عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«المانجا».. طابت على الشجر

بوابة الوفد الإلكترونية

زيادة كبيرة فى المحصول.. وأسواق جديدة للتصدير إلى الإمارات وجنوب إفريقيا

40 صنفاً لملكة الفواكه.. أشهرها الزبدية والسكرى وأغلاها الفص

40 ألف طن صادرات العام الماضى مرشحة للزيادة هذا العام

نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة: 35% زيادة فى إنتاج المحاصيل الزراعية

 

المانجو ملكة الفواكه.. ينتظرها المصريون من العام للعام، فى موسم لا يزيد على بضعة أسابيع، ربما كان قصر موسمها سبباً فى عشق الجميع لها.

من النادر أن تجد أحداً لا يشتهى رائحتها، فهى من الفواكه التى تحظى بشعبية كبيرة.. وتتنوع وتتعدد أصنافها لتصل إلى أكثر من 40 صنفًا.. منها الرخيص ومتوسط السعر، أو ما تعرف بالأصناف الشعبية كالزبدية والسكرى، ومنها «الثمين» مثل العويس والفص.

تحظى المانجو أيضاً بقيمة اقتصادية عالية وتسهم بشكل كبير فى الصادرات الزراعية المصرية، وفى كل عام تفتح لها أسواق جديدة، خاصة فى الدول العربية نتيجة تمتعها بسمعة عالية فى الجودة، ومؤخراً فتحت «جنوب إفريقيا» أسواقها أمام الصادرات المصرية من المانجو.

وبحسب المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، فقد وصلت الصادرات فى العام الماضى لـ40 ألف طن، بقيمة 35 مليون دولار، ومن المنتظر مع تزايد الإنتاج هذا العام.

هى ملكة الفواكه بلا منازع، تتربع على عرش الأكثر طلباً وإقبالاً فى الموسم الصيفى، وذلك لتعدد أنواعها وبأسعار مناسبة بالأسواق، مع زيادة الإنتاج هذا العام، أعلنت وزارة الزراعة عام 2016 مساحة الأراضى المنزرعة بالمانجو بلغت 280 ألف فدان أنتجت حوالى 800 ألف طن، وفى عام 2018 ارتفعت الأراضى المزروعة إلى 300 ألف فدان أنتجت حوالى 600 ألف طن مانجو بسبب التغيرات المناخية، وتأتى بشائر هذا العام لتؤكد زيادة الإنتاج حسب تأكيدات تجار الجملة والتجزئة وأنه هذا العام يحمل زيادة فى مساحة الأراضى المنزرعة، وتأتى المانجو فى المرتبة الثالثة فى إنتاج وتصدير الفواكة بعد الموالح والعنب، وبدأت مصر مؤخراً فى تصدير المانجو كثمار وشتلات إلى دولة الإمارات ومؤخراً جنوب إفريقيا، تشتهر مدينة الإسماعيلية بأنها أكثر المحافظات إنتاجاً للمانجو وتنتج أنواعًا مختلفة وعلى رأسها السكرى والعويس، والفونس والزبدية.

وقال حسين أبوصدام نقيب الفلاحين: فى السنوات الأخيرة انتشرت أصناف جديدة مطلوبة للتصدير وزاد تروجها فى السوق المحلى وهى نوع أمريكى يسميه التجار «كيت» أو «كنت»، ونوع آخر كان يزرع فى الهند بدأت الإثمار فى مصر يطلق عليها المزارعون أسماء «والجولك، صديقة وخد الجميل ومونيكا»، وأنواع هجينة مثل «الغزالة والبربرى ونعومى».

وأكد «أبوصدام» أن الإنتاج هذا العام يحمل بشرة خير ومن المتوقع زيادة الإنتاج بنسبة 20% على العام الماضى الذى كان حجم الإنتاج به 600 ألف طن.

وقال: هذا العام ولأول مرة تفتح جنوب إفريقيا أسواقها أمام صادرات مصر من المانجو والتى بلغت حوالى 14 ألف طن، لافتًا إلى تخطيط الإدارة المركزية للحجر لزيادة صادرات المانجو عالميًا بالتوسع فى فتح مزيد من الأسواق العالمية.

وتابع «أبوصدام» حديثه قائلاً: الإسماعيلية هى أكبر المحافظات المصرية المنتجة لمحصول المانجو وتبلغ مساحة زراعة المانجو بها 107 آلاف و490 فدانًا و222 قيراطًا، وتنتج ثلث إنتاج مصر من المانجو، ويتراوح إنتاج الفدان الواحد كل عام ما بين طنان ونصف الطن وطن وثلاثة أطنان كمتوسط إنتاج، ويأتى محصول المانجو فى المرتبة الثالثة فى إنتاج وتصدير الفواكة بعد الموالح والعنب، وبدأت مصر مؤخراً فى تصدير المانجو كثمار وشتلات إلى دولة الإمارات.

وطالب نقيب الفلاحين، من المزارعين اتباع طرق الزراعة الصحيحة بعمل حفرات ووضع بداخلها كبريت، ونترات وقليل من الرمل، وإبعاد الخيشة عن الشتلة، وزراعتها ومن الأفضل وجود مسافة بين شتلة وأخرى على الأقل من 6 إلى 7 أمتار لإنتاج ثمرات عالية، مثل كيتو وكنتو وزبدة وعويسى، والبعد عن الأصناف الرديئة، مع الرش الوقائى فى الشتاء، وننصح بزراعة أنواع المانجو المبكرة، حيث تعتبر محافظة قنا وأسوان أولى المحافظات فى حصاد المانجو وتصديرها نظراً لظروف الجو والحرارة.

وأوضح حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة، أن المانجو الفص تعد أغلى فاكهة موجود بالأسواق حالياً، ويتراوح سعرها بين 45-50 جنيهاً للكيلو، وأنها تعد من أفضل وأجود الأصناف نظراً لما تتمتع به من مذاق فريد، فيما يباع كيلو العويسى بـ25 جنيهاً.

وأضاف النجيب، أن سبب انخفاض أسعار المانجو فى الموسم الحالى يرجع إلى زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية بنسبة تتخطى 35%.

وقال نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة: إن أسعار المانجو البلدى المتوفرة حالياً فى أسواق الجملة، يبدأ من 9 إلى 15 جنيهاً، والعويسى تبدأ من 20 إلى 30 جنيهاً للكيلو، والهندى من 15 إلى 20 جنيهاً، والتيمور من 20 إلى 35 جنيهاً، والزبدية من 9 إلى 15 جنيهاً، والفونس 15 إلى 25 جنيهاً، والفص 45 جنيهاً.

 

أسواق جنوب إفريقيا

وأوضح أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعى، أن الحجر استقبل وفدًا حكوميًا من جنوب إفريقيا مؤخراً للاطلاع على نظام إنتاج وتعبئة المانجو والإجراءات الحجرية عند التصدير، والوفد يدرس الخطوة النهائية الخاصة باستيراد المانجو من مصر لأن سمعة محصول المانجو المصرى يحظى بقبول عالمى ويتم تصديره لدول عديدة فى أوروبا وآسيا.

وأكد رئيس الحجر الزراعى فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن وزارة الزراعة تلتزم بالمعايير الدولية والصحة النباتية والتوافق مع الاشتراطات الحجرية الجنوب إفريقية والتى أبرزها معاملة المانجو بالبخار الساخن قبل التصدير والتصدير من مزارع ومحطات تعبئة مسجلة بواسطة الحجر الزراعى المصرى، والعلاقات التجارية الزراعية بين مصر وجنوب إفريقيا تشهد طفرة حالية ونجح الحجر الزراعى المصرى بالفعل فى تصدير الموالح والعنب والبصل والثوم والفراولة إليها.

وأضاف «العطار» أنها المرة الأولى التى تفتح جنوب إفريقيا أسواقها أمام صادرات مصر من المانجو والتى بلغت حوالى 14ألف طن، لافتًا إلى تخطيط الإدارة المركزية للحجر لزيادة صادرات المانجو عالميا بالتوسع فى فتح مزيد من الأسواق العالمية.

وأكد على نعمان، تاجر فواكه بسوق العبور، أن معظم بائعى الجملة والقطاعى يفضلون أنواعاً بعينها فى المانجو مثل الزبدية والسكرى وهما الأكثر طلبًا فى السوق ومعظم الزبائن يفضلونها، بالإضافة إلى زيادة الطلب من محلات العصائر وشركات إنتاج العصائر الطازجة «الفريش» تفضل نوع المانجو الزبدية لكثرة أليافها وإنتاجها وتحملها التخزين ودرجة الحرارة العالية.

وأضاف «نعمان» أن المحصول هذا العام يشهد كثرة فى الإنتاج وإقبالًا كبيرًا من المواطنين على ملكة الفواكه نظراً لجودتها ووجودها بأسعار مناسبة وهناك العديد من الأنشطة المرتبطة بمحصول المانجو كالتغليف الذى يتم فور جنى المحصول من الأراضى الزراعية والعمالة الكثيفة التى يتم استخدامها طوال شهرى الحصاد بخلاف عمليات النقل وتسهم فى توفير فرص عمل وكسب للمزارعين وعمال اليومية للنقل.

وقال على موسى، فلاح بأحد مزارع المانجو بأبوصوير بالإسماعيلية: إن موسم حصاد المانجو يعتبر من المواسم الأكثر تشغيلاً للأيدى العاملة، فالعمل يومياً منذ شروق الشمس، حيث تقوم مجموعه بالمرور على الأشجار فى فترتين لقطف الثمار الناضجة ومن ثم جمعها حتى لا تتلف أو تقوم الطيور بنقرها، موضحاً أن زراعة شتلات المانجو تبدأ من شهر مارس، أو شهر أبريل، حتى شهر سبتمبر، من كل عام لأن النمو الخضرى لأشجار المانجو قوى جداً، متابعاً: نبدأ فى رى شتلات المانجو كل 7 أيام ويكون رى غامر وليس بالتنقيط، ونقوم برش السماد للشتلات بعد عامين من زراعتها والشتلات تستغرق من 3 أو 4 سنوات لإنتاج ثمرات مانجو ويكون إنتاجها بسيط فى البداية، بينما يأتى الإنتاج الوافر من الثمرات بعد 7 سنوات من زراعة الشتلات، وتحمل الشجرة فى تلك الفترة من 200 إلى 300 كيلو من ثمرات المانجو، وبعد 15 سنة من زراعتها تنتج الشجرة الواحدة نصف طن سنوياً.

ومن فوائد المانجو الصحية أكدت مها رادميس، خبيرة التغذية العلاجية، أن المانجو من الفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن، التى تمد الجسم بالكثير من الفوائد..

وقالت: تعمل المانجو على تقوية جهاز المناعة، حيث إنها تحتوى على نسبة عالية من البيتا كاروتين، والكاروتينويد الذى يتحول إلى فيتامين A، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التى تساعد على حماية الجسم من الجذور الحرة. المانجو أيضاً غنية بفيتامين C، وهو فعال فى زيادة أداء الجهاز المناعة، نظرًا لارتفاع محتواها من مضادات الأكسدة، وقد أظهرت المانجو تأثيرها فى خفض خطر الإصابة بالسرطان، وقد أظهرت الدراسات أن احتواءها على مركبات مثل الكيرسيتين، استراجلاين، الاسوكيورسترين، والميزيلفرت، والفيسيتين، يحمى الجسم ضد سرطان الثدى والقولون، وسرطان الدم وسرطان البروستاتا.

وأضافت «رادميس» أن المانجو تحتوى على نسبة عالية من فيتامين B6، وهو أمر ضرورى لسلامة الجهاز العصبى السليم ووظائف الدماغ. وعلاوة على ذلك، فيتامين B6 يساعد على تكوين العديد من الناقلات العصبية فى الدماغ المسئولة عن أنماط النوم الصحية وتساعد على حماية الكبد، لاحتوائها على نسبة عالية من مضادات الأكسدة القوية، كما تساعد على تطهير الكبد من السموم الضارة.

وأوضحت خبيرة التغذية العلاجية، أن المانجو غنى بالحديد، وبالتالى فهو حل طبيعى رائع للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم «الأنيميا»، ويساعد النساء الحوامل لأنه سيزيد من مستويات الحديد والكالسيوم، وتحتوى المانجو على نسبة عالية من الألياف والبكتين التى تساعد على خفض مستويات الكولسترول فى الدم، موضحة أن العديد من الدراسات أكدت أن تناول المانجو يساعد فى السيطرة على زيادة الوزن، ويمنع تطور الخلايا الدهنية بالجسم، مما يساعد فى الحفاظ على الوزن.

 

الإسماعيلية.. برائحة المانجو

شوادر البيع تنتشر فى الشارع.. والمزارعون: نعيش أسعد أيامنا

قارب موسم حصاد المانجو بالإسماعيلية على الانتهاء ولا تزال المانجو بكافة أنواعها وأشكالها تغطى أسواق المحافظة ذات الشهرة العالمية.

من محافظات مختلفة يفد الزائرون للإسماعيلية لشراء احتياجاتهم من المانجو كل عام خلال الفترة من منتصف يوليو حتى منتصف سبتمبر وهو موعد حصاد المحصول الذى يعد موسم الخير لأصحاب المزارع ولكل العاملين فى الزراعة.

رائحة المانجو التى تنبعث من حدائق المانجو بمداخل الإسماعيلية المختلفة تستقبل كل من يقترب من المدينة، وشوادر المانجو التى تنصب على طول الطرق المؤدية للإسماعيلية تعد لوحات فنية بألوانها، بائعات المانجو المنتشرات فى الشوارع وأمام المساجد ببضاعتهن  المعبأة فى أقفاص وعبوات كرتونية، أسواق المدينة التى تنتشر من على بعد منها رائحة المانجو، سيارات النصف نقل والترويسكلات التى تنقل المانجو لمحلات العصائر والمطاعم، كلها مشاهد تعيشها المدينة الساحلية فى هذا التوقيت من كل عام.

الكل فى الإسماعيلية يترقب حصاد محصول المانجو حتى غير العاملين فى المجال، وطوال العام الكل يتمنى أن يحل طقس معتدل خاصة فى فصل الشتاء حتى لا يؤثر على ثمار المحصول الذى ينعش المحافظة اقتصادياً، أصحاب الحدائق والمزارعون والتجار وأصحاب المطاعم حتى ربات البيوت ينتظرون قدوم الموسم لتخزين احتياجاتهم من المانجو التى تكفى الأسرة طوال العام.

«من العام للعام ننتظر حلول موسم المانجو ليعم علينا الخير والرزق» هكذا كانت كلمات أم عادل، 37 سنة، عاملة زراعية من فايد، وتضيف: «يومية حصاد المانجو طول الموسم بتكون هى اللى بنحوشه لمصاريف الولاد ودخول المدرسة»، وتضيف: «كل اللى شغالين معايا بيستنوا الموسم اللى عايز يجهز بنته واللى عايزة مصاريف المدارس واللى عايز يسد ديونه، ده موسم رزقنا كلنا».

أمام مسجد الرحمن بالإسماعيلية افترشت «أم محمود» بضاعتها من المانجو والتى تأتى بها يومياً من إحدى حدائق المانجو بقريتها فى الضبعية، ساعات طويلة تقضيها السيدة حتى تنتهى من بيع بضاعتها لتعاود لقريتها قبيل غروب الشمس بقليل.. وتواصل رحلتها اليومية هذه حتى انتهاء موسم المانجو.

وتقول انتصار عبدالله، مدرسة، 52 سنة: «انتظر موسم المانجو لتخزين كميات لأسرتى فى الثلاجة تكفى لاستخدامها فى العصائر والحلويات خاصة فى شهر رمضان القادم وذلك حتى معاودة الموسم العام التالى»، وتابعت: «كلما كان الإنتاج وفيرًا وكانت الأسعار معقولة كان التخزين بكميات أكثر».

وتقول مروة أحمد، صاحبة مشروع لإعداد الحلويات: «أقوم بتخزين كميات من المانجو لاستخدامها فى عملى سواء فى تزيين الحلويات أو إعداد المعجنات وغيرها من أنواع الحلويات».

ويقول وائل حمدى، مهندس، 47 سنة: «انتظر كل عام موسم المانجو لأرسل لأصدقائى فى القاهرة والإسكندرية وأقارب والدتى فى القليوبية، فمانجو الإسماعيلية يختلف عن أى مانجو آخر بشهادة الجميع من خارج الإسماعيلية».

وعن أنواع المانجو يقول خالد عبدالله، صاحب حديقة مانجو بالكيلو 11 بالإسماعيلية: «هناك العشرات من أنواع المانجو ولكن أبرزها وأكثرها شهرة المانجو السكرى والسكرى الممتاز والزبدة والعويس والفص والفونس وهنداوى وصديقة، أغلاها فى السعر المانجو الفص وتتميز بصغر حجمها ويصل سعر الكيلو لأكثر من 70 جنيهًا، وهذه النوعية مخصصة للأكل فقط، وكذلك المانجو العويس ويكون شكلها طوليًا ورفيعًا، وسعر الكيلو من 30 إلى 50 جنيهاً للكيلو الواحد، وهناك أنواع معتادة مثل السكرى الأبيض والممتاز وسعرها يتراوح من 12 إلى 18 جنيهًا تقريبًا، وهى نوعية جيدة وطعمها تزيد فيها نسبة السكريات، وبالنسبة للعصائر أفضل الأنواع الزبدة والفونس وصديقة، وهذه نوعيات تمتاز بأن حجمها كبير وزيادة نسبة المانجو فيها وهذه النوعية يزيد الإقبال عليها من أصحاب المطاعم ومحلات العصائر وراغبى التخزين».