رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطة إسقاط الثورة بعدهزيمة النظام

شن أعداء الثورة خلال الفترة الماضية هجوما مستترا عرف فيما بعد باسم الثورة المضادة وعندما نري الفرق بين الأيام الأولي للثورة الحقيقية والأيام التالية

نجد أن الثورة المضادة تقوم علي هدف واحد، هو إسقاط الدولة عن طريق بث الفرقة والاقتتال بين أبناء مصر الذين اجتمعوا علي كلمة واحدة وهدف واحد، وهو إسقاط النظام ومن هنا نفتح هذا الملف الخطير الذى بث الرعب داخل قطاعات المجتمع بعد الثورة ..

 

أذيال النظام وخطة مدروسة

من يتابع الأحداث التي مرت بها مصر خلال فترة ثورة 25يناير وما تبعها من أيام حتي الآن يعرف الفرق بين الثورة والثورة المضادة، فقد خرجت المظاهرات 25يناير سلمية لا تحمل سلاحا، ورغم ما واجهته من رصاص، وعندما علم أذيال النظام مدي إصرارهم علي موقفهم، اتجه إلي الشعب، ليبث الرعب فيهم، وانطلقت موجات رصاص بلطجية النظام لتنهمر علي الأهالي في شوارعهم، وفي نفس الوقت إثارة الشائعات التي تزيد من حالة الرعب والفزع، وقد نجحت خطته في إثارة الفزع والرعب، ولكنها فشلت في هدفها وهو أن يترك أبناء ثورة 25يناير موقعهم في ميدان التحرير، ويعودوا إلي منازلهم وبينما تعالت الاستغاثات عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي معظمها صدرت ممن يبثون الرعب أنفسهم، فهم أيضا كان لهم دور آخر، فالبعض منهم انطلق ليطلق أعيرته النارية والآخرون يتصلون بوسائل الإعلام، سواء قنوات حكومية أو فضائية.

ثم جاءت مرحلة آخري لينفذ الشيطان بقية خطته فخرجت المظاهرات الفئوية ومن خرج بها ليس إلا مصريون لا يبحثون إلا عن عدالة اجتماعية، وخرج الشيطان يتوسطهم، فبث بينهم بضرورة الاعتصام وترك وظائفهم حتي تتحقق مطالبهم، وهنا نجح الشيطان في هدفه، فقد شل طرق المواصلات وتوقفت بعض المصانع وشهدت العديد من الهيئات الحكومية كثيرا من الفوضي والاعتصامات ثم حدثت أحداث أطفيح ثم تبعتها أحداث المقطم أو الزرايب!!!!!!

تلك الأحداث هي مؤامرة كبري يتم تنفيذها طبقا لخطة منظمة ومدروسة جدا وإن كان هناك فتنة قد سبقتها دون أن ندرسها جيدا.

المطالب الفئوية بئر الهاوية

ماذا تريدون من مصر؟ سؤال لكل المتظاهرين بطلبات فئوية، وليس المتقدمين بطلبات فئوية، والفرق بينهما كبير، حيث إن المظاهرات هي وقف لعجلة العمل والتفرغ للتظاهر والاعتصام والإضراب، وينتج عنه إيقاف لعجلة الإنتاج، ويظن البعض من المتظاهرين بالمطالب الفئوية بأن الوقت الحالي فرصة يمكن أن يحققوا مكاسب لن يستطيعوا أن يحققوها في أي وقت آخر، ويظنوا أن الحكومة الحالية في موقف ضعف، ترضخ لمطالبهم، ولا يفهمون أن الحكومة الحالية هم أنفسهم مصريون شاءت أقدارهم أن يتحملوا مسئولية سوف يساءلون عنها أمام الله والتاريخ.

أما التقدم بطلبات فئوية هي أن نتقدم بورقة نطالب فيها بتعديل بعض المواقف التي اختل فيها ميزان العدالة سواء من الناحية الوظيفية أو المادية، دون أن يؤثر ذلك علي عجلة العمل.

وإذا كانت هدف تلك المظاهرات والإضرابات والاعتصامات هي وقف المصانع والشركات ومختلف الإدارات الحكومية وغيره، فإنها سوف تكون نواة للثورة المضادة التي تهدف إلي تخريب مصر.

ثورة الجياع

ونتيجة لتلك الفوضي سوف تحدث ثورة الجياع وهؤلاء هم أبناء مصر أيضا، ولكن شاءت أقدار النظام السابق أن يزيد من أعدادهم، وهم لم يخرجوا إلي الشارع حتي وقتنا هذا، بل إنهم مازالوا منهمكين في تدبير أمور حياتهم المعيشة وهم كٌثر، ولكن مع تزايد توقف عجلة الاقتصاد سوف تزيد من وطأة الحياة عليهم، فقد لاحظنا أن البلطجة أصبحت تنظم مواقفها وترتب بيتها من الداخل لتشن حربها القاسية نحو شعب مصر.

هؤلاء الجياع هم من يتعايشون علي هامش دورة الحياة الاقتصادية، التي تقوم علي هامش ربح مختلف لأبناء الشعب، وأصبحت الآن غير متوافرة لديهم، ومع تعثر العجلة الاقتصادية فلن يكون أمامهم إلي الخروج إلي الشارع للبحث عن طعام، سوف يلقي البعض منهم نفسه في أحضان أصحاب النقود"أبناء الثورة المضادة " ويومها سوف نجد أنفسنا أمام مظهر مختلف وأشد مما رأيناه في أحداث المقطم وأطفيح.

أطفيح ..المقطم..ولادة متعثرة

لقد عاشت مصر ثورة 25يناير التي جعلت كل أبناء مصر يعيد حساباته مرة آخري، ترك كل خلافاته، كل مشاكله، كل احتياجاته، وصمم علي تنفيذ مطلبه الأول والأخير وهو سقوط نظام وليس سقوط دولة، وظنت الثورة المضادة أنها تستطيع أن تسقط الدولة، فصنعت أحداث أطفيح بل مازالت تؤجج فيها، وخرجت مظاهرات في التحرير ثم ماسبيرو تندد بما حدث في اطفيح ولكن القائمين علي الثورة المضادة رأوا أن تلك المناطق يصعب فيها تنفيذ مخططهم فنقلوا نتائج ما حدث في أطفيح إلي منطقة نجح في اختيارها وهي المقطم أو منطقة الزرايب، والتي توصف بأنها من المناطق الأقل تعليما أو الأقل ثقافة،إضافة إلي انتشار الفقر بين قاطنيها، أضف إلي ذلك أنها منطقة جبلية مما يسهل لأعوان الثورة المضادة في إصابة البعض من هنا أو هناك ثم الهروب دون أن يقع في أيدي المواطنين، وخرج منها من يدعو إلي مظاهرة سلمية، سرعان من انقلبت إلي حرب بين أبناء الوطن الواحد-مسلمين ومسيحيين- بسبب شائعات أطلقها أبناء "الثورة المضادة".

أحداث أطفيح..المقطم رسالة جاءت نتائجها بآثار سلبية علي خطة "الثورة المضادة"، وبآثار ايجابية لأبناء مصر، فقد فطن المصريون إلي ألاعيب الشيطان، وعرفوا أن من سقط في تلك الأحداث من قتلي ليس في فكرهم إطلاقا حرق مصر، بل إنهم كتبوا رسالة بدمائهم لمصر كلها تحتوي علي كلمة واحدة كتبوها بدمائهم هي"احترسوا".

إن ما يحدث حاليا وما سوف يحدث مستقبلا لا قدر الله، هو من تنفيذ الثورة المضادة، ويجب ألا ننساق وراء العاطفة الدينية، لأن الشيطان أو الثورة المضادة سوف يستغل تلك العاطفة الدينية في زيادة حربه من خلال إذكاء الفتنة الطائفية.

فتنة الوثائق وقتل مصر بالخيانة

بالطبع هي فتنة ودعونا ننظر إليها بنظرة أخري بعيدا عن محتوي تلك الوثائق، وأن نذكر جيدا الأيام التي سبقتها والتي تلتها ونقول: إن وثائق جهاز أمن الدولة

والتي أصبح العديد منها في يد بعض أبناء الشعب المصري، احتوت علي أسماء كثيرة من أبناء مصر، سرعان ما بدأ البعض في نشر بعضا منها والتي زادت الفرقة بين أبناء الشعب بل جعلت مصر كلها تتحدث عن شىء واحد وهو "الوثائق" وما تحتويه ثم جاءت المرحلة الثانية من خطة الشيطان وهي إطلاق الشائعات عن بعض الشخصيات التي دون مستندات!!!!

من خلال العرض السابق يتضح إن الثورة المضادة تقوم علي خطوتين في تنفيذ مهمتها، الأولي قيام بعض عناصرها بتنفيذ مهمة ما في البلاد يعقبها شائعة لتذكية ما تنفيذه بين أفراد الشعب، ومن هنا نجد أنه سيناريو موحد في تنفيذ المهام يعتمد علي خطوتين رئيسيتين ومن هنا نستطيع أن نقرأ ما هي الخطوة التالية؟

السيناريو الأسود القادم للثورة المضادة

من خلال قراءتنا لخطة الثورة المضاد فإننا نتعامل مع فكر منظم للشر لا دين له ولا إيمان، ومن ثم فإن أسوأ السيناريوهات القادمة هي تنفيذ أعمال تخريبية ثم إطلاق الشائعات لإلصاقها ببعض الفئات أو الشخصيات، أو اغتيال شخصية سياسية وإطلاق شائعة تتهم خصومة السياسيين باغتياله، أواغتيال شخصية دينية ومن ثم ترويج للفتنة الطائفية وهي ليست مقصورة علي المسلمين والمسيحيين بل يمكن أن تتعداها ليتم اتهام أبناء الدين الواحد ولكن مختلفين في المذهب أو التوجه الديني،ومن ثم يصبح الباقون متفرجين علي المشهد، أو سيناريو إشعال الحرائق في بعض الهيئات الحكومية ومن ثم ترويج شائعات بأن المسئولين الحاليين أتباعا للنظام السابق وهم يحاولون إخفاء بعض المستندات التي تتهم عناصر في النظام السابق بتورطها في قضايا فساد شهيرة، وربما يتسع السيناريوهات لتشمل المحافظات الحدودية مع إطلاق شائعات لتعرض البلاد لمحاولات خارجية للتعدي علي سيادة الدولة وان الحكومة الحالية ليس لها القدرة علي حماية سيادة الدولة مثل النظام السابق أو سيناريو محاولة الوقيعة بين العناصر الأمنية بعد نزول قوات الشرطة إلي الشارع المصري.

وهناك نقطة مهمة جدا يجب أن ننتبه إليها إن الثورة المضادة تمتلك ثلاثة أشياء لا يمتلكها أفراد الشعب المخلصين، أولاها: ما سوف يتم حدوثه، فهي فقط تعرف الهدف القادم الذي سوف تنفذه، والعنصر الثاني هو الوقت، فهي وحدها تعرف وقت حدوث العملية، أما العنصر الثالث ويتمثل في المكان فربما ينقسم هنا إلي عنصرين أي مكانين وليس مكان واحد مثل ما حدث في الفتنة الطائفية فقد أشعلتها في اطفيح ونفذتها في المقطم.

ولمواجهة كل تلك السيناريوهات فيجب توعية الشعب المصري إلي ضرورة التنبه إلي الإشاعات التي سوف تصدر عقب أي حدث ربما تتعرض له الدولة وان يكون لدي العقلاء في هذا الوطن في كل موقع وليس أعضاء الحكومة الحالية فقط،، رؤية مستقبلية للهدف من الأخبار المغرضة التي يتم نشرها ومن ثم الإسراع إلي محاولة الحد من النتائج المترتبة علي الحدث.

ماذا تريد مصر منا جميعاً؟

ربما نحتاج إلي أن ننظر بشئ من التعقل إلي مستقبل مصر، وان نفكر جيدا ونحاول الإجابة علي هذا السؤال: ماذا كان سوف يحدث لو أننا كنا قد امتنعنا عن الخروج عن المظاهرات الفئوية؟، ماذا لو امتنعنا عن نشر الوثائق التي وقعت في يد البعض؟، ماذا لو امتنعنا عن سماع الإشاعات والانجراف ورائها دون تعقل، والتي تنمي الفرقة بين مسلمي ومسيحي مصر؟، كنا بالطبع قد انصرفنا إلي أعمالنا ودفعنا عجلة الإنتاج، كنا قد اتحدنا كلنا دون تخوين لبعضنا لنرسم مستقبل مصر السياسي، كنا قد وضعنا أيدينا في يد بعض مسلمين ومسيحيين ننسي اختلافنا ونذكر مصر وابنها الوليد.

هل نتصور يوما ما إن أذيال النظام كانوا سوف يتركون لنا أن ننعم ببعض من الحرية؟، أن ننعم ببعض من الكرامة بعض الإهانة؟، ننعم ببعض من العدالة الاجتماعية بعد الذل والمهانة وتقسيم أبناء مصر إلي محدودي الدخل وأغنياء القوم؟.

إن ما يحدث الآن هو بداية لمخطط الثورة المضادة يتم تنفيذه وليس نهاية المطاف ولم يفت الأوان.