رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من معتقل سابق للزمر: ستصنع أمن دولة جديد

تلقت بوابة الوفد رسالة من أحد شباب الجماعة الإسلامية والذى كان معتقلاً سابقاً لسنوات تجول فيها فى معظم سجون مصر، سجل فيها شهادته بعدما أصابته صدمة على حد وصفه،

من الخطاب الذى وجهه عبود الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية والجهاد عبر حواراته مع بعض القنوات الفضائية قال فيها: "أحزنني ذلك الخطاب المعقد المقلق المثير للانتباه من قبل أحد قياديي مجلس شورى الجماعة الإسلامية عبود الزمر الذي كان رمزاً لبطولة فترة اعتقاله التي تتجاوز الثلاثين عاماً وهوى وسقط في نظري بعد أول حوار وحديث أسمعه له منذ خروجه، حيث بدا بما لا يدع مجالا للشك أن رمزيته ليست في إمكانات عقلية أو قيادية أو فكرية مبدعة أو حتى تاريخ عسكري مبهر إنما رمزيته كانت في طول اعتقاله وتحمله لذلك والدليل على ذلك هذه الحوارات التى أجراها مؤخراً والتى بدا منها أن هذا الرجل طُبع في قالب يتشكل بداخله ولكنه لا يتغير إلى قالب آخر مبدلاً الركود الفكري بالحركة الفكرية ومبدلاً غيابه عن الواقع إلى حضوره فيه ومبدلاً تمركز الحياة حوله وحول من معه إلى مركزية الشعب ويقظة الشرفاء والمثقفين والمفكرين وإجماع العلماء والأميين.

 

أقسم بالله أنا لم أكن بالجماعة الاسلامية رغم اعتقالى الذى دام 7 سنوات معهم ولا أنوى حتى الانضمام اليها كما لا أتمنى اندثارها وأيضاً لا أتمنى تشعبها ولكن أرى أن هذه كلمة حق لابد أن تقال لمن عاشر هذا الكيان الفكري والبشري في سجون مصر.

كنت أود لو أن الشيخ عبود لم يتكلم لمدة شهر أو أكثر حتى يساير الحياة الواقعية ويكون حديثه متسماً بجزء من الواقعية أو الإقناع كنت أتمنى أن يسمع قبل أن يتكلم كنت أتمنى أن يسير في الصف الوطني ولا يظهر شيئا من الخلاف قبل أن يشعر بالقيادة وقبل أن يُمنهج.

فحديثه كلمات متكررة وغير مفهومة وأنا أسأله: من العلماء الذين أفتوا بقتل السادات غير د. عمر عبد الرحمن -فرج الله كربه- ومن العلماء أو القضاة الذين يريد لهم أن يخلعوا الحاكم المُجمع عليه لسنوات قليلة أربعة أو ثمانية من قبل شعب كامل، ما هذا الشك في إرادة الشعب العظيمة التي جعلت الحياة ليس لها تخوفات من حاكم أو غيره فالشعب الذي انتصر لن يقبل هزيمة ولن ينتظر علماء أو قضاة مع الاعتراف بفضلهم فلن ينتخب الشعب لصاً أو ماجناً يأمر بالزنا وشرب الخمر وترك الصلاة حتى يخُلع ، إنه يبني جسرًا من التخوفات، والشعب يبني جسراً عظيماً ما بين الإصلاح الدستوري أو تغيير الدستور وتقليص سلطات الرئيس ومنح الفرصة الأكبر لحكم الشعب بالشعب بخطة منظمة ومدروسة تصل إلى وضع دستور أنسب غير مخالف لشرع الله في تحقيق الحرية والعدالة ، كما أنه وضع نوعا من الشك والريبة والتربص حول علماء المسلمين وفتواهم التي تفضل السلم الاجتماعي عن أي عنف ولكنني أسأل أيضاً من هم هؤلاء العلماء فمن ندور حولهم كالأزهر وفصائله واتحاد علماء المسلمين وحتى السلفية والدعاة الجدد وكل علماء المسلمين الظاهرين في الصورة لم نسمع من أحدهم إباحة قتل السادات أو على المستوى الأقرب لم نسمع منهم نصائح لثورة مصر في السويس والتحرير والإسكندرية وكل ربوع مصر إلا بالصبر والثبات وعدم العنف وعدم الإفساد وعدم الإتلاف وعدم الأذى برغم خروجهم على حاكم ظالم جاوز كل حدود الظلم.

كنت أتمنى أن يقول الشيخ عبود: إن التجربة أثبتت أنه لا قدرة على التغيير إلا بشدة بشاعة الظلم وخروج الشعب رافضاً وهذا ما أثبتته إرادة الله في خلقه وتاريخ الشعوب دليل ذلك وليس لطائفة أو فئة أن تستطيع التغيير منفردة بدون إجماع شعبي ، كنت أتمنى أن يشكر الشباب والشعب الذي تسبب في إخراجه كنت أتمنى ألا يحرج القوات المسلحة بهذا الخطاب الذي ماكان ينبغي أن يكون فهو خطاب متجمد مغلق بمرونة أكثر تجمداً وإبهاماً.

وأود أن أسأل عن هذا التناقض بين عبود وقيادات الجماعة الإسلامية التي قالت عن السادات إنه شهيد.

لقد أشعرنا الرجل بالقلق فهل المبادرة تكتيكية وليست استراتيجية وأن الحكم قد يتغير إذا رأى أهل العلم في زمن قادم المقاومة المسلحة .. إذا كان الحاكم ظالماً لا أعلم ما مقدار الذكاء في هذا الكلام وما مدى التقرب إلى الله بمثل هذا الكلام وما مدى شق الصف والثقة الشعبية والتحالف الوطني المصري بمثل هذا الكلام ونحن بدأنا نستنشق عبير الحرية والوعي والديمقراطية والوازع الديني الميقظ للضمائر والمنفر للهمم.

وما يحيرني أن المبادرة كانت استراتيجية غير متغيرة تعترف بعدم جدوى العنف منذ شهور معدودة وشهد على ذلك وباركته أمن الدولة ثم يُقال أمام الشعب قد يتغير الوضع ويرى أهل العلم في زمن ما غير ذلك ، فعلى ماذا سيشهد هذا الشعب على ماذا سيبارك على تكتيكية الجماعة أم على ماذا، وما هذه الرؤية السياسية الخاطئة؟!.

أتمنى أن يكون ذلك انقساماً داخل الجماعة فتخرج لتبين للمصريين أنها لا علاقة لها بما قاله عبود ولا عنف إلا مع عدو خارج البلاد ونثق في شعب مصر الثوري العادل والذي نسير خلفه في الصف وليس أمامه أو وسطه وأن الشريعة إن لم تكن مطلب الأمة فلن تسبب ضرراً أو عنفاً أوإثماً أو مفسدة من أجل تطبيق بعض حدودها فنحن نصلح ما نستطيع والله يفعل ما يريد.

فلقد أضاع عبود الفرصة على هذا الفصيل الذي ضاع من أكثرهم زهرة شبابهم ما بين قتلى ومعتقلين أضاع أو يضيع عليهم الفرصة الصادقة كمصريين في التصالح مع أهليهم وذويهم المصريين يضيع عليهم فرصة العمل الخيري والإصلاحي والدعوى وهي الآن تأتي لكل مصرى مخلص.

قال لي أحد أصدقائي ربما لم يحتمل الحوار كل ذلك التضخيم أقول له: إن هذا كيان وموجود وظُلم منه الكثير وهو كغيره يطالب بإصلاحه وقلت له: يبدو أنك لم تسمع أحداً من عوام الناس أو الأقباط أو الإخوان أو المثقفين أو الإصلاحيين ولم تقرأ ما على الفيس بوك من تعليقات شباب مصر على هذا الحوار لهذا المعتقل

العتيق لدرجة أن البعض قال: إن أمن الدولة كانت محقة معهم أقول ذلك لأني وغيرى ظُلمنا وغير مهتمين بهذه الجماعة ولا نوافق على ما تقول وإيجابيون نعترض ونقول ما نراه وهذا الكلام ليس معبراً عن كل من كان معتقلاً من أفراد وأشخاص.

وأريد أن أقول كلمة تغضب البعض وتريحني أنا شخصيا: "إن قتلى الجماعة الإسلامية الذين لم يقتلوا أقباطاً في كنائسهم وسياحاً أجانب معاهدين إنما قاتلوا وزارة الداخلية المعبرة عن الداخلية المعبرة عن النظام البائد إنهم من خيرة الشباب وخرجوا عن عقيدة وهدف. فهم حرموا من المساجد والدعوة وتم اعتقالهم فاعتبروا خروجهم دفاعاً عن أنفسهم ومساجدهم ودعوتهم فكانوا شباباً مخلص الهمة ولكن قيادات دفعتهم في صدام خاطئ وغير محسوب مع الشرطة التى هى من الشعب ، والشرطة دفعت بهم أيضاً قيادات النظام غير المدركة لمصلحة البلاد حيث عذبت واعتقلت ولم تتنازل عن كبريائها في أى حوار للم الشمل فالمصريون أولى ببعض ولكن لم يكن هذا التفكير موجودًا يوماً في فكر النظام البائد والذي تسبب بكل حق في شهداء من الطرفين، أنا لا أفتي بالشهادة ولكني أراها أمنية وإحساسا إنسانيا بشباب من كلا الطرفين ضحى بنفسه من أجل الخير كل حسب رأيه والله أعلم بهم كلهم مصريون ولكني من خلال وجودى في الاعتقال مع هذا الشباب لا أشك لحظة في صدق نيتهم وطلبهم للفوز بالجنة من باب معين ولكني لا أشك لحظة في خطأ هذا النظام وخطأ أصحاب القرار فيه من كلا الطرفين الجماعة والدولة والغريب أن الجماعة لم تقم بإنصافهم في مراجعاتها والتي أقرت فيها بأخطائها الفكرية والشرعية والصدامية لذا انزلوا نصوصا شرعية في غير موضعها ولم نر كتاباً يحمل اعتذاراً لهؤلاء الشباب على توريطهم ومنهم الأطباء والمهندسون والمحامون والمعلمون والأميون في حرب خاسرة من أجل الدعوة وإخراج المعتقلين ،فأخروا البلاد كثيراً وأهدوا الفرصة لنظام متكبر ومعاند على شغل البلاد بحظر داخلي كان من الممكن أن ينتهي سلمياً والتفرغ لسرقة البلاد واستطاعة لم الشمل حول نظام لا يعرف معنى الحرية والكرامة ولم يعرف طريقاً للضمير والإخلاص .. نظاماً كان سبباً ومعه قيادات الجماعة فيما حدث فكانت فترة التسعينات أو ما كان يطلق عليه تسعينات الإرهاب فرصة للنظام لأخذ مكاسب خارجية بفزاعة الإرهاب وتشويه صورة الإسلام والتأكد من مساندة الغرب للنظام القائم خوفاً من الإرهاب الإسلامي والذي كان مماثلاً لفزاعة الإخوان فيما بعد ولكن مع الفارق حيث جماعة الاخوان لم تنتهج العنف وصدقت في ذلك وأثبتت حسن نواياها لدرجة تفاوض النظام السابق معها قبل سقوطه فكنت أتمنى أن يتكلم الشيخ عن هذا الشباب وأن يعتصره الألم حسرة عليهم وأن يقول: إن الجماعة وأفرادها لن تعود لذلك مرة أخرى مهما كانت الظروف وإن قوتلوا ظلماً في بيوتهم.

أحزنتني نظرات الدهشة مما يُقال في عين المحاورة الوطنية منى الشاذلي والتي من الممكن أن يفسرها محبوا عبود الزمر بأنها نظرات إعجاب بما يقول الشيخ من فكر عظيم.

ولكن أفرحتني مساندته للحكومة الجديدة وبعض الرغبة غير الواضحة في الاندماج مع من حوله من جميع القوى الوطنية، وأدهشني عدم تكوينه صورة كاملة عن الوطنية المصرية خاصة الأقباط وعن فتوى علماء العصر بعضهم وجود جزية لعدم وجود مبرر لها في هذا العصر فالقبطي يحارب كالمسلم ولا يحميه أحد ويدفع ضرائب للدولة كالمسلم فلا وجه للتفريق بينهما داخل المجتمع الواحد وأدهشني حديثه عن عاطفة القبطي مع عاطفة أخيه الذي يحاربه فمن سنحارب أمريكا أم أوروبا أم جنوب السودان أرثوذكسياً أم كاثوليك ما هذه القدرة العظيمة على ترجمة الواقع والتنبؤ الذي يخلق مشاكل من لا مشاكل وفراغاً من عدم وعقداً من كلاكيع.

أحزن أن أكتب هذا الكلام في حق من يكبرني سناً ولكني أخشى أن أتهم به وغيرى وأرى أنها شهادة إنسانية لابد أن أقولها، وقد أكون مخطئاً في بعض كلامي وإذا سمعت ما يقنعني غير ذلك بكل أدب وحوار فسأسعد بذلك.