رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد ثروت يكتب: الدرك الأسفل يا سيادة الرئيس

الرئيس محمد مرسي
الرئيس محمد مرسي

وقف الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية أمام المصلين في استراحة صلاة التراويح، قبل أيام من قرارته الثورية التي أطاح فيها بالمشير طنطاوي والفريق عنان، يتحدث إليهم عن حقيقة الطرف الثالث بقوله إنه لا يوجد طرف ثالث، فالمعركة دائما وأبدا بين طرف يكون على الحق وطرف يكون على الباطل.

وكعادته استعان الدكتور مرسي بنصوص من آيات القرآن الكريم وأحاديث نبوية لشرح مقصده..

إلى هنا أقف إجلالا واحتراما لما قاله الرئيس مرسي.. ولكنّي أذكره بـ"طرف ثالث" لم يذكره أو ربما لم يخطر على باله خلال خطبته الدينية السياسية وهم "المنافقون"...

سيادة الرئيس.. هناك طرف ثالث، من يمثلونه يقولون ما لا يفعلون.. يعدون ولا يوفون.. لا كلمة لهم.. لا عهد لهم..

سيادة الرئيس.. أملك من الشجاعة الكافية كي أقول جهارا إن من أقصدهم أفراد من جماعة الإخوان المسلمين.. تلك الجماعة التي خرجت من الظلمات إلى النور بعد ثورة 25 يناير.. تلك الجماعة التي وعدت كثيرا ولم توف إلا قليلا.. وأذكرك ببعض من الوعود التي لم توف بها تلك الجماعة...

جلس الدكتور محمد سعد الكتاني مع المذيع تامر أمين على شاشات التليفزيون المصري عقب أيام من تنحي مبارك، وقال له نصا إن جماعة الإخوان "لن" تنافس على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية وستنافس فقط على ربع المقاعد.. وكان ما حدث هو العكس تماما.

أكد المرشد محمد بديع وعدد غير قليل من قيادات الجماعة أن الإخوان لن ينافسوا تحت أي ظرف على رئاسة الجمهورية.. وحدث العكس ودخل الإخوان بمرشحين.. فاز أحدهما بالمنصب وهو أنت..

قبل جولة الإعادة وقفت سيادتكم أمام شاشات الفضائيات لتؤكد أن رئيس الوزراء في حالة فوزك بالرئاسة سيكون شخصية وطنية توافقية.. وحدث العكس.. وجئت برئيس وزراء إخواني.. وأرجو ألا تنكر ذلك كما فعل رئيس وزرائك، لأنني أعلم تماما أن الدكتور هشام قنديل دخل حكومة رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف ممثلا عن الجماعة، كما كان منير فخري عبد النور وزير السياحة السابق ممثلا للوفد، وجودة عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعي ممثلا للتجمع الاشتراكي..

سيادة الرئيس.. نفت رئاسة الجمهورية أنك أرسلت برقية لنظيرك الإسرائيلي شيمون بيريز.. وعندما نشرت صحف إسرائيلية نص البرقية أصيبت الرئاسة بـ"سكتة لسانية" ولم تعلّق.. فلماذا يا سيادة الرئيس لم ترفع دعوى قضائية على تلك الصحف الإسرائيلية بتهمة "التزوير في برقيات رسمية"؟...

سيادة الرئيس.. وقفت أمام قيادات وأفراد الجيش الثاني الميداني في إفطار رمضان لتقول إنك تشهد أنه عندما كنت رئيسا لحزب الحرية والعدالة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان يعمل طوال الفترة الانتقالية من أجل "المصلحة العليا للوطن".. ولو كان فعلها منافسك الفريق أحمد شفيق، في حالة فوزه، لخرج عليه الثوار وأنصار الإخوان ليتهمونه بالخيانة والعمالة للعسكر...

سيادة الرئيس.. تعلم مثلي تماما أنه لولا حادث رفح الإجرامي ما استطعت أن تطيح بمدير المخابرات اللواء مراد موافي والمشير طنطاوي والفريق عنان.. ولنا هنا وقفة.......

لم تكن إقالة موافي نتيجة لتقصير استخباراتي.. والشاهد على ذلك أن قرار الإقالة جاء بعد 72 ساعة من العملية و24 ساعة من تصريحات موافي التي قال فيها إن الاستخبارات كانت على علم بالهجوم الإجرامي في رفح.. وأنها سلّمت تلك المعلومات إلى "جهة تنفيذية".... صحيح أن موافي ذيّل كلامه بتصريح لا يصدر من مدير أمن مركز شباب وهو "أن المخابرات لم تتخيل أن يقتل مسلم أخاه المسلم وقت الإفطار" إلا أن هذا الكلام لم يكن "القشّة" التي قصمت ظهر البعير..

سيادة الرئيس.. إن كان موافي كاذبا في تصريحاته فيجب أن يحاكم.. وإن كان صادقا فإن هناك احتمالان لا ثالث لهما.. الأول أنّه سلّم تلك المعلومات إلى رئاسة الجمهورية.. أو أنه سلّمها إلى المشير طنطاوي بصفته وزيرا للدفاع...

سيادة الرئيس.. اتخذت قرارا مفاجئا بإقالة طنطاوي من منصبه بعد أقل من أسبوعين من تعيينه وزيرا للدفاع.. لا أحد يعلم ما هي الأسباب.. لو كان طنطاوي هو من تسلم معلومات المخابرات حول هجوم رفح ولم يتحرك، فيجب أن تحاكمه بتهمة التقصير الذي أفضى إلى كارثة وهذا أقل ما يجب، لا أن تعينه مستشارا لك وتمنحه "قلادة النيل".. وهي أعلى وسام في جمهورية مصر العربية...

سيادة الرئيس.. إذا لم يكن طنطاوي هو المسئول التنفيذي الذي حصل على تلك المعلومات، فالشعب يريد أن يعلم من هي الجهة التي "تقاعست" وتسببت في مقتل 16 من جنود قواتنا المسلحة...

سيادة الرئيس.. إيّاك والنّفاق.. إيّاك وعدم الشفافية.. هذا ما تسبب في إسقاط مبارك.. إحذر من هذا المصير في الدنيا.. وتذكّر أن "المنافقين في الدرك الأسفل من النار"...