رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انهيار عرش التوك توك

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

الحكومة تقرر منع سيره فى المدن والشوارع الرئيسية وتبدأ خطة استبداله بـ «سيارات الفان»

ترحيب شعبى وبرلمانى بالقرار.. وشىء من الخوف فى نقابة السائقين

الأحياء تبدأ مصادرة المخالفين.. ورئيس حى باب الشعرية: إلغاء جميع المواقف العشوائية

 

 

نجلاء سامى نقيب سائقى التوك توك

توك توك يسير بحرية فى شوارع الجيزة

التوك توك وسيلة نقل فى المناطق العشوائية

حمدى عرفة خبير التنمية المحلية

 

ممدوح الحسينى عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب

 

 

 

أخيراً وبعد 14 سنة خدمة، بدأ تنفيذ خدمة تفكيك إمبراطورية التوك توك، فبعد ظهوره بشكل مفاجئ عام 2005 انتشر بشكل خيالى فى طول البلاد وعرضها، حتى بلغت أعداده أكثر من 4 ملايين توك توك، حسب بيانات نقابة سائقى التوك توك.

ومنذ ذلك الحين وهو ليس فقط وسيلة مواصلات ولكنه أيضاً شريك دائم فى العديد من جرائم السرقة والخطف والقتل وغيرها.

كيف سيتم تفكيك إمبراطورية التوك توك الضخمة، وما مصير «التكاتك» الحالية، وما الذى ستحمله الأيام القادمة لكل صاحب توك توك.. إجابات هذه الأسئلة وغيرها فى التحقيق التالى.

فى أوائل 2005 كان أول ظهور لآلة ذات ثلاث عجلات بعضها أسود اللون وبعضها الآخر أصفر.. وسيلة مواصلات غريبة على المجتمع، ولكنها فى سنوات قليلة تمددت فى كل أرجاء مصر، وظل «التوك توك» لمدة 3 سنوات يعمل بدون ترخيص، وفى 2008 صدر قرار بترخيصه وتحديد أماكن سيره والتحذير من تواجده فى الطرق والشوارع الرئيسية والمدن وخارج المحافظات.

ومنذ أيام أعلن مجلس الوزراء البدء فى تنفيذ مشروع إحلال «التوك توك» واستبداله بسيارات «مينى فان» وهى الخطوة التى تهدف إلى توفير وسائل مواصلات آمنة ومرخصة، وحضارية للمواطنين، بديلة لـ «التوك توك» والذى تسبب خلال السنوات القليلة الماضية فى العديد من الأزمات، فنفذت من خلاله العديد من جرائم السرقة والخطف والقتل.

قبل صدور القرار الأخير سبق لمدن وأحياء منع سير التوك توك، وكان فى مقدمتها مدينة 6 أكتوبر. وقال خالد سرور نائب رئيس جهاز مدينة السادس من أكتوبر: إن منع سير التوك توك نهائياً من المدينة تم منذ حوالى ستة أشهر بناء على قرار مجلس المحافظين وكانت الخطوة الأولى تمت بمنعه من الشوارع الرئيسية للحفاظ على المظهر الحضارى لأهم المدن الجديدة بمصر، وتم إصدار تعليمات بمصادرة أى توك توك يسير بالشوارع الرئيسية أو دفع غرامة 1500 جنيه، وسنبدأ المرحلة التالية التى ستشمل منعه من السير نهائياً بالمدينة واستبداله بسيارات الفان.

وأكد سرور لـ «الوفد» أن الجهاز انتهى من توفير وسيلة نقل بديلة عن التوك توك فتمت الموافقة على ترخيص نحو 1200 سيارة سبعة راكب، لتوفير خدمة النقل وربط كافة أحياء المدينة بعضها البعض، وتم ترخيص 200 سيارة «14 راكباً» ومن المستهدف الوصول بعدد هذه السيارات إلى 400 سيارة.

وأضاف نائب رئيس جهاز السادس من أكتوبر، أن الدولة تعمل جاهدة من أجل إنهاء مشكلة التوك توك وحلها وكانت البداية من المدن الجديدة واستبدالها بالسيارات الملاكى «الفان» ثم تعميم التجربة على جميع أنحاء الجمهورية وذلك من أجل إعادة الانضباط إلى الشارع المرورى، وسيتم مراعاة البعد الاجتماعى مع أصحاب التوك توك داخل المدينة بتوفير سيارات «فان» لتكون بديلة للتوك توك وهى سيارة آدمية ومرخصة وآمنة للمواطنين.

وأكد اللواء مجدى الشاهد، الخبير المرورى، أن ظهور الـ «توك توك» وانتشاره، مع تحقيقه دخلًا غير قليل للعاملين عليه، جعل الشباب يستسهلون العمل عليه، بدلًا من البحث عن عمل حقيقى، أو اللجوء إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، زاد الطين بِلَّة أنه أصبح بإمكان أى فرد قيادته، دون أن يكون مؤهلًا للعمل عليه، ودون الحصول على رخصة لقيادته، فأصبحنا نرى أطفالًا صغارًا يقودون المركبات، ويزاحمون وسائل النقل الأخرى فى الشوارع والطرقات.

وأضاف «الشاهد» أن من ضمن أسباب ظهور الـ «توك توك» وانتشاره بشكل سريع، هو سهولة الحصول عليه، وانخفاض ثمنه مقارنة بوسائل النقل الأخرى، فضلًا عن عدم وجود شروط لسيره على الطريق، وخلال السنوات الماضية دخلت آلاف المركبات إلى مصر بعدة طرق، وبدأ ينتشر فى مختلف المحافظات، باستثناء بعض المناطق التى ظلت مُحصنة منه، وجاء الوقت للتخلص منه، ومن مشاكله.

وأكد الخبير المرورى، أنه نتيجة عدم وجود تراخيص لـ «التوك توك»، أو رخصة قيادة لمن يتولى قيادته، أصبح التزامه بالتعليمات المرورية يكاد يكون منعدمًا وهو ما رفع من معدلات حوادث الطرق، وأصبح قائده نفسه فى خطر، نتيجة سهولة سرقته وعدم قدرة صاحبه على استرداده، وإمكانية تغيير معالمه بكل سهولة، فانتشرت العديد من وقائع القتل لسرقة الـ «توك توك»، وراح ضحيتها العديد من الشباب.

وعلى الجانب الآخر أكدت نجلاء سامى، نقيب سائقى «التوك توك»،أن استبدال وإحلال «التوك توك» بسيارات «المينى فان»، ليس الحل المناسب للقضاء على جرائم السرقة والقتل والمخالفات التى يرتكبها بعض مالكى التوك توك، فإلغاء عمل التوك توك نهائياً يؤدى إلى زيادة معدلات البطالة، خاصة أن عددًا كبيرًا من مالكى هذه المركبات غير متعلمين، ولذلك لا يستطيعون استخراج رخص القيادة سواء للسيارات الفان أو غيرها، كما أن بينهم عددًا كبيرًا أعمارهم أقل من 18 عامًا، وأشارت إلى أن السيارات المينى فان لا تستطيع توصيل المسنين للمنازل مثل التوك توك لصغر حجمه عكس المركبة الفان.

واقترحت نقيب سائقى «التوك توك»، استبدال التوك توك بسيارة كهربائية بثلاث عجلات تشبه التوك توك ونفس حجمه مع تسهيل التراخيص لها، مؤكدة أنها تقوم بنفس مهام التوك توك وتسير فى الشوارع الضيقة ويمكن السيطرة عليها من خلال منح التراخيص، مؤكدة أنها تدعم قرار منع سير التوك توك بالشوارع الرئيسية من أجل الحفاظ على المظهر الحضارى ولكن يجب تقنينه بالشوارع الداخلية وليس إلغاؤه نهائياً، لأن البديل لن يكون بنفس المستوى وسهولة التحرك بالشوارع الداخلية خاصة أن هناك كبار السن والأطفال لا يستطيعون المشى لمسافات، وسبق أن وعدت الحكومة ومصلحة الضرائب بمنح التراخيص وتقنين التوك توك لأنه أصبح أمرًا واقعًا ومنتشرًا بمعظم أرجاء الجمهورية، ثم فوجئنا بقرار منعه نهائياً واستبداله بالمينى فان.

وقال محمد زين الدين، وكيل لجنة النقل بمجلس النواب: استبدال وإحلال «التوك توك» بسيارات آمنة ومرخصة مثل «المينى فان»، التى تعمل بالغاز الطبيعى، يضع حدًا لمعاناة الملايين من المصريين الذين يضطرون إلى اللجوء إلى هذه الوسيلة غير الحضارية وغير الآمنة والتى سببت الكثير من المشكلات الجنائية فى الأونة الأخيرة.

وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن نجاح هذا الأمر مرهون بتكاتف الجميع

من وزارات ومجتمع مدنى وشركات خاصة فى القيام بمسئوليتها المجتمعية، معتبراً أن هذا التحويل يأتى استجابة لنداءات نواب البرلمان، والمواطنين الذين قاموا بمبادرات لمقاطعة التوك توك ومطالبتهم بسيارات فان صغيرة تؤدى نفس المهام التى يؤديها التوك توك.

وطالب وكيل لجنة النقل، كل حى ومحافظة بالبدء فوراً فى تغيير التوك توك بالفان، حتى تنجح التجربة ويتم تعميمها فى جميع أرجاء مصر.

وأكد ممدوح الحسينى، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن ما أعلنته الحكومة بشأن استبدال وإحلال «التوك توك» بسيارات آمنة ومُرخصة، مثل «المينى فان»، خطوة جيدة لحل مشكلة التوك توك التى تؤرق المجتمع كله، مشيراً إلى أنه نادى وزملاؤه النواب بتطبيق هذه الفكرة من قبل، وإن اللجنة تتابع مع الحكومة لمعرفة الإجراءات التى ستتخذ فى هذا الشأن وكيفية تطبيق خطة استبدال وإحلال التوك توك بسيارة «المينى فان»، مطالباً الحكومة بتوضيح خطتها بشأن كيفية الاستبدال وما هى التسهيلات التى ستقدمها لأصحاب التكاتك لمساعدتهم وتشجيعهم على الاستبدال.

 وأشار «الحسينى»، إلى أن «التوك توك» انتشر فى كل ربوع مصر مثل الوباء، ولابد من وضع الحلول اللازمة لوقف خطورته ومشكلاته، حيث تسبب فى انتشار جرائم السرقة والخطف والقتل، بالإضافة إلى تهديد أمن وحياة المواطنين، كما أن أغلب سائقيه أطفال صغار السن، والكثير من سائقيه مسجلون خطر.

وأعلنت مؤخرًا وزارة التنمية المحلية فى بيانها عن عدد «التكاتك» المرخصة بالمحافظات والتى سيسمح لها فقط بالسير داخل النجوع والقرى النائية والابتعاد عن الشوارع والمدن الرئيسية مع ترخيصها وتسجيل بياناتها، وجاءت محافظة الدقهلية فى المركز الأول حيث أصدرت 40 ألف ترخيص لـ «التوك توك»، ثم محافظة كفر الشيخ حيث بلغ عدد المرخص من «التوك توك» بها 22 ألفاً، ثم محافظة الغربية 21 ألفاً، ومحافظة سوهاج 20٫952، ثم محافظة البحيرة بـ 20٫256، ومحافظة الجيزة 18٫089، ثم محافظة الفيوم 16٫735 توك توك، ثم محافظة الشرقية 16٫567 مركبة.

وبلغ عدد مركبات «التوك توك» المرخصة فى محافظة المنيا 13٫229 «توك توك»، ومحافظة المنوفية 9٫525، ومحافظة أسيوط 8٫516، ومحافظة القليوبية 6128، ومحافظة الإسماعيلية 4 آلاف توك توك، ومحافظة بنى سويف 3422، ومحافظة دمياط 3 آلاف توك توك، ومحافظة أسوان ألفا توك توك، وفى شمال سيناء ألف توك توك.

وأكدت وزارة التنمية المحلية، أنه سيتم توفير سيارات 7 راكب «الفان» لنقل المواطنين بدلاً من «التوك توك» فى المدن والمناطق المخططة بعيدًا عن القرى والنجوع والعشوائيات، لتقليل حدة الزحام والقضاء على العشوائية التى تشوه منظر المدن المخططة نتيجة لسير «التوك توك».

وفى هذا السياق كان أول الأحياء تفاعلاً مع  قرار حل التوك توك هو حى باب الشعرية، وقال اللواء ماهر هاشم رئيس حى باب الشعرية غرب القاهرة: إنه تنفيذاً لقرار رئيس الوزراء بحظر «التوك توك» واستبداله بمركبات «المينى فان»، تم التوجيه بعدم دخول أى «توك توك» لحى باب الشعرية قادماً من أى جهة، وسيتم مصادرته وتنفيذ  جميع اللوائح والقوانين التى حظرت استخدامه.

وأضاف رئيس حى باب الشعرية، أنه سيتم إلغاء المواقف العشوائية والمتابعة مع إدارة المرور بمنع الوقوف قطعياً، من خلال التواجد الأمنى المكثف لاتخاذ الإجراءات ضد التوك توك لأنه أصبح مصدر قلق للمجتمع المصرى.

وأشاد حمدى عرفة، خبير التنمية المحلية، بقرار منع التوك توك فى ظل الجرائم التى تشهدها الساحة المصرية. وقال: «هذه الخطوة فى غاية الأهمية»، متابعاً أن 60٪ من سائقى التوك توك أطفال تحت ١٨ عاماً، مع انتشار مركبة التوك توك فى شوارع العاصمة بالآونة الأخيرة، ولكنها قللت من ظاهرة البطالة المقننة لاستسهال الشباب العاطلين العمل عليها والكسب منها والتربح، فيومية عمل التوك توك لا تقل عن 300 جنيه، ولكن ذلك كان له أثر سلبي ما أدى لانخفاض عمالة ماهرة وصنايعية فى مجالات كثيرة.

وأضاف عرفة، أن عدم ترخيص التوك توك يهدر ملياراً و١٥٠ مليون جنيه، فضلاً عن المخالفات المرورية الضائعة ضد أصحاب التكاتك بمليار و٦٥٠ مليون سنوياً.

 

إنفوجراف:

99 ألف توك توك تم ترخيصها طبقاً للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2016

400 ألف توك توك تسير بشوارع مصر دون ترخيص طبقاً للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2017

9 ملايين مركبة تسير بشوارع مصر طبقاً للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2017