رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعداء الوطن يستهدفون عقول مصر الذرية

بوابة الوفد الإلكترونية

علماء الذرة.. ثروة قومية فى انتظار الحماية

الخبراء يطالبون بحراسات خاصة لخبراء «النووى»

وفاة الدكتور أبوبكر رمضان عبدالمنعم رمضان، أثارت حالة من الجدل حول استمرار مسلسل خسائر علماء الطاقة النووية فى مصر، فالدكتور أبوبكر أحد علماء الفيزياء الذين وقع عليه الاختيار لدراسة الآثار المحتملة لمفاعلى بوشهر الإيرانى وديمونة الإسرائيلى، وأعادت وفاته بالسكتة القلبية للذاكرة قائمة طويلة من الاغتيالات، تستدعى المكاشفة والبحث عن طرق وقوانين لحماية علماء مصر النوابغ فى مجال الطاقة النووية.

ومنذ الخمسينيات كانت مصر من أوائل الدول النامية التى فطنت إلى أهمية أن يكون لها برنامج نووى لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، فكان الاهتمام بإنشاء أول محطة نووية بمنطقة سيدى كرير لتوليد 150 ميجاوات، وبذلك تكون أول محطة ذات استخدام مزدوج فى العالم، وتعمل لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر بمعدل 20 ألف متر مكعب يومياً.

وفى حرب 1967 توقف تنفيذ المحطة رغم أن عقد إنشائها كان قد رسا على أكبر الشركات الأمريكية العاملة فى بناء المحطات النووية.

وبعد حرب 1973 أعلنت مصر مرة أخرى عن نيتها فى إحياء برنامجها النووى بعدما أكدت الدراسات ضعف احتياطات البترول فكان قرار إقامة 8 محطات نووية تغطى احتياجاتها المستقبلية من الطاقة.. وكان توقيع مصر مع لجنة الطاقة النووية الأمريكية لتوفير خدمات إثراء الوقود النووى المطلوب للمحطة، فصدر القرار الجمهورى بإنشاء هيئة المحطات النووية المصرية للإشراف على بناء المحطة، وتم تخصيص مساحة 50 كم2 على ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول 15 كم وعمق 3 كم فى منطقة الضبعة لبناء المحطة من خلال ذات الشركة الأمريكية التى رسا عليها العقد عام 67.

وأثناء زيارة للرئيس الأمريكى نيكسون إلى مصر فى السبعينيات أعلن عن موافقة الولايات المتحدة على تزويد مصر بمحطتين نوويتين قدرتهما تصل إلى 1800 ميجاوات، وفى عام 1978 وبعد مفاجأة الهند للعالم بتفجير أول قنبلة لها واشتراط أمريكا على توقيع مصر كغيرها على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، والتى تضمنت ضرورة إخضاع المحطات النووية للتفتيش من قبل الدول العظمى، ومع رفض السادات على التوقيع طالما لم توقع إسرائيل أجهض المشروع النووى المصرى وللمرة الثانية.

ومع متطلبات خبراء الطاقة بمصر فى وزارتى البترول والكهرباء على الرئيس السادات بإزالة العراقيل من أمام البرنامج النووى المصرى الذى كان تم تطويره.. سارعت مصر مرة أخرى من أجل تعديل اتفاقيتها مع وزارة الطاقة الأمريكية لرفع حصة اليورانيوم اللازم لتشغيل المحطات النووية المصرية من 600 ميجاوات وهى المقدرة لمحطة سيدى كرير إلى 4000 ميجاوات وهو ما يغطى احتياج 4 محطات بقدرة 1000 ميجاوات لكل محطة.. ومع حدوث انفجار مفاعل تشيرنوبل وتغير نظرة العالم تجاه المحطات النووية تم إلغاء المشروع النووى المصرى من جديد.

 

حلم لا يغيب

أمن مصر النووى.. ممكن وسهل تحقيقه، خاصة بعد تأكيد الدراسات التى شارك فيها خبراء مصريون وكنديون على أن قدرات مصر الصناعية تمكنها من تصنيع المحطات النووية محليًا بإدخال نظم مراقبة الجودة الحديثة فى بعض المصانع المصرية.. وبعدما نشطت بعض هيئات المواد النووية فى إتمام عملية مسح جيولوجى واسع لصحارى مصر، وحدد إمكانية استخلاص اليورانيوم من الجرانيت الوردى والمتوفر بكميات هائلة فى الطريق بين قنا وسفاجا وفى أسوان وبعض صخور الفوسفات فى مناطق البحر الأحمر وأماكن أخرى وما يمكن مصر من الحصول على 45 طناً من خام اليورانيوم فى العام.

وبذلك تمتلك مصر من المقومات والمعرفة النووية التى تجعلها أكثر قدرة على تغيير وجه الحياة فى جميع المجالات، خاصة فى ظل امتلاك مصر فريق العمل المتكامل من العلماء والخبراء المتخصصين فى مجالات الرياضيات الحديثة والفيزياء النووية والكيمياء والجيولوجيا والهندسة النووية.

ومع تولى الرئيس السيسى حكم مصر تجدد استكمال حلم مشروع مصر النووى، وبالفعل فى ديسمبر 2017 وقعت مصر اتفاقية بدء العمل على موقع محطة الضبعة النووية مع روسيا.. بمشروع سيتم على 8 مراحل يتخلله أيضًا إنشاء المفاعلات الأربعة بحلول عام 2020، حيث من المقرر الانتهاء من جميع المراحل بحلول عام 2025 وهو مشروع المرحلة الأولى منه ستكلف مصر 10 مليارات دولار وبتكلفة إجمالية للمشروع تقدر بـ25 مليار دولار، ولذلك أتت استراتيجية الحكومة للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 بسعى مصر إلى زيادة استخدامها لمصادر الطاقة المتجددة إلى 44٪ بحلول عام 2030 بدلًا من النسبة الحالية للـ 9٪ وهى خطوة ستساعد مصر على تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بنسبة 10٪.

فوائد بالجملة ستعود على مصر والمصريين جعلت التاريخ لا يعيد نفسه مع حدوث انفجار المفاعل النووى فى روسيا فى أغسطس الماضى من توقف للمشروع النووى كما سبق وحدث بعد كارثة تشيرنوبل النووية خلال عام 1986 وعندها علقت مصر إجراءات إقامة محطة نووية لإنتاج الكهرباء فى منطقة الضبعة ذاتها.. والفضل يرجع لتوجيهات الرئيس السيسى وإيمانه بضرورة استكمال مشروع وحلم مصر النووى لاستخدامات الطاقة الذرية سلميًا فى كافة المجالات لتلبية احتياجات البلاد والمواطنين من كافة شىء أثبت فيها الطاقة الذرية قدرتها الفائقة لخدمة المجتمع والناس.

 

قائمة الضحايا

خلال الرحلة الطويلة للبرنامج المصرى فى الطاقة الذرية، خسرت مصر العديد من علمائها، أغلبهم اغتالتهم يد أعداء مصر، وكانت البداية بالدكتور على مصطفى مشرفة، تلميذ العالم ألبرت أينشتاين ومن أهم مساعديه فى الوصول لنظرية النسبية وأطلق عليه أينشتاين العرب، كان أول مصرى يحصل على دكتوراه العلوم من إنجلترا عام 1923، ومنح لقب أستاذ وهو دون الثلاثين من عمره من جامعة القاهرة، وكان عميدًا منتخبًا لكلية العلوم عام 1936، ترجم المراجع العلمية للعربية وأنشأ قسمًا للترجمة بالكلية، وعثر عليه مسمومًا بمنزله فى 15 يناير 1950.

يعد أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتيت الذرة وأحد المناهضين لاستخدامها فى صنع أسلحة الحروب، أبحاثه متميزة فى نظريات الكم والذرة والإشعاع والميكانيكا بإجمالى 15 بحثًا و200 مسودة بحثية.

سميرة موسى

الدكتورة سميرة موسى، تلميذة الدكتور على مصطفى مشرفة الذى هدد باستقالته إذا لم يتم تعيينها بالجامعة، وبالفعل تم تعيينها، حصلت على درجتى الماجستير والدكتوراه من لندن وكانت أول سيدة عربية تحمل الدكتوراه، حصلت على منحة «فاولبرايت» لدراسة الذرة بجامعة كاليفو، ونتائج أبحاثها أذهلت الأوساط العلمية فى أمريكا وأوروبا وكانت

المصرية الوحيدة التى زارت المعامل السرية للذرة بالولايات المتحدة الأمريكية، ورفضت عروض العمل والجنسية الأمريكية وقررت العودة إلى مصر.

وفى ظروف غريبة وطارئة اصطدمت سيارتها بسيارة نقل فاحترقت سيارتها وسقطت فى واد عميق ونجا السائق بعد قفزه من السيارة واختفى للأبد.

 

«نجيب» و«القلينى» و«الجمال»

عالم الذرة سمير نجيب، شهد بنبوغه فى مجال الذرة العالم، وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، وكان ضمن الفوج الأول للمشروع النووى المصرى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر.

رفض عرض لأمريكا بالبقاء لديها والعمل لحسابها بعدها حطمت سيارة نقل سيارته ولقى مصرعه على الفور فى حادث مأساوى.. فكان العالم رقم 4 ممن تم اغتيالهم على أيدى الصهاينة كما يشير الواقع ويؤكده الخبراء والمختصون.

من بعده اغتيل العالم الخامس «نبيل القلينى» أثناء تواجده فى التشيك والذى كان يوصف بعبقرى الذرة لأبحاثه القيمة وهو لا يزال ابن التاسعة والعشرين من عمره، فى يوم رن التليفون بمنزله وغادر شقته مسرعًا بعد تلك المكالمة ولم يظهر للآن.

وهناك أيضًا أحمد الجمال باحث الدكتورة المقتول فى ظروف غامضة فى لندن بعد أيام من مناقشته للرسالة لنيل الدرجة فى الأبحاث الذرية.

 

سعيد بدير

الدكتور سعيد سيد بدير خريج الكلية الفنية العسكرية، عين ضابطًا فى القوات المسلحة وحاصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا، عمل فى أبحاث الأقمار الصناعية، وحصل على شهادات علمية متقدمة من إحدى جامعات ألمانيا الغربية، احتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالمًا فى تخصصه النادر فى الهندسة التكنولوجية الخاصة، ورفض البقاء والعمل فى الدول الغربية وقرر العمل بمصر، قتل بإلقائه من شرفة منزل بالدور الـ13 خلال زيارته لأقاربه بمدينة الإسكندرية.

 

جمال حمدان

الدكتور جمال حمدان يعد أحد جغرافى مصر، وصاحب كتاب «شخصية مصر» ومؤلف كتاب «اليهود وإنتربولوجيا»، تنبأ بسقوط الكتلة الشرقية قبل 20 عامًا من سقوطها، أثبت أن اليهود الحاليين ليسوا أحفاد اليهود الخارجين من فلسطين، قبل مقتله اكتشف المقربون منه سرقة واختفاء مسودات كتبه التى كان بصدد نشرها وفى مقدمتها كتاب «اليهود والصهيونية»، عثر على جثته عام 1993 كان النصف الأسفل منها محروقًا وثبت عدم مسئولية تلك الحروق عن وفاته.

قائمة من الاغتيالات كانت ولا تزال تستدعى التفكير فى كيفية حمالة علماء مصر النوابع، فهم ثروة لا تقدر بأموال الدنيا كلها وسبيل مصر الأوحد للتقدم وفى جميع المجالات.

 

أهمية قصوى

من جانبه أكد الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على الأهمية القصوى للطاقة النووية كمجال مستقبلى للمساهمة فى توليد الكهرباء بمصر وعلى نحو يدعم خطوط التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة والاحتياجات الحالية والمستقبلية للمواطنين وكذلك متطلبات الصناعة، فضلًا عن تنويع مزيج الطاقة الذى تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء وهو ما تنتهجه مصر منذ عام 2008 بتوقيعها اتفاق تعاون بشأن الاستخدام السلمى للطاقة النووية مع روسيا، وصولًا لعام 2015 وتوقيع اتفاقية أخرى معهم لبناء محطة الضبعة النووية إلى توقيع مصر صفة بدء العمل فى 2017، تأكيدًا ودعمًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بمواصلة العمل واستكمال الإجراءات القانونية والفنية اللازمة لدخول مشروع محطة الضبعة حيز التنفيذ الفعلى.

 

ثروة قومية

مصر لديها ثروة قومية كبيرة من خبراء وعلماء الذرة والطاقة لا تمتلكها أى دولة عظمى من حيث الكم والخبرة فى هذا المجال الحساس والحيوى لتنفيذ مشروعات كبرى فى قطاع الكهرباء تحديداً.. وهو بحسب خبراء الطاقة ورجال القانون يستلزم حماية خاصة لهم.

الدكتور إبراهيم القللى، خبير الطاقة، يرى ضرورة تعيين حراسات لعلماء يحملون من العلوم ما يشكل فرق فى الدولة المصرية الجديدة والحديثة، خاصة بعد تكرار اغتيال كبرى القيادات من علماء مصر فى الذرة وغيرها.

 

لتكن البداية.. حماية

الدكتور إلهام محمود أحمد إبراهيم، مرشحة مصر الفائزة بمنصب نائب رئيس المجلس العالمى للطاقة ممثلة لأفريقيا، وذلك فى انتخابات أجريت على هامش مؤتمر مجلس الطاقة العالمى رقم 24 المنعقد حاليًا فى أبوظبى.

وكانت أول مصرى يشغل منصب مفوض الطاقة الذرية والبنية التحتية فى الاتحاد الأفريقى عام 2005 ومنذ إنشائه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كمنظمة الوحدة الأفريقية، وقد أعيد انتخابها فى القمة الأفريقية عام 2012 بعد أن رشحتها مصر لشغل المنصب.