رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬: تلوث‭ ‬مياه‭ ‬النيل‭.. ‬يفتك بأكباد المصريين

د. محمد عبد الوهاب
د. محمد عبد الوهاب اثناء حوارة مع الوفد

توجيهات‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬السيسى‮»‬‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬طوابير‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار

أبكى‭ ‬لمعاناة‭ ‬المرضى‭ ‬وأرفض‭ ‬أن‭ ‬يتجاهل‭ ‬البعض‭ ‬أمراض‭ ‬الفقراء

قطعنا‭ ‬نصف‭ ‬المسافة‭ ‬لإنشاء‭ ‬أهم‭ ‬صرح‭ ‬طبى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط

الطبيب‭ ‬المصرى‭ ‬يفوق‭ ‬الأجنبي‭.. ‬ولكننا‭ ‬نفقد‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والفريق‭ ‬الواحد

 

الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب،‭ ‬رائد‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد‭ ‬وأستاذ‭ ‬جراحة‭ ‬الكبد‭ ‬بطب‭ ‬المنصورة،‭ ‬شخصية‭ ‬وطنية‭ ‬تُقدم‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لكل‭ ‬محتاج،‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬التفانى‭ ‬فى‭ ‬العمل،‭ ‬والجهد‭ ‬الذى‭ ‬شهد‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬المُحطين‭ ‬به،‭ ‬وهب‭ ‬حياته‭ ‬للطب‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المرضى،‭ ‬ويعتبر‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬مهمة‭ ‬قومية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬أكباد‭ ‬المصريين‭ ‬والإخوة‭ ‬العرب‭ ‬ويُعد‭ ‬بمثابة‭ ‬عراب‭ ‬جراحة‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد‭ ‬فى‭ ‬مصر‭. ‬يكشف‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬عبدالوهاب‮»‬‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬كواليس‭ ‬بداية‭ ‬الاهتمام‭ ‬بأمراض‭ ‬الكبد‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وانطباعه‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬جراحة‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬وقدم‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬النصائح‭ ‬للعناية‭ ‬وتجنب‭ ‬أمراض‭ ‬الكبد،‭ ‬وكيف‭ ‬زرع‭ ‬الأمل‭ ‬فى‭ ‬نفوس‭ ‬المرضى؟،‭ ‬وماذا‭ ‬كانت‭ ‬أمانيه؟‭ ‬بدايته‭ ‬ونشأته؟‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬حياته،‭ ‬وحدثنا‭ ‬عن‭ ‬زوجته‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬نجاحه‭ ‬ونجاح‭ ‬أبنائه،‭ ‬وقلبه‭ ‬يكتوى‭ ‬بنار‭ ‬فراقها،‭ ‬شاكرًا‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬التضحيات‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬فى‭ ‬حياتها‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬نجاح‭ ‬الأسرة،‭ ‬وأخبرنا‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الشرفاء‭ ‬الذين‭ ‬يساهمون‭ ‬ويساعدون‭ ‬فى‭ ‬رفع‭ ‬الأعباء‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬المرضى‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭. ‬ويوضح‭ ‬فى‭ ‬حواره‭ ‬لـ«الوفد‮»‬‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الصعاب‭ ‬والمشاق‭ ‬والأمور‭ ‬المضحكة‭ ‬والمبكية‭ ‬التى‭ ‬مر‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬العملية،‭ ‬ووضح‭ ‬لنا‭ ‬بعض‭ ‬الصور‭ ‬الذهنية‭ ‬الخاطئة‭ ‬التى‭ ‬يعتقدها‭ ‬الغرب‭ ‬عن‭ ‬الطبيب‭ ‬المصرى،‭ ‬والسوق‭ ‬الطبية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أنها‭ ‬سوق‭ ‬سوداء‭ ‬لتجارة‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬المصرى‭ ‬يمتلك‭ ‬الخبرة‭ ‬والكفاءة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يمتلكها‭ ‬الطبيب‭ ‬الأجنبى،‭ ‬ولكن‭ ‬ينقصنا‭ ‬الإمكانيات،‭ ‬ووضح‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬المصرى‭ ‬ينقصه‭ ‬العمل‭ ‬داخل‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬وإلى‭ ‬نص‭ ‬الحوار‭.‬

 

‭< ‬كيف‭="" ‬كان‭="" ‬المولد‭="">

 

ــ‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبداية،‭ ‬ولدت‭ ‬فى‭ ‬قرية‭ ‬شها‭ ‬مركز‭ ‬المنصورة،‭ ‬أسرتى‭ ‬كانت‭ ‬متوسطة،‭ ‬الوالد‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬الزراعة‭ ‬والتجارة،‭ ‬الوالدة‭ ‬كانت‭ ‬مهتمة‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالغًا‭ ‬بتربية‭ ‬الأولاد‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬أربعة‭ ‬أولاد‭ ‬وخمس‭ ‬بنات،‭ ‬وكانت‭ ‬تعمل‭ ‬وحدها‭ ‬من‭ ‬الفجر‭ ‬وحتى‭ ‬التاسعة‭ ‬مساءً‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬وتعليم‭ ‬الأولاد،‭ ‬وكانت‭ ‬لا‭ ‬تكل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬رغبةً‭ ‬منها‭ ‬فى‭ ‬إعداد‭ ‬أبناء‭ ‬تحب‭ ‬العمل‭ ‬والوطن،‭ ‬وكانت‭ ‬تراقب‭ ‬مع‭ ‬الوالد‭ ‬كل‭ ‬تصرفاتنا‭ ‬وتحركاتنا،‭ ‬ويُمنع‭ ‬علينا‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬العشاء،‭ ‬وكنا‭ ‬نستيقظ‭ ‬مبكرًا‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬وكان‭ ‬الوالد‭ ‬يراقب‭ ‬جيدًا‭ ‬وضعنا‭ ‬فى‭ ‬المدرسة،‭ ‬وكان‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بأى‭ ‬خلل،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬إخوتى‭ ‬حدثت‭ ‬له‭ ‬واقعة‭ ‬مع‭ ‬ناظر‭ ‬المدرسة،‭ ‬فذهب‭ ‬الوالد‭ ‬وعاقب‭ ‬أخى‭ ‬وقال‭ ‬للناظر‭ ‬‮«‬المرة‭ ‬الجاية‭ ‬عايز‭ ‬آجى‭ ‬أخده‭ ‬على‭ ‬نقاله‮»‬،‭ ‬وهذه‭ ‬كانت‭ ‬النشأة‭ ‬الأولى‭.‬

وقبل‭ ‬الدراسة‭ ‬التحقت‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬بالكُتاب،‭ ‬حفظت‭ ‬القرآن،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬ذهبت‭ ‬للمدرسة‭ ‬الابتدائية‭ ‬المشتركة‭ ‬بالدقهلية،‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬بمدرسة‭ ‬ثمرة‭ ‬الحياة‭ ‬الإعدادية‭ ‬بالمنصورة‭ ‬لتفوقى‭ ‬فى‭ ‬الدراسة،‭ ‬وعند‭ ‬افتتاح‭ ‬مدرسة‭ ‬إعدادى‭ ‬بقريتنا‭ ‬التحقت‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬الثانى،‭ ‬ثم‭ ‬دخلت‭ ‬مدرسة‭ ‬الملك‭ ‬الكامل‭ ‬الثانوية،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬المتفوقة‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬ذات‭ ‬الثقل‭ ‬فى‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكان‭ ‬المرحوم‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬شاكر‭ ‬ناظر‭ ‬المدرسة‭ ‬يتواجد‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬منذ‭ ‬السابعة‭ ‬صباحًا‭ ‬وحتى‭ ‬موعد‭ ‬الانصراف،‭ ‬وكان‭ ‬يتجول‭ ‬فى‭ ‬أرجاء‭ ‬المدرسة‭ ‬بشكل‭ ‬دائم،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬المدرسون‭ ‬تهابه‭ ‬قبل‭ ‬التلاميذ،‭ ‬وكان‭ ‬يمثل‭ ‬الانضباط‭ ‬التام‭ ‬والعقاب‭ ‬الرادع،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬الأعوام‭ ‬كان‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬مجموعه‭ ‬85‭% ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬مظاهرات‭ ‬ولم‭ ‬يحتج‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬التعليم،‭ ‬وكنا‭ ‬نُترك‭ ‬بعد‭ ‬المدرسة‭ ‬لتنمية‭ ‬المواهب‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬يتخرج‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواهب‭ ‬الشعرية‭ ‬والكروية‭ ‬والإبداعية،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬فمنذ‭ ‬الابتدائية‭ ‬يلجأ‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬للدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬مما‭ ‬يُعطل‭ ‬ملكات‭ ‬الطفل‭ ‬الإبداعية‭ ‬ويقتل‭ ‬بداخله‭ ‬الموهبة،‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نجد‭ ‬أمثال‭ ‬نجيب‭ ‬محفوظ،‭ ‬وعباس‭ ‬العقاد‭ ‬وطة‭ ‬حسين‭ ‬فجميع‭ ‬خريجى‭ ‬الجامعات‭ ‬عقولهم‭ ‬محشوة‭ ‬بالأرقام‭ ‬والحفظ‭ ‬فقط‭.‬

‭* ‬هل‭ ‬كنت‭ ‬تتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬طبيباً‭ ‬منذ‭ ‬الصغر؟

‭- ‬فى‭ ‬الحقيقية‭ ‬كنت‭ ‬أحب‭ ‬الهندسة،‭ ‬وكنت‭ ‬أتلذذ‭ ‬بحل‭ ‬المسائل‭ ‬الهندسية‭ ‬الصعبة‭ ‬والمعقدة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬بالمنصورة‭ ‬كلية‭ ‬هندسة‭ ‬فقال‭ ‬لى‭ ‬الوالد‭ ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬الطب،‭ ‬وكان‭ ‬مجموعى‭ ‬يسمح‭ ‬لى‭ ‬بدخول‭ ‬الطب‭ ‬والهندسة،‭ ‬طبعًا‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬مترددا‭ ‬ولكنى‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬مخالفة‭ ‬رغبة‭ ‬الوالد،‭ ‬فقال‭ ‬لى‭ ‬اكتب‭ ‬طب‭ ‬المنصورة‭ ‬أول‭ ‬رغبة،‭ ‬وهندسة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ثانى‭ ‬رغبة،‭ ‬والتحقت‭ ‬بكلية‭ ‬الطب‭ ‬بالمنصورة،‭ ‬وفى‭ ‬الحقيقة‭ ‬للمنافسة‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬كنت‭ ‬ألتزم‭ ‬المذاكرة‭ ‬والعمل‭ ‬قرابة‭ ‬الــ16‭ ‬ساعة‭ ‬يوميًا،‭ ‬وكنت‭ ‬أذاكر‭ ‬من‭ ‬مراجع،‭ ‬فالوالد‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬عند‭ ‬التحاقى‭ ‬بالكلية‭ ‬أحضر‭ ‬لى‭ ‬المراجع‭ ‬الأساسية‭ ‬لأولى‭ ‬وثانية‭ ‬طب،‭ ‬وأنا‭ ‬كان‭ ‬تخيلى‭ ‬أننى‭ ‬سأكون‭ ‬طبيبا‭ ‬عاديا‭ ‬أو‭ ‬مُعيدا‭ ‬بالكلية،‭ ‬فوجئت‭ ‬مع‭ ‬الإصرار‭ ‬أننى‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬الدفعة‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الدراسى‭ ‬الثانى‭ ‬بمجموع‭ ‬84‭.‬5‭%‬،‭ ‬والأغرب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الكلية‭ ‬قال‭ ‬لى‭: ‬مبروك‭ ‬أنت‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬حقك‭ ‬أن‭ ‬تُرفع‭ ‬لدرجة‭ ‬الامتياز‭.‬

وتخرجت‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬الخامس‭ ‬على‭ ‬الدفعة،‭ ‬وكنت‭ ‬أرغب‭ ‬فى‭ ‬التخصص‭ ‬فى‭ ‬الباطنى‭ ‬ووجدت‭ ‬الوظيفة‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬الأعصاب،‭ ‬تقدمت‭ ‬وفى‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬سحبت‭ ‬تقديمى،‭ ‬لعدم‭ ‬شعورى‭ ‬بالراحة،‭ ‬ثم‭ ‬استلمت‭ ‬وظيفة‭ ‬طبيب‭ ‬مُقيم‭ ‬جراحة،‭ ‬استلمت‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬ثانى‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬منزلى‭ ‬أول‭ ‬أيام‭ ‬العيد‭ ‬الصبح،‭ ‬شهر‭ ‬كامل‭ ‬مُقيم‭ ‬بالمستشفى،‭ ‬والمرة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬العيد‭ ‬الكبير،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬نظام‭ ‬النبطشية،‭ ‬وكنا‭ ‬نستقبل‭ ‬آلاف‭ ‬المرضى،‭ ‬ونُجرى‭ ‬آلاف‭ ‬الجراحات،‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬عُينت‭ ‬مُعيداً‭ ‬فى‭ ‬وحدة‭ ‬الجهاز‭ ‬الهضمى‭ ‬التى‭ ‬افتتحتها‭ ‬السيدة‭ ‬جيهان‭ ‬السادات‭ ‬عام‭ ‬1976م،‭ ‬وسُمى‭ ‬الشارع‭ ‬باسمها‭ ‬شارع‭ ‬جيهان،‭ ‬واشتغلنا‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬دوالى‭ ‬المريء،‭ ‬وجراحة‭ ‬الغدة،‭ ‬وجراحة‭ ‬القولون،‭ ‬وكان‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬مشكلة‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬دوالى‭ ‬المريء‭ ‬بسبب‭ ‬البلهارسيا،‭ ‬والتى‭ ‬مات‭ ‬بسببها‭ ‬المرحوم‭ ‬عبدالحليم‭ ‬حافظ‭ ‬فى‭ ‬لندن،‭ ‬وفى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬جراحة‭ ‬لها‭.‬

تخصصنا‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬جراحة‭ ‬دوالى‭ ‬المريء‭ ‬وكنا‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬قدم‭ ‬رسالة‭ ‬دكتوراه‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وبقينا‭ ‬نعمل‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬حتى‭ ‬منتصف‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬ثم‭ ‬قُلبت‭ ‬الآية‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التليف‭ ‬الكبدى‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬البلهارسيا‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬الفيروسات‭ ‬واندثرت‭ ‬البلهارسيا،‭ ‬وهناك‭ ‬فرق‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الاثنين‭ ‬فمريض‭ ‬التليف‭ ‬الكبدى‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬البلهارسيا‭ ‬لا‭ ‬يموت‭ ‬من‭ ‬السرطان،‭ ‬فالمشكلة‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬دوالى‭ ‬المريء‭ ‬التى‭ ‬حُلت‭ ‬بالجراحة‭ ‬أو‭ ‬المناظير،‭ ‬وعندما‭ ‬هاجمت‭ ‬الفيروسات‭ ‬فى‭ ‬التسعينات‭ ‬بدأ‭ ‬المريض‭ ‬يُصاب‭ ‬بسرعة‭ ‬بالفشل‭ ‬والتليف‭ ‬الكبدى،‭ ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬كانت‭ ‬بدأت‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد‭ ‬فى‭ ‬اليابان،‭ ‬وأنا‭ ‬سافرت‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬1990‭ ‬على‭ ‬نفقتى‭ ‬الخاصة‭ ‬لمشاهدة‭ ‬جراحة‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬وعند‭ ‬عودتى‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد‭ ‬لا‭ ‬نحن‭ ‬ولا‭ ‬أحفادنا‭ ‬سنتمكن‭ ‬منها،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬واقعا‭ ‬فالموضوع‭ ‬مُعقد‭ ‬جدًا،‭ ‬واستمر‭ ‬الوضع‭ ‬معالجة‭ ‬أورام‭ ‬الكبد‭ ‬بالجراحة‭ ‬والذين‭ ‬يصابون‭ ‬بالفشل‭ ‬نُقدم‭ ‬لهم‭ ‬علاجاً‭ ‬تحفيزيا‭ ‬والعيان‭ ‬يموت‭ ‬بسرعة‭.‬

وبعد‭ ‬عام‭ ‬2000‭ ‬فكرنا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬عندما‭ ‬بدأت‭ ‬تنتشر‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬للأحياء،‭ ‬والمجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتقبل‭ ‬فكرة‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد‭ ‬من‭ ‬الأموات،‭ ‬ويتهم‭ ‬بعض‭ ‬المستشفيات‭ ‬بأنها‭ ‬ستقوم‭ ‬باستئصال‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬المريض،‭ ‬وفى‭ ‬عام‭ ‬2004م‭ ‬بدأنا‭ ‬البرنامج‭ ‬وسافر‭ ‬بعض‭ ‬الزملاء‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬البرنامج،‭ ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬تمركز‭ ‬لدينا‭ ‬خبرة‭ ‬سابقة‭ ‬عن‭ ‬جراحة‭ ‬الكبد،‭ ‬وكنا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬الجراحة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬قوامها‭ ‬حوالى‭ ‬1000‭ ‬حالة،‭ ‬فهذا‭ ‬يمثل‭ ‬خبرة‭ ‬طويلة‭ ‬تُسهل‭ ‬علينا‭ ‬تعلم‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬لدرجة‭ ‬أننى‭ ‬قدمت‭ ‬محاضرة‭ ‬فى‭ ‬اليونان‭ ‬وكان‭ ‬يحضرها‭ ‬أستاذ‭ ‬فرنساوى‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬لديكم‭ ‬خبرة‭ ‬جيدة‭ ‬فى‭ ‬جراحة‭ ‬الكبد،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تبدأون‭ ‬فى‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬فأنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬العرض‭ ‬الذى‭ ‬قدمته‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬صعبة‭ ‬وأورام‭ ‬كبيرة،‭ ‬ستُسهل‭ ‬كثيراً‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬يعنى‭ ‬الزراعة‭ ‬لا‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬خبرة‭ ‬سابقة‭ ‬فى‭ ‬المجال،‭ ‬وأحضرنا‭ ‬أستاذ‭ ‬فرنساوى‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2007م،‭ ‬وكنا‭ ‬نُجرى‭ ‬قرابة‭ ‬الخمس‭ ‬أو‭ ‬الست‭ ‬حالات‭ ‬فى‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقوم‭ ‬ببعض‭ ‬الخطوات‭ ‬التى‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬وسط‭ ‬إصرار‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إطلاعنا‭ ‬عليها،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يُعطينا‭ ‬فرصة‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬إجراء‭ ‬العمليات‭ ‬ثم‭ ‬توقف‭ ‬البرنامج‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭.‬

وعندما‭ ‬قررنا‭ ‬العودة‭ ‬لمجال‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬بدأنا‭ ‬إجراء‭ ‬تلك‭ ‬الجراحات‭ ‬بدون‭ ‬مساعدة،‭ ‬وكان‭ ‬الأستاذ‭ ‬مدحت‭ ‬ويعمل‭ ‬محامياً،‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬زراعة‭ ‬كبد‭ ‬نُجريها‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬خبرات‭ ‬أجنبية،‭ ‬ومنذ‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2007م‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬يحدث‭ ‬تطورات‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬وقد‭ ‬أعددنا‭ ‬‮«‬سيستم‮»‬‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬إعداد‭ ‬باطنيين‭ ‬وأطباء‭ ‬تخدير‭ ‬وتغذية،‭ ‬نظام‭ ‬كامل‭ ‬وفريق‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬طبيباً،‭ ‬ولا‭ ‬يؤخذ‭ ‬القرار‭ ‬بشكل‭ ‬فردى،‭ ‬وتتم‭ ‬دراسة‭ ‬الحالات‭ ‬فى‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأسبوعى‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أربعاء،‭ ‬ويتم‭ ‬تحويل‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬أنهوا‭ ‬فحوصاتهم‭ ‬للجنة‭ ‬زراعة‭ ‬الأعضاء،‭ ‬ويتم‭ ‬ذلك‭ ‬بموافقة‭ ‬الفريق‭ ‬والكل‭ ‬من‭ ‬حقه‭ ‬أن‭ ‬يعترض،‭ ‬ويقول‭ ‬سبب‭ ‬اعتراضه،‭ ‬وكذلك‭ ‬شكلنا‭ ‬لجنة‭ ‬قيم‭ ‬من‭ ‬الفريق‭ ‬للتدقيق‭ ‬فى‭ ‬علاقة‭ ‬المتبرع‭ ‬بالمريض،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬حالات‭ ‬تزوير‭ ‬فى‭ ‬البطاقات‭ ‬الشخصية‭ ‬وشهادات‭ ‬الميلاد‭ ‬وقسائم‭ ‬الزواج،‭ ‬ونحن‭ ‬نفحص‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المتبرع‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬العائلة،‭ ‬تجنبًا‭ ‬لشبهات‭ ‬زراعة‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وهذه‭ ‬المراحل‭ ‬تمر‭ ‬بدقة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬مخطط‭ ‬لها،‭ ‬لدرجة‭ ‬إننى‭ ‬رفضت‭ ‬طلبا‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬بالدولة‭ ‬عن‭ ‬قبول‭ ‬تبرع‭ ‬لمريض‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬خارج‭ ‬العائلة،‭ ‬وطلبوا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬وقال‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬قانون‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه،‭ ‬ومن‭ ‬الأمور‭ ‬المميزة‭ ‬أيضاً‭ ‬أنه‭ ‬يوم‭ ‬العملية‭ ‬بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬فى‭ ‬الساعة‭ ‬التاسعة‭ ‬مساءً،‭ ‬هناك‭ ‬أستاذ‭ ‬تخدير‭ ‬يرافق‭ ‬المريض‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الليلة،‭ ‬فى‭ ‬غرفة‭ ‬العناية،‭ ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬نعمل‭ ‬كفريق‭ ‬ومنظومة‭ ‬الكل‭ ‬يلتزم‭ ‬بها‭.‬

‭< ‬من‭="" ‬تُقدم‭="" ‬لهم‭="" ‬الشكر‭="" ‬بعد‭="" ‬هذه‭="" ‬الرحلة‭="" ‬الطويلة‭="" ‬من‭="">

‭- ‬فى‭ ‬البداية،‭ ‬والدى‭ ‬الذى‭ ‬علمنى‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬حب‭ ‬المصريين‭ ‬والتفانى‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬والتواضع،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬الأعوام‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬والدى‭ ‬مبلغ‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬عاد‭ ‬للمنزل‭ ‬بنصفه‭ ‬وعندما‭ ‬سألته‭ ‬والدتى‭ ‬قال‭ ‬لها‭ ‬ضاع‭ ‬المبلغ،‭ ‬وأنا‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬نزلت‭ ‬مع‭ ‬والدى‭ ‬إلى‭ ‬البلد‭ ‬ونحن‭ ‬نمُر‭ ‬على‭ ‬محل‭ ‬أحد‭ ‬التجار‭ ‬إذ‭ ‬به‭ ‬يسارع‭ ‬لتقبيل‭ ‬قدم‭ ‬والدى،‭ ‬وقد‭ ‬فزعت‭ ‬من‭ ‬المشهد،‭ ‬وعندما‭ ‬سألته‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬كان‭ ‬لصاً،‭ ‬وقابلنى،‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬أنا‭ ‬عندى‭ ‬أولاد‭ ‬وأخاف‭ ‬أن‭ ‬يكبروا‭ ‬ويعلموا‭ ‬إننى‭ ‬لص،‭ ‬وأرغب‭ ‬فى‭ ‬مبلغ‭ ‬أعمل‭ ‬به‭ ‬كشك‭ ‬وأتاجر،‭ ‬وسوف‭ ‬أسدده‭ ‬لك،‭ ‬فأعطاه‭ ‬والدى‭ ‬نصف‭ ‬ما‭ ‬معه،‭ ‬وتاب‭ ‬الرجل‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬التجار‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬المثل‭ ‬كيف‭ ‬أقف‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬المحتاج‭.‬

الشخص‭ ‬الثانى،‭ ‬المرحومة‭ ‬زوجتى‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬طبيبة‭ ‬وتخصصت‭ ‬فى‭ ‬الأشعة،‭ ‬ورزقنا‭ ‬الله‭ ‬بثلاثة‭ ‬أولاد‭ ‬وبنت‭ ‬واحدة،‭ ‬ووقفت‭ ‬مع‭ ‬نفسها‭ ‬هل‭ ‬تستمر‭ ‬بالعمل‭ ‬أم‭ ‬تُراعى‭ ‬أولادها؟‭ ‬وقدمت‭ ‬على‭ ‬إجازة‭ ‬طويلة‭ ‬بدون‭ ‬مرتب،‭ ‬وصبت‭ ‬كل‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬البيت،‭ ‬فتخرجت‭ ‬ريهام‭ ‬مدرس‭ ‬بكلية‭ ‬الطب،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الجمهورية‭ ‬فى‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة،‭ ‬وخالد‭ ‬مدرس‭ ‬جراحة‭ ‬أورام،‭ ‬ومحمود‭ ‬مدرس‭ ‬جهاز‭ ‬هضمى‭ ‬دكتوراه،‭ ‬وطارق‭ ‬مدرس‭ ‬مساعد،‭ ‬مش‭ ‬مهم‭ ‬الشهادات،‭ ‬الأهم‭ ‬الالتزام‭ ‬والتربية‭ ‬السليمة،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬أنت‭ ‬مين؟‭ ‬أو‭ ‬أبوك‭ ‬مين؟،‭ ‬كان‭ ‬ممنوعا‭ ‬فى‭ ‬البيت،‭ ‬ولو‭ ‬ارتكبت‭ ‬خطأ‭ ‬تتحمله‭ ‬أنت؛‭ ‬لا‭ ‬تقول‭ ‬علشان‭ ‬والدي‭ ‬فعلت‭ ‬هذا،‭ ‬فتربوا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬إنسانا‭ ‬فى‭ ‬عمله‭ ‬وأخلاقه،‭ ‬وليس‭ ‬ماذا‭ ‬تملك‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬والدك،‭ ‬حتى‭ ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬داخل‭ ‬عملية‭ ‬الولادة‭ ‬وأنا‭ ‬لدى‭ ‬عملية‭ ‬جهاز‭ ‬هضمى‭ ‬فتركتها‭ ‬وحدها‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬عملى،‭ ‬وقد‭ ‬قدمت‭ ‬لى‭ ‬الكثير‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليها‭.‬

الشخص‭ ‬الثالث،‭ ‬أستاذ‭ ‬أجنبى‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الدولية‭ ‬للجهاز‭ ‬الهضمى،‭ ‬قابلنى‭ ‬فى‭ ‬هولندا‭ ‬بالصدفة‭ ‬عام‭ ‬1980م،‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬يا‭ ‬دكتور‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬نتعاون‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬الطب‭ ‬والعلم،‭ ‬فالعلم‭ ‬للجميع‭ ‬الفقير‭ ‬والغنى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يجدوا‭ ‬العلاج،‭ ‬وهذه‭ ‬كانت‭ ‬فلسفته‭ ‬فى‭ ‬الجمعية‭ ‬وكان‭ ‬يُحضر‭ ‬الدارسين‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬وسط‭ ‬أفريقيا‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا‭ ‬مجانًا‭ ‬للحضور‭ ‬والتعلم،‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭.‬

الشخصية‭ ‬الرابعة،‭ ‬الدكتور‭ ‬المرحوم‭ ‬فاروق‭ ‬عزت‭ ‬الذى‭ ‬تعامل‭ ‬معنا‭ ‬بحسم‭ ‬فى‭ ‬الطب،‭ ‬لدرجة‭ ‬لو‭ ‬نسيت‭ ‬تقيس‭ ‬الحرارة‭ ‬للمريض‭ ‬فى‭ ‬يوم،‭ ‬تكون‭ ‬أنت‭ ‬المتسبب‭ ‬فى‭ ‬موت‭ ‬المريض،‭ ‬حتى‭ ‬إننا‭ ‬كنا‭ ‬نجرى‭ ‬جراحة‭ ‬دوالى‭ ‬لمريض‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬خميس،‭ ‬وكان‭ ‬لكل‭ ‬مريض‭ ‬ملف‭ ‬خاص‭ ‬به،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬مريض‭ ‬لم‭ ‬يزر‭ ‬المستشفى‭ ‬منذ‭ ‬ستة‭ ‬أشهر،‭ ‬وكان‭ ‬يقيم‭ ‬فى‭ ‬مركز‭ ‬بلقاس،‭ ‬والذى‭ ‬يبعد‭ ‬حوالى‭ ‬40‭ ‬كيلومترا‭ ‬عن‭ ‬المنصورة،‭ ‬فقال‭: ‬هذا‭ ‬المريض‭ ‬يحضر‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬وتجرى‭ ‬له‭ ‬الفحوصات،‭ ‬فسافرت‭ ‬أنا‭ ‬وزميلان‭ ‬لى،‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬الرجل‭ ‬بعد‭ ‬العشاء،‭ ‬وكان‭ ‬الرجل‭ ‬يُقيم‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬من‭ ‬الطوب‭ ‬الني،‭ ‬فطرقنا‭ ‬الباب،‭ ‬وفزع‭ ‬الرجل‭ ‬عندما‭ ‬رآنا‭ ‬فقلنا‭ ‬له‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬معنا‭ ‬لإجراء‭ ‬المتابعة،‭ ‬فقال‭: ‬لن‭ ‬أستطيع،‭ ‬فزوجتى‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تلد‭ ‬اليوم،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬أحضرها‭ ‬معنا‭ ‬وتُجرَى‭ ‬لها‭ ‬الولادة‭ ‬فى‭ ‬المستشفى،‭ ‬وبالفعل‭ ‬ذهب‭ ‬معنا‭ ‬وزوجته،‭ ‬وتم‭ ‬إجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬والولادة،‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬تربينا‭ ‬فى‭ ‬الطب‭.‬

 

‭* ‬ماذا‭ ‬تقول‭ ‬عن‭ ‬الرحمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المرضى؟

‭- ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التربية‭ ‬والنشأة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬بالرحمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬مع‭ ‬المرضى،‭ ‬والأمر‭ ‬الثانى‭ ‬هى‭ ‬الضريبة،‭ ‬فأنا‭ ‬تعلمت‭ ‬مجانًا‭ ‬فى‭ ‬بلدى،‭ ‬فلو‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الشهادات‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬ستكلفك‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬الأربعة‭ ‬ملايين،‭ ‬وأنا‭ ‬أستاذ‭ ‬فى‭ ‬الجهاز‭ ‬الهضمى‭ ‬وزراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬أدفع‭ ‬جزءًا‭ ‬لهذا‭ ‬البلد‭ ‬وهؤلاء‭ ‬الناس،‭ ‬فتلك‭ ‬هى‭ ‬فلسفتى،‭ ‬أى‭ ‬نعم‭ ‬أؤيد‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬الطبيب‭ ‬حياة‭ ‬كريمة،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الفقراء،‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬أن‭ ‬يحضر‭ ‬لك‭ ‬مريض‭ ‬مطحون‭ ‬بين‭ ‬المرض‭ ‬والفقر،‭ ‬وتطلب‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يبيع‭ ‬بيته‭ ‬أو‭ ‬يستلف‭ ‬لتلقى‭ ‬العلاج،‭ ‬كيف‭ ‬ستقابل‭ ‬الله‭ ‬وأنت‭ ‬رفضت‭ ‬علاج‭ ‬مريض‭ ‬فقير؟‭ ‬

ونحن‭ ‬نقابل‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬وأذكر‭ ‬سيدة‭ ‬من‭ ‬دمياط‭ ‬حضرت‭ ‬لى‭ ‬وهى‭ ‬تحمل‭ ‬طفلها‭ ‬ذا‭ ‬الثمانى‭ ‬سنوات،‭ ‬والذى‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬فشل‭ ‬فى‭ ‬الكبد،‭ ‬فقلت‭ ‬لها‭ ‬
إنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬زرع‭ ‬كبد،‭ ‬فقالت‭ ‬إن‭ ‬والده‭ ‬هربان‭ ‬بسبب‭ ‬خلافات‭ ‬فى‭ ‬العائلة‭ ‬ولا‭ ‬أمتلك‭ ‬أى‭ ‬نقود،‭ ‬ليس‭ ‬معى‭ ‬ما‭ ‬يكفى‭ ‬أجرة‭ ‬العودة،‭ ‬فأجريت‭ ‬له‭ ‬الفحوصات‭ ‬ثم‭ ‬أجريت‭ ‬له‭ ‬العملية،‭ ‬والجامعة‭ ‬ساهمت‭ ‬فى‭ ‬ذلك،‭ ‬حيث‭ ‬تحملت‭ ‬نصف‭ ‬تكلفة‭ ‬الجراحة،‭ ‬والنصف‭ ‬الثانى‭ ‬كان‭ ‬مساهمة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬تحب‭ ‬بلدها‭ ‬بالأفعال‭ ‬لا‭ ‬بالأقوال‭.‬

‭< ‬ماذا‭="" ‬تقول‭="" ‬عن‭="" ‬أصعب‭="" ‬اللحظات‭="" ‬الإنسانية‭="" ‬مع‭="">

ــ‭ ‬الطبيب‭ ‬أيضاً‭ ‬إنسان‭ ‬من‭ ‬دم‭ ‬ولحم،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬حب‭ ‬وعطف‭ ‬على‭ ‬المريض،‭ ‬وأنت‭ ‬تتأثر‭ ‬بهم‭ ‬وإلا‭ ‬أنت‭ ‬ستكون‭ ‬مجرد‭ ‬آلة‭ ‬جامدة،‭ ‬فالإنسان‭ ‬يتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬والأشخاص،‭ ‬وكان‭ ‬لى‭ ‬صديق‭ ‬عزيز‭ ‬أجرى‭ ‬زراعة‭ ‬كبد،‭ ‬وبعد‭ ‬يومين‭ ‬الجسم‭ ‬رفض‭ ‬الكبد،‭ ‬وبدأ‭ ‬يدخل‭ ‬فى‭ ‬فشل‭ ‬كبدى،‭ ‬فأصبت‭ ‬بحالة‭ ‬من‭ ‬البكاء،‭ ‬ودخل‭ ‬على‭ ‬دكتور‭ ‬التخدير‭ ‬النبطشى‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬ماذا‭ ‬تفعل؟،‭ ‬فقصصت‭ ‬له‭ ‬الأمر،‭ ‬وكيف‭ ‬عانى‭ ‬أهله‭ ‬حتى‭ ‬تبرع‭ ‬له‭ ‬ابن‭ ‬أخته،‭ ‬وكيف‭ ‬فرح‭ ‬الأهل‭ ‬بإجراء‭ ‬الجراحة،‭ ‬ثم‭ ‬تكون‭ ‬النهاية‭ ‬أنه‭ ‬سيموت،‭ ‬فقال‭ ‬لي‭: ‬إننى‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتوقع‭ ‬إنك‭ ‬بهيئتك‭ ‬وشدتك‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬تبكى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مريض‭.‬

وفى‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬كانت‭ ‬طبيبة‭ ‬ووالدتها‭ ‬كانت‭ ‬المتبرعة،‭ ‬فطلبت‭ ‬منى‭ ‬تأجيل‭ ‬العملية‭ ‬أسبوعين،‭ ‬وكان‭ ‬السبب‭ ‬تأخير‭ ‬المبلغ‭ ‬المالى‭ ‬المخصص‭ ‬لإجراء‭ ‬العملية،‭ ‬فسألتها‭ ‬أين‭ ‬والدك؟،‭ ‬قالت‭ ‬ينتظرنا‭ ‬فى‭ ‬الخارج،‭ ‬فذهبت‭ ‬إليه‭ ‬وقلت‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬الهم‭ ‬سنجرى‭ ‬الجراحة‭ ‬بإذن‭ ‬الله،‭ ‬ثم‭ ‬بكيت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الموظف،‭ ‬أبناؤه‭ ‬فى‭ ‬الجامعة،‭ ‬ويحاولون‭ ‬جمع‭ ‬نفقة‭ ‬العملية،‭ ‬ولذلك‭ ‬عندما‭ ‬أمر‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار،‭ ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬يُحسب‭ ‬له‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نشكره‭ ‬لأن‭ ‬مشكلة‭ ‬الفلوس‭ ‬كانت‭ ‬سببًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬فى‭ ‬تأخر‭ ‬علاج‭ ‬بعض‭ ‬المرضى‭ ‬فتخفيف‭ ‬الألم‭ ‬عن‭ ‬المرضى‭ ‬وعلاجهم‭ ‬ثوابه‭ ‬كبير،‭ ‬تدخل‭ ‬الدولة‭ ‬وتحمل‭ ‬النفقات‭ ‬أمر‭ ‬لو‭ ‬تعلمون‭ ‬عظيم‭.‬

‭< ‬اذكر‭="" ‬لنا‭="" ‬بعض‭="" ‬الحالات‭="" ‬التى‭="" ‬شعرت‭="" ‬منها‭="" ‬بإسعاد‭="">

‭- ‬تمر‭ ‬علينا‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة،‭ ‬فمثلًا‭ ‬حضر‭ ‬لنا‭ ‬مستشار‭ ‬قضائى‭ ‬فى‭ ‬غيبوبة‭ ‬وتم‭ ‬إجراء‭ ‬جراحة‭ ‬له،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أراه‭ ‬وهو‭ ‬يؤدى‭ ‬عمله‭ ‬فى‭ ‬المحكمة‭ ‬ويركب‭ ‬سيارته‭ ‬وعاد‭ ‬لحياته‭ ‬الطبيعية،‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬وكل‭ ‬التعب‭ ‬والمجهود‭ ‬الذى‭ ‬نقوم‭ ‬به‭ ‬ربنا‭ ‬يجعله‭ ‬فى‭ ‬ميزان‭ ‬حسناتنا،‭ ‬لأن‭ ‬ربنا‭ ‬جعلنا‭ ‬سببًا‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬شخص‭ ‬وأسرة‭ ‬وعائلات،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنه‭ ‬عزمنى‭ ‬على‭ ‬الفطار‭ ‬فى‭ ‬رمضان‭ ‬الماضى،‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬إنه‭ ‬يرغب‭ ‬فى‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬فتاة‭ ‬شابة،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬ألا‭ ‬يُقدم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭.‬

وهناك‭ ‬لحظة‭ ‬أخرى‭ ‬لطالبة‭ ‬بمعهد‭ ‬شبين‭ ‬جاءت‭ ‬لنا‭ ‬وهى‭ ‬ترتدى‭ ‬‮«‬تيير‮»‬‭ ‬واسع‭ ‬لأن‭ ‬فى‭ ‬بطنها‭ ‬15‭ ‬لترًا‭ ‬من‭ ‬المياه،‭ ‬وكانت‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬نفقات‭ ‬الجراحة،‭ ‬فقلنا‭ ‬لها‭ ‬سنُجرى‭ ‬لك‭ ‬العملية،‭ ‬وتبرع‭ ‬لها‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬من‭ ‬المنصورة،‭ ‬وتزوجت‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬العملية‭ ‬وجاءت‭ ‬لنا‭ ‬وولدت‭ ‬فى‭ ‬المركز‭ ‬من‭ ‬فرحتنا‭ ‬بها،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تتناول‭ ‬أدوية‭ ‬مناعة‭ ‬ولكنها‭ ‬لم‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الحمل،‭ ‬وهذه‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬النادرة‭ ‬جدًا‭.‬

‭< ‬ماذا‭="" ‬عن‭="" ‬حالة‭="" ‬أكباد‭="">

‭- ‬للأسف‭ ‬يُرجع‭ ‬البعض‭ ‬الأمر‭ ‬للحكومة‭ ‬فقط،‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬سلوكيات‭ ‬الناس‭ ‬،‭ ‬وكنت‭ ‬فى‭ ‬سويسرا‭ ‬مُنذ‭ ‬عدة‭ ‬أعوام‭ ‬ووجدت‭ ‬ونشًا‭ ‬وشرطة‭ ‬مسطحات‭ ‬ومجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬لدرجة‭ ‬أننى‭ ‬اعتقدت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حادثة‭ ‬كبيرة‭ ‬ولكننى‭ ‬وجدتهم‭ ‬يلتقطون‭ ‬علبة‭ ‬‮«‬كانز‮»‬‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتلوث‭ ‬النهر،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬الماء؟‭ ‬هل‭ ‬ينفع‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬قمامة‭ ‬يقوم‭ ‬بإلقائها‭ ‬فى‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬العظيم،‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬حيوان‭ ‬نافق‭ ‬يقوم‭ ‬بإلقائه‭ ‬فى‭ ‬الماء،‭ ‬وأحياناً‭ ‬تقوم‭ ‬عربات‭ ‬الصرف‭ ‬بإفراغ‭ ‬محتوياتها‭ ‬فى‭ ‬النيل،‭ ‬وهناك‭ ‬صرف‭ ‬للمصانع‭ ‬وبعض‭ ‬المساجد‭ ‬على‭ ‬النيل،‭ ‬لو‭ ‬هناك‭ ‬قانون‭ ‬رادع‭ ‬لإعدام‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬لأنه‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬قتل‭ ‬آخرين،‭ ‬ثانيًا‭ ‬التلوث‭ ‬فى‭ ‬المصانع،‭ ‬ثالثًا‭ ‬العفن‭ ‬الموجود‭ ‬فى‭ ‬الطعام‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القمح،‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬فى‭ ‬أمراض‭ ‬الكبد،‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬موجودًا‭ ‬فى‭ ‬القدم؛‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬تخزين‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬صوامع‭ ‬من‭ ‬الطين،‭ ‬وكان‭ ‬الفلاح‭ ‬يقوم‭ ‬بذلك‭ ‬بالفطرة،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬السمة‭ ‬السائدة‭ ‬هى‭ ‬الكسل‭ ‬خاصةً‭ ‬وأن‭ ‬المطاحن‭ ‬ليست‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة،‭ ‬ثم‭ ‬العوامل‭ ‬الداخلة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الفيروسات،‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬التصدى‭ ‬للعادات‭ ‬الخاطئة‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مصادر‭ ‬الماء‭ ‬والطعام‭ ‬وخيراً‭ ‬فعلت‭ ‬الدولة‭ ‬بالتحرك‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬تغير‭ ‬صوامع‭ ‬القمح‭ ‬القديمة‭ ‬وتغيرها‭ ‬بالحديثة‭ ‬ويجب‭ ‬تعميم‭ ‬التجربة‭.‬

‭< ‬هل‭="" ‬مصر‭="" ‬من‭="" ‬الدول‭="" ‬التى‭="" ‬بها‭="" ‬معدلات‭="" ‬عالية‭="" ‬فى‭="" ‬الإصابة‭="" ‬بـأمراض‭="">

‭- ‬فى‭ ‬عام‭ ‬1996م‭ ‬كتبت‭ ‬مقالة‭ ‬فى‭ ‬‮«‬الأخبار‮»‬‭ ‬أُطالب‭ ‬فيها‭ ‬بخريطة‭ ‬دقيقة‭ ‬لأمراض‭ ‬الكبد‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬فى‭ ‬مؤتمر‭ ‬طبى‭ ‬بالخارج‭ ‬وفى‭ ‬القناة‭ ‬الرابعة‭ ‬الأوروبية‭ ‬كان‭ ‬يطالب‭ ‬البعض‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قارة‭ ‬يقوم‭ ‬شخص‭ ‬بعمل‭ ‬مسح‭ ‬كامل‭ ‬لأمراض‭ ‬الكبد،‭ ‬وجاء‭ ‬المُعد‭ ‬ومقدمة‭ ‬البرنامج‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬وبائيات‭ ‬الكبد‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬آسيا‭ ‬أفريقيا‭ ‬أوروبا،‭ ‬وعند‭ ‬حديثهم‭ ‬عن‭ ‬أفريقيا‭ ‬وكنت‭ ‬متواجد‭ ‬وعندما‭ ‬لم‭ ‬يتحدثوا‭ ‬عن‭ ‬مصر،‭ ‬فسأل‭ ‬أحد‭ ‬الفرنسيين‭ ‬عن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬مصر،‭ ‬فقال‭ ‬لهم‭ ‬مقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مسح‭ ‬دقيق‭ ‬لها،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬دراسة‭ ‬ولا‭ ‬مسح‭ ‬علمى‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭ ‬حتى‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬مصر،‭ ‬وفى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬شعرت‭ ‬بالإحراج‭ ‬وودت‭ ‬لو‭ ‬أنزل‭ ‬أسفل‭ ‬الطاولة‭ ‬من‭ ‬الكسوف،‭ ‬وعندما‭ ‬عُدت‭ ‬بدأت‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬وكل‭ ‬الأرقام‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬أرقامًا‭ ‬جزافية،‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬10‭ % ‬أو‭ ‬20%،‭ ‬وتأتى‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الأساتذة‭ ‬فى‭ ‬الجامعات‭ ‬للطلاب‭ ‬بإجراء‭ ‬مسح‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والمحافظات‭ ‬التى‭ ‬يقطنون‭ ‬بها‭.‬

وسعدت‭ ‬جدًا‭ ‬بالحملة‭ ‬التى‭ ‬يرعاها‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬والتى‭ ‬تفحص‭ ‬كل‭ ‬الناس،‭ ‬وبهذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نخرج‭ ‬للعالم‭ ‬خريطة‭ ‬الإصابة‭ ‬بالأمراض‭ ‬الكبدية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وأتمنى‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬إحصاء‭ ‬بأرقام‭ ‬منضبطة،‭ ‬عن‭ ‬نسب‭ ‬المرض،‭ ‬وأماكن‭ ‬تواجد‭ ‬الحالات،‭ ‬وفى‭ ‬أى‭ ‬فئة‭ ‬عمرية،‭ ‬وتوزيعهم‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والنجوع‭ ‬والمدن،‭ ‬وتحديد‭ ‬المنطقة‭ ‬التى‭ ‬بها‭ ‬أعلى‭ ‬نسبة‭ ‬إصابة،‭ ‬ومعرفة‭ ‬السبب‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬علاجها،‭ ‬وهذه‭ ‬الخريطة‭ ‬عندما‭ ‬تقدم‭ ‬للرئيس‭ ‬لتوجيه‭ ‬الأجهزة‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬وهيئات‭ ‬وجهات‭ ‬للتركيز‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬البؤر،‭ ‬للتصدى‭ ‬لأسباب‭ ‬تفشى‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض،‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الشغل‭ ‬العلمى،‭ ‬وليس‭ ‬إعلان‭ ‬نسب‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬كذا،‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬دراسة‭ ‬علمية،‭ ‬وفى‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬كنت‭ ‬باليابان‭ ‬فقالوا‭ ‬لي‭: ‬إننا‭ ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭

‬بمرض‭ ‬القولون،‭ ‬وكان‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الفحص‭ ‬الطبى‭ ‬لكل‭ ‬شخص‭ ‬يذهب‭ ‬لطلب‭ ‬فيزا‭ ‬أو‭ ‬استخراج‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬أو‭ ‬بطاقة،‭ ‬حتى‭ ‬أنهم‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أمراضًا‭ ‬تقدر‭ ‬بـ2‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬وتم‭ ‬علاجهم‭.‬

‭< ‬ما‭="" ‬هى‭="" ‬نسبة‭="" ‬نجاح‭="" ‬عمليات‭="" ‬زراعة‭="" ‬الكبد‭="" ‬فى‭="">

‭- ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى‭ ‬تخطينا‭ ‬4000آلاف‭ ‬عملية،‭ ‬وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬غير‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬دولة‭ ‬أوروبية،‭ ‬وفى‭ ‬مجال‭ ‬الجهاز‭ ‬الهضمى‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬الـ‭ ‬700‭ ‬حالة،‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬غير‭ ‬أربعة‭ ‬مراكز‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬التى‭ ‬وصلت‭ ‬لهذا‭ ‬الرقم‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،تايوان،‭ ‬الهند،ومستشفى‭ ‬بجنوب‭ ‬تركيا،‭ ‬فنحن‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬وهذا‭ ‬فخر‭ ‬لنا،‭ ‬والنتائج‭ ‬تُشير‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬فى‭ ‬وسط‭ ‬العالم‭ ‬فلا‭ ‬نحن‭ ‬أفضل‭ ‬ناس،‭ ‬ولا‭ ‬نحن‭ ‬أسوأ‭ ‬ناس،‭ ‬وفى‭ ‬آخر‭ ‬عام‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬93‭%‬،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬

‭< ‬أين‭="" ‬وصلتم‭="" ‬بفكرة‭="" ‬تحويل‭="" ‬وحدة‭="" ‬زراعة‭="" ‬الكبد‭="" ‬إلى‭="" ‬مركز‭="" ‬ضخم‭="" ‬يستوعب‭="" ‬كل‭="">

‭-‬المكان‭ ‬المخصص‭ ‬لزراعة‭ ‬الكبد‭ ‬أصبح‭ ‬ضيقاً‭ ‬جداً‭ ‬ولا‭ ‬يتسع‭ ‬لطموحاتنا‭ ‬واحتياجات‭ ‬المرضى‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬طوابير‭ ‬الانتظار،‭ ‬لذلك‭ ‬فكرنا‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬مبنى‭ ‬كبير‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬11دورًا‭ ‬بجوار‭ ‬مبنى‭ ‬الجهاز‭ ‬الهضمى‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬800‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬بمسطح‭ ‬72‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬وتبرع‭ ‬له‭ ‬وبناه‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬من‭ ‬‮«‬دكرنس»بالدقهلية‭ ‬بـ25‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬فى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬ويضم‭ ‬عيادات‭ ‬خارجية‭ ‬وغرف‭ ‬عمليات‭ ‬وعناية‭ ‬مركزة‭ ‬وغرف‭ ‬إقامة‭ ‬وبحث‭ ‬وغيره،‭ ‬تم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تشييد‭ ‬المبنى‭ ‬الخارجى‭ ‬ولم‭ ‬تأت‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يشاهد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشرفاء‭ ‬ماذا‭ ‬نفعل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬يتبرعون‭ ‬من‭ ‬تلقاء‭ ‬أنفسهم‭ ‬ونحتاج‭ ‬حالياً‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لتشطيب‭ ‬المبنى‭ ‬وتأثيثه‭ ‬وشراء‭ ‬الأجهزة‭ ‬والمعدات‭ ‬الطبية‭ ‬وبإذن‭ ‬الله‭ ‬ومساعدة‭ ‬الرجال‭ ‬المخلصين‭ ‬سيكون‭ ‬أهم‭ ‬صرح‭ ‬طبى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لزراعة‭ ‬الكبد‭.‬

‭< ‬لماذا‭="" ‬لا‭="" ‬تستعينون‭="" ‬بحملة‭="" ‬إعلانية‭="" ‬كما‭="" ‬تفعل‭="" ‬المستشفيات‭="">

‭- ‬الأموال‭ ‬التى‭ ‬ننفقها‭ ‬على‭ ‬الإعلانات‭ ‬نصرفها‭ ‬أفضل‭ ‬على‭ ‬علاج‭ ‬المرضى‭ ‬أو‭ ‬تجهيز‭ ‬المبنى‭ ‬الجديد‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬مقيدون‭ ‬بإجراءات‭ ‬كثيرة‭ ‬لأنها‭ ‬تابعة‭ ‬لجامعة‭ ‬المنصورة‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬موافقات‭ ‬كثيرة‭ ‬وإجراءات‭ ‬معقدة‭.‬

‭< ‬ماذا‭="" ‬تقول‭="" ‬عن‭="" ‬أهل‭="" ‬الخير‭="" ‬من‭="" ‬المتبرعين‭="">

‭- ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬كله‭ ‬مُحب‭ ‬للخير‭ ‬ولكنه‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬المكان‭ ‬والأشخاص‭ ‬حيث‭ ‬يطمئن‭ ‬أن‭ ‬تبرعه‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬مكانه،‭ ‬وأنا‭ ‬أخاطب‭ ‬كل‭ ‬المستشفيات‭ ‬لو‭ ‬المواطن‭ ‬رأى‭ ‬الطبيب‭ ‬موجودًا‭ ‬والمكان‭ ‬نظيف‭ ‬وهناك‭ ‬رعاية‭ ‬واهتمام‭ ‬بالمريض،‭ ‬لن‭ ‬يتردد‭ ‬إذا‭ ‬طُلب‭ ‬منه‭ ‬التبرع‭ ‬بسرير‭ ‬أو‭ ‬كرسى‭ ‬متحرك‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬جهاز،‭ ‬لكن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬انضباط‭ ‬أو‭ ‬اهتمام‭ ‬فى‭ ‬المكان‭ ‬يُصدر‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬عن‭ ‬المكان،‭ ‬وعندما‭ ‬يأتى‭ ‬رجل‭ ‬الخير‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬ويجد‭ ‬النظافة‭ ‬والرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالغنى‭ ‬والفقير،‭ ‬يقول‭ ‬لنفسه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أساعد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭.‬وسأذكر‭ ‬لك‭ ‬موقفًا‭ ‬إنسانيًا،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬صديق‭ ‬أرسل‭ ‬مبلغًا‭ ‬لمساعدة‭ ‬مريض،‭ ‬وهذا‭ ‬المريض‭ ‬ساءت‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬قبل‭ ‬إجراء‭ ‬العملية‭ ‬ولن‭ ‬تُجرى‭ ‬له‭ ‬العملية،‭ ‬ولما‭ ‬كلمناه‭ ‬لكى‭ ‬يسترد‭ ‬فلوس‭ ‬تبرعه‭ ‬رفض‭ ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تذهب‭ ‬لمريض‭ ‬آخر‭ ‬محتاج،‭ ‬فأهل‭ ‬الخير‭ ‬لا‭ ‬يتأخرون‭ ‬ولكنهم‭ ‬يريدون‭ ‬الاطمئنان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬فلوسهم‭ ‬تذهب‭ ‬للمكان‭ ‬صحيح‭.‬

‭< ‬يدعى‭="" ‬البعض‭="" ‬أن‭="" ‬مستوى‭="" ‬الطبيب‭="" ‬المصرى‭="" ‬فى‭="">

‭- ‬الطبيب‭ ‬المصرى‭ ‬لوحده‭ ‬يفوق‭ ‬الطبيب‭ ‬الأجنبى،‭ ‬إنما‭ ‬الصورة‭ ‬المُصدرة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نظام،‭ ‬والأزمة‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فريق‭ ‬عمل،‭ ‬ولو‭ ‬أصبح‭ ‬لدينا‭ ‬التعاون‭ ‬بروح‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬لأصبح‭ ‬مستوانا‭ ‬الطبى‭ ‬‮«‬سوبر‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬أعلى‭ ‬المراكز‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬

‭< ‬هل‭="" ‬لك‭="" ‬طقوس‭="" ‬قبل‭="" ‬دخول‭="" ‬غرفة‭="">

‭- ‬هى‭ ‬طقوس‭ ‬عادية،‭ ‬فى‭ ‬الأول‭ ‬نقول‭ ‬يارب،‭ ‬لأنك‭ ‬كالمزارع‭ ‬تبدر‭ ‬الحب‭ ‬وتنتظر‭ ‬النتيجة‭ ‬من‭ ‬عند‭ ‬الله،‭ ‬فعندما‭ ‬نزرع‭ ‬الكبد‭ ‬لمريض‭ ‬ندعو‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬الجسم‭ ‬لا‭ ‬يرفض‭ ‬الكبد،‭ ‬وإن‭ ‬المريض‭ ‬يُشفى،‭ ‬ونقابل‭ ‬مشكلات‭ ‬جمة‭ ‬ونكون‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬عصبى‭ ‬حتى‭ ‬إننا‭ ‬نكاد‭ ‬نبكى‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬حلول،‭ ‬أحياناً‭ ‬تنفرج‭ ‬وتأتى‭ ‬الحلول،‭ ‬وسأقص‭ ‬لك‭ ‬قصة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬المرات‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مريض‭ ‬زارع‭ ‬كبد‭ ‬قبل‭ ‬وفاة‭ ‬والدتى‭ ‬بيوم،‭ ‬وفى‭ ‬اليوم‭ ‬الذى‭ ‬كنت‭ ‬به‭ ‬فى‭ ‬العزاء‭ ‬اتصل‭ ‬بى‭ ‬بعض‭ ‬الزملاء،‭ ‬بإن‭ ‬كبد‭ ‬المريض‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬والدم‭ ‬لا‭ ‬يتصرف‭ ‬منه،‭ ‬ذهبت‭ ‬مسرعًا‭ ‬وأجريت‭ ‬له‭ ‬أشعة‭ ‬فوجدنا‭ ‬الوريد‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬الكبد‭ ‬مسدودًا،‭ ‬فالكبد‭ ‬تضخم،‭ ‬ولو‭ ‬قمنا‭ ‬بإعادة‭ ‬الزراعة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬المريض‭ ‬سيموت،‭ ‬وبالصدفة‭ ‬وضعت‭ ‬يدى‭ ‬فوق‭ ‬الكبد‭ ‬وجدته‭ ‬بدأ‭ ‬فى‭ ‬الصرف،‭ ‬مما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شيًئا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الكبد‭ ‬لا‭ ‬يصرف،‭ ‬فاتصلت‭ ‬بصديق‭ ‬لى‭ ‬فى‭ ‬تايوان‭ ‬وقلت‭ ‬له‭ ‬أفكر‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬بالونة‭ ‬بخرطوم‭ ‬تضغط‭ ‬على‭ ‬الكبد‭ ‬تنزله‭ ‬لأسفل‭ ‬فيتم‭ ‬صرف‭ ‬الدم،‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬بالفعل‭ ‬قمنا‭ ‬بحالة‭ ‬مشابهة‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬ووضعنا‭ ‬أسترة‭ ‬بها‭ ‬بالونة‭ ‬ووضعناها‭ ‬فوق‭ ‬الكبد،‭ ‬ونفخنا‭ ‬50‭ ‬سم‭ ‬ماء‭ ‬بملح،‭ ‬وانتظرنا‭ ‬قليلًا‭ ‬إذ‭ ‬الوريد‭ ‬يعمل‭ ‬وحدثت‭ ‬الإنفراجة،وبعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬بدأنا‭ ‬فى‭ ‬تفريغ‭ ‬البالون‭ ‬حتى‭ ‬أخذ‭ ‬الكبد‭ ‬وضعه،‭ ‬وهذه‭ ‬الحالة‭ ‬منشورة‭ ‬فى‭ ‬المجلات‭ ‬العلمية‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬النادرة‭ ‬جدًا،‭ ‬وهذا‭ ‬يكون‭ ‬بتوفيق‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬وبالتدخل‭ ‬السريع‭ ‬فى‭ ‬وقتها‭.‬

‭< ‬كيف‭="" ‬تنقل‭="" ‬إلى‭="" ‬المرضى‭="" ‬الأمل‭="" ‬فى‭="">

‭- ‬الموت‭ ‬والحياة‭ ‬ليسا‭ ‬بأيدى‭ ‬الأطباء،‭ ‬ولكننا‭ ‬وسيلة‭ ‬لتخفيف‭ ‬الألم‭ ‬وان‭ ‬يحيا‭ ‬المريض‭ ‬حياة‭ ‬مريحة،‭ ‬إنما‭ ‬الموت‭ ‬ليس‭ ‬بأيدى‭ ‬البشر،‭ ‬ولكنى‭ ‬أقدم‭ ‬خيطًا‭ ‬بسيط،‭ ‬وأنا‭ ‬أناشد‭ ‬الزملاء‭ ‬غير‭ ‬العاملين‭ ‬فى‭ ‬المجال‭ ‬بأن‭ ‬أى‭ ‬مريض‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬ورم‭ ‬أو‭ ‬تليف‭ ‬فى‭ ‬الكبد‭ ‬يقومون‭ ‬بإرساله‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬الزراعة‭ ‬بسرعة،‭ ‬فكلما‭ ‬كان‭ ‬المريض‭ ‬فى‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة‭ ‬كان‭ ‬علاجه‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬معالجته‭ ‬فى‭ ‬مراحل‭ ‬متأخرة‭ ‬قد‭ ‬يصعب‭ ‬علاجها‭.‬

‭< ‬يتحدث‭="" ‬المقربون‭="" ‬منك‭="" ‬عن‭="" ‬طاقة‭="" ‬هائلة‭="" ‬فى‭="" ‬العمل‭="" ‬حدثنا‭="">

‭- ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬تأتى‭ ‬لى‭ ‬هذه‭ ‬الطاقة‭ ‬الهائلة‭ ‬أثناء‭ ‬العمل،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬لى‭ ‬أحد‭ ‬الزملاء‭ ‬منذ‭ ‬أسبوعين‭ ‬إنك‭ ‬تسبب‭ ‬مشكلة‭ ‬لدى‭ ‬من‭ ‬حولك،‭ ‬كونك‭ ‬دائمًا‭ ‬موجودًا‭ ‬وتعمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬وتعود‭ ‬فى‭ ‬الليل‭ ‬لمتابعة‭ ‬الحالات،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬يعنى‭ ‬ما‭ ‬اشتغلش،‭ ‬قال‭: ‬لا،‭ ‬لا،‭ ‬قلت‭ ‬له‭ ‬أتريد‭ ‬أن‭ ‬أجلس‭ ‬فى‭ ‬البيت،‭ ‬هذه‭ ‬طبيعتى‭ ‬40‭ ‬عامًا‭ ‬دون‭ ‬إجازة،‭ ‬كونى‭ ‬أحب‭ ‬العمل‭ ‬وأتفانى‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬رباني‭.‬

‭< ‬ما‭="" ‬هو‭="" ‬عدد‭="" ‬حالات‭="" ‬زراعة‭="" ‬الكبد‭="" ‬شهرياً‭="">

‭- ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬الـ‭ ‬600‭ ‬حالة،‭ ‬وخلال‭ ‬شهر‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬ستكون‭ ‬700‭ ‬حالة‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

‭< ‬وما‭="" ‬هى‭="" ‬ذكرياتك‭="" ‬عن‭="" ‬أول‭="" ‬عملية‭="" ‬زراعة‭="">

‭- ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬لى،‭ ‬كان‭ ‬محام‭ ‬مصابًا‭ ‬بغيبوبة‭ ‬وفقد‭ ‬الوعى،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬النوبات‭ ‬كانت‭ ‬تصيبه‭ ‬أثناء‭ ‬الجلسات،‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬توقفه‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وجاء‭ ‬إلى‭ ‬المركز‭ ‬وأجرت‭ ‬له‭ ‬الجراحة،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬بطريقة‭ ‬سلسة،‭ ‬وخرج‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬المركز،‭ ‬ويؤدى‭ ‬عمله‭ ‬كاملًا‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭.‬

‭< ‬كم‭="" ‬تستغرق‭="" ‬عملية‭="" ‬زراعة‭="">

‭- ‬هى‭ ‬ليست‭ ‬محدودة،‭ ‬ففى‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬تستغرق‭ ‬15‭ ‬ساعة،‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬8ساعات،‭ ‬وفى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تستمر‭ ‬العملية‭ ‬لمدة‭ ‬24‭ ‬ساعة‭.‬

‭< ‬ما‭="" ‬عدد‭="" ‬الفريق‭="" ‬الطبى‭="" ‬المُشارك‭="" ‬فى‭="" ‬إجراء‭="">

‭- ‬2‭ ‬أساتذة‭ ‬مساعدين‭ ‬و4‭ ‬مدرسين،‭ ‬نُقسم‭ ‬إلى‭ ‬فريقين‭ ‬فريق‭ ‬يعمل‭ ‬مع‭ ‬المريض‭ ‬والآخر‭ ‬مع‭ ‬المتبرع،‭ ‬يقوم‭ ‬الفريق‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬مع‭ ‬المتبرع‭ ‬على‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬تسليك‭ ‬أوردة‭ ‬الكبد‭ ‬والفريق‭ ‬الثانى‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬استئصال‭ ‬الكبد،‭ ‬ويتم‭ ‬التغيير‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مرة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬استئصال‭ ‬الكبد‭ ‬من‭ ‬المريض‭ ‬ويقوم‭ ‬الفريق‭ ‬بتوصيل‭ ‬بعض‭ ‬الأوردة‭ ‬ويقوم‭ ‬الفريق‭ ‬الثالث‭ ‬بتوصيل‭ ‬الشريان‭ ‬والقناة‭ ‬المرارية،‭ ‬وهى‭ ‬منظومة‭ ‬منظمة،‭ ‬ليس‭ ‬فيها‭ ‬خلل‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬يؤدى‭ ‬عملًا‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬الزراعة‭.‬

وأهم‭ ‬اللحظات‭ ‬تكون‭ ‬عند‭ ‬وضع‭ ‬الكبد‭ ‬فى‭ ‬جسم‭ ‬المريض،‭ ‬فعندما‭ ‬يشعر‭ ‬بدرجة‭ ‬حرارة‭ ‬الجسم‭ ‬يبدأ‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬فبدون‭ ‬أكسجين‭ ‬ودماء‭ ‬الكبد‭ ‬سيتوقف،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬الدم‭ ‬إلى‭ ‬الكبد‭ ‬فى‭ ‬مدة‭ ‬أقصاها‭ ‬35‭ ‬دقيقة،‭ ‬لذلك‭ ‬يتم‭ ‬توصيل‭ ‬الوريد‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬حتى‭ ‬يعمل‭ ‬الكبد‭ ‬مع‭ ‬الدورة‭ ‬الدموية،‭ ‬بطريقة‭ ‬سليمة،‭ ‬وهذه‭ ‬الفترة‭ ‬تكون‭ ‬حرجة‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬المريض‭.‬

‭< ‬هل‭="" ‬يتأثر‭="" ‬المتبرع‭="" ‬باستئصال‭="" ‬جزء‭="" ‬من‭="" ‬كبده‭="" ‬وهل‭="" ‬يمكن‭="" ‬أن‭="" ‬يعانى‭="" ‬المريض‭="" ‬بعد‭="" ‬ذلك‭="" ‬من‭="">

‭- ‬المتبرع‭ ‬مثل‭ ‬قطعة‭ ‬الألماس‭ ‬وأنت‭ ‬تُجرى‭ ‬له‭ ‬جراحة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا‭ ‬تستأصل‭ ‬فيها‭ ‬الفص‭ ‬اليمين‭ ‬أو‭ ‬اليسار‭ ‬من‭ ‬كبده،‭ ‬فيجب‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬جهدك‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬المتبرع‭ ‬فى‭ ‬أتم‭ ‬صحة،‭ ‬لذا‭ ‬نقوم‭ ‬بعمل‭ ‬فحوصات‭ ‬ضخمة‭ ‬جدًا‭ ‬وبالذات‭ ‬على‭ ‬الكبد،‭ ‬أوردته،‭ ‬شرايينه،‭ ‬القناة‭ ‬المرارية،‭ ‬أنسجته،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬حاجات‭ ‬كثيرة‭ ‬تُؤخذ‭ ‬من‭ ‬المتبرع،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نضمن‭ ‬بنسبة‭ ‬100‭% ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬خلل‭ ‬أو‭ ‬عيب‭ ‬فى‭ ‬الفحوصات،‭ ‬وبعد‭ ‬استئصال‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬المتبرع‭ ‬خلال‭ ‬أسبوع‭ ‬أو‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬المستشفى،‭ ‬والكبد‭ ‬يعود‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬شهور،‭ ‬والجزء‭ ‬الباقى‭ ‬ينمو،‭ ‬وتحدث‭ ‬بعض‭ ‬المشكلات‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تؤثر‭ ‬فى‭ ‬حياته‭ ‬وتكون‭ ‬غالبًا‭ ‬فى‭ ‬الجرح،‭ ‬أو‭ ‬الإصابة‭ ‬بسخونة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬واحدة‭ ‬لمتبرع‭ ‬كبد‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬الحالات‭ ‬التى‭ ‬أُجربت،‭ ‬إلا‭ ‬حالة‭ ‬واحدة‭ ‬وبعد‭ ‬شهرين‭ ‬أُصيبت‭ ‬بفيروس‭ ‬فى‭ ‬الصدر،‭ ‬وأُصيبت‭ ‬بالتهاب‭ ‬رئوى‭ ‬حاد‭ ‬وهذا‭ ‬موضوع‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الكبد‭. ‬

أما‭ ‬المريض‭ ‬فلا‭ ‬ينمو‭ ‬الكبد‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬لأن‭ ‬الهرمونات‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬نمو‭ ‬الكبد‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬عندما‭ ‬يُنقل‭ ‬إلى‭ ‬جسد‭ ‬ثان،‭ ‬ولكن‭ ‬يظل‭ ‬يعمل‭ ‬بكفاءة‭ ‬100%،‭ ‬وتحدث‭ ‬أحياناً‭ ‬مشكلات‭ ‬بسيطة‭ ‬بسبب‭ ‬المناعة‭ ‬والتى‭ ‬تُحل‭ ‬بالأدوية،‭ ‬فخلال‭ ‬أول‭ ‬ثلاثة‭ ‬شهور‭ ‬بعد‭ ‬الجراحة‭ ‬تكون‭ ‬مناعة‭ ‬المريض‭ ‬صفرًا،‭ ‬فأى‭ ‬فيروس‭ ‬يكون‭ ‬علاجه‭ ‬صعبًا،‭ ‬وأحياناً‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مشكلات‭ ‬فى‭ ‬القنوات‭ ‬المرارية‭ ‬ويتم‭ ‬تسليكها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجراحة،‭ ‬فنحن‭ ‬دائمًا‭ ‬نعمل‭ ‬للوصول‭ ‬بالمريض‭ ‬إلى‭ ‬الأمان‭.‬

‭< ‬ماذا‭="" ‬تقول‭="" ‬لمن‭="" ‬يتاجر‭="" ‬بأكباد‭="">

‭- ‬فى‭ ‬الحقيقة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬لا‭ ‬إنسانى‭ ‬ولا‭ ‬أخلاقى،‭ ‬وهناك‭ ‬صورة‭ ‬ذهنية‭ ‬سيئة‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬تجارة‭ ‬الأعضاء،‭ ‬ويجب‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬هذة‭ ‬التجارة‭ ‬بقوانين‭ ‬رادعة،‭ ‬ولماذا‭ ‬نتاجر‭ ‬بأعضاء‭ ‬الناس،‭ ‬فمهنة‭ ‬الطب‭ ‬مهنة‭ ‬أخلاقية‭ ‬علمية،‭ ‬ومن‭ ‬المُعيب‭ ‬أن‭ ‬تتاجر‭ ‬بمهنة‭ ‬حلفت‭ ‬القسم‭ ‬أن‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬المرضى‭ ‬وليس‭ ‬بالمتاجرة‭ ‬بأعضائهم‭.‬

‭< ‬بماذا‭="" ‬تنصح‭="" ‬للوقاية‭="" ‬من‭="" ‬أمراض‭="">

‭- ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬ضرورى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نعيه‭ ‬جميعًا‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬تخزين‭ ‬الأطعمة‭ ‬فى‭ ‬الثلاجات‭ ‬يتسبب‭ ‬فى‭ ‬إصابتها‭ ‬بفطر‭ ‬العفن،‭ ‬والسوق‭ ‬مليء‭ ‬والمحلات‭ ‬التجارية‭ ‬موجودة،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬أشترى‭ ‬الأطعمة‭ ‬التى‭ ‬أحتاج‭ ‬إليها‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬تخزين‭ ‬الأطعمة‭ ‬والإصابة‭ ‬بأضرار‭ ‬التخزين‭ ‬التى‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬الكبد‭ ‬وأيضاً‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا‭ ‬تلويث‭ ‬مياه‭ ‬النيل‭ ‬كارثة‭.‬

والأمر‭ ‬الثانى‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬الحقن‭ ‬الملوثة‭ ‬ونقل‭ ‬الدم‭ ‬والدولة‭ ‬تقوم‭ ‬بدور‭ ‬رقابى‭ ‬جيد‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬ويجب‭ ‬توعية‭ ‬الناس،‭ ‬ونأمل‭ ‬بأن‭ ‬حملة‭ ‬الـ‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬صحة‭ ‬تعود‭ ‬بنتائج‭ ‬طيبة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب،‭ ‬وتُساهم‭ ‬فى‭ ‬تقليل‭ ‬الأمراض‭ ‬الكبدية‭.‬

‭< ‬ما‭="" ‬هى‭="" ‬الرسالة‭="" ‬التى‭="" ‬توجهها‭="" ‬إلى‭="" ‬الحكومة‭="" ‬المصرية‭="" ‬بخصوص‭="" ‬أمراض‭="" ‬الكبد؟‭="">

‭- ‬أُطالب‭ ‬الحكومة‭ ‬بتطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬شخص‭ ‬يضر‭ ‬بصحة‭ ‬المصريين‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬تشخيصًا‭ ‬خاطئًا‭ ‬أو‭ ‬إشرافًا‭ ‬خاطئًا‭ ‬أو‭ ‬متابعة‭ ‬خاطئة،‭ ‬فيجب‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬بحزم‭ ‬وشدة‭ ‬لحماية‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬الإهمال‭ ‬الجسيم‭ ‬والتشخيص‭ ‬الخاطيء‭.‬

‭< ‬ورسالة‭="" ‬لرجال‭="">

‭- ‬أتقدم‭ ‬للشرفاء‭ ‬منهم‭ ‬بالشكر،‭ ‬وأطلب‭ ‬منهم‭ ‬تقديم‭ ‬المزيد‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الطبية،‭ ‬خاصةً‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬قوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬وتخفيف‭ ‬الألم‭ ‬عن‭ ‬الفقراء‭.‬

‭< ‬ما‭="" ‬هوايتك‭="" ‬التى‭="">

‭- ‬القراءة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭.‬

‭< ‬والكتاب‭="" ‬الذى‭="" ‬لا‭="" ‬تمل‭="" ‬من‭="">

‭- ‬القرآن‭ ‬الكريم‭.‬

‭< ‬ما‭="" ‬هى‭="" ‬أبرز‭="" ‬الثوابت‭="" ‬فى‭="" ‬برنامجك‭="">

‭- ‬مراجعة‭ ‬عملى‭ ‬وتصحيح‭ ‬الأخطاء‭.‬

‭< ‬ما‭="" ‬اللحظة‭="" ‬التى‭="" ‬شعرت‭="" ‬فيها‭="">

‭- ‬مرات‭ ‬كثيرة،‭ ‬ندمت‭ ‬على‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭.. ‬كل‭ ‬ابن‭ ‬أدم‭ ‬خطاء‭ ‬وخير‭ ‬الخطائين‭ ‬التوابون‭.‬

‭< ‬هل‭="" ‬أنت‭="" ‬راض‭="" ‬رحلة‭="">

‭- ‬أنا‭ ‬كُرمت‭ ‬فى‭ ‬10‭ ‬دول،‭ ‬منها‭ ‬روسيا،‭ ‬اليابان،بلغاريا،‭ ‬أذربيجان،‭ ‬وغيرها‭ ‬وقد‭ ‬نشرت‭ ‬أبحاثى‭ ‬فى‭ ‬150مجلة‭ ‬علمية،‭ ‬ولى‭ ‬كتاب‭ ‬وزعت‭ ‬منه‭ ‬ألف‭ ‬نسخة‭ ‬مجانًا‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬ولا‭ ‬أهتم‭ ‬بالتقدير‭ ‬المحلى‭ ‬لأنه‭ ‬له‭ ‬اعتبارات‭ ‬معينة‭ ‬أنا‭ ‬فى‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭.‬

‭< ‬اذكر‭="" ‬لنا‭="" ‬أمنية‭="" ‬تحققت‭="" ‬بعد‭="">

‭- ‬النجاح‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬فريقًا‭ ‬متكاملًا،‭ ‬وأن‭ ‬نكمل‭ ‬بناء‭ ‬مركز‭ ‬زراعة‭ ‬الكبد‭ ‬الجديد‭ ‬الذى‭ ‬يبنى‭ ‬بالجهود‭ ‬الذاتية‭ ‬فهذا‭ ‬حلم‭ ‬لو‭ ‬تحقق‭ ‬سأكون‭ ‬فى‭ ‬غاية‭ ‬السعادة‭. ‬

‭< ‬يقول‭="" ‬البعض‭="" ‬إنك‭="" ‬بالرغم‭="" ‬من‭="" ‬سنوات‭="" ‬عملك‭="" ‬لم‭="" ‬تحقق‭="">

‭- ‬لم‭ ‬أتجه‭ ‬أبدًا‭ ‬إلى‭ ‬التجارة،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬أنا‭ ‬مستور‭ ‬الحال،‭ ‬ولى‭ ‬منزلى‭ ‬وعيادتى‭ ‬وعندى‭ ‬قطعة‭ ‬أرض‭ ‬موروثة‭ ‬عن‭ ‬الوالد‭ ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬عليه،‭ ‬ولدى‭ ‬مبلغ‭ ‬بسيط‭ ‬فى‭ ‬البنك،‭ ‬ولا‭ ‬أمتلك‭ ‬عقارات‭ ‬ولا‭ ‬أراضى،‭ ‬وعُرض‭ ‬على‭ ‬فى‭ ‬التسعينات‭ ‬قطع‭ ‬أراض‭ ‬المتر‭ ‬بثلاثة‭ ‬جنيهات،‭ ‬والآن‭ ‬وصل‭ ‬سعرها‭ ‬إلى‭ ‬مبالغ‭ ‬خيالية،‭ ‬ولكن‭ ‬أنا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬اهتمامى‭ ‬بالتجارة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬وكان‭ ‬كل‭ ‬اتجاهى‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬والمذاكرة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالمرضى‭ ‬والأبحاث‭ ‬العلمية‭.‬

‭< ‬ما‭="" ‬هى‭="" ‬روشتة‭="" ‬النجاح‭="" ‬التى‭="" ‬تكتبها‭="" ‬لشباب‭="">

‭- ‬لا‭ ‬تستعجلوا‭ ‬الثروة،‭ ‬واطردوا‭ ‬المال‭ ‬من‭ ‬حياتكم،‭ ‬وكلما‭ ‬اهتممت‭ ‬بالمريض‭ ‬سيُكافئك‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬نُصب‭ ‬عينيك‭ ‬أن‭ ‬لهذا‭ ‬المريض‭ ‬أهلًا‭ ‬وعائلة‭ ‬وأبناء،‭ ‬وعليك‭ ‬انتراع‭ ‬الشق‭ ‬الإنسانى‭ ‬والأخلاقى،‭ ‬فنحن‭ ‬بعد‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973م‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نجد‭ ‬أبسط‭ ‬أنواع‭ ‬الطعام‭ ‬والشاى‭ ‬ولا‭ ‬السكر،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬كنا‭ ‬نحيا‭ ‬بالرضاء،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬متوفر‭ ‬وبكثرة‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬الرضاء‭ ‬والقناعة،‭ ‬فنحن‭ ‬تحملنا‭ ‬كثيراً‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬وأسسنا‭ ‬أشياء‭ ‬فى‭ ‬الطب‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ووفرنا‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬بزراعة‭ ‬الكبد‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وبأعلى‭ ‬كفاءة،‭ ‬وعلى‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬بنوا‭ ‬البلد‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬وحملوا‭ ‬على‭ ‬أكتافهم‭ ‬مشاعل‭ ‬النور‭ ‬وقاموا‭ ‬بالاهتمام‭ ‬بالعلم‭ ‬والأبحاث‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭. ‬