعض المعارضين لجماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم نائب البرلمان السابق عن حزب المصريين الأحرار محمد أبوحامد والاعلامى توفيق عكاشة.
وكثير من القوى الوطنية إن لم تكن اغلبها تبرأت من يوم 24 أغسطس رافضة مطالب متظاهريه، فى حين ايدت كثير من القوى الوطنية خاصة الحركات الشبابية مظاهرة 25يناير قبل ان تبدأ ملامح الثورة تتكشف للملأ فتسارع جموع التيارات لتأييدها.
ولا حديث عن مقارنة الاعداد فى كلا الحدثين فملايين المصريين خرجوا لإسقاط نظام حسنى مبارك، فيما خرج ما يمكن أن نسميهم الآلاف على استحياء

ليسقطوا محمد مرسى.
تعامل أمنى غريب
تدرج التعامل الأمنى مع ثورة 25 يناير ففيما بدا عنيفاً فى اعتقالاته واستخدامه القنابل المسيلة للدموع وإطلاق الخرطوش وتفريق الجموع بالمياه، فى بدايات الثورة خاصة يومى 25و28يناير، طور اسلوب الترويع عبر عدم السيطرة الحازمة على السجون التى تم اقتحامها ليهرب السجناء ويبدأ مسلسل الانفلات الأمنى المصطنع ثم انتقل إلى العزوف تماما عن حماية المواطنين فيما عرف بالتلبد الأمنى.
أما فى 24 أغسطس فغاب الأمن تماماً عن المشهد فلا احتكاك بالمتظاهرين.. فقط تأمين لقصر الرئاسة الذى تجمع عدد من المتظاهرين للاحتجاج أمامه.
ويظل رد الفعل الشعبى تجاه الحدثين محيراً ففى 25 يناير كان الحدث حقا جللاً ولا حديث فى البيوت والمقاهى ومؤسسات العمل المصرية سوى عن الحركة الاحتجاجية الحادثة وانقسم المصريون وقتها إلى مؤيد ومعارض فيما ظهر التصنيف الشهير لهؤلاء الذين وقفوا على الحياد لمشاهدة برامج التوك شو ليلقبوا بـ«حزب الكنبة».
لكن فى مظاهرات اسقاط «الإخوان» بدت مشاعر المصريين أكثر هدوءاً وسلبية وكذلك حيادية بل إن الكثيرين لم يهتموا بمعرفة سبب اندلاع تظاهرات 24اغسطس، وإن اهتم المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين بالحدث خاصة فيما يشمل تأمين مقار جماعتهم بعد التهديدات التى صاحبت دعوات التظاهر بحرقها.
ملاك الإعلام يحركون اللعبة
كما حدث خلال 25يناير فانقسمت وسائل الاعلام بين مؤيد ومعارض لتظاهرات 24 أغسطس لتخدم كل منها سياستها التحريرية ومصالح مالكيها، ولكن طول أيام الثورة وتسارع الأحداث أعطى مساحة أكبر لرجال الإعلام ليستغرقوا فى مشاهداتهم خاصة مع ضم الفنانين والمطربين كموجهين للرأى العام واستضافتهم كمحللين سياسيين، لكن فيما يخص 24 أغسطس فكان غلق قناة الفراعين لصاحبها توفيق عكاشة بقرار قضائى أثرا فى عدم حشد انصاره بطريقته المعروفة ليتجمعوا كما فعل قبل ذلك فيما سموه مليونيات العباسية، وإن اهتمت كل الوسائل الإعلامية بتغطية الحدث تبعاً أيضاً لسياسة كل منها.
تطور الهتافات
وبالنسبة للهتافات التى عبرت بقوة عن مطالب المتظاهرين فى الحدثين، أيضاً كشفت بقوة حجم الفجوة التى سقط فيها المصريون الذين هتفوا فى 25 يناير «الشعب يريد إسقاط النظام» و«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» و«ماتعبناش.. ماتعبناش الحرية مش ببلاش» و«مش هنمشى.. هو يمشى» و«مسلم ومسيحى.. إيد واحدة» و«مبارك.. باطل»، لكن بعضهم عاود الهتاف فى 24 أغسطس «يسقط يسقط حكم المرشد» و«عبدالناصر قالها زمان.. الإخوان مالهمش أمان» و«مرسى.. باطل» و«هم اتنين مالهمش أمان.. حكم العسكر والإخوان».