رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منقذو «جمصة» يعانون من تدنى ظروف عملهم

بوابة الوفد الإلكترونية

ما زال مصيف جمصة بمحافظة الدقهلية والملقب بـ«مصيف العائلات» يعانى الكثير من المشكلات المزمنة،والتى لا تجد أى محاولة للحل، أخطرها ما يتعلق بمنقذى الشاطئ، المنتشرين على أبراج المراقبة لحماية المصطافين من الغرق، وعددهم 100 بواقع 80 منقذًا بكل برج، على شاطئ البحر بطول 7 كيلومترات، إضافة إلى 20 آخرين احتياطيا يعانون من إصابتهم بالإرهاق بسبب عدد ساعات العمل والتى تصل إلى 12 ساعة عمل دون راحة.

يقول علاء على عطية الشحات،أحد منقذى مصيف جمصة: نحن بحكم أننا فى الأصل بحارة نعيش صيفًا وشتاء فى البحر ولدينا خبرة التعامل مع حالات الغرق،الأمر الذى يجعلنا نقدم على تلك الوظيفة «منقذ»والتى لا نرى منها سوى عائد بسيط فبعد معاناة تم رفع التعاقد إلى 5 آلاف جنيه للمنقذ نظير 12 ساعة عمل، وحمدنا الله على تلك الزيادة، إلا ان الكارثة تتمثل فى «المقاول» والذى حصل على المناقصة لاستقدام المنقذين،حيث يعد مقاول أنفار،وهدفه الربح فقط، من خلال توريد عمال ومنهم المنقذون.

ويضيف «علاء» قائلا: الأمر يبدأ باختيار المنقذين ولدينا الكثير ممن لهم الخبرة، ولكن المقاول ليس لديه الخبرة فمثلا لابد أن تكون هناك فترة إعداد بدنى لمدة تصل إلى 15 يومًا إضافة إلى 5 أيام دورة إسعاف أولى، ويتطلب هذا التبكير بالتعاقد قبل الموسم أى فى نصف شهر مايو على الأقل.

وهنا نرى الاستغلال فى صور متعددة فى البداية بعقد موسمى يبدأ من أول يونية وحتى 30 سبتمبر، والاعتماد على خبرة المتقدم وشهادة رخصة من اتحاد الغوص، وحاجتنا للعمل، لنصل إلى إطفاء فرحتنا فى قيمة التعاقد المبرمة مع المحافظة بواقع 5 آلاف شهريا ليتم خصم ألفي جنيه بحجة ضرائب وتأمينات الخ، فى حين نرى كلا من مصيف رأس البر، ودمياط الجديدة يقوم بالتعاقد فى أول مايو من كل عام براتب صافى 4 آلاف و500 جنيه شهريا، بالإضافة إلى التأمين على حياتهم، وفى رأس البر يتم تقسيم العمل للمنقذين على ورديتين وليس وردية واحدة، مما يتسبب فى حالة من الإرهاق للمنقذ، ورغم هذا نؤدى عملنا بكفاءة، ولكن 100 جنيه فى اليوم لعدد ساعات عمل تصل إلى 12 ساعة، ووجبات الطعام اليومية والتى نتناولها ونحن على الأبراج، لا تكفى احتياجات عائلتنا، فهل نرى من ينظر لأحوالنا المعيشية.

ويضيف تامر إسماعيل، أحد المنقذين من جمصة: بدأت العمل من عام 1998، وما نراه هذا الموسم هو نفس ما شاهدناه وتعايشنا معه خلال المواسم السابقة، فالمعاناة من عدم توفير الإمكانات مستمرة،ونعتمد على المهارة، والخبرة فقط، دون امتلاك الأدوات المساعدة، فالمقاول يقوم بصرف تيشرت وصفارة فقط، وطوق نجاة «عوامة» متهالك، وموجود دون تغيير منذ أكثر من 10 سنوات، وتحتاج إلى تحديث، كما ان التيشرت لا يليق ببحار منقذ على شاطئ ساحلى .

وقال إننا طالبنا بتوفير طوق نجاة «موزة» خفيف يساعد المنقذ على إنقاذ أكثر من فرد فى آن واحد عكس الطوق الحالى وهو ساحب فقط لشخص واحد، كما أننا نحتاج إلى«قميص نجاة»، علاوة على وسيلة اتصال تساعد فى سرعة عملية الإنقاذ،علاوة على حماية المنقذ من تجاوزات بعض المصيفين والتى تنتهى أحيانا بشكاوى كيدية فى مركز الشرطة،ولا نجد الحماية، ونجد أنفسنا أمام محضر وذلك لمجرد مطالبة البعض بالالتزام بعد تجاوز المسموح فى العوم وصولا لمناطق الغريق.

ويشير أحد المنقذين إلى وجود سلبيات الشاطئ فى عملية الإنقاذ وحماية رواد الشاطئ من الغرق،من بينها أن أدوات الإنقاذ الهزيلة ومنها لنشات الحماية والتى تم إضافتها فى بند التعاقد بخمسة لنشات صغيرة تتجول طوليا لمنع تجاوز المصطافين الدخول فى عمق البحر لمنطقة الغريق،وهنا نرى قوارب صيد معدلة يتم استئجارها،وطبيعتها قد تؤذى رواد الشاطئ عند السباحة بالاصطدام كجسم صلب، حيث نرى فى شرطة المسطحات وشواطئ ساحلية فى مصر مثل الغردقة والساحل الشمالى،ورأس البر، والإسكندرية قوارب مطاطية سريعة مجهزة، كما أن وجود دراجات مائية تريسيكلات ضرورة للجولات لضمان حماية المصطافين من الغرق .

محمد حلمى سويلم عضو الهيئة العليا، ورئيس لجنة الوفد بالدقهلية، يقول: أنا من رواد هذا المصيف، بحكم أنه أقرب مصيف فى زمام محافظتى، والذى طالما استمتعنا بشاطئه الجميل الممتد ومياهه الصافية، ولكن مسئوليه يفتقدون الى أساليب التطوير وطرق الجذب، ونحن نشفق على رجال الإنقاذ فهم عجزة بلا أدوات مساعدة، وأوضح أن اتساع الشاطئ طولا وعرضا، يؤدى إلى الكثير من المشاكل ومن بينها الممشى الذى تم انشاؤه منذ أكثر من 15 عامًا والذى يربط كورنيش الشاطئ وصولا لشاطئ البحر مما أسفر عن أن المسافة أصبحت كبيرة وطويلة على المصيفين وتحتاج لتمديد المشاية للتسهيل على كبار السن والمرضى والتى يصعب عليهم السير على الرمال وصولا للشاطئ، علاوة على تسهيل حركة سيارات الإسعاف للوصول للحالات التى تتعرض للغرق ويسابق المسعف الوقت لإنقاذه، وقال إننى شاهدت أن المنقذ بعد جهد الإنقاذ يقوم بحمل الفريق مع متطوعين للخروج به متحملا تلك المسافة سيرا على الرمال للوصول لسيارة الإسعاف الموجودة على الكورنيش، وبالطبع يستهلك الوقت والجهد معا وقد يكون سببا فى ضياع حياة مواطن .

وأضاف أنه منذ ثلاثة أعوام شاهدنا دراجات شاطئية«موتوسيكلات» تجوب الشاطئ من العمق البعيد لرقابة المصطافين والحفاظ على حياتهم من الغرق، وقد اختفت هذه الموتوسيكلات، وعلمنا أنها فى مخازن مجلس المدينة.. أليس هذا يعد إهدارًا للمال العام كما ان هذا الأمر تقصير فى حماية المصطاف، ونحتاج لرؤية للتطوير فجمصة مصدر للاستثمار وملاذ الأسر البسيطة فلتهتموا ولتصلحوا وكفاكم إهمالًا فى حق هذا المصيف.

على جانب آخر كان لـ«الوفد» لقاء بالمهندسة سحر لطفى رئيس مجلس مدينة جمصة للتعرف على ايجابيات وسلبيات شاطئ المصيف هذا العام، حيث أكدت أن شاطئ جمصة لا يحتاج إلى مصدات لأن طبيعته مجوف الشكل، وبالتالى فهو محمى طبيعيا وبدون أى تدخلات من البشر .

وأضافت ما حدث بالنسبة لغرق ثلاثة من الشباب فى أيام عيد الفطر، جاءت بسبب أنهم نزلوا فى ساعات الفجر أى قبل تسلم المنقذين عملهم فى الموعد المحدد من حرس الحدود وهو من الساعة 7 صباحا وحتى 7 مساء، وأوضحت شاطئ المصيف مؤمن بعدد 80 برج إنقاذ، والمسافة بين كل برج والآخر يتراوح ما بين 60 إلى 100 متر اعلاه منقذ، وبخلاف 20 منقذًا يجوبون البحر، و5 لنشات لتأمين عمق البحر، وهذا لا يوجد فى أى شاطئ.

وأضافت رئيس مدينة جمصة أن سبب عدم استخدام الموتوسيكلات المائية الموجودة بمجلس المدينة هو أنها لا تعمل لوجود أعطال هندسية بها وقد اتخذت إجراءات لإصلاحها، مؤكدة أن خسائر شاطئ جمصة لا تقارن بشواطئ يغرق فيها أعداد كبيرة تصل إلى أكثر من 30 حالة أسبوعيا.