عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شباب مصر.. فى إجازة صيف

بوابة الوفد الإلكترونية

26 مليون مصرى.. هم تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، الذين دخلوا فى إجازة صيفية ممتدة لـ120 يوماً.

ولأن أعدادهم أكبر من سكان دولة بحكم سوريا وأكبر من سكان كل دول الخليج العربى «ما عدا السعودية».. ولأن الشباب والفراغ «مفسدة للمرء» كما قال شاعر العرب «أبوالعتاهية»، فإن توجيه هذه الملايين لاستغلال شهور الإجازة فيما يفيدهم ويفيد مجتمعهم، يصبح أمراً حتمياً يقع على عائق أكثر من وزارة فى مقدمتها وزارات الشباب والتربية والتعليم والتعليم العالى، فهل استعدت هذه الجهات لهذا الأمر؟ وكيف سيقضى شباب مصر إجازتهم الصيفية؟ وكيف يقضى شباب الدول المتقدمة إجازاتهم.. إجابة هذه الأسئلة جميعا فى هذا الملف.

 

صناعة قادة المستقبل».. فى الجامعات

 

الجامعات المصرية تمثل أكبر تجمع شبابى فى مصر، ولهذا تستعد الجامعات بشكل خاص لشهور الصيف.. ومن جانبها أعلنت جامعة القاهرة عن تفاصيل خطتها للنشاط الصيفى، وذلك من خلال إطلاق معسكر «قادة المستقبل»، ضمن برنامج مكثف للأنشطة الطلابية خلال العطلة الصيفية 2019 وذكرت الجامعة فى بيانها أن برنامج الأنشطة يتضمن فتح الملاعب الرياضية أمام الطلاب فى الفترة الصيفية لمزاولة الأنشطة الرياضية المختلفة والتدريب، وإقامة معسكرات شاطئية بمرسى مطروح على أفواج للطلبة والطالبات، وتنظيم ورش عمل لتنمية مهارات الطلاب فى الحرف والمشروعات الصغيرة، بجانب معسكر «قادة المستقبل» فى نسخته الثالثة والذى يقام صيف هذا العام، تحت عنوان: «تطوير العقل المصرى.. فتح مسارات المشاركة والبناء وريادة الأعمال» ومعسكر «قادة المستقبل» يستمر حتى منتصف أغسطس بملاعب الجامعة، ليحمل فكرة «تطوير العقل المصرى»، فى إطار مشروع أطلقته جامعة القاهرة قبل عامين ليستهدف بناء جيل جديد من الشباب يمتلك عقلاً علميًا.

وأكدت الجامعة أن معسكر «قادة المستقبل» يتضمن 6 أفواج ويستوعب كل فوج 100 طالب وطالبة بغرض تخريج 600 قائد لديهم القدرة والعمل على تغيير طرق تفكير زملائهم من الطلاب وبدأت الإدارة العامة لرعاية الشباب بجامعة القاهرة استعداداتها لتنفيذ خطة الأنشطة الطلابية، خلال العطلة الصيفية، من خلال تجهيز الملاعب وقاعة معسكر «قادة المستقبل»، وأماكن إقامة الطلبة والطالبات بالمدن الجامعية خلال فعاليات الأنشطة.

وأعلنت إدارة رعاية شباب جامعة حلوان عن توفيرها لعدة رحلات خلال فترة الإجازة الصيفية والتى تستمر لمدة 3 أشهر إلى شواطئ محافظتى مرسى مطروح والإسكندرية.

فيما أكدت جامعة عين شمس أنها ستنفذ برنامجاً صيفياً ترفيهيا شاملا كافة الانشطة وعلى رأسها نشاط الأسر والنشاط الرياضى، والنشاط الفنى والنشاط الترفيهى للطلبة.

وأعلن الدكتور مصطفى عبدالنبى رئيس جامعة المنيا، أن خطة الأنشطة الطلابية الصيفية والتى ستبدأ اعتبارًا من أول يوليو تضم جميع الأنشطة المتنوعة من الثقافية والفنية والعلمية والرياضية والاجتماعية، والجوالة والخدمة العامة، والأسر والاتحادات الطلابية لتحقيق أقصى مشاركة ومزاولة من الطلاب، والطلاب متحدى الإعاقة بمركز الأنشطة الطلابية لمتحدى الإعاقة، هذا بالإضافة إلى الأنشطة المجتمعية لخدمة المجتمع المحيط بالجامعة، وأنشطة بالتعاون مع الجامعات المصرية.

وأضاف «عبدالنبى» أن محاور خطة النشاط الصيفى تضم 5 محاور تضم الأنشطة الداخلية والتى تُقيمها الإدارة العامة ومكاتب رعاية الطلاب بالكليات تتمثل فى المهرجان الأول للأنشطة الصيفية، رياضى وثقافى وفنى واجتماعى وأسر، تحت شعار «الشباب قوة طاقة»، ومراكز للفنون والأندية الثقافية ومعسكرات للخدمة العامة بعنوان «بإيدينا نجملها»، إلى جانب الرحلات الترفيهية والمعسكرات التثقيفية، علاوة على الأنشطة المجتمعية والمتمثلة فى الأندية الصيفية، والقوافل الرياضية بالقرى الأشد احتياجاً تحت شعار «الرياضة حياة» لتعزيز دور الجامعة فى خدمة الوطن وتوفير فرص الممارسة الرياضية لكافة فئات المجتمع، إلى جانب تنظيم القوافل الطبية والبيطرية بالتعاون مع كليتى طب الأسنان والطب البيطرى، وأخيرا أنشطة تُشارك بها الجامعة بالتعاون مع الجامعات المصرية بمنتدى قادة شباب جامعات الصعيد الأول تحت شعار «شباب الصعيد – بين الواقع والمستقبل».

وأعلنت جامعة سوهاج عن خطتها للنشاط الصيفى ومشاركتها فى مسابقة «الأفضل» للأنشطة الطلابية قال أحمد عزيز رئيس الجامعة أن المسابقة تقام على مستوى الجامعات المصرية للمرة الأولى فى مجال الأنشطة الطلابية، وتشمل أنشطة الإجازة الصيفية ومهرجان استقبال الطلاب للعام الجامعى ٢٠١٩/٢٠٢٠. وكان لوزارة التعليم العالى دور فى النشاط الصيفى هذا العام فى إطلاق مسابقة «الأفضل» حيث أعلنت عن تنظيم مسابقة أفضل جامعة فى الأنشطة الطلابية، وهى المرة الأولى التى يتم فيها تقييم الجامعات فى مجال الأنشطة أسوة بمسابقة أفضل الجامعات جاهزية للعام الدراسى وتم مخاطبة رؤساء الجامعات للاستعداد لتلك المسابقة مع الإعلان عن معايير التسابق ولجنة التحكيم المشكلة بقرار وزارى تحت مسمى اللجنة العليا للأنشطة الطلابية على أن تستمر المسابقة حتى انتخابات الاتحادات الطلابية الجديدة متضمنة أنشطة الإجازة الصيفية ومهرجان استقبال الطلاب الجدد للعام ٢٠١٩/٢٠٢٠.

وأكدت الوزارة فى بيانها أن معايير التقييم تشمل: تنوع الأنشطة الطلابية وتمثيلها للقطاعات المختلفة، وكثافة اشتراك الطلاب فى الأنشطة وكل نشاط منفرد، والاستمرارية خلال العام والمساحة الزمنية لتلك الأنشطة، ونسبة ما تم تحقيقه من خطة الأنشطة المعدة مسبقاً، وقدرة اتحاد الطلاب وإدارة الجامعة على تدبير موارد إضافية لدعم النشاط، والاشتراك فى الأنشطة لمركزية فى المجالات المختلفة، والتعاون مع الجامعات والمعاهد الأخرى فى تنفيذ أنشطة مشتركة، ومشروعات خدمة المجتمع والبيئة، فضلا عن المبادرات الطلابية وريادة الأعمال وإعداد القادة، وتم تخصيص جوائز مالية قيمة للفائزين، بالإضافة إلى درع المسابقة للمراكز الثلاثة الأولى.

 

طلاب: عمل الصيف.. أفضل استثمار

 

الصيف عند البعض ليس للفسح والاصطياف فقط، فهناك من يقضى الصيف فى العمل، ويدرك هؤلاء أن «العمل الصيفى» يساهم فى تنمية الشخصية فى سن مبكرة ويساعدهم فى اختيار معارك الحياة وذلك نتيجة النزول إلى سوق العمل والاختلاط بالناس على اختلاف بيئاتهم ونشأتهم الاجتماعية.

قال حسام محمد طالب بكلية الآداب جامعة حلوان: أدرس بالفرقة الرابعة بقسم علم الاجتماع والإجازة الصيفية بالنسبة إلى أفضل استثمار فأعمل فى أحد محال بيع الحلويات بمنطقة التجمع الخامس وأنا أعمل منذ عامين فى فترة الإجازات كبائع حلويات وأبدأ فترة العمل مع نهاية امتحانات الفصل الدراسى الثانى وأعود إلى الدراسة والجامعة فى أول أكتوبر كل عام، سبب رغبتى للعمل فى الإجازة هو المساهمة فى تدبير مصاريف دراستى الجامعية واكتساب خبرة العمل، وأضاف «حسام» أنه اكتسب خبرة من العمل فى التعامل مع الزبائن والدخول فى مجال الحياة العملية وتقاضى مرتب شهرى جيد خلال تلك الفترة لا يقل عن 2500 جنيه بالإضافة للانتقالات وأصبحت من المجيدين للعمل كبائع حلويات، والآن أتعلم طرق تحضير وتجهيز الحلويات الشرقية تمهيداً للدخول ذلك المجال بعد نهاية دراستى وقضاء فترة تجنيدى، فأتمنى أن أصبح «شيف» حلويات وأعمل فى الفنادق الكبرى فمجال المطاعم أصبح منتشراً ومستقبله جيد مقارنة بالمجالات الأخرى.

وأكدت رانيا إبراهيم، طالبة بكلية التجارة جامعة عين شمس، أن الإجازة الصيفية تقضيها كبائع أو ما يعرف بـ«Usher» لدى إحدى كبرى شركات المنتجات الغذائية داخل «المولات» و«الهايبر ماركت»، وتساعدنى تلك الفترة فى التعلم والاعتماد على النفس والتعامل مع المديرين والزبائن والاستعداد لدخول الحياة العملية بعد نهاية فترة الدراسة خاصة أنها فى مجالى وهو التجارة.

وأضافت «رانيا» أن والديها يقدمان لها الدعم من أجل استغلال وقت الفراغ فى الإجازة الصيفية فى العمل للتعلم واكتساب الخبرة وبعد عودة العام الدراسى أترك العمل للتفرغ للدراسة والمال، الذى أحصل عليه نظير العمل تلك الفترة أقوم بشراء بعض مستلزمات الجامعة وأساهم فى المصاريف مع عائلتى ولذلك فترة الإجازة الصيفية هى أفضل استثمار بالنسبة إلى.

على شريف، طالب بكلية الحقوق جامعة عين شمس، قال: إنه فى فترات الصيف يعمل لمدة 4 أشهر داخل أحد كبرى محلات بيع الملابس من أجل توفير مصاريف العام الدراسى الجديد، وتدبير مبلغ يساعدنى فى المصاريف داخل الجامعة وذلك للتخفيف عن كاهل والدى وذلك أفضل من قضاء وقت الفراغ داخل المنزل فقضاء أيام الإجازة فى البيت صعب فباشتغل فترة الصيف بس 4 شهور بجيب مصاريفى وبعدها بركز فى دراستى تانى.

وأضاف «شريف» أن كثيرا من زملائه يعملون فى شهور الصيف وبعضهم يعمل طوال العام بسبب ظروفه المادية وأصبح الشباب فى فترة الدراسة الجامعية معظمهم يتجهون للعمل ولكنى أفضل العمل فى الملابس عن العمل فى «الكول سنتر» و«الهايبر ماركت» فهى بالنسبة لى أفضل وأعمل أحياناً خلال فترة الإجازة الشتوية ولكن ليس دائماً لأنها قصيرة أقل من شهر.

 وقالت سولاف درويش، عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن فترة الصيف لبعض الشباب خاصة فى سن 16 إلى 24 وهى فترة الدراسة بالجامعات يستغلها بعض الشباب للعمل ببعض المهن لمدة مؤقتة وهى فترة الإجازة الصيفية التى تستمر لأكثر من 3 أشهر والأسباب مختلفة للعمل، فالبعض يرغب فى مساعدة والديه مادياً بالعمل خلال الإجازات والآخر للدخول إلى سوق العمل وأخذ تجربة العمل واكتساب الخبرة والآخر لملء الفراغ والوقت خلال فترة الإجازة، وهناك الكثير من المهن التى تتطلب طلبة خلال فترة الصيف فقط، مثل سلاسل السوبر ماركت ومصانع العصائر والمياه الغازية وخدمة عملاء شركات المحمول «كول سنتر» وتكون فترة مثالية للطالب لاكتساب الخبرة والمال أيضاً وتعلم الاعتماد على النفس ليكون مؤهلاً بعد التخرج إلى سوق العمل.

وأكدت عضو لجنة القوى العاملة بالبرلمان، أن الناحية العملية خطوة داعمة لصقل المهارات المكتسبة سواء من قبل الأهل أو المدرسة وحتى الجامعة، وقد يكون العمل الميدانى أول خطوة، لمن هم فى المرحلة الثانوية، من أجل تكوين فكرة عن التخصص الذى يرغب الشخص احترافه فى المستقبل، والعمل الصيفى للشباب فى المرحلة الجامعية من شأنه تقريب العمل النظرى من التطبيقى فى حال ممارسة العمل فى التخصص ذاته وفتح آفاق جديدة ميدانية أمامهم وهناك أيضاً العمل التطوّعى الذى لا يقل أهمية عن العمل المرتبط بتخصص معين.

وتابعت «درويش» فقالت: المهن الصيفية على اختلافها مهمة جدا بالنسبة للطالب نظرا للكم الهائل من الإيجابيات التى يمكن أن يجنيها هؤلاء أثناء الصيف، فبعضهم خلصه العمل الصيفى من عقدة الخجل ودفعه إلى أن يكون قادرا على التواصل مع الآخرين دون خوف ويعتبر تجربته هذه مهمة جدا ومثمرة فهى التى مكنته من التواصل مع الآخرين بفضل تعامله المباشر معهم.

 

إبداع فى 4500 مركز شباب

 

لأنها تتمدد بطول مصر وعرضها، ولأنها تتواجد فى كل قرى ومدن مصر، صارت مقصدا لملايين الشباب، إنها مراكز الشباب، وحسب محمد فوزى المتحدث باسم وزارة الشباب والرياضة، أن مراكز الشباب استعدت منذ فترة لاستقبال النشاط الصيفى وذلك بتوفير تطوير كافة الإمكانات بالتعاون مع وزارة التعليم لمشاركة الطلبة بالنشاط، وقال: فى مصر أكثر من 4500 مركز للشباب، لكل منها خطتها وبرامجها الصيفية، خاصة أنه موسم نشط يزداد خلاله الإقبال على التسجيل بمختلف الأنشطة بمراكز الشباب، التى تشترك فيها مختلف الفئات العمرية وتعمل على تنمية وصقل المواهب الذاتية وتطويرها من خلال إطلاق بطولات وجوائز قيمة للفائزين، وتسعى المراكز الشبابية لاستقطاب الشباب من مختلف الأعمار للمشاركة فى أنشطتها.

وأضاف «فوزى» أن مراكز الشباب وقعت بروتوكول تعاون مع بعض الشركات الخاصة لتطوير المنشآت الرياضية مثل الملاعب وقاعات المناسبات والمسارح الفنية مقابل مشاركة جزء من الأرباح وبالتالى سيجد رواد المراكز الشبابية كل شىء يحتاجه داخل المركز سواء رياضى أو تعليمى أو تثقيفى فمركز الشباب دوره ليس رياضيا فقط ولكن لها أيضاً دور ثقافى وفنى.

وقال حسين عشماوى عضو لجنة الرياضة بمجلس النواب، ملف النشاط الرياضى بمراكز الشباب هو أهم ملف يخص الشباب والرياضة، فالشباب يمثل

60% من سكان مصر وهم مستقبل الوطن ويوجد بمصر «4515» مركزًا للشباب وهو رقم قليل جداً مقارنة بعدد السكان، وميزانية وزارة الشباب والرياضة كانت تبلغ حوالى مليار جنيه وارتفعت هذا العام إلى مليار و200 مليون جنيه وهو يدل على سعى الدولة المصرية لزيادة مخصصات الوزارة وبالتالى تطوير منظومة مراكز الشباب فهم أساس البنية التحتية والثروة القومية لمصر.

وأضاف «عشماوى» أن ميزانية الوزارة لا تكفى لتطوير جميع مراكز الشباب ولذلك سمح القانون رقم 71 قانون الرياضة لعام 2017 والخاص بالاستثمار الرياضى، للشركات الخاصة لتطوير أعمال مراكز الشباب والخدمات وبالتالى تحسين مستوى الخدمة الرياضية المُقدمة.

 

رسم ونحت ومسرح وقراءة.. فى المدارس

 

البعض يعتقد أن مدارس مصر تغلق أبوابها طوال شهور الإجازة الصيفية، ولكن الحقيقة غير ذلك، فخلال تلك الشهور تتحول المدارس من أماكن لتلقى العلوم إلى مراكز لتنمية قدرات ومواهب كل من يطرق بابها.

وعبر موقعها الرسمى أعلنت وزارة التربية والتعليم عن خطتها للنشاط الصيفى والتى تبدأ من منتصف يونيو حتى أول سبتمبر العام الجارى والتى تشمل تلاميذ مرحلة التعليم الأساسى والمرحلة الثانوية وما يعادلها بالإضافة لأبناء الحى أو القرية فى المجتمع المحيط بالمدرسة.

وأكدت الوزارة أن الهدف من النشاط الصيفى هو تحقيق النفع والفائدة، وتنمية قدرات ومواهب تلاميذ المدارس، وغرس عادة القراءة والاطلاع وتنمية الوعى الثقافى وإقامة ورش تدريبية للطلاب على الرسم والنحت والمسرح وغيرها من الأنشطة الفنية المتنوعة التى تساهم فى صقل مهارات التلاميذ.

وقال على حسن، معلم لغة عربية بإحدى مدارس محافظة الجيزة، إن النشاط الصيفى بالمدارس أصبح أمرا هاما وحيويا بالنسبة للطلبة وهو تفريغ لطاقتهم ووقت فراغهم، وتمتاز الأنشطة الصيفية بتنوع نشاطها سواء الرياضى أو الثقافى أو الفنى، وتساهم فى تنمية معارف وإدراك الطالب وترسيخ عادة القراءة وحب الكتاب لدى المترددين على المكتبات وغرس المثل العليا والالتزام بالقيم وانتماء الوطن.

وأضاف «حسن» أنه يجب على أولياء الأمور تشجيع وحث أبنائهم لاستثمار فترة الإجازة الصيفية فى ممارسة النشاط الرياضى وتطوير مهاراتهم، وتفعيل المشاركة المجتمعية وتساهم الأنشطة فى اكتشاف الموهوبين والمبدعين من الطلاب وتنمية مواهبهم.

وأكد مصطفى الدميرى مدير مدرسة صلاح الدين الإعدادية بمحافظة القاهرة، أن المدرسة هى المكان المضمون والآمن للطلبة ويساعد على اكتشاف مهاراته المختلفة منذ الصغر وملء وقت فراغهم بما يفيدهم وأيضاً تنمى لديهم روح التعاون والمشاركة والأنشطة البدنية تساعده فى اتباع نظام غذائى صحيح وذلك يزيد من محبة ومكانة المدرسة فى نفوس الطلاب.

وأضاف «الدميرى» أن مسئولى الأنشطة والإدارات التعليمية تبدأ فى وضع خطة وجداول مناسبة لدورات الأنشطة المختلفة والتى تقسم إلى أنشطة بدنية وعلمية وفنية وتبدأ هذه الأنشطة مع منتصف يونيو وتنتهى مع بداية العام الدراسى الجديد وتتيح الأنشطة الصيفية للطالب اختيار ما يريد تعلمه مما يسمح بانطلاق أفكاره وآرائه بدون قيود.

وقال طارق نورالدين مستشار وزير التعليم السابق، إن أهمية المدارس خلال الإجازة الصيفية لا تقل عن دورها خلال العام الدراسى فهى متعددة الأنشطة وذلك عبر العديد من الوسائل وعلى رأسها عقد الدورات والمسابقات المدرسية وعقد حلقات النقاش التى يمكن أن يشارك بها أولياء الأمور وغيرها من الأنشطة، الأمر الذى سيجعل الطلاب ينتمون إلى المدارس بصورة أو بأخرى وهذا بالتزامن مع دور وزارة التربية والتعليم لتطوير العملية التعليمية والاهتمام بالمدرس فى الوقت نفسه، مما يكون له دور إيجابى فى تنمية عقل وفكر التلاميذ ومساعدتهم على قضاء أوقاتهم بصورة جيدة.

 

إجازات أمريكا: رياضة وشغل.. وفى أوروبا: تدريب وعمل

 

كشفت دراسة أجراها «مركز البحوث الاجتماعية بالولايات المتحدة الأمريكية» عن كيفية أداء الطلاب فى معظم دول العالم لأوقات فراغهم خلال فترة الإجازة الصيفية أن أغلب طلاب الجامعات الأمريكية يمارسون أثناء دراستهم الألعاب الرياضية والأنشطة الاجتماعية.

وقالت الدراسة إن الرياضات الشائعة فى الجامعات الأمريكية هى، كرة السلة، السباحة، البيسبول، الكرة الطائرة، والتنس، وأضاف الدراسة أنه فى الإجازة الصيفية يضطر الكثير من الطلاب إلى العمل ببعض المهن كدوام جزئى فى حالة عدم استمراره بالنشاط الرياضى واتجه للنشاط التجارى وأغلبهم يعملون فى المطاعم والمبيعات والفنادق وهى تجربة تساهم فى زيادة خبرات الطالب وتستمر الإجازة الصيفية بالولايات المتحدة لمدة 8 أسابيع.

وأشارت الدراسة إلى اختلاف مدة العطلات الصيفية للطلاب فى أوروبا حيث يستفيد طلاب المدارس الثانوية وطلبة الجامعات فى معظم أنحاء دول أوروبا من العطلة الصيفية التى قد تمتد بين 14 و15 أسبوعاً، ويتراوح متوسط عدد أسابيع العطلة الصيفية فى بريطانيا بين 9 و10 أسابيع، أى أقل بكثير مما هو عليه الحال فى اسبانيا أو إيطاليا الذى يستمر لمدة 3 أشهر ونفس المدة فى اسكتلندا وأيرلندا الشمالية، وتبقى ألمانيا إلى جانب هولندا والدنمارك حيث العطلة الصيفية هى الأقصر بالمقارنة مع بقية الجيران فى القارة العجوز حيث يتمتع التلاميذ بشهرين إجازة فقط، وقد تتقلص العطلة إلى سبعة أسابيع فى بعض الأحيان، ويعمل معظم الطلبة فى أوروبا بمهن لفترة مؤقتة ويكون تدريبا فى إحدى مؤسسات تخصص الطالب وتكون غير مدفوعة الأجر ولكن تكسبه مهارات وخبرات عملية بينما يلجأ جزء آخر من الطلاب إلى تنمية المواهب وهواياته الفنية أو الموسيقية أو الرياضية وتحتل الأنشطة الرياضية ورياضة السباحة وكرة القدم اهتماماً كبيرًا لدى الأسر الأوروبية ودائماً يحفز الآباء أبناءهم للأنشطة الرياضية وتفريغ طاقاتهم عن العمل الصيفى.

وقالت هالة منصور أستاذ علم الاجتماع، إن عمل الشباب فى فترة الإجازة الصيفية أمر مهم لأنها تكسبه مجموعة من الخبرات التدريجية فهى تساهم فى تكوين العديد من المهارات قبل الدخول إلى عالم المسئولية أو العمل ولذلك هى بداية الطريق للمستقبل وتكوين خبرات ومهارات متراكمة حتى نهاية الحياة الدراسية للطالب.

وأضافت «منصور» أن العمل نوع من أنواع تحمل المسئولية ويساهم فى نسج علاقات اجتماعية يمكن أن تساعد على تحمل المشاق العملية فى المستقبل، بالإضافة للجانب المادى الذى يحقق نوعاً من الثقة فى النفس لدى الطالب ويجنى ثمار عمله وتعبه ولذلك يعرف الطالب معنى الكسب وإمكانية التصرف بماله بدلا من حصوله على المال من مصروف والديه ولذلك العمل صيفاً خلال الإجازة هى فرصة لا تعوض وليس يشترط أن يعمل الطالب كل الأعمال بالمال فهناك العمل والتطوع والمساهمة فى المؤسسات الخيرية وتقديم المساعدة الإنسانية وخلاله تقوم بمهام عملية ويتدرب فيه الطالب على كيفية مواجهة المواقف والتحديات المختلفة التى قد يتعرض لها، وفى النهاية هناك إنجازات تقوم بها ونتائج ملموسة تراها بعينك، وأخرى هى تراكمات طويلة الأمد ستراها لاحقًا.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع أن وجهات النظر تختلف لعمل أبنائهم فالمؤيد يرى العمل نوعاً من أنواع تحمل المسئولية ونسج علاقات اجتماعية، بغض النظر عن الحاجة المادية ومصروف الجيب الذى يتقاضاه الأولاد أما الرافض فيرى العمل الصيفى مضيعة، بحجة أنه قد يكون سببا لابتعاد الشاب عن التحصيل الدراسى بعد أن يتذوق متعة الكسب ويستطيع التصرف بماله كيفما يشاء ومن دون رقابة، فنحن نتكيف بسهولة مع الفراغ ونجد متعة فى تضييع الوقت، وإذا طلب منا القيام بعمل تطوعى، نتلكأ ونقدم مبررات للرفض لا حصر لها، الحل لمواجهة ذلك يجب تعويد الآباء لأبنائهم على تقبل فكرة العمل منذ الطفولة، مثل الاعتناء بالمنزل والمساعدة فى مهام البيت مع الأم.

وطالبت أستاذ علم الاجتماع، الآباء تعويد أبنائهم على تقبل فكرة العمل والتأقلم مع أى عمل فى المستقبل مهما كانت طبيعته ومعرفة أن العمل سِمة مكملة لشخصية الطلاب ويضفى نوعاً من النضج المطلوب، واكتساب خبرة مهنية تضيف إلى الشخصية أكثر مما تضيف إلى الجيب.