رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدبلوم الفنى.. المؤهل المظلوم

بوابة الوفد الإلكترونية

الخبراء: خريجو المدارس الفنية عصب الاقتصاد.. والطلاب: المجتمع يعتبرنا فاشلين!

رئيس اتحاد العمال: قانون العمل الجديد سيغير نظرة الناس لطلاب الدبلومات

«محمد» أول الدبلومات: سوق العمل الآن يحتاج إلى فنيين أكثر

و«مروة» كنت متفوقة فى الإعدادية والتحقت بمدرسة فنية للابتعاد عن ضغوط الثانوية العامة

 

بينما مصر كلها مشغولة بنتائج الثانوية العامة وتنسيق الثانوية العامة، هناك 700 ألف طالب ثانوى تنتهى امتحاناتهم وتظهر نتائجها، دون أن يلتفت إليهم أحد إلا قليلاً، رغم أن بينهم متفوقين لكل منهم قصة كفاح لا تقل روعة عن قصص أوائل الثانوية العامة!

إنهم الحاصلون على دبلومات المدارس الثانوية الفنية، والبالغ عددهم 700 ألف طالب وطالبة.. وهؤلاء جميعاً يشقون بأظافرهم مجرى طريق حياتهم، ويواجهون نظرة اجتماعية تراهم «فاشلين» رغم أنهم عصب الاقتصاد وروح التنمية - كما يقول الخبراء -

وفى تصريحات سابقة، كشف محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى، عن عدد طلاب الدبلومات الفنية، أن إجمالى الخريجين سنويًا ٧٠٠ ألف طالب، ويوجد ٧٠ تخصصاً فى الدبلومات الفنية، ويتم وضع ٢٠٠٠ امتحان كل عام، مشيرا إلى أن الفتيات عادة يتفوقن على الذكور.

وحول إمكانية تطوير التعليم الفنى، أشار إلى أن وجود مبادرات جديدة لتطوير التعليم الفنى، أبرزها مدارس التكنولوجيا الحديثة لخدمة احتياجات سوق العمل الذى يحتاج خريج صاحب المهارات وهو ما تسعى إليه حالياً التربية والتعليم والتعليم الفنى، وتابع: اهتمام الدولة بالتعليم، اهتمام حقيقى، ويوجد دعم حكومى غير مسبوق.

أوائل الدبلومات الفنية:

حلمى أدخل كلية هندسة.. بهذه الجملة استهل محمد فؤاد، الحاصل على المركز الأول فى نتيجة الدبلومات الفنية بمدرسة مياه الشرب والصرف بالمنوفية، حديثه، مشيراً إلى أنه كان يعتمد على كتب وزارة التربية والتعليم ولم يأخذ درساً خصوصياً.

«نفسى الناس تغير نظرتها عن التعليم الفنى».. يكمل «فؤاد» حديثه ويقول إن كثيرًا ما ينظر المجتمع لطالب التعليم الفنى كأنه فاشل، وهذا غير صحيح، وتابع: «تغيرنا كتير عن زمان والآن يتم تطوير التعليم الفنى بشكل كبير»، وناشد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى عمل حملات توعية عن فوائد التعليم الفنى خاصة أن السوق الآن يحتاج إلى فنيين أكثر من أى شىء آخر.

مروة السيد، ضمن أوائل الدبلومات الفنية، قالت إنها استطاعت تحقيق حلمها فى ظل ظروف صعبة سواء اجتماعية أو اقتصادية، مشيرة إلى أنها ستقدم لكلية التربية النوعية والذى كان حلمًا لها منذ الصغر.

وأضافت أن قدوتها هى صديقة لها فى الدراسة تسبقها فى التعليم بـ3 سنوات حصلت على المركز الأول فى التعليم الفنى على مستوى الجمهورية، وقالت إنها خريجة مدرسة سلطان العويس للتعليم والتدريب المزدوج الكائنة بالمجاورة 9 بمدينة العاشر من رمضان.

وحول سبب التحاقها بالتعليم الفنى بالرغم من حصولها على درجات عالية فى الإعدادية قالت: «التحقت بالتعليم الفنى بناء على رغبتى الشخصية على الرغم من أن مجموعى بالمرحلة الإعدادية كان يؤهلنى للالتحاق بالثانوى العام، إلا أننى أرادت أن ابتعد عن ضغوطات الثانوية العامة خاصة أن مجالات التعليم كثيرة ويمكن لأى طالب التفوق فيه».

وحول طبيعة الدراسة داخل الدبلومات الفنية، تابعت: «الدراسة كان مقسمة ما بين النظرى والعملى، حيث كنا نتلقى المواد النظرية فى المدرسة لمدة 3 أيام فى الأسبوع ونتوجه لأحد المصانع المتعاقدة مع المدرسة للتدريب لمدة 4 أيام فى الأسبوع إلى جانب تقاضينا أجر».

مستقبل أفضل

وأكد جبالى المراغى، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أن قانون العمل الجديد سيساعد على تغير فكرة المجتمع حول الدبلومات الفنية، كما سيساهم فى إقبال الشباب على العمل بالقطاع الخاص.

وأشار «المراغى» إلى أن مشروع القانون الجديد يعالج أخطاء وسلبيات القانون الحالى رقم 12 لسنة 2003، الذى تسبب فى إهدار حقوق أجيال من الشباب، موضحًا أن لجنة القوى العاملة بمجلس النواب انتهت من مناقشة مشروع قانون العمل الجديد، الذى يساير الحداثة ويتواءم مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، التى مرت بها مصر، وسوف يوسع من مظلة التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحى، والتأمين ضد مخاطر العمل، وتحقيق اشتراطات الصحة والسلامة المهنية، ويقيم التوازن فى العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال، ويدعم الحوار الاجتماعى بينهم، ويمنع الفصل التعسفى للعمال، وهو الأمر الذى أحاله القانون الجديد إلى محاكم عمالية متخصصة لسرعة البت فى القضايا العمالية.

أفكار يجب تغييرها

قالت نهلة عبدالسلام، خبيرة التنمية البشرية، إن المجتمع منذ القدم ينظر إلى طالب الدبلوم باعتباره «فاشلاً» وهذا غير حقيقى، فكثير من خريجى الدبلومات الفنية حققوا نجاحات كبيرة فى حياتهم العملية، مقارنة بغيرهم من خريجى الجامعات الذين استسلموا للبطالة.

وأشارت «عبدالسلام» إلى أن الحديث المتكرر عن نجاحات طلاب الدبلومات الفنية وما حققوه من مكاسب مالية، سيساهم فى تغير فكر المتجمع تجاه طالب الدبلوم بكونه ليس فاشلاً، وتابع: «أعرف ناس كتير دبلومات فنية بقى عندهم مصانع حاليًا وشركات وتقلدوا مناصب كبيرة».

عصب التنمية

قال الدكتور مرزوق العادلى أستاذ العلاقات العامة والإعلان بجامعة سوهاج الخبير الإعلامى، إن التعليم الفنى فى مصر يعد إحدى الأدوات الرئيسة لتحقيق برامج التنمية الشاملة، باعتباره عصب الاقتصاد وقاطرة التنمية، فهو دعامة هامة من دعامات منظومة التعليم، حيث يستفيد منه نحو مليونى طالب، موزعين على أربعة أنواع من المدارس الثانوية الفنية هى: «التجارى والفندقى والزراعى والصناعى»، تضم نحو 220 تخصصاً فنياً من التخصصات التى تخدم كافة هذه المجالات، لذلك كان التعليم الفنى هو المنوط به إعداد القوى العاملة الماهرة اللازمة لخدمة خطط وبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة.

وأوضح الدكتور مرزوق العادلى أن للتعليم الفنى أهمية خاصة فى الوقت الراهن وضرورة حتمية تفرضها التحديات العالمية المعاصرة، ومجتمع المعرفة الذى أصبح يطرح أشكالاً جديدة للعمل، ويتطلب تخصصات غير نمطية لا يوفرها التعليم العالى، وقد أدركت الدولة المصرية دور التعليم الفنى المحورى فى تحقيق التنمية، لذلك بدأت فى تطبيق منظومة جديدة لتطوير التعليم الفنى، وفق رؤية جديدة تعتمد على أربعة محاور رئيسية هى: المدرسة ووسائل التعليم داخلها من ورش ومعدات ثم البرنامج الدراسى ويشمل المنهج وبرامج التدريب، والمعلم وتنمية مهاراته، وأخيرًا الشراكة بين وزارة التعليم وأصحاب سوق العمل لتوفير الاحتياجات المطلوبة والعمالة الماهرة، ويأتى توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى لتطوير التعليم الفنى، استجابة لنص الدستور الذى ألزم الدولة بالتوسع فى هذا النوع من التعليم، لتلبية احتياجات سوق

العمل من العمالة المدربة، حيث نصت المادة (20) من الدستور على أن: «تلتزم الدولة بتشجيع التعليم الفنى والتقنى والتدريب المهنى وتطويره، والتوسع فى أنواع التعليم الفنى كافة، وفقًا لمعايير الجودة العالمية»، وشدد سيادته على الاهتمام بالتعليم الفنى ليسهم فى تنمية المشروعات القومية ونجاحها وبالتالى قدرة الدولة المصرية على تحقيق أهدافها وتحسين اقتصادها وتخطى الصعاب التى تواجهها.

ولذلك بدأت الدولة المصرية فى الارتقاء بمنظومة التعليم الفنى من خلال استراتيجية تم تحديدها ضمن رؤية مصر 2030، التى تستهدف إكساب الخريجين المهارات التى يتطلبها سوق العمل المحلى والإقليمى والأوروبى، وفى هذا الإطار تم وضع خطة لتطوير التعليم الفنى تتضمن تطوير وإعادة تأهيل نسبة (100%) من مدارس التعليم الفنى بنهاية عام 2021، وتطوير المناهج، والتوسع فى التدريب العملى والتحول إلى المدرسة المنتجة، والارتقاء بمستوى المعلمين والمدربين، وتوقيع اتفاقيات مع عدد من الدول وعمل بروتوكولات تعاون مع دول فرنسا وإيطاليا وألمانيا واليابان لربط التعليم الفنى بمهارات سوق العمل والمشروعات الإنتاجية الجارى تنفيذها. وفى ضوء هذه الاهداف تم وضع خطة التنمية المستدامة للتعليم الفنى، والجارى تنفيذها خلال الفترة 2015/ 2018، ولذلك على الإعلام المصرى بكل أشكاله التوعية بأن التعليم الفنى يُمِدّ الصناعة باحتياجاتها من الكوادر الفنية بالنوعية الملائمة وللإعلام دورًا مهمًا فى التحفيز والتشجيع على الإقبال على التعليم الفنى بهدف تطويره من خلال البرامج مثل برنامج حديث العلم وبرنامج أفلا يتفكرون مؤكدًا على أهمية دور القنوات التعليمية المتخصصة فى تطوير التعليم وخاصة التعليم الفنى.

وأكد الدكتور مرزوق العادلى دور الإعلام فى إبراز وتسليط الضوء على النماذج الناجحة من خريجى التعليم الفنى وتشجيع الطلاب على الالتحاق بالتعليم الفنى بمختلف صوره ونقل الحقائق حول جهود الدولة فى تطوير ودعم التعليم الفنى وعلى الرغم من انتشار البطالة بين خريجى التعليم الفنى إلا أن جميع المؤسسات بحاجة لعمالة فنية ماهرة لذا يجب تقليل الفجوة بين مخرجات التعليم الفنى ومتطلبات سوق العمل. وأوضح العادلى أهمية تنظيم حملات إعلامية تعمل على نشر الصورة الذهنية الإيجابية للتعليم الفنى والعمالة الفنية والتصدى لأى تشويه لصورة العمال , وقال إن منظومة الإعلام المرئى المسموع المطبوع والتفاعلى لا بد وأن تتكامل لتحقيق التوعية للمجتمع بأهمية التعليم الفنى ودوره فى تنمية الأسرة والمجتمع على السواء.

وأشار إلى أن تنمية الموارد البشرية هى أفضل أنواع الاستثمار، فالإنسان هو وسيلة التنمية وغايتها.. والتعليم هو المسئول الأول عن تحقيق ذلك.. والتعليم الفنى بشكل خاص هو المورد الأساسى لدعم المجتمع بقوى عاملة محصنة بمهارات خاصة تتفق واحتياجات العصر.. وقدرات تتجاوب مع التطور المتسارع فى التكنولوجيا.. لذلك أصبح للتعليم الفنى دور محورى فى دفع مسيرة التنمية.. باعتباره الطاقة المحركة لعجلة الإنتاج، والانطلاق نحو صناعة مستقبل أكثر إشراقا.. يستوعب الاجيال القادمة ويحولها إلى طاقات خلاقة داعمة للاقتصاد القومى، ولهذا كانت دعوة رئيس الجمهورية للاهتمام به وعلى كل المؤسسات وبشكل خاص الإعلامية التوعية بأهمية التعليم الفنى.

 

أرقام تخص الذين تقدموا للامتحان فى مدارس التعليم الفنى نظام السنوات الخمس فى 2019:

1 - (4527) عدد طلبة التعليم التجارى بنسبة نجاح 86.45% بزيادة 1.42% عن العام الماضى.

2 - (3370) عدد طلبة التعليم الفندقى بنسبة نجاح 85.03% بانخفاض 2.7% عن العام الماضى.

3 - (261) عدد طلبة التعليم الزراعى بنسبة نجاح 95.40% بزيادة 27.21% عن العام الماضى.

4 - (7111) عدد طلبة التعليم الصناعى بنسبة نجاح 85.23% بزيادة 3.28% عن العام الماضى.

5 - (15269) الإجمالى العام للخمس سنوات بنسبة نجاح 85.72% بمتوسط زيادة 2.07% عن العام الماضى.

أرقام تخص الذين تقدموا للامتحان بمدارس التعليم الفنى نظام السنوات الثلاث فى 2019:

1 - (246792) عدد طلبة التعليم التجارى بنسبة نجاح 19٫63% بزيادة 4.76% عن العام الماضى.

2 - (15629) عدد طلبة التعليم الفندقى بنسبة نجاح 39٫76% بانخفاض 67,1% عن العام الماضى.

3 - (72903) عدد طلبة التعليم الزراعى بنسبة نجاح 70٫42% بزيادة 38٫0% عن العام الماضى.

4 - (296668) عدد طلبة التعليم الصناعى بنسبة نجاح 18٫66% بزيادة 14٫5% عن العام الماضى.

5 - (631992) الإجمالى العام للثلاث سنوات بنسبة نجاح 62.56% بمتوسط زيادة 4.3% عن العام الماضى.