رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"التربية والتعليم" تنتصر على الغشاشين فى "ثانوية 2019"

بوابة الوفد الإلكترونية

خبراء: «التابلت» يقضى على التلاعب ويحقق العدالة الكاملة

برلمانية: بعض أولياء الأمور يشاركون فى الجريمة

الغشاشون الأغبياء: أحدهم صور رقم جلوسه مع أسئلة الامتحان..والثانى صرخ من شدة ألم سماعة الأذن

 

«تسريب» امتحانات الثانوية العامة، معركة سنوية تخوضها وزارة التربية والتعليم، منذ عقود طويلة وبشهادة الخبراء نجحت الوزارة هذا العام فى التصدى للتسريب بصورة قوية بعد إقرار نظام امتحان «البوكلت» ولكن ذات الخبراء أكدوا أن «التربية والتعليم» لا يزال أمامها الكثير من التحديات للقضاء نهائياً على عمليات الغش التى تتم داخل اللجان خاصة فى ظل التطور التكنولوجى الهائل الذى يلجأ إليه الغشاشون.

وكانت امتحانات الثانوية العامة قد انطلقت فى بدايات الشهر الجارى، ورصد فريق مكافحة الغش الإلكترونى بغرفة عمليات امتحانات الثانوية العامة، قرابة 10 صفحات تروج للغش الإلكترونى وتزعم تسريب الأسئلة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، فيما يطارد فريق مكافحة الغش فى غرفة عمليات وزارة التربية والتعليم صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعى.

أما أغلب حالات الغش التى تم رصدها فى لجان الثانوية العامة فكانت لا تخلو من طرافة فصاحبة أول واقعة تسريب للامتحانات هذا العام هى التى فضحت نفسها بعد أن صورت اسم مدرستها ورقم جلوسها بجوار صفحة امتحان اللغة العربية التى سربته عبر موبايلها إلى مواقع «السوشيال ميديا» وبسرعة كبيرة تم ضبطها وإحالتها للتحقيق.

فيما علقت سماعة بأذن طالب بمرحلة الثانوية العامة فى إحدى لجان الامتحانات بالدقهلية، أثناء محاولته الغش فى أول أيام الامتحانات، ما دفعه لإجراء عملية جراحية لاستخراجها، بعدما حاول الطالب إخفاء السماعة من المراقب داخل لجنة، فانزلقت إلى داخل أذنه وتسببت له فى ألم شديد، ما جعله يفقد التركيز.وفى التحقيقات أكد الطالب أنه اشترى السماعة من موقع أجنبى عبر الإنترنت، بمبلغ 1700 جنيه.

ويتوقع الخبراء أن تنخفض حالات الغش هذا العام عن العام الماضى الذى شهد 865 حالة غش، منها 44 حالة نشر عبر الهواتف المحمولة، و105 حالات حيازة هاتف محمول.

وقال أيمن البيلى، الخبير التعليمى، أن منظومة امتحانات «البوكليت» أثبتت نجاحها فى مواجهة تسريب الامتحانات، مؤكداً أن الغش إلكترونى، أصبح ضئيلاً جداً، بسبب الأدوات الحديثة المساعدة على الغش مثل سماعات الأذن التى تقوم بتصوير الأمتحان ثم تأتيها الإجابة، مطالباً وزارة التعليم التعاون مع وزارة الاتصالات بتركيب أجهزة تشويش فى مناطق لجان الامتحانات حتى لا يستطيع أحد الاتصال بمن هم داخل اللجان.

وأضاف: رغم أن نظام «البوكليت» نجح فى الحد من تسريب الامتحانات، ولكن ما زالت وزارة التربية والتعليم، غير قادرة، على مواجهة الغش الإلكترونى الحديث نتيجة لتقدم التكنولوجيا الحديثة، لافتاً أنه برغم قرار الوزير بمنع دخول الموبايلات والساعات فى اللجان، ولكن هناك أدوات أخرى يستخدمها الطلاب للغش مثل النظارات المزودة بكاميرات حديثة والأقلام التى يوجد بها كاميرات.

وأوضح أن نظام الامتحانات الورقى أثبت فشله منذ عام 2010، نتيجة عمليات الغش الكبرى التى كانت تتم والتى بلغت ذروتها فى عام 2015، نتيجة تسريب الامتحانات بشكل ضخم، مؤكداً أن نظام «البوكليت» حد من الغش بصورة قوية، ولكن الهدف من الامتحانات ذاتها لم يتحقق، لافتاً أن الهدف من الامتحانات هو عملية تقويم مستوى الطالب وقياس قدراته، ولكن ما يحدث من امتحانات ورقية هو محاولة لترقيع هذا الثوب البالى الذى لا يحقق تكافؤ الفرص.

وأكد أن عقوبات الغش الموجودة حالياً، تعتبر قاسية جداً، ولكن لا يتم تطبيقها بشكل كامل، مؤكدا أن الوزارة اتجهت لنظام البوكلت لنفى تهمة تسريب الامتحانات عنها.

وأكد أن بعض المراقبين تأخذهم العاطفة فى حالة ضبط طالب أثناء الغش، كما أن من شروط عمل محضر غش للطالب الذى يتم ضبطه هو شهود اربعة من زملائه فى اللجنة، وهو ما يرفضه الطلاب، وقال إن الطلاب لا يشهدون على زملائهم، إلا إذا كان هناك حالة استياء من جميع الطلاب داخل اللجنة بكاملها من تلك الطالب الذى يقوم بالغش بصورة مستفزة لهم.

وقال «البيلى»: إن من مهمات المراقب هو منع الغش، وليس القبض على الطالب الذى يقوم بالغش، وفى مناطق كثيرة يتجمع أولياء الأمور أمام اللجان مثل الصعيد والريف ويقومون بترهيب المراقبين فى محاولة منهم لتيسير عملية الغش لأبنائهم، كما أن مهمه تأمين اللجان تنتهى بانتهاء خروج المراقب من المدرسة، وفى بعض الأحيان يتم الاعتداء على المراقبين من بعض أولياء الأمور، مثلما حدث العام الماضى فى الحسينية بمحافظة الشرقية، وبلقاس، والتى تم اقتحام بعض اللجان بها، وكل هذا ضغوط تمارس على المراقبين من أجل تيسير حالات الغش.

وأوضح أن الحل الأمثل لمنع الغش بصورة نهائية، والقدرة الحقيقية لقياس مستوى الطلاب وتحقيق العدالة، هو تعميم الامتحانات الإلكترونى عبر امتحانات «التابلت»، حيث يقوم الطالب بالإجابة عن الأسئلة ثم تظهر له درجته فى الحال، والتى سوف تقضى تماماً على محاولات التشكيك فى عمليات التصحيح.كما سيتم القضاء نهائياً على تسريب الامتحانات، كما يقضى على الأعباء المالية التى تتكبدها الوزارة فى كل عام نتيجة امتحانات الثانوية العامة، كما سيتم القضاء نهائياً على الدروس الخصوصية.

وعن اعتراض طلاب الصف الأول الثانوى على امتحانات «التابلت»، قال إن هناك بعض القصور بها، ولكن يجب عدم التخلى عن تلك التجربة الجيدة، موضحاً أن الوزير طارق شوقى قام بتنفيذ التجربة بشكل فيه استعجال.

قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن العام الحالى العام الثالث الذى يتم خلاله التصدى بجدية لتسريب للامتحانات، مع التأمين الشديد على أسئلة الامتحانات خلال طباعاتها ونقلها للجان الامتحانات، لافتة أن عمليات الغش الحالية، تعتبر عمليات غش تسير بمعدلات طبيعية وقليلة، نتيجة قيام أحد الطلاب بتصوير الامتحانات ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، كما أن التطور التكنولوجى تسبب فى زيادة معدلات الغش.وقالت: بعض الطلاب يحصلون على أدوات متطورة جداً وحديثة تساعدهم على الغش مثل النظارات المرفقة

بكاميرات وساعات إلكترونية، وبعض حالات الغش القليلة تكون بسبب التسيب فى بعض اللجان.

وأضافت أن هناك لوائح وعقوبات صارمة جداً، يتم تطبيقها على أى طالب يتم ضبطه متلبساً فى حالة غش، منها حرمان الطالب من دخول الامتحان لمدة عام أو عامين، مطالبة أولياء الأمور بعدم الغضب من منع أبنائهم دخول الامتحانات بأجهزة الموبايل، مؤكدة أن الطالب الذى يقوم بعملية الغش يأخذ حق طالب آخر اجتهد طوال العام.

وأوضحت أن هناك بعض أولياء الأمور، يساعدون أبناءهم على كيفية الغش، نتيجة افتقار بعض الأسر للمبادئ والقيم.

وقالت النائبة الدكتورة آمنة نصير، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن الغش فى الامتحانات نتيجة طبيعة لضياع الأخلاق، مؤكدة أن وزارة التعليم مهما غلظت عقوبة الغش سوف يستمر الغش لكونه مرضاً فى بعض نفوس الطلاب، نتيجة للتربية الخاطئة من بعض الأسر.

وأوضحت أن الثانوية العامة فى السنوات السابقة، لم يكن بها هذا الكم من الهلع واللهث والابتكار للخداع والغش، وأخذ درجات ليست له الحق فيها، مطالبة الأسرة بعدم الضغط على أبنائهم حتى لا يلجأوا إلى أساليب ضارة بهم مثل الغش.

 

.. والتكنولوجيا فى الخدمة

سماعات بلوتوث وأقلام سحرية وماسح ضوئى وأظافر صناعية

الغش فى الامتحانات، يؤرق الجميع سواء وزارة التعليم أو الطلاب الذين يجتهدون فى المذاكرة طوال العام، ورغم التحذيرات التى تتخذها الوزارة للقضاء على الغش، والقرارات التى تتخذها حيث حظرت وزارة التربية والتعليم.

حيازة الهاتف المحمول حتى لو كان مغلقًا أو أى أجهزة تكنولوجية من شأنها تسهيل عملية الغش أو المساعدة عليه وقالت إن الشروع فى طبع، أو نشر، أو إذاعة، أو ترويج أسئلة الامتحانات، أو أجوبتها يُعرض للحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان، كما أن العمل على طبع، أو نشر، أو إذاعة، أو ترويج أسئلة الامتحانات، أو أجوبتها يُعرض للحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد على سبع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتى ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان طبقًا لأحكام القانون رقم (73) لسنة 2017، الصادر بشأن مكافحة الإخلال بالامتحانات.

ورغم كل ذلك لم يتم القضاء نهائياً على الغش نتيجة التطور التكنولوجى، حيث تم توظيف الوسائل التكنولوجية فى أساليب الغش وتسريب الامتحانات.

وهناك قائمة طويلة من الأجهزة التكنولوجية التى يستخدمها الغشاشون فى مقدمتها سماعات البلوتوث وهى سماعات لاسلكية صغيرة متناهية الصغر للغش أثناء الامتحانات، يقوم الطالب بوضع السماعة بلون الجسم فى الأذن، وعند دخوله الامتحان يتلقى من خلالها الإجابات من شخص يكون خارج اللجنة حصل على ورقة الأسئلة من أحد الطلبة الذين خرجوا مبكرًا.

وهناك سماعة صغيرة جدًا يصل حجمها إلى 3٫5ملم تتوافق مع مشغلات الـ«إم بى ثري»، وأجهزة الـ«آى باد»، وتتكون من سماعات لاسلكية صغيرة، وكابل دائرى يلتف حول العنق أسفل الملابس، ويتصل بالآى باد الملتصق بمعصم اليد، هكذا يتمكن الطالب من تشغيل وإيقاف الآى باد والبحث عن الإجابات، بينما يسمعها عن طريق السماعات اللاسلكية وبشكل واضح.

الأقلام السحرية، وهى عبارة عن قلم عادى بأحد جوانبه طرف معدنى عند جذبه يمكنك مشاهدة ورقة صغيرة عليها ملخص أجزاء من كتاب المادة بخط صغير.

الماسح الضوئى، من بين الوسائل التكنولوجية الأخرى التى يلجأ إليها الطلاب، الساعات التى تحتوى على كمبيوتر مصغر وأقلام «سكان»، الذى يتم من خلاله الكتابة على المقاعد الدراسية وعلى الأكمام بالذات، ولا تظهر الكتابة إلا فى حالة إلقاء الضوء عليها من خلال مصباح صغير فى آخر القلم، بحيث لا يكتشفها المراقبون، وانتشرت بشدة خلال العامين الماضيين.

أظافر صناعية، تقوم بعض الطالبات، بإضافة ورقات صغيرة مكتوب عليها المنهج الدراسى يمكن تخبئتها تحت الأظافر الاصطناعية، أو الكتابة على الأظافر نفسها، وذلك على الرغم من صعوبتها.