عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شغالات.. "أون لاين"

بوابة الوفد الإلكترونية

«الشغالات»  داخل المنازل، جزء من حياة البعض لقضاء احتياجات الأسر وتنظيف البيوت، ومساعدة الزوجات فى تحضير الطعام، ومراعاة الأطفال أثناء تواجد الزوجات فى العمل.

ولأنها مهنة غير خاضعة لأحكام قانون العمل، تتفاوت أسعار الحصول على خدمة الخادمات حسب المكان وساعات العمل والإقامة والجنسية، فضلاً عن استغلالها من بعض «السماسرة»، كى يقوموا بجلب الأجنبيات من مختلف البلدان مثل الفلبين وإثيوبيا وغانا وكينيا، إلى مكاتب الشغالات والخادمات مقبل «عمولة»، الأمر الذى حول مواقع التواصل الاجتماعى إلى منصات لإعلانات أصحاب مكاتب التخديم لعرض مميزات الخادمات اللاتى يعملن تحت إشرافهم، وبعضهم ينشر عدة صور لخادماته، مصحوبة بمميزات كل منهن، مع وصف دقيق لهيئتها الجسمانية من حيث الطول والوزن ولون البشرة!

وظهرت شركات عديدة تقوم بتوظيف الشباب منهم الحاصل على شهادات جامعية أو متوسطة، للعمل فى تنظيف المنازل وتلبية احتياجات الأسر، وكل المهام التى تحتاج الأسر إلى إنجازها، وهؤلاء أيضاً تختلف أسعار الاستعانة بهن.

أما العمالة الأجنبية وأغلبها سعرها معروف فى السوق، فتحصل الخادمة الفلبينية على راتبها بالدولار بما يعادل 13000 جنيه، ما يجعلها الأعلى سعراً، لأنها قادرة على إنجاز كافة أعمال ومهام المنزل وقدرتها على التنظيف الجيد للبيوت، فضلًا عن اهتمامها بتربية أطفال الأسرة، بهذا الكلمات تحدث عفاف محمد، صاحبة أحد مكاتب الشغالات بالقاهرة.

وأكدت «عفاف» أن أصحاب الفيلات والقادرين هم الأكثر اعتماداً على الخادمة الفلبينية، لأنه لا يستطيع أحد من محدودى الدخل أو الموظفين العاديين الاستعانة بخادمة داخل المنزل نظراً لحصولها على مبالغ قد تتخطى دخل بعض الأسر المصرية، مشيرة إلى أن الخادمة الإندونيسية يصل راتبها إلى 11000 جنيه فى الشهر، ما يجعلها تنافس الفلبينية فى سوق العمل، وتصنف الخادمة الغينية «غانا» فى المرتبة الثالثة، التى يتراوح راتبها ما بين 6500 جنيه و7500 جنيه شهرياً، على حسب دورها اذا كان لدى الأسرة أطفال.

تاتى الخادمات المصريات فى المرتبة الأخيرة وهن ينقسمن إلى شريحتين، الأولى هى الخادمات اللاتى يعملن عن طريق المكاتب ويجدن أكثر من لغة ويتم الاستعانة بهم فى الاعمال المنزلية والعناية بالأطفال وكبار السن وهن يحصلن علي مبلغ شهرى لا يقل عن 6000 جنيه، وجاءت الشريحة الثانية الأكثر تواجداً فى المجتمع المصرى، ويستعين بهن جميع الطبقات تقريبًا ولا يتبعن مكاتب، ويأتى بهن سماسرة وحراس العقارات من القرى والنجوع النائية بالمحافظات.

وهذه الخادمة تحصل على 1000 جنيه مرتبا شهريا ويزيد إلى 2500 جنيه وبعضهن يقيم فى أماكن العمل والبعض الآخر يذهب لقريته يومياً، وهناك من تعمل لأكثر من أسرة واحدة فى الشهر.

وتابعت صاحبة المكتب: «تقوم الخادمة بقضاء كافة احتياجات المنازل بداية من رعاية الأطفال إلى التنظيف والترتيب»، لافتة إلى أن الشغالات القادمات من غانا هن أكبر عمالة موجودة فى مصر، وتتربع الخادمة السودانية والإثيوبية على المرتبة الأخيرة، ويبلغ راتبهن ما بين 4500 جنيه إلى 6500 جنيه، ما يجعلهن أقل دخلًا من الخادمات من باقى الجنسيات المختلفة.

وقالت: إن وجود خادمة فى المنزل أصبح ضروريا لمساعدة السيدات على تلبية احتياجات البيوت ولا يعتبر وجودها شيئا من الترف، موضحة أن أهم الجنسيات التى يزداد الإقبال عليها هن الإثيوبيات، نظراً لعملها المتميز وقلة المشاكل التى تتسبب فيها داخل المنزل ما يجعل الشكوى منها ضئيلة، كما أنها تجيد اللغة العربية مما يجعل التعامل معها سهلا وبسيطا، ناهيك عن راتبها المتوسط.

وأكدت «شيرين خالد»، صاحبة مكتب خادمات بمنطقة الهرم بالجيزة، أن سوق الخادمة المصرية تراجع عن السابق، بسبب كثرة المشكلات وعدم إتقانها لاحتياجات المنازل، مشيرة إلى أن أغلب ربات البيوت يعتمدن فى الوقت الراهن على الخادمات الأجنبيات من الأفارقة، بعد أن كان يتركز طلبهن على الخادمة المصرية.

وقالت شيرين خالد: 4% من المصريين يعتمدون على الخادمة الفلبينية، حيث يطلبها مستوى معين من الناس، متمنية عودة الاستعانة بالخادمة المصرية كما كان فى السابق لأنها معروف أسرتها وهويتها، عكس الشغالة الأجنبية حيث يتم تهريبهن من السودان.. وقالت: «مفيش حل لأن هو ده المطلوب بعد كثرة مشاكل المصريات داخل البيوت».

ووضعت «شيرين» قائمة بالمستندات والأوراق المطلوبة من جانب العاملات الأجنبيات والمصريات، منها صورة البطاقة الشخصية وفيش وتشبيه للتأكد من عدم وجود قضايا سابقة عليهن، والحصول على وصل كهرباء أو مياه وقسيمة زواجها إذا كانت متزوجة حتى يسهل الوصول إليها فى حال ارتكابها أى جريمة فى حق العميلة، أما العاملة الأجنبية التى يوفرها السمسار «المتعهد» كما يسمونه، فتطلب منها ورق الإقامة الخاص بها وبعض التحاليل الطبية التى تؤكد خلوها من الأمراض المزمنة كفيروس «سى» أو مرض الإيدز.

ولفتت إلى أنها  تقوم بعمل عقود تتراوح مدتها ما بين شهرين لسنة ويتم تجديدها على حسب طلب الخادمة، قائلة: «هناك شغالات مصدر ثقة نتعاقد معهن عاما ويجدد لأنهن ثقة وسوف يجدد لهن، إنما المصريات بتعامل معاهم شهر بشهر  لأنهم فى أى وقت بيمشوا».

وأضافت: هناك أسر ليس لديها أى مشكلة فى دفع أى مبلغ شهرى للشغالات، مشيرة إلى أن معظم الإفريقيات جئن عن طريق اللجوء السياسى، ويعملن فى المجتمع دون تصريح، لا أستطيع الاستغناء عن خادمة فى منزلى، لأنها بمثابة ذراعى اليمنى فى تنفيذ متطلبات المعيشة لأفراد أسراتى، ووجودها داخل المنزل رعاية للأطفال وحفاظاً على أرواحهم، بهذه الرؤية تحدثت غادة مهران، إحدى السيدات اللاتن يعتمدن على الخادمات.

وقالت: «إنها تعتمد على الخادمات الفلبينيات بسبب تنظيمها والتزامها الكامل بكافة أعمال المنزل، حيث إنها تعمل المطلوب منها جيداً وتقوم بإنجازه دون توجيه من أحد».

وقالت إحدى السيدات التى تعمل فى مجال تنظيف المنازل «خادمة»: «إن السوق هو من يحدد أسعار العمل فى هذه المهنة»، مشيرة إلى أن المصريين يفضلون الأجانب فى العمل بالرغم من ارتفاع أجورهن.

 

المصريات يشكين

«الخادمة المصرية تتحمل الكثير من الضغوط والمعاملة السيئة من أصحاب المنازل بسبب نظرة التعالى والاحتقار، فى حين أنهم يعتبرون الخادمة الأجنبية موظفة لها

حقوق وعليها واجبات لا أحد يستطيع التجاوز معها كما يحدث مع المصرية»، بهذا الحديث وصفت السيدة حالة الخادمة وما تتعرض له فى العمل داخل البيوت.

«تنظيف المنازل ورعاية البيوت والأطفال مسئولية لا يتحملها أى أحد، لكن الحياة أجبرتنا على التحمل والعمل من أجل المعيشة وتربية أولادنا»، هكذا تحدثت أمنية محمود، إحدى الشغالات، للتعبير عن ظروف عملهن فى المنازل، مؤكدة أن الخادمة المصرية تبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق أهداف ربات البيوت، ورغم ذلك هناك حالة من عدم الرضا على الخادمة المصرية.

وأوضحت السيدة، أن الغالبية العظمى من المصريين قاموا بإنهاء عمل الخادمات المصريات، وفضلوا الاعتماد عليها فى فترات متفاوتة للتنظيف والترتيب والرعاية، لكن دون الاستمرار حتى لا يتكبدوا أموالاً كثيرة، رغم أن الخادمة المصرية أقل سعراً فى سوق عمل المنازل.

وقالت فريال عبدالوهاب، ربة منزل بمنطقة حدائق الأهرام: «لا أعتمد على خادمة أجنبية بسبب راتبها المرتفع، بالمقارنة بالعمالة المصرية، اعتمادى الكلى فى تنظيف المنزل وترتيبه، على خادمة أستعين بها يوماً من كل أسبوع لقضاء كافة مستلزمات المنزل ومساعدتى فى عملية التنظيف التى أقوم بها فى منزلى، بجانب تحضير بعض الأكلات وحفظها حتى يتمكن أطفالى وزوجى من تناولها أثناء تواجدى فى العمل».

وأكدت منال عبدالعظيم، ربة منزل، أن ارتفاع أسعار الدولار تسبب في لجوء العديد من الأسر المصرية إلى طلب خادمة يوم واحد فقط فى الأسبوع.. وقالت: «أفضل المصرية لأنها أقل سعراً من الأجنبيات التى تتقاضى راتبها بالدولار ما جعل الغالبية غير قادرة على توافير الرواتب، ولجأت كثير من السیدات إلى طلب خادمة یوم واحد فقط من كل أسبوع مقابل أجر يتخطى الـ 600 جنيه لليوم».

وأوضحت «منال» أن سبب الأزمة فى ارتفاع أسعار الخادمة المصرية یرجع إلى نظرتها للمبالغ الطائلة التى تحصل علیها نظیرتها الأجنبیة، فتمردن على الأجور القدیمة، وللأسف الشدید هناك شریحة من المجتمع مستواهم المادى مرتفع یدفعون رواتب ضخمة للخادمات، وأتذكر من سبع سنوات الخادمة المقیمة كانت تحصل على ١٢٠٠ جنیه وكانت تتباهى بهذا المبلغ.

 

قالوا: الشغل مش عيب.. ولكن نظرة المجتمع لنا تثير أحزاننا

.. وجامعيون فى الخدمة

 

الجديد فى خدمة البيوت هو امتهان جامعيين لهذه المهنة رافعين شعار «الشغل مش عيب».

محمود عبدالرحمن، حاصل على بكالوريوس تجارة، ويعمل فى إحدى شركات تنظيف المنازل، يقول إنها مهنة مثل غيرها، كل يؤدى وظيفته لتحقيق أهدافه وتحسين دخله، مشيرا إلى أنها لا يوجد ما يعيبها إلا نظرة المجتمع الدونية لها فقط.

واستكمل الشاب: مجال تنظيف البيوت وتلبية احتياجات ربات البيوت إحدى الوسائل المتاحة أمام شريحة كبيرة من الشباب للحصول على فرصة عمل فى الشركات الخاصة رغم أن بعضهم من الحاصلين على مؤهلات عالية.

وأشار إلى أن إنجاز احتياجات الأسرة يتم بناء على طلبات العملاء وربات البيوت، لكنها تختلف عن عمل «الخادمات» من حيث الإقامة فى بعض الأحيان أو تحضير الطعام أو رعاية الاطفال، حسب رغبة اصحاب المنازل.

على جانب آخر أكد عبدالعليم أحمد، عامل بإحدى شركات تنظيف المنازل، وحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، أن كثيرا من الشباب لم يتمكنوا من الحصول على فرصة عمل بعد التخرج من الجامعة، فى حين أنه مطالب بتوفير المال اللازم لمساعدة أسرته على العيش وتلبيه كافة احتياجاتهم وتحقيق أهدافه الخاصة، وبناء مستقبل يمكنه من الحياة كريما لذا كان العمل فى شركات تنظيف المنازل وتنفيذ متطلبات الأسرة هو السبيل الوحيد لتحقيق الذات والحصول على عائد مجزٍ يتراوح من 4500 إلى 6000 جنيه فى الشهر حسب المهام المطلوب تنفيذها وإنجازها.

وتابع قائلا: «كثير من الشباب تجنب نظرة المجتمع وفضل العمل الحر باليومية والابتعاد عن العمل فى المنازل والخادمة»، مؤكدا أن المجتمع يحتقر من يعمل بها، بالرغم من أنه لا يوجد بها ما يمس الكرامة ولا يقلل من شأن من يتخذها عملا، ولا يعتبرها عملا ووظيفة إلا إذا عمل بها الأجانب فقط.